نيفين منهارة، وبتنادي على أمها بصوت عالي..
_ يا ماماااا .. يا ماما..
(قام أبوها وأمها، والطفلة رؤى، وكلهم مفزوعين عليها، فاكرينها بتتوجع..
لقوها بتعيط، وبتشتم، وحالتها صعبة خالص.
_ مالك يا بنتي؟ جرى ايه؟
_ الحقير يا ماما .. الحقير .. الحقير
(أبوها متضايق عليها علشان بتتكلم بتتدرج)
_ انتي هتقولي لنا مالك على أقساط ولا ايه؟ ما تتكلمي، حصل ايه؟
(نيفين بتفتح لهم الفيديو اللي ع الواتس)
_ سامي بيخونني يا بابا .. بيخونني
(الأب اتخض من كلامها، ومسك الفون من ايدها، وبيشوف)
لقى سامي بيرقص سلوو مع رانيا في الفرح، على أنغام موسيقى رومانسية، في أغنية شاهيناز
(أم نيفين اتضايقت، وبدأت تقول كلام مش لطيف عن سامي)
_ وانا اللي كنت أقول انه راجل، ومش ممكن يغلط..
_ ويغلط ليه؟ مش يمكن يكون اتجوز البنت اللي بيرقص معاها دي، زي ما دينا صاحبة بنتك ما قالت..
(نيفين بتنفعل)
_ يتجوز عليا أنا؟ طب ازاي؟ ويتجوز عليا ليه؟ هو انا قصرت معاه في ايه؟ هي رانيا أحسن مني في ايه؟
ما انا كنت اشتغل معاهم في نفس المكان، وكانت معانا الزفتة رانيا، بنفس حركاتها، ومع ذلك اختارني أنا .. حبني أنا، واتجوزني أنا، وقدمت استقالتي من الشغل علشانه ..
هو انا كنت بسيب الشغل علشانه، ولا علشان يسيبني ويتجوز رانيا..
(الأب بيوبخ نيفين)
_ اياك تولولي، ولا تندبي حظك وتقرفينا معاكي، علشان انتي السبب في كل ده.
_ أنا السبب؟ هو انا اللي قلت له يلعب بديله؟
_ انتي عبيطة يا بنت انتي ولا بتستعبطي؟ .. هو انتي مش واخدة بالك إنك مهملة في نفسك، وفي بيتك، وفي بنتك، وفي جوزك..
_ أنا مهملة يا بابا؟ حرام عليك، ده انا مش بخليه ينزل من غير فطار، ولا يرجع ميلاقيش غدا أو عشا، ليه يا بابا تظلمني كده انت كمان..
_ يا بنت انت مش واخدة بالك من عمايلك ولا ايه؟ ده انتي قلتي بلسانك انه متضايق من انك بتاكلي كتير
_ يعني أبطل أكل علشان أعجب سيادته
_ محدش قال لك تبطلي أكل .. بس ميكونش الأكل كل حياتك .. ده انتي لو زهقانة بتاكلي
لو متضايقة بتاكلي
ولو سمعت خبر يفرحك بتاكلي
ولو بتتفرجي على التليفزيون بتاكلي
ولو رايحة مشوار .. بتاكلي قبل ما تنزلي
ولما بترجعي من برة بتاكلي
يا نيفين يا بنتي انتي بقيتي كسلانة بسبب فجعتك في الأكل دي، ومفيش حاجة تضايق الراجل غير انشغال مراته عنه بحاجات تافهة … فما بالك لما تكون حاجة المفروض لها مواعيد محددة..
(نيفين متعصبة، ومتضايقة من كلام أبوها)
_ هو انت معايا ولا معاه؟
_ أنا مش راضي عن تصرفاتك من قبل ما تتخانقوا .. وادي انتي شفتي كلامي، اهو انتي على مشارف الطلاق .. وسامي على مشارف الجواز .. ده ان مكانش اتجوز البنت دي فعلا..
(نيفين قامت من مكانها زي المجنونة)
_ بابا! أنا عايزة أرجع بيتي..
