= مش هتغيرِ وضعيتك دِ بقى يا هناء ؟
أجابت ” هناء ” بدموع : مش هتحرك غير لما أروح لياقوت و أشوفها
تنهد الشيخ عبدالرحمن و جلس بجانبها قائلاً : هتبقى أنتِ و مؤيد
أجابت جيداء هذه المرة قائلة : ليه يا بابا مقولتش أن حضرتك تعرف مكانها
وقف الشيخ قائلاً بعصبية مفرطة : هو كل شوية نفس السؤال ما قولتلكم هنظهر فى الوقت المناسب
أستغفر ربه لم يستطع أن يتمالك نفسه فى ظل الضغط الموجه إليه و كأنه يُلام على شئ لم يفعله نعم عرفَ مكان ياقوت منذ شهران و لم يُخبر أحد
عرف انها تزوجت بل و أنجبت و لكن ذلك الطفل لم يكن أبنها لا يُريد أن يهدم كل شئ
فربما لا تقبل بأن تقابلهم بعد ابتعادهم طوال تلك الفترة .
_ ربتت زوجته ” هناء ” على كتفه و قالت ببكاء : حلفتك بالله تخلينى أروح أشوفها بكرة
كاد عبدالرحمن أن يتحدث و لكن قاطعته زوجته قائلة : مش هتعترض يا عبد الرحمن بكرة هنروح
نظر أمامه و قال فى نفسه : الوقت جه
_ بعد مرور يوم
فتحت ياقوت الشقة و دخلت و هى تسند ماجد حيثُ غرفة النوم و أغلق مراد الباب و جلس بجانب أبيه على السرير أبتسم ماجد إليه بينما قالت ياقوت بإبتسامة عذبة : أنا هروح اعملك أكل
أجاب مراد بسرعة : أساعدك
قالت ياقوت بلطف : لا يا حبيبى أرتاح أنتَ و خليك مع بابا و أنا هروح أعمل بسرعة
هز مراد رأسه و جلس بجانب أبيه مجددًا نظر إليه ماجد بإبتسامة متعبة و قال : واضح أنك حبيت ياقوت فى اليومين دول
توتر مراد و قال : لا يعنى قصدى عادى
فى المطبخ : سمعت ياقوت صوت طرق على الباب احكمت ارتداء حجابها و فتحت الباب فوجدت ذلك الشيخ مجددًا و ابنه و إمرأة كبيرة نسبيًا و فتاة فى مقتبل العمر
قالت ياقوت بإستغراب : اتفضل اقدر أساعدك
احتضنتها المرأة و هى تقول : انا آسفة يابنتى سامحينى انى بعدت عنك ده كله
استغربت ياقوت اكثر و لكن سمع صوت ماجد الذى يستند على الحائط قائلاً : أنتوا مين ؟
وقف مؤيد أمامهم قائلاً : مؤيد عبدالرحمن المنصورى
توقف الزمن بها للحظات بينما أمجد ينظر بتعجب لهؤلاء الغرباء
قالت ياقوت بتقطع : مؤيد !!
هز مؤيد رأسه ببطئ و هو يراقب تعبيرات وجهها
= ممكن أفهم أنتوا مين ؟
قالها أمجد بصوت غاضب و لكنه ضعيف بعض الشئ بسبب مرضه
نظرت له ياقوت و قالت : ده مؤيد أخويا اللى حكيتلك عنه
و سرعان ما احتضنها مؤيد و هو يقول : أنا آسف
ظلت ياقوت تبكى و قالت : أنا مش زعلانة
أبتسم مؤيد و قبّل رأسها و أفسح المجال لوالده و والدته و بعدة مدة من الأحضان و الأجواء العاطفية التى ملأت المنزل من حنين و اشتياق بالغ جلس الجميع بغرفة الصالون
تحدث الشيخ بهدوء قائلاً : أنا عارف مكانك من شهرين بعد ما كنت بدور عليكِ بقالى سنة مقدرتش أظهر فى حياتك مرة واحدة و خصوصًا بعد ما عرفت أنك اتجوزتِ غير إنى مكنتش عارف هتقدرِ تتقبلِ وجودنا ولا لا
و شكيت إنك نسيتينا لأنك لما كنت بتدورِ على أبنك مفتكرتنيش و لا مؤيد كمان عارف إنى سبتك فى وقت أنتِ كنتِ محتاجة لحد يقف معاكِ فيه و خصوصًا مؤيد أخوكِ
.
.
