رواية ولكنها أمي الحلقة الثانية عشر
قالت ياقوت بصدمة : أنتِ ؟
نظرت لها تلك المرأة و التى تُدعى نرمين من أعلى لأسفل
خرج مراد من غرفته و هو يضحك و ينظر بإتجاه جياد قائلاً : أكيد روديسيا اشتكتلك
و لم ينتبه لتلك الواقفة على الباب نظرت له ياقوت بتوتر و جياد لا يفهم من تلك المرأة نظر إليهم مراد و إلى حالتهم تلك و قال لياقوت بتعجب : ماما حضرتك واقفة على الباب ليه ؟
دخلت نرمين و قالت : علشان أنا واقفة
صُدم و وقعت عليه تلك الصدمة كوقع الصاعقة أمه ؟ و بعد كل تلك السنوات ماذا يحدث ؟ مشوش مصدوم إحساس غريب تملكه و ما كاد ينطق حتى دخل ماجد هو الآخر و قال بإستغراب : فيه اى ؟
نظرت له نرمين فردد هو الآخر بصدمة : نرمين !
قالت نرمين بملل : مش هنخلص من المسلسل ده و لا ايه
و نظرت إلى ياقوت و قالت : مفيش حاجة عندك اسمها إكرام الضيف و لا اى شكلك……
قال مراد ببرود : أتكلمى مع والدتى بأسلوب أحسن من كده
ضحكت نرمين بشدة و قالت : والدتى
_ للأسف يا مراد دِ مش أمك أنا أمك الحقيقية
أبتسم مراد بسمة باردة خاوية من أى شئ و قال : أنا للأسف مليش غير ماما ياقوت و بس
أما حضرتك فأنا مش هقاطعك لأن ماما ياقوت ربتني كويس أوى
صرخت نرمين بغضب قائلة : مراد
نظر نحوها مراد و لم ينطق بينما قالت هى بغضب : أنتَ ابنى يا مراد أفهم و أنا جاية علشان ترجع معايا
أبتسم مراد و قال : والله ؟
_ جاية تدورى عليا بعد ايه بعد ما رميتينى و أنا عيل صغير .
بجد بهرتينى
بعد أذنكم
قال ما قاله و دخل إلى غرفته و جياد خلفة فقد أخبره مراد مسبقًا عما حدث
= مراد أنتَ كويس
أكتفى مراد بهز رأسه و لم يتحدث
بينما فى الخارج وقف ماجد قائلاً بهدوء و ثبات : أنا سبتك لغاية ما تخلصى كلامك و أظن أن محدش أتكلم هنا غير مراد نفسه لا أنا و لا ياقوت همنعك عن مراد و لا هنمنع مراد عنك ياريت متحاوليش تهدى اللى بقالنا سنين بنبنى فيه .”
نظرت لهم نيرمين و خرجت من منزلهم و هى تجر اذيال الخيبة فقد كانت تعتقد أن مراد سيُرحب بها بشدة و لكن يبدو أنها خسرته نظرت أمامها ببغض شديد إلى صورة ياقوت ظنًا منها إنها من جعلت مراد يكرهها فعلاً “إن بعد الظن إثم”
____________________________فتحت ياقوت باب غرفة مراد بتردد لا تعلم ماذا ستقول له و كيف سيستقبل كلامها ولكنه سيفهمها فمنذ أن كبر مراد و هو يفهمها دون التحدث دلفت إلى الغرفة نظر إليها مراد و لم يتحدث بينما خرج جياد تاركًا لهم مساحتهم الخاصة للحديث عما يريدون
جلست ياقوت بجانب مراد على سجادة الصلاة و قالت : مراد
رفع مراد أنظاره إليها و قال : حاسس إنى مخنوق مخنوق أوى يا ماما
ربتت ياقوت على شعره و قالت : اهدى يا حبيبى كل حاجة بتعدى مادام أحنا جنب بعض صح ؟
هز مراد رأسه بالإيجاب و قال و كأنه يحادث نفسه : هى افتكرتني بعد عشر سنين مشافتش فيهم غير شوية صور من و أنا صغير حاسس إنى وحش و أن اللى حواليا مش بيحبونى بس حضرتك خليتينى أغير تفكيرى ده شكرًا
قالت ياقوت بمزاح لتخفيف حدة الجو و طاقته المشحونة بالسلب : مكنش ده رأيك فيا زمان
ضحك مراد بخفة و قال : مكنتش بفهم
قالت ياقوت مقلدةً إياه وهو صغير : سيبينى أنا بكرهك
ضحك مراد مجددًا و قال : خلاص بقى يا ماما قلبك أبيض
مسدت ياقوت على شعره و قالت بحب كبير : مبعرفش أزعل منك ابدًا يا مراد هتفضل أنتَ ابنى الكبير و أول كل حب و لطف فى حياتى
أحتضنها مراد و قال بإمتنان : شكرًا لأنك هنا____________________________
جلس الجميع بغرفة الصالون مجددًا بعد أن خرج ياقوت و مراد من الغرفة
كان جياد يعبث بهاتفه و فى حين غفلة وجد هاتفه ليس بيده و روديسيا تركض به و هى تضحك أبتسم عليها و قال : هاتى التليفون يا روديسيا
أخرجت روديسيا لسانها و قالت بعند : لا أنت كذاب
= أنا كذاب ؟؟ ليه
.
.
