رواية ضرة بدون علمي كاملة بقلم اية الموافي
كان مربوط في كرسي ومضـ ـروب على الآخر لدرجة أن وشه كان ملين د”م، بص عليها بألم، وقال بتعب:
-انتِ مش أخدتي الفلوس خلاص، عايزة ايه مني تاني؟!
ابتسمت أحلام ببرود، وقالت:
– هو انت مفكرني غبـ ـية علشان اسيبك كدا وتروح تقوله على طول؟!
هز هيثم راسه بنفى، وقال وهو بيترجاها علشان تسيبه يمشي:
– صدقيني والله ما هقوله، فُكيني بقى انا مش قادر.
هزت راسها ببرود، وقالت:
– لو فضلت تترجاني من هنا للصبح مش هسيبك تمشي برضو.
بص عليها بيأس وبعدين قال بألم:
– طب انتِ ضربتيني ليه؟!
بصت عليه بغل، وقالت بعصبية:
– علشان انت كنت عارف كُل حاجة صاحبك بيعملها وهيعملها، وانت اللي كنت بتشجعه
بدل ما كنت توقفه، شجعته على انه يتجوز وينـ ـصب على البنت الغلبانة اللي في البيت، شجعته على انه يتجوزني وانا معرفش انه متجوز، والأقـ ـذر من دا كله بقى، انك شجعته على انه يستغلنا كلنا بما فيهم هايدي.
بص في الأرض ومتكلمش، وهي قربت منه وقالت ببرود قدام وشه:
– علشان كدا بقى انا اخدت حقنا احنا التلاتة منك.
اتحولت نظراتها للكُره، وقالت بتوعد:
– لسه بقى لما ناخد حقنا منه هو كمان.
ابتسمت بخبث، وقالت:
– وخلاص قربنا للهدف.
كانت قاعدة وهي بتحط صوابع المحشي في بقه بدلال، بص عليها وضحك وقال بعد ما بلع اللي في بوقه:
– دا ايه الدلع دا كله؟!
بصت عليه بمكر وقالت:
– حاول على قد ماتقدر تستغل الوقت دا يا حبيبي.
بص مصطفى عليها بعدم فهم، وقال:
– قصدك ايه، مش فاهم.
سمعت صوت جرس الباب فابتسمت بخبث، وقالت وهي بتبصله:
– شوف مين اللي على الباب يا روحي.
ضم مابين حواجبه بحيرة، وقال وهو بيقوم:
– دا مين الرخـ ـم اللي جاى في الوقت دا؟!
اول لما مشي من قدامها، اتحولت نظراتها للجمود، وقالت:
– علشان انت معنتش هتلاقي الدلع دا تاني.
فتح الباب وأول مافتحه بص عليهم بخوف، وقال:
– حضراتكم عايزين ايه؟!
وقف قدامه الظابط، وقال:
– مش انت مصطفي محمود.
بلع مصطفي ريقه بصعوبة، وقال:
– اه انا، هو في ايه؟!
انت مطلوب في القسم، قال الظابط الجملة دي بلا مبالاه وهو شايف ذعر مصطفى الشديد.
اتوتر مصطفى، وقال بخوف:
– عايزني ليه.
اتنهد الظابط بملل، وقال:
– مرفوع عليك قضية بتهمة الزواج على زوجتك الأولى بدون ما تعرفها هي والزوجة الثانية، وأيضًا النصب عليهم بفلوس يبلغ قدر الإثنين معًا مائة وخمسون ألف جنيهًا.
اتصدم مصطفى جدًا، وبص وراه لميرنا، بس لقاها بتبتسمله بشماته، قربت منه وقالت قدام وشه بكُره:
.
.
– انت كنت مفكر انك هتقدر تضحك علينا طول الوقت دا ومتتكشف صح؟!
مكنش مصدق نفسه أبدًا انها عرفت كُل حاجة وكمان رفعت قضية عليه، يعني ايه! يعني كُل اللي هو عمله دا راح على الفاضي؟! كُل اللي خططله بقاله كتير ولا ليه أي لازمة؟!
بص عليها بإستعطاف كمحاولة منه انها تتنازل على القضية، قرب منها وقال بخوف وهو بيحاول يقنعها:
– ميرنا سامحيني، انا عملت كُل دا علشانك، عملت كدا علشان اقدر اعيشك في المستوى اللي تستحقيه، صدقيني انا اتجوزتها علشان بالفلوس اللي اخدتها منك ومنها أقدر أفتح بيهم مشروع كبير، وبعدين ابقى أطلقها.
فضلت بصه عليه بدون أي تعابير، ومرة واحدة فضلت تضحك بصوت عالِ، وقفت ضحك وقربت منه بجمود ومرة واحدة كان قـ ـلم جامد نزل على وشه.
