قالت ياقوت بشبه انهيار : يعنى ايه
ثم صاحت بصوتٍ عالٍ : مراد أنتَ فين ؟
خرج مراد من مخبأه الذى اختبأ به و قال بدموع و هو يركض نحو ياقوت : أنا آسف كل ده بسببِ
احتضنته ياقوت و قالت ببكاء : حرام عليكَ ليه تعمل فيا كده
أبتسم الشيخ و تقدّم نحوهم و قال : حمدًا لله على سلامة أبنك خديه و روحى قبل ما الوقت يسرقكم
أبتعد مراد عن ياقوت و قال و هو يمسح دموعه : بس دِ مش ماما
عقد الشيخ حاجبيه و قال : مش مامتك ازاى
أجابه مراد و هو ينظر أرضًا : دِ مرات بابا
اتسعت ابتسامة الشيخ و قال : ربنا يباركلك و ينورلك طريقك دايمًا خديه و أمشى علشان باباه ميقلقش عليكم .
و هنا أمسكت يد مراد و قالت : يلا بسرعة يا مراد زمان بابا فاق
نظر الشيخ و الذى يُدعى عبدالرحمن لآثرها و أبتسم ثم بدى و كأنه تذكر شيئًا و تنهد ثم سار عائدًا إلى منزله
_ دخل الشيخ منزله و قال : السلام عليكم
رد الجميع ” و عليكم السلام ” بينما أتجهت زوجته نحوه بوجه مشرق و قالت : حمدًا لله على السلامة هحضرلك الأكل تلاقيك مكلتش حاجة
هز الشيخ رأسه بإبتسامة ثم قال متسائلاً : هو مؤيد فى أوضته ؟
عبست زوجته و قالت : اه جه من برا على اوضته على طول
ثم استرسلت قائلة : هو فى حاجة حصلت ؟
هز الشيخ كتفيه و توجه نحو غرفة أبنه و لكن قطعت طريقه ابنته ” جيداء” التى قالت: ايه ده يا أستاذ بابا مش قولتلك هاتلى حاجة حلوة معاك
تحدثت والدتها من المطبخ قائلة : بذمتك يا شيخة أنتِ فى تانية جامعة على كده
= مش عارفة بيقولوا بس أنا مش مقتنعة
ضحك الشيخ على مناواشاتهم
و توجه مجددًا نحو غرفة مؤيد تاركًا خلفه شجار بين الام و ابنتها
طرق الباب و دخل
= مش قولتلك هنصبر شوية
وقف مؤيد قائلاً بغضب : لغاية أمتى حضرتك قولتلى أنها مبسوطة فى حياتها .
وضع يده فى شعره و قال : بابا أحنا سايبينها بقالنا أكتر من عشر سنين
تنهد والده و قال بشرود : هنظهر بس فى الوقت المناسب
و فجأة من حيث لا يشعر وجد زوجته تقف أمامه و تقول بدموع : ياقوت أنتوا عرفتوا ياقوت فين صح ؟
= عملتِ فى أبنى أيه روحى يا شيخة ربنا …..
قال ماجد بصوت واهن : ماما
لوت والدته شفتيها و قالت : هو انا قولت حاجة
بينما كبحت ياقوت دموعها فوجدت مراد يربت على يديها فنظرت له بإبتسامة مزيفة بينما نظر ماجد نحوها و كأنه يخبرها بعينيه ألا تحزن ابتسمت ياقوت حتى لا تزيد من همومه فيكفيه ما يكفيه الآن
قالت والدة ماجد : ربنا يجازى اللى كان السبب المهم أنك بخير يا حبيبى
جلست معهم لبعض الوقت ثم قالت : أنا هبات معاك
قالت ياقوت بوجه باسم : ملوش داعى يا طنط تتعبِ حضرتك أنا هبات معاه
رفعت والدة ماجد حاجبها و قالت : و أنا هاخد رأيك علشان أقعد مع أبنى ولا اى
قالت ياقوت بتوتر : أنا مش قصدِ والله أنا خايفة على تعبك
نظرت لها والدة ماجد بسخرية و قالت : محدش طلب رأيك
قال ماجد بصوت ضعيف : يا أمى بالله عليكِ أنا مش قادر أتكلم أتفضلى روحى و ياقوت هتبات معايا
ردت والدته قائلة : اللى يريحك على العموم أنا هاخد مراد يبات معايا
أجاب مراد فجأة فور سماه لتلك الكلمات : لا
استغربت ياقوت بينما أمجد لم يتعجب كثيرًا قطع استغرابهم صوت مراد و هو يتمسك ب رداء ياقوت قائلاً : أنا هقعد مع طنط و بابا
نظرت والدة ماجد إلى ياقوت بكره و قالت : و كمان بتكرهى حفيدِ فيا
ثم خرجت بينما جلست ياقوت على الكرسى و وضعت رأسها بين كفيها و هى تشعر أنها فى دوامة كبيرة كلما أرادت الخروج سقطت أكثر و أكثر
.
