رواية ولكنها أمي الحلقة السابعة
توتر مراد بشدة و قال بتلجلج : دِ دِ…
أجابت جدته بسرعة من الطرف الآخر : متقولش حاجة يا مراد متقولش
و بالطبع لم يستمع إليها مراد نظرًا لسقوط الهاتف على الأرض أقتربت منه ياقوت و أخذت الهاتف لترى إلى من يتحدث فوجدت الرقم مسجل ب”تيتا” ثم أغلقت الخط
عقدت ياقوت حاجبيها و قالت بحزم و جدية : أنا عايزة أفهم كل حاجة
قص لها مراد ما حدث لم يترك شيئًا إلا و أخبرها إياه وضعت ياقوت يدها على فمها ألهذه الدرجة تكرهها والدة ماجد للحد الذى يجعلها تستخدم طفلاً كى تحقق ما تريده و هو ابتعادها عن ماجد
و الأدهش من ذلك هو كره مراد الشديد و الذى ظهر فى تصرفاته
قالت ياقوت بجدية : مادام بتكرهنى كده فأنا آسفة و مش هتدخل فى أى حاجة تخصك تاني
قامت ياقوت من مجلسها و هى تكابح دموعها و ما كادت أن تخطو أولى خطواتها إلى الخارج حتى ركض إليها مراد و قال : ماما
ألتفت له ياقوت و لكن لم تنظر له و قد أعجبتها ” ماما ” التى قالها و كأن شعور لطيف قد لامس قلبها عندما نطقها تحدث مراد قائلاً بسرعة : أنا عارف إنى غلطت بس والله ده كان من أيام كتير لكن أنا دلوقتى بحبك و مش عايزك تسيبينى و كمان خدى التليفون أنا مش عايزه
توتر مراد بعض الشئ ثم قال : ممكن أطلب منك طلب
حانت من ياقوت إلتفاتة بسيطة إليه و قالت بهدوء : أطلب
فرك مراد يداه و قال : ممكن أقولك ماما
أنخفضت ياقوت إلى مستواه و قالت بحب و دموع : طبعًا ينفع
أحتضنها مراد بشدة و هو يقول : متسيبينيش زى ماما
أدمعت عينا ياقوت اكثر و قالت برفض : مش هسيبك أنت أبنى
دخل ماجد الغرفة فوجدهم بتلك الوضعية و لأول مرة يرى صغيره متعلق بأحضان أحد بشدة هكذا دومًا كان يحب تجنب الآخرين عداه و لكنّ على ما يبدو أن مراد قد حصل على شخصية جديدة على يد ياقوت .
= ممكن أفهم أيه اللى بيحصل هنا !!
أبتعد مراد عن ياقوت بينما ياقوت استغربت طريقة ماجد فى الحديث فأكمل ماجد : أزاى تحضنوا بعض من غيرى
ضحك كلاً من ياقوت و مراد أما ماجد فقال : بقى بتضحكوا عليا أنا خارج
قال مراد بضحك : أنتَ بتزعل بسرعة كده ليه يا بابا
وبعدين أنا و ماما كنا بنتكلم
صُدم ماجد و قال بتساؤل : ماما مين ؟
رد مراد ببساطة : ماما ياقوت
وضع ماجد يده على جبين مراد و قال : أنتَ كويس يا مراد ياحبيبى
ضحكت ياقوت و قالت بتذمر : يوه بقى أنتَ هتحسدنا ولا أي
ثم أكملت بجدية : ماجد معلش عايزة أتكلم معاك فى موضوع
نظر لها ماجد بإستغراب بينما التفتت ياقوت إلى مراد و قالت : أقعد ألعب يا حبيبى لحد ما اجى علشان اخدك و نروح النادى
اومأ مراد برأسه و جلس وسط العابه ليلعب بينما ياقوت و ماجد خرجا إلى غرفة أخرى
قالت بيان بهدوء : مامتك جابت تليفون لمراد علشان تتفق معاه على أنهم يمشونى بأى طريقة
أزاى والدتك تستغل طفل بالطريقة دِ
أغمض ماجد عينه و لكنه قال : عارف يا ياقوت عارف
قالت ياقوت بدهشة : و لما أنتَ عارف مقولتليش ليه
= دِ مهما كان والدتى و مش هشوه منظرها قدامك بالطريقة دِ ي ياقوت
هزت ياقوت رأسها بتفهم و قالت بهدوء و رزانة : عندك حق
ثم أكملت بجدية : بس أنا مش هسمح لوالدتك بأى طريقة إنها تأذى مراد نفسيًا و تبتزه علشان يتواصل مع والدته
هز ماجد رأسه بتفهم و قال : متقلقيش أنا فاتحتها فى الموضوع
هزت ياقوت رأسها ببأس : والدتك كانت بترن على مراد النهاردة و بتقنعه أنه يخليك توافق إنه يبات معاها
صُدم ماجد و لكنه قال بحزم : سيبِ أنتِ الموضوع ده عليا
أمسكت ياقوت بيده و قالت= أنا عارفة إنها والدتك و أنا بحترمها جدًا بس صدقنى أنا مش هسمح لأى حاجة تأذى مراد
أبتسم ماجد و قال : شكرًا على كل حاجة يا ياقوت
.
