لما فوقت استوعبت صدمة موت شريفة وفى الوقت ده كان نفسي اموت بدالها ، كل حاجة بتروح مني والناس اللى بحبهم بيموتوا وانا واقف بتفرج عليهم ومش عارف السبب ايه ، حتى النيابة اتعاطفوا معايا جدًا ، كل يوم او اتنين اجيلهم بجثة وجريمة جديدة اللى عاملها مجهول ، مبقاش عندى ثقة ان الايام شايلالى
حاجة كويسة ، خالي سعيد من احن واقرب الناس عليا ، الوحيد اللى قررت الجأله واقعد وافكر معاه فى المصايب اللى بتحصلى وكمان ابنى زياد اللى انا مش لاقيه وقلبي هيقف من غيره ، خايف جدًا يكون حد عمل فيه حاجة ، اكيد الموضوع وراه سر انا مش عارف هو ايه ، واكيد القت،،،ل ده مش صدفة
يوم دفنة شريفة ، كان من اصعب الايام اللى عيشتها فى حياتى ، اول مرة اشوف امى بتعيط بالهيستريا دى للدرجة ان واحنا واقفين على قبرها وشايلين جثتها وبندخلها جوة ، امى زقتنا كلنا ونزلت معاها تحت وكانت رافضة تطلع لحد مااغمى عليها والكل كان واقف فى ذهول من منظر امى وبالعافية لما دفنا شريفة ، ولما رجعت بيها البيت قعدت تدعى على خالى
اللى مسافر ، ده حتى مكلفش خاطره ونزل مصر يحضر الدفنة ، وكانت بتدعى لخالى سعيد اللى كان هو وعيلته معانا خطوة خطوة ومش سايبنا لوحدنا ، وطبعًا امى كانت عايشة رافضة الاكل واحنا اللى دايمًا كنا بنأكلها بالعافية ، وعلشان كده قولتلها ان لازم تروح تقعد مع خالى سعيد يومين تلاتة تريح اعصابها وبعد كده تبقى ترجع البيت براحتها .
طبعًا رفضت وكانت كل شوية تمسك فى هدوم شريفة اختى ، وتقول انها عروسة ومدخلتش دنيا وان ملحقتش تتمتع بشبابها ، واوقات كتير كانت بتهلوس وبتتكلم معاها كأنها شايفة شريفة قدامها ، حكيت الموضوع لخالى سعيد ، وبعد محاولات كتير من اقناعها ، الحمد لله اقتنعت انها تعيش مع خالى وعيلته يومين ، طبعًا علشان اطمن عليها واطمنها ، قولتلها انى هاجى اعيش معاهم اليومين دول لحد مالامور كلها تستقر.
خبيت عليها اختفاء زياد ابنى لانها مش ناقصة اى صدمة جديدة دلوقتى، مع خالى ميقولهاش اى شئ لحد مانشوف هنتصرف ازاى، طبعًا كنت بنزل الشغل مش مركز فى اى شئ غير ابنى اللى مش لاقيه ، ومديرين الشغل كانوا عاذرنى جدًا ، ورحيمين بحالى ، مفيش دور رعاية اطفال واقسام ومستشفيات فى مصر كلها الا
وسألت على زياد وللاسف مالوش آثر ، لدرجة انى استعوضت ربنا فيه ، واوقات كتير اوى لما كنت اتكلم مع خالى ، اقوله انى قربت انتحر من كتر اللى بيحصلى ، خالى سعيد كان دايمًا بياخد بايدى وبيحاول دايمًا انه يحسن من نفسيتى .
فى يوم روحت الشغل متأخر وكنت سامع خالى بيتخانق مع مراته ، السبب ايه معرفش ، لكن كانت خناقة كبيرة بينهم ، فى الاول افتكرتها بسبب قعدتنا عندهم فى البيت لكن مع وقت الخناقة وهو بيعدى اكتشفت ان الموضوع بسبب واحدة هي بتغير على خالى منها ، يعنى موضوع حريم وطبعًا بالنسبالى تافه ، وقولت سبحان الله في ناس بتكون اكبر مشاكلها هيافة بالنسبة لناس تانية زى حالاتى كده.
حاولت انى اهدى الموضوع شوية بينهم وبرضو علشان مضغطش على خالى فى انه يتحمل كل الاكل ، نزلت جبت اكلة كفتة وطرب وشيبسي وسلطات وقعدنا كلنا والدنيا بين خالى ومراته هديت شوية والامور عدت على خير الحمد لله
انا فى العادى بنزل اصلى الفجر واطلع البس هدومى ولو هاكل اى لقيمة وانزل اروح الشغل على طول ، من ساعة ماروحت بيت خالى وانا مبعملش الكلام ده لانى بتكسف اخرج بالليل واني اصحى حد يفتحلى الباب خاصة انهم بيناموا بدرى وانا مش عايز اكون تقيل على حد
لكن فى يوم الاكل ده ، معرفش ليه حسيت انى عايز اعمل العادة دى وفعلا كلهم كانوا نايمين فى سابع نومة ، لبست هدومى وقولت انزل الجامع شوية اصلى واقعد حبة واروح الشغل على طول من بره بره ، علشان مرجعش البيت تانى واصحى حد او اقلق حد.
.
.
فعلا عملت كده وروحت الشغل وكان كتير جدًا وتليفونى كان عمال يرن وانا مش عارف ارد من ضغط الشغل ، لحد ماشوفت رقم امى رن عليا 15 مرة ، فتحت عليها ويارتنى مافتحت …… يتبع
رواية دماغ ثعبان. الجزء الخامس
.
.
.
.