نيفين مغمى عليها في الأرض، وأبوها وأمها بيحاولوا يقوموها..
تليفون نيفين لسة بيرن على دينا، حتى لما وقع من ايدها على الارض.
دينا بتفتح، وبتسمع أصوات أمها أبوها اللي بيحاولوا يسعفوها، وصوت الطفلة رؤى اللي بتعيط..
_ نيفين .. قومي يا حبيبتي .. نيفين..
_ يا ماماااااااااااااااااا .. متموتيش يا ماما
_ قومي هاتي بيرفيم من جوة بسررررعة..
(الأم قامت جري تجيب البيرفيم .. و دينا متلخبطة)
_ ألووو .. ألووو .. يا نيفين .. ألووو.
(دينا قفلت الفون، ونزلت جري على بيت نيفين)
.
.
الأم جابت البيرفيم، وبدأ أبو نيفين يفوقها بيه..
(نيفين بتفتح عينها بصعوبة، وهي بتدمع)
_ سامي هيتجوز عليا .. سامي هيتجوز عليا..
_ انتي كويسة يا بنتي .. حاسة بألم في معدتك؟
(نيفين بتعيط)
.
.
_ سامي هيتجوز عليا يا بابا .. هيتجوز عليا
(الأب اتنرفذ عليها، وبدأ يشتمها)
.
.
_ أبو شكلك وشكل أبوكي يا بنت المتخلف .. نشفتي دمي ودم أمك ودم بنتك
_ بالراحة ع البنت يا سيف .. مش شايف اللي هي فيه؟
.
.
_ أنا اتخضيت .. افتكرتها ماتت .. وفي الاخر يطلع مغمى عليها بسبب الزفت جوزها .. هو احنا فاضل فينا أعصاب تستحمل أم القرف ده..
_ اهدى بس انت، وايدك معايا نقومها.
.
.
(نيفين بتعيط .. والطفلة رؤى بتتابع في صمت وعيونها مليان دموع)
سيف وأم نيفين ساعدوها توقف وتقعد ع الكرسي، وبدأت تتنفس..
_ أنا مش متخيلة انه ممكن يتجوز عليا بعد السنين دي كلها يا ماما
_ قلة أصل بعيد عنك .. هتقولي ايه؟
(الأب بيسيب لهم المكان ويخرج)
_ رايح فين يا بابا؟
_ رايح أشوف الحاج محسن، يمكن يكون عنده طريقة لعلاج حسد القطط، غير اللي أنا عارفها، خلينا نخلص
_ ربنا يخليك ليا يا بابا ..
_ يا شيخة اتنيلي .. طلعتي عين أبويا .. وعين اللي خلفوني
(الأب مشي متنرفذ، ونيفين متضايقة، وبتبص لأمها)
_ هو بيعمل كده ليه يا ماما؟
_ اعذريه يا بنتي .. مش مستحمل يشوفك في الحالة دي
_ لا يا ماما .. مش ده السبب
_ يعني هيكون متضايق ليه؟
_ بابا مش عايزني أكون هنا، مش عايزني معاه في البيت
_ اخص عليكي يا نيفين .. ازاي تقولي كده يا بنتي؟
_ يوه يا ماما بئى .. يعني هيكون بيعمل كده ليه؟
_ خليكي بس في اللي فيكي، وسيبك من ماله ولا بيعمل كده ليه
(نيفين بتطلع العلاج، وبتبلع حبوب فتح الشهية، وبتطلب من أمها تعمل لها أكل)
الأم قامت تجهز الأكل .. وفجأة وصلت دينا..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دينا دخلت، لقت نيفين قاعدة، قدامها الأكل، وهتبدأ..
(دينا كانت مخضوضة، قلقانة عليها، وباين التوتر على ملامحها)
دخلت عندها، وحكيت لها إنها سمعتهم في الفون وهما بيسعفوها، واتخضت وجات بسرعة..
(نيفين فرحت، وقامت تحضن دينا، مش متخيلة إن في حد مخلص بالشكل ده، وبيحبها ويتخض عليها كده)
_ يا حبيبتي يا دينا .. تسلمي لي يا رب
(نيفين نسيت الأكل، وبدأت تحقق مع دينا، ومصممة تعرف مين هي الست اللي هتخطف جوزها)
_ مش شرط تكون واحدة بعينها يا نيفين، أنا كل نصيحتي ليكي انك تخلي بالك من جوزك، وبلاش تسيبي لي البيت، وتعملي له فراغ، اصحي لنفسك يا نيفين.
_ ما اهو لو في واحدة بتحاول توقع سامي قوليلي عليها يا دينا .. وأنا أروح أعلمها الأدب
_ مفيش واحدة .. بس بنصحك تركزي
_ خلاص يا دينا .. طالما مفيش واحدة في حياته .. أنا هسيبه على كده، مع نفسه لحد ما يعرف قيمتي.
