.
.
.
.
و هنا وقفت الموظفة فجأة و في ذهول شديد و هى تحدق النظر فى السيدة المسلمة و تمتلىء عيناها بالدموع و أخذت تحضنها و تقبلها و تقول لها : أنا لا أفهم ، كيف قررت الرجوع ، لدفع مبلغ هو بالأساس خطأي ، و حمل هذا الصندوق الثقيل ، و أخذ اليوم اجازة من عملك ، ثم قيادة ٤ ساعات ذهاباً و اياباً …. لماذا فعلت كل ذلك ؟؟
ردت السيدة المسلمة بالانجليزية و ببراءة شديدة و كأنها قد تصرفت تصرفاً بديهياً :
انها أمانة It is AMANA
و أخذت تشرح للموظفة معنى الأمانة فى الاسلام
ذهبت الموظفة لمديرتها في مكتبها و كنا نراها من خلف زجاج المكتب و لا نسمعها و لكن كان يبدوا عليها التأثر الشديد وهي تحكي لمديرتها ماذا فعلت السيدة المسلمة ،
و بعد دقائق ، جمعت المديرة الموظفين فى المحل صفاً واحداً و أخذت تحدثهم عن موقف السيدة المسلمة ، التي بدت عليها علامات الحياء الشديد والإحساس انها لم تفعل غير واجبها الذى تعلمته من دينها ،
ثم أخذ الجميع يسألونها في تلهف شديد عن الاسلام و تعاليمه و هى تجيبهم بمزيج عجيب من الثقة بالنفس و التواضع و الإخلاص …و بعد ان انتهوا اخذت المديرة تصر بشدة ان تعطيها الماكينة هدية من العاملين بالمحل ، و لكن اعتذرت السيدة بأدب عن قبولها ،
قائلة انها تبتغى الثواب و لا تبتغى الماكينة ، فلا تريد للماكينة ان تفسد هذا الثواب الذى هو افضل بكثير لها .. و طبعاً زاد هذا الرد من إعجاب الناس بها ، و بعدها رحلت السيدة فى هدوء و انا اشعر بفخر شديد فى داخلي ، فقد ظل حديث الإعجاب بها بعد ان رحلت ليس فقط بين الموظفين و لكن ايضا بين الزبائن الذى ظل اغلبهم يتابعون الموقف فى إنبهار شديد بالسيدة …سبحان الله
# وما نيل القلوب بالتمني ، ولكن مهرها صدق النوايا …
.
.
اقراء ايضا
قصة ابو نصر الصياد … الجزء الاول