_ اهو ده عين العقل .. بكرة تلمي حاجتك وحاجة بنتك وطيران على بيتك
_ انا عايزة أرجع دلوقتي يا بابا
_ دلوقتي ايه؟ انت عارفة الساعة كام دلوقتي
_ مليش فيه، انا عايزة أرجع دلوقتي
(الأب بيتضايق عليها)
_ انتي ليه عنيدة يا بنت انتي؟ هو احنا نقول لك ارجعي بيت جوزك تقولي مش راجعة … ولما تطلب معاكي ترجعي، عايزة ترجعي بعد نص الليل .. أقسم بالله ما حد هينزل دلوقتي
(الأب بكل نرفذة وضيقة بيدخل أوضته)
الأم بتقعد مع نيفين تحاول تهديها، وتصبرها شوية، وتسألها مين اللي بعت لها الفيديو ده ع الواتس.
_ مش عارفة يا ماما .. ده رقم غريب .. معرفش مين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قدام شقة سامي..
كان راجع بالليل متأخر، بيفتح باب الأسانسير، في الدور التاسع، علشان يدخل شقته..
فوجيء برجال الإسعاف، خارجين من شقة الست جارته، ومعاهم الطفل أيهم، والطفلة رودي .. وكانت الست ماشية وراهم وهي ماسكة بطنها بتتوجع..
القطة كوكي خرجت من الشقة جري لما الباب اتفتح، وشافت سامي، راحت جريت ناحية الباب
(سامي بيبص على جارته)
_ خير يا مدام نهلة .. حصل ايه؟
_ ولادي بيضيعوا مني يا أستاذ سامي، ولادي بيضيعوا مني
_ ان شاء الله خير متخافيش..
(سامي بيركبهم أسانسير، وبيركب الأسانسير التاني، وبينزل يحصلهم، علشان يروح معاهم المستشفى)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نيفين في نص الليل بتحاول ترن على دينا، علشان تساعدها في المصيبة دي..
لكن فوجئت إن دينا حاطة رقمها في ال (بلاك ليست) بعد ما اتهمتها إنها هي الست اللي عايزة تخطف سامي منها، وبتدعي المثالية.
نيفين بتعض صوابعها من الغيظ، والتوتر، وقامت نادت على رؤى، وحضرت هدومها، وقررت إنها ترجع شقتها دلوقتي حالا..
(الأب صحي تاني، واتخانق معاها، ورفض ينزل يوصلها بالعربية)
نيفين أخدت شنطها، وبنتها، ومشيت ناحية باب الشقة وهي زعلانة..
(الأب زعق لها وشتمها، واضطر يدخل يجيب مفاتيح عربيته، وينزل معاها)
_ أوووووف .. كنت فاكر نفسي هرتاح لما جوزتك، وانتي زي ما انتي مش عايزة تتغيري.
(الأب خرج قدامها، وهي وبنتها وراه)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نيفين وصلت شقتها، ودخلت هي وباباها، واتفاجئت إن سامي مش موجود في البيت.
(حاولت تتصل بيه، لكنه كان بيقفل الفون في وشها في كل محاولة اتصال)
نيفين بدأت تحس بالقلق، وبطنها بدأت توجعها من الخوف، وعيونها بدأت تدمع.
_ سامي بيكنسل في وشي يا بابا .. يبقى أكيد معاها .. أكيد معاها
_ أقسم بالله ما تعيطي وتعملي مناحة لأسيبك وامشي، علشان قرفت منك
(الأب متضايق من كل تصرفاتها، لأنه ياما نصحها، وكانت تنفذ اللي في دماغها .. وجاية دلوقتي تبكي له)
(نيفين حاولت كتير تتصل بيه، وهو بيقفل في وشها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في المستشفى..
الدكاترة بيعملوا الإسعافات اللازمة للطفلين والأم، وبيسألوا الست عن آخر حاجة أكلوها..