_ انتي غريبة أوي يا نيفين .. يعني لو في واحدة في حياة جوزك هتهتمي بيه .. ولو مفيش حد في حياته هتسيبيه وتمشي.
_ يا خوفي تكوني انتي اللي ماشية ورا جوزي يا دينا .. وجاية تجسي النبض، وتطمني..
(دينا وقفت متضايقة .. الكلمة جرحتها أوي .. ازاي نيفين تفكر انها عايزة تخطف جوزها، مع انها خايفة عليها، وبتحاول تعقلها)
دينا متوترة، متلخبطة، وبترتعش كأنها بردانة .. وبؤها بيهتز من اللخبطة..
_ عموما يا نيفين أنا عملت اللي عليا .. وانتي حرة .. وآسفة بجد اني اتدخلت لك في حاجة تخصك
(دينا مشيت مندفعة ناحية الباب، والأم خارجة من المطبخ تحاول توقفها، مش فاهمة ايه اللي حصل .. لكن مفيش فايدة .. دينا فتحت الباب وخرجت)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القطة واقفة قدام باب شقة سامي..
كانت شبعانة .. مش تعبانة .. وصحيحة، وكان مفيهاش حاجة..
بتخربش الباب، زي اللي بتحاول تفتحه علشان تدخل .. لكن مش عارفة ..
بتسند ايديها ع الباب، وتخبط بالإيد التانية، كأنها طفل صغير يحبو ناحية الباب، وبيخبط.
(القطة نامت جنب الباب)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
داخل أحد الكافيهات..
سيف والد نيفين، قاعد مع الحاج محسن اللي كان بيشرح له حسد القطط..
_ مفيش فايدة يا سيف .. لازم تجيب القطة، وتخلي البنت تاكل قدامها، وبعد كده تأكلها بنفسها..
_ القطة مش لاقيينها يا محسن، أجيب لها القطة منين؟
_ امممممممممم .. خلاص يا سيف .. أنا جاي لكم البيت النهاردة الساعة عشرة، وهشوفها بنفسي، وهعمل لها اللازم
_ يا ريت يا محسن .. لأن انا مش عارف اتصرف معاها .. وبدأت أتنرفذ على البنت، وبقيت بزعق لها
_ لااا يا سيف .. انت أبوها .. يعني المفروض تكون أحن عليها من نفسها
_ تصرفاتها مضايقاني ياخي
_ اصبر .. وانا جاي النهاردة، وهخليك تطمئن عليها وتشوفها بتخف قدامك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قاعة أفراح..
سامي ورانيا قاعدين على ترابيزة واحدة، على أنغام الموسيقى، ومبسوطين..
بيحضروا حفل زفاف واحدة زميلتهم..
كل زمايلهم موجودين في الفرح .. الزملاء مع زوجاتهم، والزميلات مع أزواجهن، والسناجل قاعدين في تكتلات مع بعض فرادى..
قامت رانيا من مكانها، بحركات خفيفة، وكلها طلاقة وحيوية، بدأت توشوش في أذن كل زمايلها وزميلاتها المتجوزين، وكلهم بيقوموا من أماكنهم ويمشوا وراها..
رانيا بتروح للعروسين، وبتوشوشهم … بيبتسمولها ويهزوا راسهم..
الكل التجمع عند منصة العروسين، ورانيا بتحكي مع منسق الموسيقى اللي في القاعة وبيتسم ويهز دماغه..
بتشاور لسامي يروح لها..
سامي مش فاهمة حاجة، وبيقوم من مكانه ناحيته..
وفجأة..
منسق الموسيقى بيشغل أغنية (أنا بعشقه) للمطربة شاهيناز..
والعروسين بيرقصوا (سلوو مع بعض) وكل الزملاء بيلتفوا حواليهم، وكل زوجين بيرقصوا مع بعض على أنغام الموسيقى الرومانسية، وعلى صوت شاهيناز..
سامي بيتفاجيء برانيا بتسرقه على الأغاني … ولقى نفسه بيرقص مع رانيا سلوو ..
وصوت شاهيناز بيغني كلام رومانسي، خلى سامي يحس بالخجل من الموقف .. لأن مشاعره مش رايحة لرانيا أساسا.
الأغنية:
انا بعشقه للدنيا ايوة هقولها انا .. متفائلة بيه
دة فرحة الدنيا وما فيها جاتلى فيه ..
وبدعى ربنا كل يوم يخلينى ليه
انا بعشقه بكون ضعيفة بشوفه انا .. بستقوى بيه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كل السناجل اللي عجبهم المشهد الرومانسي، والموسيقى الهادية، وأغنية شاهيناز، مع الرقص سلو .. وقاموا مسكوا تليفوناتهم وبدأوا يصوروا الرقصة فيديو
الرقصة انتهت..
