رواية انا وهو وامه الفصل الخامس عشر 15 بقلم امل صالح
– يخربيت سنينك.! يابني أنت عايز تشلني، مَـ تجادلنيش أنا أدرى بمصلحتك..
قعدت نبيلة وقالت بزهول وسندس لسة سامعة كلامها – يلهوي.! جواز.! ومن سندس.! دانت اتهبلت باين؟!
سمعت رد عبد الرحمن عليها بإنفعال – يا راجل! مش دي روحك وحبيبتك ونن عينِك؟ دانتِ بتاخدي صورها مني عشان تخليها معاكِ ولا كأنها بنتك أنتِ.
وقفت نبيلة مسكته من ودنه وقالت بعصبية وهي بتجز على سنانها – يا حمـ.ـار يابن الحمـ.ـارة، البت لسة مرمي عليها الطلاق، تقوم أنت زيك زي البغل تطلب إيدها؟ مفكر نفسك مين ياروح أمك؟
اتنهدت سندس براحة بعد كلامها وحست لوهلة إنها زي البقية، كذابين ومنافقين، بقت عايشة في رعب من كل الناس حواليها من كمية النِفاق اللي اتعرضت ليه.
خبطت على الباب رغم إنه كان مفتوح، فتحتلها نبيلة اللي شدتها بتلقائية لجوة – اي يا سندس أنتِ غريبة يابت؟ دانتِ بقيتِ بنتي خلاص..
بصت الأكياس في ايدها وكملت بعتاب – كِدا.! طب ما الأكل جوة أهو يابنتي!
إبتسمت سندس وطبطت على كتفها – مش قصدي والله يا طنط، أنا حابة ادوقك اكلي .. اي رأيك؟!
ردت عليها بحماس وهي بتشدها للمطبخ – يلهوي! دا يا نهار حلاوة خالص يا ناس!
كانت ماشية وراها وعينها على عبد الرحمن اللي كان قاعد بيبص قصاده بضيق، قام وقف وقال بصوت عالي عشان يوصلهم – أنا ماشي..
.
.
خرجتله نبيلة بسرعة – استنى كُل لقمة معانا..
غمزت وكملت بهمس – عشان تدوق أكل سُنسُن، وخليك ناصح ها … نـاصِــــح.
قعد مكانه تاني وطلع تلفونه يقلب فيه شوية قبل ما يقفله ويقوم يمشي تجاه المطبخ، كانوا الاتنين جوة بيحضروا الأكل، نبيلة بتساعد سندس اللي حالها اتبدل كتير بعد ما اتطلقت.
حست سندس بطلاقها بحرية غريبة وكأنها كانت مُقيدة لأعوام مِش مجرد سنة واحدة، كان مراقبهم ببسمة وهو شايفهم مرة بيضحكوا ومرة بيساعدوا بعض، وفي عقله بيتمنى تكون هي دي عيلته بعد 3 شهور…
‘**’°’**’°’**’°’**’°’**’°’**’
وصل حسام البيت كانت نيرة مستنياه من بداية ما خرج، أول ما سمعت صوت عربيته تحت فتحت الباب وفضلت مستنياه على الباب لحد ما طِلِع..
.
.
تجاهلها ودخل وهي اتنهدت بيأس من إنه مش بيكلمها أو بيحاول يفتح مجال للكلام بينهم، رفعت عينها بلهفة وهي بتمشي بخطوات أشبه للجري لما سمعت صوته بيندها – نيرة.
وقفت على باب الأوضة وهو شاور جنبه على السرير فَـ فهمت قصده وقعدت جنبه بصمت من الاتنين، سمعته وهو بياخد نفسه قبل ما يقول – أنتِ شايفة نفسك غلطانة ولا لأ يا نيرة؟
.
.
مردتش عليه وثبتت عينها على الأرض بكسوف وهي بتهز رأسه بِـ “آه” وهو كمِل – عارفة سندس قالتلي اي قبل ما اجي من شوية؟
رفعت راسها بترقب وهو كمِل بإبتسامة وهو بيفتكر كلام أخته وهي بتحاول تتطلع نيرة مش غلطانة – قالتلي إني غلطت يا نيرة، قالتلي مكنش ينفع تاخدني معاك في كل خروجة بتخرجوها سوا، قالتلي روّح صالِح مراتك يا حسام وعاتبها..
.
.
عينها دمعت وقالت بندم – أنا والله مِش بكره سندس، أنا مبحبتش اهتمامك بيها، غيرت منها لما حسيت إنك بتعاملها زيي ويمكن أحسن.!
– عمري.
.
.
نطقها بإنفعال قبل ما يرجع يكمل – عمري يا نيرة ما عملت كدا خالص، سندس عشان ياما حكيتلك قد اي أنا بحبها فالكلام لزق في دماغك فَـ بقيتي تلزقيه مع كل فعل ومركزة في كل حاجة بعملها عشانها، ودا اللي هيألك إني بحبها أكتر منك..