_ آخر حاجة كان عشا من مطعم (ترميلة) اللي جنبنا، و ده متعودين ياكلوا منه
_ مفيش الأعراض دي قبل كده يعني؟
_ أول مرة يا دكتور
(الدكتور بيبص على سامي)
_ وحضرتك أكلت من نفس العشا
_ أنا جارهم ..
_ اه .. سوري
_ ولا يهم حضرتك.
(الدكتور بيكتب روشتة علاج للست، وبيطمنها، وبيقول لها ساعة أو اتنين بالكتير وتقدروا تمشوا)
_ ألف شكر لحضرتك يا دكتور
(سامي بيحاول ياخد منها الروشتة، علشان ينزل يصرف لها العلاج، وهي كانت رافضة، لكنه أصر إنه يجيب لها العلاج، ونزل)
مدام نهلة عارفة أد إيه سامي شخص محترم، وجار كويس..
وهو عارف أد إيه هي ست قوية، وقادرة تراعي بيتها وعيالها في غياب جوزها، اللي بيضطر يسافر كل فترة علشان يخلص شغل برة.
نيفين في البيت، هتتجنن..
وأبوها خايف يسيبها يحصل لها حاجة..
والطفلة رؤى بتعيط لأنها مش لاقية القطة بتاعتها..
والتلاتة متضايقين، وكل واحد في همه..
نيفين مغلولة .. ومتغاظة.. ومش عارفة تعمل ايه..
بدأت تكتب له رسالة قوية:
(آخر حاجة كنت أتوقعها يا سامي انك تتجوز عليا بدون علمي، وكأنك ما صدقت إني أغيب عن بيتي، علشان تروح تهيص مع الست رانيا بتاعتك دي..
بس يكون في علمك أنا مش هسكت، والله والله والله لأفضحها يا سامي وأفضحك..
إنت مش بني آدم .. انت حد عديم الاحساس ..
ازاي قادر تشوفني اتصالي عليك ومتردش .. وكمان بتكنسل..
افرض اني عايزة أقول لك ان بنتك تعبانة ..
اخص عليك .. انت طلعت قليل الأصل وانا معرفش..
سامي بيشتري العلاج للست، وبيرجع بيه للمستشفى..
بيسمع تنبيه الرسايل، لكن من غير ما يهتم بيها..
(الست كانت في المستشفى، جنب ولادها، وهو بيخبط على الباب، وبيسيب لها العلاج)
_ ألف شكر لحضرتك يا أستاذ سامي
_ أنا هنزل أنام في العربية تحت، لما تاخدوا إذن خروج كلميني، علشان أرجعكم البيت.
(الست بتحاول تخليه يمشي، علشان ما يتعب معاها، لكنه أصر يكمل معاها للصبح)
نزل سامي وفتح عربيته، وكان بيحاول ينام على صوت الأغاني القديمة، زي عادته، كل ما يحب يسترخي في العربية..
أول ما اتكيء على يمينه، اتفاجيء بأغنية المطربة (حورية حسن) بتقول:
من حبي فيك يا جاري..
يا جاري من زمان..
لأخبي الشوق وأداري..
ليعرفوا الجيران..
لأخبي الشوق وأداري .. أداري
ليعرفوا الجيران .. ليعرفوا الجيراااان
(سامي اتخض لما سمع الأغنية، وقام بسرعة وقفها)
_ حب ايه اللي يخرب بيتك .. هي الأغنية دي حبكت دلوقتي
ــــــــــــــــــــــــ
سامي بيطلع الفون من جيبه، وبيشوف رسالة نيفين..
واستغرب من لهجتها الشديدة، واتنرفذ عليها، ورمى الفون من يده..
_ الله يخرب بيتك وبيت عقلك يا نيفين .. وبعدين في التسرع المقرف بتاعك ده..
بس هي عرفت منين؟ أكيد حد قال لها إني رقصت مع رانيا..
الله يخرب بيتك يا رانيا..
رانيا مين دي اللي أفكر ارتبط بيها أصلا .. داهية تقرفكم
ده الواحد كره الجواز، وكره نفسه أساسا بسببكم..