.
= ياقوت
نظرت نحو ماجد و قالت : نعم
أجابها بصوت ضعيف أثر تألمه : أنا آسف
ابتسمت ياقوت و قالت : أرتاح أنتَ و مش مهم أى حاجة
أبتسم لها ماجد و لم تمر بضع دقائق حتى سقط نائمًا بينما جلست ياقوت على الكرسي و هى تستغيث ربها بداخلها فوجدت مراد يجلس على قدميها ثم رفع رأسه لها قائلاً : هو أنتِ ليه بدرى قولتِ لعمو أنك ماما
أجابته ياقوت بإبتسامة : علشان أنا بعتبر أنك أبنى
ابتسم مراد و صمت ثم قال بعد مدة قصيرة : هو أنتِ بتحبينى
= طبعًا ده أنا بحبك أوى
أنزل مراد رأسه و قال : أنا آسف مش هعمل كده تانى
ربتت ياقوت على رأسه بإبتسامة حتى نام هو الآخر و بقيت هى مستيقظة حتى غلبها النعاس
بعد مرور ثلاث ساعات تقريبًا : أستيقظت ياقوت و هى تستمع إلى ذلك الصوت و بالطبع لم يكن سوى ماجد الذى يتألم بدأ الصوت يزداد رويدًا رويدًا حتى توقف فجأة نظرت ياقوت بذعر نحو ماجد
=……………………. يتبع..
اقتربت منه ياقوت بحذر و خوف : ماجد ماجد
لم تتلقى رد صرخت ياقوت قائلة : ماجد
أنتفض مراد على أثر صراخ ياقوت و قال بهلع : طنط ياقوت هو بابا ماله
بصراخ : معرفش معرفش
و كأن حالة الذعر التى كانت بها أنستها إنها فى المشفى و يمكنها أن تذهب و تحضر الطبيب
أجابت بتذكر : اه اه الدكتور
و خرجت تركض فى الممرات بحثًا عن طبيب و لحسن الحظ وجدت طبيبًا و ذهبت به إلى غرفة ماجد
وقفت و هى تحتضن مراد و ترتجف تخشى أن يصيبه مكروه لم يكن بالنسبة لها كأى شخص هذا ماجد الذى رفضت والدته
تزويجه بها بعدما تمت قراءة الفاتحة و زوجته بأخرى
و بعدما طلقها تقدم لخطبتها ثانيةً كم كانت فرحة كانت تشعر كأنها طائر يحلق و أخيها تشتاق إليه كثيرًا كم تتمنى لقاءه مر زمن منذ آخر مرة رأته فعندما غادروا القاهرة كان عمرها آنذاك ثلاثة عشر عامًا حتى أن ملامحه مُحيت من ذاكرتها و لم يبقى سوى بعض الرؤى المشوشة و لكنها لم تنسه قط لربما يتذكرها و يعود
.
.
_ أخرجها من حبل تفكيرها هذا صوت الطبيب و هو يغلق الغرفة قالت بلهفة : ماجد كويس يا دكتور طمنى بالله عليك ؟
أجابها الطبيب بعملية : الحمدلله حالته مستقرة
قالت ياقوت : طب هو يقدر يخرج أمتى
= بإذن الله لو بكرة وضعه اتحسن يقدر يخرج بس لازمه راحة تامة
هزت ياقوت رأسها : شكرًا يا دكتور
ذهب الطبيب و جلست ياقوت على الكرسى و بجانبها مراد جلس مراد داخل احضانها و قال : ماما هو …
وضع مراد يده على فمه بسرعة و قال : أنا آسف
وضعت ياقوت يدها تداعب شعره و قالت : بتتأسف ليه
= علشان قولتلك ماما أنتِ ممكن تتضايقِ
ابتسمت ياقوت بحب و قالت : لا مش هتضايق
أبتسم مراد و لم يعلق
تنهدت ياقوت و اراحت رأسها إلى الخلف لتسندها على الحائط بينما قالت لمراد : قولى يا مراد ايه الهوايات بتاعتك
فكر مراد ثم قال : أنا بحب السباحة أوى و كمان كنت بتدرب بس بطلت
.
.
قالت له ياقوت بتساؤل : بطلت ليه ؟
رفع مراد كتقيه بمعنى ” لا أعرف ”
= من بعد بكرة هقدملك و ترجع تشارك تانى
أبتسم مراد بسعادة و قال : بجد
هزت ياقوت رأسها فأحتضنها مراد بقوة فبادلته ياقوت
قال مراد بهمس : خليكِ معايا
رواية ولكنها أمي. الجزء الرابع
.
.
.
.