في المقابر .. أكرم يجري خوفا من لاقيس.
المكان مظلم، قبور على الصفين، وأحجار في منتصف
الطريق..
نور عربية أكرم متسلط على ثعبان كبير، مفيش حد
شايفه، ملفوف حوالين نفسه..
أكرم بيجري من لاقيس بيصرخ.. وماشي مع نور
العربية، خايف يمشي بعيد عنه في الضلمة دي..
وقبل ما يوصل للثعبان .. لقى القيس في وشه، بتفتح
ذراعيها..
_ انت مش هتبطل لعب العيال ده؟
أكرم بيلهث، بينزل لعاب من بؤه زي الكلب، ومش
قادر ياخد نفسه من كتر الجري.
_ أبوس إيدك ارحميني يا ديمة .. أنا مش عارف انتي
بتعملي معايا كل ده ليه؟
قلت لك أنا مش ديمة، أنا لاقيس بنت إبليس يا أكرم..
_ وعايزة مني إيه يا ..
_ عايزة أقتلك .. عايزة أنهي حياتك .. عايزة آخلص
حق ديمة منك..
لاقيس بتضغط على لسانها، وبتفتح عينيها بغضب،
وبتعقد حاجبيها، وبتحرك طرف مناخيرها، وبتضم
شفايفها كأنها بتمتص ليمونة حادقة..
_ أنا آخري معاكم هنا بكرة وبعد بكرة بس، وعايزة
أستغل اليومين دول .. لازم أخليك تنتحر .. وأخلي
الاربع حقيرات يموتوا .. لميس .. رضوى .. رهف ..
مي..
أكرم جسمه بدأ ينشف .. كأنه قطعة خشب واقفة ..
بيترعش وبيبص عليها .. مش عارف يرد عليها..
لاقيس افتكرت حاجة ..
_ مي .. مي .. أنا ازاي مرحتش ل مي لحد دلوقتي؟
لاقيس بتشاور لاكرم بمفاتيح عربيته..
_ مفاتيح عربيتك معايا .. إياك تتحرك من هنا لحد ما
ارجع لك .. وإياك تتقدم أي خطوة وإلا األافعى اللي
نايمة هناك دي هتقوم تاكلك .. عارف يعني ايه تاكلك..
لاقيس بعدت شوية، وشاورت على الافعى اللي نايمة
بعيد..
شكلها بشع .. يخوف .. حجمها ضخم .. أكرم
مرعوب..
_ ال .. أرجوكي سيبي لي المفاتيح .. عايز أمشي من
هنا.. ال .. أرجوكي ..
لاقيس اختفت..
أكرم بيبص على الافعى، خايف يتحرك ناحيتها،
وخايف يرجع لحد العربية علشان ميعملش صوت..
أي صوت هيعمله هتقوم عليه الافعى تاكله..
بدأ يراقبها من بعيد .. وهو بيبكي.. كل حتة في جسمه
بتنزل مية، مناخيره وعينه وجبهته ورقبته..
الخوف صعب .. الخوف بيذل .. انكسار سخيف..
إن حد يسيبك لوحدك في عز الخطر ويمشي شيء
مخيف .. ممكن يقتلك…
تخيل كده .. إن اللي انت مش عايزها تسيبك دي لاقيس
.. لاقيس بنت إبليس اللي عايزة تقتلك ..
لاقيس اللي انت خايف منها .. دلوقتي مش عايزها
تسيبك وتمشي .. عايزها تفضل جنبك ألانك خايف من
خطر أوحش..
خايف من أفعى .. خايف من ظلام ليل في المقابر ..
خايف يطلع لك جن .. عفريت .. شيطان انت
متعرفوش..
فما بالك يا أكرم إن انت تخليت عن مراتك في عز
الخطر .. دمرتها نفسيا .. ودمرت حياتها .. خليك زي
الكلب مش قادر تتحرك في عز ظالم الليل..
.
.
مي نايمة في أوضتها .. لا بيها ولا عليها..
مي دي صاحبة ديمة .. مي دي اللي صورت الخاينة
مع عادل ابن عم ديمة .. مي دي كانت واقفة جنب ديمة
لحد آخر لحظة.. مي دي اللي عمل حساب ع الفيسبوك
بإسم غريب .. علشان تبعت صورة الخاينة لصاحبتها،
وبعدها ديمة انتحرت..
بس ليه لاقيس عايزة تنتقم منها؟ ليه لاقيس قالت على
األربعة إنهم خاينين؟
هو ايه اللي بيحصل؟ أنا مش فاهم حاجة؟
البلطجي قال للشرطة إن واحدة بس كانت جوة الكوافير
متفقة مع عادل على الخطة..
ليه لاقيس عايزة تنتقم من األربعة؟
ايه ده؟
ثم إن لاقيس دي شيطانة وبنت كبير الشياطين .. ازاي
عايزة تنتقم ل دي مة؟
أووووووف .. أنا بجد متلخبط م اللي بيحصل ده..
هي مش المفروض تفرح إن البشر بيدبحوا بعض
بالشكل ده؟
مي نايمة في أوضتها ..
لاقيس دخلت األوضة .. وهي ماسكة سكينة من
المطبخ..
_ مي .. اصحي يا مي .. اصحي يا مي..