والكل رجعوا أماكنهم، مبسوطين، مبتسمين..
وكانت رانيا مبسوطة خالص .. وسامي في قمة الخجل ..
حاسس ان كل الموجودين بيبصوا عليه .. مكسوف .. وشه احمر ..
رجع مكانه بسرعة، زي اللي بيهرب من عيون الناس..
أو اللي بيجري قبل ما حد يلمحه..
رانيا مش مشغولة بحاجة .. حياته (أوبين) مفيش عليها رقابة، ومش مشغولة من حد..
لكن سامي وضعه مختلف .. انسان مرتبط .. وعنده ولاء للأسرة، مهما كانت علاقته متوترة بمراته.. مستحيل يلغي وجودها .. لازم يحترم غيابها ما دامت لسة مراته..
(سامي اتخنق شوية، واستأذن من رانيا انه هيخرج من القاعة شوية)
رانيا قامت وراه، مش عايزة تسيبه لحظة، عايز تحاصره، مش عايزاه يقعد مع ضميره عشر دقايق على بعض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في بيت أسرة نيفين..
الحاج محسن قاعد معاهم، ونيفين قاعدة قدامه، بتبلع حبوب فاتح الشهية..
_ يا بنتي بطلي الحبوب دي.
_ ده فاتح شهية يا عمو محسن .. علشان أعرف آكل
(الحاج محسن حواجبه اتقلبت من التعجب .. ازاي هي بتعاني من مشاكل بسبب الأكل، وحريصة على فواتح الشهية)
_ تمام يا بنتي … ركزي معايا في الحاجات اللي هقولها قدامك.. علشان نشوف ان كنا هنقدر نعالجك .. ولا لازم نجيب القطة..
(الكل بيركز .. ونيفين بتركز .. والحاج محسن بيبدأ يقول طلاسم غير مفهومة قدامها .. ونيفين قاعدة عادي خالص .. مفيش حاجة ماثرة فيها)
الحاج محسن بيخلص .. وبيبص على نيفين كده باستغراب..
_ مفيش احساس بأي حاجة في جسمك، أو معدتك من الكلام ده
_ لا خالص .. عادي جديد
_ غريبة أوي .. ده أنا لو قلتها قدام حد مريض بالحسد مفاصله بتسيب
_ محصلش ولا حاجة
_ كده يبقى مفيش غير حل واحد
_ ايه هو ده؟
_ ان انتي تروحي تجيبي القطة، ما اهو مش هينفع تتعالجي غير بيها
_ خليها الصبح، علشان سامي في البيت
_ وفيها ايه لما يكون جوزك في البيت؟
_ مش عايزة أشوف وشه
(الأب بيشاور للحاج محسن إنه مفيش لزوم يحكي معاها في الموضوع ده .. الحاج محسن بيقوم من مكانه)
_ عموما اهو أبوكي معاكي .. وانا فهمته هيعمل ايه .. تروحي في أي وقت تجيببي القطة دي، وهو هيتصرف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القطة نايمة قدام الباب..
سمعت صوت الأسانسير، قامت مفزوعة .. بتبص ناحيته..
كانت الست جارة سامي، راجعة ومعاها أكل في الأكياس، وكانت ريحته فايحة..
الست بتفتح باب شقتها .. والقطة بتجري وراها، تسبقها وتدخل الشقة قبل ما تقفل الباب..
الست بتنادي على ولادها..
_ يا أيهم .. يا رودي ..
(ولد وبنت في ابتدائية، بيخرجوا، ومعاهم قط صغير)
_ يلا علشان تاكلوا
_ جبتي معاكي أكل ل (كارو)
_ أكل كارو في الكيس الصغير ده
(القطة بتوقف جنب الباب، خايف تقرب ناحيتهم، وبياكلوا، وهي جعانة)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد نص الليل..
نيفين قاعدة قدام التليفزيون، وبتاكل حلويات، وبتتفرج على فيلم أجنبي، وهي بتتصفح السوشيال ميديا..
جات لها رسالة ع الواتس .. بتفتحها..
بدأت تنفخ من الغيظ والغضب .. وبدأت تصرخ وتزعق وتشتم ..
_ اه يا سامي يا حقير .. يا خاين .. يا ندل ..
أووووووف .. أووووووووووف ..
ماما .. يا ماما .. يا ماما
_ ماشي يا رانيا .. ماشي يا رانيا .. وحياة ماما لافضحك
(انفجرت في البكاء)
تأليف/ سيد داود المطعني
قصة القطة الحاسدة. الجزء الرابع
.
.
.
.