بص عليها بصدمة، وقال بصراخ وغضب:
– انتِ اللي عملتيه دا!!
بصت عليه بكُره، وقالت:
– انت مفكرني ميرنا الهـ ـبلة بتاعة زمان صح؟! لأ يا مصطفى فوق انا اتغيرت اوي بسببك، يعني معنتش هتقدر تضحك عليا تاني وأنا زي الغبـ ـية امشي وراك، اللي يقع في نفس الغلطة مرتين يبقى مغفل وأنا مش مغفلة.
فضل واقف قدامها مصدوم من غير ما يتكلم ولا كلمة، من امتى؟! من امتى وهي بالقوة والشجاعة دي؟!
مسكه الظابط من دراعه وقال بإشمئزاز وهو بيجره وراه:
– يعني معترف انك اتجوزت التانية علشان تنصب عليها، دا انت راجل زبـ ـالة.
مشي مصطفى وراه وهو لسه تحت تأثير الصدمة، رزعت ميرنا الباب وراه، وقالت بغضب لنفسها:
– أوعي تنزلي دمعة واحدة عليه.
__________________________________
• بعد ثلاتة أشهر
كانت قاعدة قدام البحر، وهي مبتسمة بهدوء، رجعت راسها لورا وافتكرت كُل الأحداث الماضية.
في خلال الشهرين اللي فاتوا دول قدروا انهم يثبتوا ان مصطفى نصب عليهم، بعد ما رشوا هيثم صاحبه بمبلغ مش قليل علشان يشهد معاهم كدليل انه فعلًا نصب عليهم وكان ناوي ينصب على التالتة
دا غير شهادة الظابط اللي كان واقف ساعتها لما مصطفى بكُل غبـ ـاء اعترف قدام الظابط والعساكر اللي معاه بإنه اتجوز أحلام علشان ياخد فلوس منها، وبعد ما ياخد غايته يطلقها ويستفرد بالضحية الجديدة واللي هي هايدي
افتكرت وقتها فرحتها وشماتتها لما مصطفى اتحكم عليه تلت سنين ولما مقدرش يدفع فلوس الضرر للإثنين؛ اتحبس كمان سنتين، دا غير إن المحكمة استجابت ليها وقبلت قضية الطلاق اللي كانت رافعاها عليه.
.
.
خرجت من شرودها لما سمعت أحلام وهي بتقولها:
– صفاء فرحانة بيكي أوي، وعمالة تقولي انك مجتهدة جدًا في الشغل.
ابتسمت ميرنا وقالت بفرح:
– انا مش عارفة أشكرك ازاى يا أحلام انك جبتيلي الشغلانة دى.
قرصتها أحلام في دراعها وقالت بضيق:
– بعد كُل الأيام اللي احنا مرينا بيها مع بعض دي، ولسة بتشكريني على حاجة بسيطة عملتهالك؟!
ضحكت ميرنا وقالت:
– عندك حق والله.
بصت ميرنا وأحلام على هايدي بخبث، وقالوا في نفس الوقت:
– سرحانة فيه مش كدا؟!
فاقت هايدي من شرودها، وقالت بإحراج:
– لأ طبعًا انا مش سرحانة في اللي في بالكم.
بصت عليها ميرنا، وقالت بجدية:
– أنا عارفة انتِ بتفكري في ايه يا هايدي.
بصت ليها هايدي، وقالت بتساؤل:
– بفكر في ايه؟!
ردت ميرنا عليها، وقالت:
– انتِ خايفة تجربي التجربة دي تاني ويطلع زيه، صح؟!
سكتت هايدي لأن كلام ميرنا صح، بصت عليها أحلام وقالت:
– أوعي تخلي التجربة الفاشلة دي تأثر على حياتك، صدقيني يا ميرنا مراد مش زيه أبدًا، مراد يستاهل وراجل بجد.
ابتسمت هايدي بهدوء، وقالت:
– علشان كدا أنا بفكر اديله فرصة.
ميرنا وأحلام فرحوا جدًا، وهايدي قالت بتساؤل لميرنا:
– وانتِ مفيش حد كدا ولا كدا؟!
ضحكت ميرنا على غبـ ـاءها، وقالت:
– أنا لسه مطلقة من شهرين وشوية، اكيد يعني مش هلحق يبقى فيه حد في حياتي.
ضحكوا كلهم بصوت عالِ على هايدي اللي ضحكت هي كمان على غبـ ـاءها.
تمت بحمد الله
.
.
اقرأ أيضا : غيرتي من زوجة شقيق زوجي. الجزء الأول
.
.
.
.