مي فتحت عينيها في الضلمة .. سامعة صوت .. لكن
مش شايفة حاجة..
بتمد إيدها علشان تفتح النور .. لكن الاقيس مسكت
إيديها..
مي صرخت .. صرخة شديدة .. لاقيس بعدت إيديها
وسكتت..
مفيش حد سمع صرخة مي ..
مي فتحت النور وهي مرعوبة .. مخضوضة .. جسمها
على وضع ال vibration ..
لاقيس ظهرت وهي بتقطع جسم نفسها بالسكينة .. والدم
بيغرق األوضة..
_ هسسسس .. لو صرختي هدبحك..
مي هتتجنن .. بدأت تقفل عينها وهتدووخ..
_ لو غمضتي عينك هقطع رقبتك .. امسكي نفسك
وركزي معايا..
مي هتموت خالص .. روحها بتتسحب منها بسبب
الخوف .. ونفسها يغمى عليها بجد .. لكن خايفة من
التهديد ..
بقت زي اللي ماشية على الحبل في الدور العشرين ..
بتحاول تظبط اتزانها .. الارض بتشدها علشان تسقط ..
وهي بتحاول تمسك نفسها..
ايه الجو ده؟
د د ديما .. ددد يممة .. ءأ ْأ نا مي يا ددديمة.
_ انتي حقيرة يا مي ..
مي بتتكلم من بطنها بصعوبة .. مش عارفة تجمع
الحروف..
_ انا بحبحبحب بحبب بب بحب .. بحبك يا ديمة
لاقيس بتتقرب منها..
_ انتي لو كنتي بتحبي ديمة يا حقيرة .. مكنتيش
اتصلتي ب عادل ابن عمها علشان تقولي له إنك فاعل
خير .. وإن ديمة هتتجوز أكرم النهاردة .. وإنها شايفة
إنه أحسن منك..
.
.
_ أنا؟ مسسسسستحيل أعمل كده .. مسستحيل.. يا ديمة
_ أنا لاقيس بنت إبليس يا حيوانة .. وعارفة كل حاجة
.. كلكم كنتوا عايزين تقتلوها .. عايزين تخلصوا عليها ..
وكل واحدة فيكم ليها سبب .. وانتي عايزاها تتجوز
عادل .. ألنك بتحبي أكرم يا مي .. كان نفسك أكرم
يبص لك..
لاقيس تقترب من مي … وتميل عليها بجسدها لتلصق
بها الدم..
مي ترتعش تحاول أن تبعد عنها ..
شكل لاقيس مخيف .. مخيف جدا .. عايزة تصرخ ..
مفيش صوت طالع..
ماتت مي مكانها، ماتت من الخضة..
لاقيس أخفت كل آثار وجودها في األوضة .. ومشيت..
.
.
أكرم عند المقابر مرعوب .. هيموت م الخوف .. بيبص
ع العربية..
مشى على أطراف صوابعه ناحية العربية ..
خايف يطلع منه أي صوت يخلي األفعى تحس بيه..
ماشي وبيتلفت حواليه..
ماشي قدامه .. لكن بيبص وراه..
وصل عند العربية وهو مش شايفها .. خبط في العربية
طرررررررررررررراخ … طك طك..
بص فجأة قدامه شاف إنه خبط في العربية..
بيرجع يبص وراه تاني .. لقى األفعى بتفتح عينيها..
صت عليه .. رفعت راسها ..
أووووووووووووووووه .. ايه ده؟
مستحيل تكون أفعى ..
جسمها بيكبر لوحده .. بقى شكلها زي عربيات المترو
..
بتفتح بؤها .. وبتتحرك ناحيتها وهي بتعمل فحيح
مخيف..
_ فحاااااااااااا .. فحاااااااااااااااااا ..
أكرم بيموت .. أكرم مفاصله بدأت تصدر أصوات من
الخبط جوة.
_ أد أد .. أد .. أدددا دا دا دا .. أد ددا .. ددا
_ فحااااااااااا .. فحاااااااااااا .. فحااااااااااا .. فحاااا
يا إلهي!
منظرها مخيف .. بشع .. شكلها غريب .. مفيش أفعى
بالضخامة دي .. وفيها شوك في جسمها..
أكرم بيتهز .. بيحاول يمط جسمه علشان ينط جوة
العربية .. رجله مش قادرة تشيله ..
بيرفع راسه ويمط النص اللي من فوق في جسمه،
وبيحاول يرميه في العربية…
.
.
..
األفعى بتقرب منه .. فحاااااااا .. فحااااااا.
_ أهددد ددد .. دااا .. ددددا .. أعا … عو عو .. أعا ..
ذو ذو .. ددددا .. طك طك..
لاقيس ظهرت فجأة.. نادت على األفعى
_ ارجعي يا قيسا..
األفعى بدأت تنكمش .. بتصغر .. رجعت مكانها ..
اتلفت حوالين نفسها من تاني..
أكرم بيبص على القيس .. وبيبص ع األفعى اللي
رجعت..
هز راسه فوق تحته .. وجسمه بدأ يهتز .. ووقع من
طوله على األرض..
لاقيس بدأت تضحك .. بتصرخ مع الضحك..
_ هاااا هاااا هاااهااااااا هاهاهاهااها..
اختفت الاقيس..
قصة العروسة المشو هه. الجزء السابع
.
.
.
.