.
= خلاص والله مش هعمل كده تانى بس متضربنيش أول و آخر مرة والله مش هتتكرر
أمسكت المرأة بشعر ذلك الطفل الذى يبدو و كأنه فى نفس عمر مراد و قالت : والله لو قولت لأبوك حاجة لأقطعلك لسانك أنتَ فاهم
هز الصغير رأسه بسرعة و قال : مش هقوله حاجة والله بس سيبينى
ربتت تلك المرأة و التى تكون زوجة والده على رأسه بحنو و سرعان ما أمسكت بشعره و قالت بقسوة : كدا تعجبني على أوضتك و متطلعش منها أنتَ سامعنى
فر الصغير و الذى يدعى ” جياد ” من أمامها بسرعة و أغلق باب غرفته و جلس فى أحد الزوايا و قال ببكاء : ماما أنتِ فين ؟
غفى جياد مكانه لمدة ثلاث ساعات و قام بعدها يشعر بالجوع الشديد خرج من غرفته و هو يتسحب إلى المطبخ حتى لا تراه زوجة والده وجد إناء موضوع كاد يفتحه و لكنها أطبقت على شعره و قالت بهمس : أنا مش قولتلك متخرجش من أوضتك خرجت ليه
أجاب جياد بدموع قائلاً : أنا جعان
أوقعت زوجة والده إحدى الأطباق الزجاجية الموضوعة على الرف لم يفهم جياد ما فعلته و ما لبث إلا أن وجدها تصرخ فى أرجاء المنزل حتى جاء والده على أثر الصوت فقالت بعصبية مفرطة : ابنك ده مش طفل كل شوية يكسر فى الحاجة ده النيش كله اتكسر بسببه أنا قرفت
نظر نحوه والده بغضب و قال : كسرت الطبق ليه يا جياد
هز رأسه نافيًا بقوة و هو يقول : والله ما كسرته والله ما كسرته
قالت زوجة والده : يعنى أنا بتبلى عليك أهو على كده طول النهار
قال جياد بغضب طفولى : أنتِ كدابة
= عامل أيه أنا أسمى مراد معاك فى الفصل
نظر له جياد بتوجس و قال و هو يبتلع ريقه : أنا أسمى جياد
قال مراد بإبتسامة : قاعد لوحدك ليه
= أنا معنديش صحاب
.
.
ازدادت إبتسامة مراد و قال : و أنا كمان معنديش صحاب
أيه رأيك تبقى صاحبى ؟
هز جياد رأسه و قال بإبتسامة : أنا موافق
و لكنه أكمل : بس هنفضل صحاب على طول صح
أجاب مراد ببسمة : قول إن شاء الله
أكمل مراد قائلاً : ماما علمتنى إنى قبل ما أقول حاجة هتحصل أقول إن شاء الله
عبس وجه جياد فقال مراد : جياد أنتَ كويس
هز جياد رأسه بسرعة و قال : أنا كويس
= بعد مرور ستة أشهرٍ
_ فاكر لما قولتلى أن مامتك بتعلمك أنك تقول إن شاء الله
.
.
هز مراد رأسه بإستغراب بينما تابع جياد بحزن : أنا معنديش ماما أنا عندى مرات بابا
قال مراد بتفهم : طب مأنا كمان ماما دِ تبقى مرات بابا
قال جياد بفضول : طب و هى بتعاملك كويس
هز مراد رأسه بينما تابع جياد : أنا مش بتعاملنى كويس حتى بص
و رفع كم الزى المدرسى الخاص به لتظهر تلك الكدمة الواضحة على ذراعه
= ماما يعنى أيه حامل ؟
أجابت ياقوت بإبتسامة و هى تنظر إلى ماجد : يعنى كمان تسع شهور هيكون عندك أخ أو أخت أنتَ عايز البيبي يكون ولد ولا بنت
أجاب مراد بغضب و صياح : أنا مش عايز أخوات لا ولد ولا بنت
=…………………. يتبع..
رواية ولكنها أمي. الجزء السادس
.
.
.
.
.
.