قالت روديسيا بحزن : علشان قولتلى هتجيبلى مصاصة و مجبتش على فكرة الكذاب بيروح النار
ضحك جياد و مع الجميع و لكنه أختفت الضحكة من على وجه جياد و هو يراها تتوجه بالهاتف نحو كوب كبير من الماء و هى تهدد بأن تسقطه قال جياد بفزع : روديسيا لأ
ضحكت روديسيا بينما قالت ياقوت بحزم : روديسيا رجعى الموبايل مكانه
هزت روديسيا رأسها بالنفى فقال جياد سريعًا : لو وقعتيه مش هاجى هنا تانى
أجابت بعدم إهتمام : متجيش
ضحك مراد و قال : روديسيا هاتى التليفون
نظرت روديسيا إليه بتردد و قالت بشرط : بس مش هتتعصب
هز مراد رأسه بالإيجاب فأعطته الهاتف وقفزت داخل احضانها فأحتضنها مراد بحب بينما أخذ جياد هاتفه و جلس بعيدًا عنهم بجانب ياقوت
بعد مرور ساعة و نصف :
جلست روديسيا فى المنتصف بين جياد و مراد و قالت موجهة حديثها لجياد بنبرة لطيفة : أنتَ زعلت منى ؟
لم يرد جياد بل أكمل ما يفعله فوقفت أمامه و قالت : مش هترد
نظر نحوها جياد فقالت : أنا أسفة متزعلش
لم يرد جياد مرة أخرى فقالت بلطف : خلاص لما اجيب مصاصة المرة الجاية هخليلك واحدة ماشى
هز جياد رأسه بإبتسامة و صفقت هى يديها و هى سعيدة نظر إليها جياد بإبتسامة هل ستدوم فى المستقبل ؟
بعد مرور أربعة عشر عامًا :
.
.
_تغير فيهم الكثير و الكثير بل و الأكثر
_مراد أصبح فى الثامنة و العشرين من عمره تخرج من كلية الشرطة ظابط تزوج من إحدى الفتيات كان زواجًا تقليديًا جدًا
_ أما جياد فأصبح هو الآخر فى الثامنة و العشرين من عمره دخل كلية الشرطة مع مراد ايضًا لم يتزوج بعد .
كما أن ماحدث معه من أحداث سابقة ترك اثرًا فى نفسه
= روديسيا تغيرت فتلك الطفلة صاحبة الكلام الغير مفهوم أصبحت فى الواحدة و العشرين من عمرها تدرس فى كلية الألسن بسبب شغفها الشديد باللغات و حبها للتعلم و أستكشاف المزيد .
.
.
_ أما ياقوت فمازالت هى ياقوت القديمة لم تتغير سوى بعض ملامحها و التى خالطتها اعراض كبر السن و لكنها محتفظة بنفسها و جوهرها كما هى و تحمد الله على ما اتاها من فضله
= اغسلى المواعين معاكِ مش كفايا مراد عازمكم كل يوم و التانى
نظرت ياقوت إلى زوجة مراد بهدوء و قالت : مفيش مشكلة
هزت تلك الفتاة رأسها و قالت : طيب كويس روحى اغسليهم بقى قال يعنى هى ناقصة
و ياريت متقوليش بقى لمراد و تكسفى نفسك أصل مراد مش بيحب انى اتعب فهيبقى اللوم عليكِ
و لم تكد تنتهى من حديثها حتى قال مراد الذى دخل للتو : و ايه كمان؟
=………………. يتبع..
رواية ولكنها أمي الحلقة الثالثة عشر
.
.
وقفت تلك الفتاة و قالت بتوتر : مراد حبيبى رجعت أمتى ؟
رد مراد ببرود قائلاً : لسه جاى
ثم أكمل : ها كنتِ بتقولى ايه ؟
قالت بتلجلج : مفيش ده طنط كانت عايزانى اقوم اعمل كل حاجة فبقولها تساعدني
قال مراد بأبتسامة : اه طبعًا يا حبيبتى لازم مش كفاية بعزمهم كل يومين
حزنت ياقوت لحديث مراد و قالت : بعد اذنكم أنا ماشية
قال مراد لياقوت قبل أن تخرج : استنى يا أمى خدينى معاكى
و نظر إلى زوجته و قال : لما تتعلمى تحترمى والدتى ابقى قوليلى
قالت زوجته بغضب و صوتٍ عالٍ : أنا مش ملزمة أوافق على عزوماتك لوالدتك و أختك أنا قولتلك أختك شوفلها اى عريس و أمك وديها دار مسنين يأما يقعدوا فى بيتهم و ميجوش هنا تانى هو أنا ناقصة قرف
قال مراد بهدوء : وطى صوتك
قالت زوجته بغضب و صوت اكثر علوًا : والله ده صوتى و أنا حرة و لا كمان هتجبرنى أسكت عن المهزلة دى
قال مراد بنفس وضعه : مهزلة اى اللى بتتكلمى عنها فوقى لنفسك أنتِ مبتتعبيش اصلاً أنا الأكل بجيبه من برا
.
.
صرخت زوجته بعدما وضعها فى مأزق قائلة : مراد هو أحنا هنتخانق قدام دِ
و أشارت إلى ياقوت
قال مراد ببرود : أنتِ طالق
شهقت ياقوت بينما صُدمت الفتاة و قالت لياقوت : ارتاحتى يبقى ماما عندها حق
قال مراد بغضب : كلمة تانى و….
أمسكت ياقوت يده و قالت : يلا يا مراد
جلست الفتاة على الكرسى و قالت : هندمك يا مراد و أنتِ يا ياقوت هانم هتندمى هتندمى أوى….. يتبع
رواية ولكنها أمي. الجزء العاشر الأخير
.
.
.
.