أجابت ياقوت بإبتسامة : الحمدلله إننا قدرنا نتجمع من تانى و أنا مش زعلانة على أى حاجة
أحتضنتها جيداء و قالت بدراما : مفتكرتيش جيداء اللى كانت بتديكِ العروسة بتاعتها تلعبِ بيها أى نكران الجميل ده
قالت ياقوت بضحك : عيب عليكِ أنساكِ ازاى بس
رمقتها جيداء بإشمئزاز و قالت : ما أنتِ كسرتِ العروسة ساعتها تعرفِ لو مكسرتيهاش كان زمانها معايا لدلوقتى
= مأنا حوشت فلوسى و جبتلك واحدة أحنا هنحور على بعض ولا اى
قالت جيداء بإبتسامة : تعرفِ لسه معايا لحد دلوقتى
قالت والدة جيداء ” هناء ” : و بعدين فى محل الألعاب اللى فتح هنا ده
قالت جيداء بضحك : صلى على النبى يا حجوجة
قال الجميع : ” عليه أفضل الصلاة و السلام ”
وقفت ياقوت قائلة بفرحة : أحنا هنتغدى كلنا مع بعض النهاردة أيه رأيكم
قال عبد الرحمن بلطف : معلش خليها مرة تانى يكون ماجد قام بالسلامة
قال ماجد بصوت واهن : هنتغدى مع بعض و مفيش اعتراض
صفقت ياقوت بحماس و قالت : يعيش ماجد يعيش
أبتسم الجميع عليها بينما قالت جيداء : يلا و أنا هساعدك فى المطبخ
= اه يا جعانة
قالتها هناء و هى ترمق أبنتها بنظرات ثاقبة
بينما قالت جيداء بضحك : أنا جعانة فعلاً يا ماما
دخلت جيداء و ياقوت المطبخ بينما بقى الآخرون بالصالون
= باين إنك بتحبِ ماجد
أبتسمت ياقوت بلطف و قالت : طبعًا
أردفت جيداء بحماس و فضول : ما تحكيلي القصة من أولها كده يا ياقوت يا قمر
= ماجد كان جارنا بس فى عمارة تانية جه فى يوم طلب أيدى و أنا صليت استخارة و حسيت براحة فوافقت قرينا الفاتحة و قعدنا تقريبًا أربع شهور و أتخطبنا شهرين بس والدته رفضت إن الجواز يتم و خيرته بينى و بينها ماجد محبش يخسر مامته و حكالى كل حاجة و أنا قدرت كل ده بعدها بشهرين كان جوازه من واحدة قريبتهم
و بعدها بسنة أبنهم الأول ” مراد ” ابتدت مراته تعمل مشاكل مع مامته لحد ما كرهتها و حصلت مشكلة كبيرة بينها و بين ماجد و حصل طلاق و مرضيتش تاخد مراد بعدها مراد اتقدملى تانى و وافقت و بس ياستى
.
.
قالت جيداء : ده ولا فيلم هندى
ضحكت ياقوت و قالت : ده نصيب مش فيلم هندى ولا حاجة
سألتها جيداء قائلة بتفكير : بس أنتِ أزاى بتحبِ مراد و هو مش أبنك
قالت ياقوت بإبتسامة : معرفش بحس إنه مسئول منى و أن ليا علاقة بيه كبيرة أوى مع أن مراد شخصيته إنطوائية شوية و كمان بصى على الرز علشان هيتحرق
تناول الجميع الطعام فى جو أسرى جميل لا يخلو من المناواشات بين جيداء و والدتها و حديث مؤيد مع جيداء كل هذا و مراد صامت لا يتحدث و وجهه عابس
بعد ساعتين : رحل مؤيد و والديه و شقيقته و لملمت ياقوت ما نتج من فوضى و جلست على الكرسى لتستريح و جاء فى بالها مراد فذهبت إلى غرفته لتجده جالس بسكون على السرير فأقتربت منه و قالت بلطف : مالك يا حبيبى ؟
.
.
رفع مراد رأسه و قال بحزن : أنتِ اتشغلتِ فيهم و نسيتينى
أدركت ياقوت أن هذا الصغير ليس بحاجة إلا لبعض الحب و الاحتواء و قد أشفقت عليه فترك أمه له و هو صغير يبدو أنه قد ترك اثرًا بنفسه
قالت ياقوت ببسمة و حب : مين قالك كده بقى ده أنتَ اللى فى قلبى
سمعت ماجد يقول من خلف الباب : الله الله يا ست ياقوت
ضحك مراد و كذلك ياقوت
.
.
= تعرف ضحكتك حلوة أوى يا مراد اضحك كده على طول
تسائل مراد قائلاً : هو مش أنتِ قبل كده قولتِ أنك معندكيش أخوات
أزاى عمو مؤيد اخوكِ
مسدت ياقوت بلطف على شعره و قالت : عمو مؤيد يبقى أخويا فى الرضاعة يا حبيبى
ببسمة = طنط ياقوت هو احنا هنروح النادى أمتى؟
عقد ماجد حاجبيه أما ياقوت فتذكرت وعدها له منذُ يومين و لكنها أدعت عدم المعرفة لتختبر ردة فعله
قال ماجد بتساؤل : هتروحوا النادى ليه ؟
رفعت ياقوت كتفيها و قالت : معرفش
.
.
عبس وجه مراد بعد أن كان مبتسمًا و قال بحزن : أنتِ قولتيلى . أنتِ مش فاكرة ؟
ضحكت ياقوت و قالت : طبعًا فاكرة و هنروح النادى النهاردة
ثم نظرت إلى ماجد و قالت : اصل أنا وعدت مراد إنى هخليه يتدرب سباحة من تانى
ابتسم ماجد و قال : فكرة حلوة خصوصًا أن مراد متفوق فى السباحة
أبتسم مراد بإتساع و قال : بجد يا بابا
هز ماجد رأسه و فتح أحضانه ليستقبل مراد فأحتضنه مراد بقوة تأوه على أثرها ماجد
فقالت ياقوت بخوف و هى تبعد مراد : ماجد ماجد أنتَ كويس
استعاد ماجد اتزانه و قال بتألم : اه مفيش حاجة
تجمعت الدموع فى عينى مراد و قال بأسف : أنا آسف
ثم ذهب إلى غرفته فوجد الهاتف الذى كانت قد أعطته له جدته يُضئ ضغط على الزر كما علمته جدته فوجد صوت جدته تقول له بغضب : أنا مش قولتلك تقنع باباك أنك تبات معايا علشان ….
و فجأة فُتح الباب و كانت ياقوت فوقع الهاتف من يد مراد
قالت ياقوت و هى تعقد حاجبيها : أنتً جبت التليفون ده منين ؟ و بتكلم مين ؟
=…………………. يتبع..
رواية ولكنها أمي. الجزء الخامس
.
.
.
.