سكت شوية وكمل بعدها بحزن – سندس أنا اخوها الكبير وشوفت معاملة أبويا ليها من وهي لسة عيلة، شوفت سكوت امي عن اللي بيعمله في بنته فَـ حلفت وخدت على نفسي يمين اعوضها بأي طريقة كانت..
كانت نيرة ساكتة ومش لاقية كلام تبرر بيه لأنها متأكدة من صدق كلامه، اتنهدت حسام وقال – آخر كلام هقوله في الموضوع دا يا نيرة عشان نقفل عليه، أنا مش عايز اعرف أنتِ قولتِ اي لسندس ولا هسألك عليه بس أنا أختي هنا بيتها ووقت ما تيجي تيجي، مِش تتطرد من بيت أخوها في آخر الليل.!!! اختي تعامليها زي ما بتعاملي اختك يا نيرة مش هقولك اعتبريها اختك لأن دي حاجة تخصك بس عامليها زي الناس عشان الحياة تمشي..
وقف وسابها لسة قاعدة وكمل وهو رايح ناحية الدولاب – ولعلمك أنا زعلان لسة بس اهو اديني عملت اللي عليا..
كانوا قاعدين بياكلوا التلاتة على ترابيزة واحدة واول ما عبد الرحمن داق الاكل ساب المعلقة وصقف وهو مغمض عينه بتأثر – اللـــــــــــــــه..
بص لسندس – هتبقى زوجة قمر ليا يا سُنسُن..
بصتله بحدة – والله أنا بفكر بكلامك دا انزل اشوف فندق اقضي فيه الكام يوم دول..
– عيب عليكِ، وبودي موجود؟
برقتله نبيلة وقالت – كُل يا عبدو؛ كُل يا حبيبي.
مردش على مامته وكمل كلامه وهو بيبص لسندس – قوليلي يا سندس، تحبي الصالة يكون لونها اي؟ بيچ ولا أوف وايت!
سابت المعلقة وقالت وهي بتعقد كفوفها سوا – قولي أنت يا عبد الرحمن، أنا ولا أمك؟
– قولي أنت يا عبد الرحمن، أنا ولا أمك؟
اتصدم عبد الرحمن من سؤالها وكذلك نبيلة اللي سابت الأكل وبصتلها بإستغراب، اتنهد عبد الرحمن ومسك إيد أمه – أمي طبعًا!
إبتسمت سندس وحركت راسها بماشي وهو فِهِم غرضها من سؤال زي دا، خلصوا أكل ووقفت تدخل الأطباق مع نبيلة اللي لسة بتفكر في كلامها.
كانت سندس في الحمام ونبيلة قاعدة جنب عبد الرحمن وبتكلمه بهمس – هي قصدها اي بكلامها دا!
بص عبد الرحمن لأمه بغموض قبل ما يقول بصوت واطي زيها – شكلها كدا ناوية تاخدني منِك ياست الكل.
لوت نبيلة شفتها وقالت وهي بتشوح بايدها – فشرت، دي سُنسُن دي حتة من قلبي، ياض البت دي قلبي كدا قلبي.
– الله الله ياست ماما.! مين ابنك أنا ولا هي!
– انتوا الاتنين، وانا بقى يا سي عبدو محبش حد يتكلم عن بنتي سوء لأحسن انا لساني طويل، ولم الليلة ها، لِمَّهَـــــــــــا!
خرجت سندس بصتلهم بإستغراب لصوتهم العالي وعبد الرحمن اللي شد حاجته من فوق الترابيزة – أنا أصلا ماشي ومش هتعرفيلي طريق.
– بس ياض يا أهبل أنت..
شدت سندس من إيدها وقالت بحماس – تعالي يا سندوسة أوريكِ أوضة عبدو.
زعق – اياكِ يا نبيلة، وربنا اروح فيكِ ع السجن هه.
– امشي يالا يلا، يلا هَوينا.
– حاضر.
سابهم ومِشىٰ وهي شدتها لأوضتها، بصت سندس للاوضة بإستغراب – دي أوضة عبد الرحمن!
– لأ دي اوضتي أنا، اقعدي لأحسن عايزاكِ في كلمتين مُهمين أوي.
قعدت سندس بإستغراب وقصادها نبيلة اللي قالت وهي بتفتح دُورج الكوميدينو وبطلع صور رفعتها قصاد عين سندس – دي صورِك..
مسكت سندس الصور بإستغراب ونبيلة كملت – كان يلقطلك الصورة من هنا وانا اعلقه واخدها منه من هنا، يابني حرام وعيب اللي بتعمله يبجح ويقولي يا ماما بحبها، حبه برص حبيب أمه.
ضحكت سندس على كلامها وهي بتتفرج على الصور اللي كانت ليها كلها قبل جوازها من سامي، ونبيلة كملت وهي مبتسمة بحزن – يوم ما اتجوزتي مَـ بطلش عياط قلب أمه، بقى نايم صاحي في حضني على السرير هنا ولا العيل الصغير..