ايه الحظ المنيل ده..
يعني الدنيا يكون فيها بنوتة هادية ورقيقة، ونسمة هوا عايشة حوالينا، زي دينا..
ويكون في ستات عاقلة، وقوية، وحكيمة، زي مدام نهلة..
ويكون حظي أنا بين اتنين .. واحدة مفجوعة تكون مراتي .. والتانية أوووفر في تصرفاتها ونفسها تتجوزني..
هو فعلا الحظ لما اتنيل .. بيتنيل.. أوووووووف
(سامي بيسند دماغه.. وجات على باله دينا دينا، راح ابتسم)
_ طؤ … دينا .. يا سلاااااااااااام على دينا..
(سامي حس بالانشكاح وبدأ يرخي عضلاته للنوم)
نيفين قاعدة في الصالة صاحية لحد الصبح، وسمعت صوت القطة بتخربش في الباب..
خرجت من شقتها وفتحت الباب، لقت القطة..
وكان الأسانسير بيتفتح، ومدام نهلة وولادها خارجين منه..
(نيفين بتشيل القطة من ع الارض، كانت فرحانة أنها شافتها)
_ صباح الخير يا مدام نيفين.
_ صباح النور مدام نيفين..
_ هي كوكي رجعت لكم..
_ كنا ندور عليها ومش لاقيينها..
(نهلة بدأت تحكي ل نيفين، ان القطة كانت عندها في البيت، واتعشت مع كارو، لحد ما تعبوا، وراحوا المستشفى، وكان سامي معاهم)
_ ايه ده؟ هو سامي كان معاكم في المستشفى.
_ وهو اللي وصلنا بالعربية لحد هنا كمان
_ هو فين؟
_ راح شغله..
(نيفين حست بالندم، والتسرع، انها بعتت رسالة تتهمه فيها بقلة الأصل، وانه اتجوز رانيا)
_ يعني الليل كله في المستشفى؟
_ اه والله .. ولما عرف اننا هنقعد ساعتين تلاتة، صمم ينام في العربية، علشان يوصلنا الصبح..
_ والدكتور قال لكم ايه السبب؟
_ قال لنا وجبة العشا كان فيها؟
_ يا نهار اسود..
_ هو انتي بتقولي انكم اتعشيتوا قدام القطة؟
_ اه كانت معانا ساعة العشا..
(نيفين بدأت تقلق .. لأنها بدأت تشك إن القطة كوكي هي اللي حسدت نهلة وأولادها، وراحوا المستشفى بسببها)
_ ألف سلامة على حضرتك .. ألف سلامة..
(نيفين بتدخل شقتها وهي ماسكة القطة، وبتروح تصحي أبوها اللي نايم جوة، وهي بتصرخ في وشه)
_ بابا .. انت صح يا بابا .. بابا
( الأب قام مفزوع)
.
.
_ يا بنتي خضتيني، انتي ايه؟
_ القطة حسدت مدام نهلة ع العشا يا بابا، ولسة راجعين من المستشفى..
(الأب بدأ يفوق، ونيفين بتحكي له عن كل اللي حصل)
في شغل سامي..
كان قاعد في مكتبه، وشاف دينا رايحة تقعد مكانها..
قام من مكانه ومشي ناحيتها، لأول مرة..
بص عليها بابتسامة..
_ صباح الخير يا دينا..
_ أهلا سامي صباح النور
_ حمد لله ع السلامة
_ الله يسلمك
_ اتأخرتي ليه؟
_ اتأخرت ازاي؟ مش فاهمة!
(سامي اتلخبط، مش عارف يرد .. لأن دي مواعيدها بالظبط)
_ لالا ولا يهمك دينا .. معلش أصلي صاحي من امبارح..
(سامي رجع مكانه وهو متلخبط خالص)
_ ايه اللي انا بعمله ده؟!
تأليف سيد داود المطعني
قصة القطة الحاسدة. الجزء الخامس
.
.
.
.