رفعت سندس وشها لنبيلة وسألتها بهزار – أنتِ عايزة اي بالظبط يا طنط!
ردت عليها نبيلة وهي بطبطب على إيدها – والله مَـ عايزة حاجة، ولعلمك وافقتي عليه أو موافقتيش هتفضلي بنتي يا سندس، هو ابني وكل حاجة بس هنغصبك مثلا عليه، دانا اديه بالجزمة..
ضحكوا الاتنين سوا وكملوا كلام في لحظات سعيدة قطعها صوت الجرس، راحوا سوا يفتحوه واتفاجئت سندس بنيرة قصادها.
دخلوا قعدوا جوة بإنتظار يسمعوا سبب مجيئها، نيرة بصت لسندس وقالت بإحراج وهي بتنزل عينها لتحت تاني – أنا آسفة يا سندس.
وقفت سندس قعدت جنبها بسرعة وقالت وهي بتمسح على ضهرها – لي بتقولي كِدا يا نيرة! دانتِ أختي والله، اوعي يكون حسام اللي قالك تيجي!
– مقاليش حاجة، أنا جاية من نفسي والله بجد مكنش قصدي ولا كلمة من اللي قولتها، أنا عارفة قد اي أنتِ كويسة وتستحقي كل خير أنا آسفة اوي بجد.
ردت عليها سندس بتحذير وهزار – لا إله إلا الله! والله كمان مرة انا آسفة هقوم الطشلك هه.
لفتلها نيرة – أنتِ مِش زعلانة مني! تعالي معايا يلا البيت.
اتكلمت نبيلة بهزار – لأ لحد هنا استوووب، البت دي تخصني وتخص الواد عبدو يا نيرة.
– روَّحي يا نيرة وأنا هنا مع طنط مَـ تقلقيش يا حبيبتي، وانا هتلاقوني نطالكم كل يوم بس اخلص من سامي بس.
فضلوا قاعدين بيتكلموا شوية ويضحكوا شوية لحد ما نيرة قامت مِشَت، عدا 4 شهور على اليوم دا ما بين محايلة عبد الرحمن لسندس وكذلك كلام نبيلة ونصايح حسام ليها.
لحد ما في يوم دخل عبد الرحمن البيت و أول ما دخل من الباب قال وهو بيصقف – بقول يا سُندس نقصَّر ونروح دلوقتي لعمك حمدي المأذون ونكتب، ها قولتي اي! موافقة؟ ينهار قمر! يلا بينا.
بصتله سندس ببلاهة قبل ما توقفه – عبد الرحمن….
لف بصلها فَـ كملت وهي بتتنهد – أنا مش عايزة اعيش مأساة تانية.
ضرب على صدره بهزار – بقولك هتتجوزي بودي.! عارفة دا معناه اي!
بصتله بإستغراب وهي كاتمة ضحكتها وهو كمل – يعني يا نهار فرفشة ونعنشة وحلاوة ومفيش نكد أصلا، بينا ع المأذون ياختي؟
‘**’ ‘**’ ‘**’ ‘**’ ‘**’ ‘**’ ‘**’
كانت نايمة على السرير بتعب وهو قصادها على كرسي ماسك إيدها – يا عبد الرحمن شوية برد وبعرف اتحرك! ناقص تربطني في السرير ياخي!
دخلت نبيلة من باب الأوضة وهي شايلة اكل في ايدها – بس بس، قال تقومي! مفيش حركة غير لما تبقي اسد كدا أسد.
– يا طنط بقول دور برد عادي والله!
ضغط عبد الرحمن على كفها وقال – خلاص يا سندس جدال بقى! أنا قولت مش هتتحركي غير لما تتحسني! يلا كلي الخضار دا يلا.
بصت سندس لنبيلة اللي قعدت جنبها وبدأت تعدلها قعدتها عشان تاكل، بصت لكف عبد الرحمن اللي ماسك في كفها بقلق وكل شوية يتفقد حرارتها بقلق، كمية حب مكنتش تتوقع تحصل عليه قبل كدا!
خططت لمستقبل بائس مع سامي وأمه لكن يبدو إن تدابير ربنا كانت أقوى من تخطيطاتها!!
ربنا مبيخذلش حد، ربنا بيبلي عشان يشوف مقدار صبر البني آدم، وجائزة البني آدم الصبور هي العوض..
قارنت سندس بين سامي وعبد الرحمن ونبيلة وأم سامي وشافت إن قد اي الفرق شاسع.!!
وَفِي الخِتَام…
°° ظَنَّت أنَّها سَتَبقَى بِدَوَّامَة لا نِهَايَةَ لَهَا؛ وَلَم تَكُن تَدرِي مَا يُخَبِئَهُ المُستَقبَل لَهَا، لَم تَكُن تَعلَم أنَ تَدَابير الله أقَوى مِن كُل وأي دَوَّامَة، وبِالنِهَايَة عُوِّضَت°° #بقلمي #بقلم_أمل_صالح
.
.
.
.