.
.
.
.
بدا لي كانه مهجور ، رائحة الأشياء القديمة كانت تملئ المكان ، وانا اتجول في الدور الثاني وجدت باب مفتوح قليلا فقرعت الباب حتي ادخل ، فأنقتح الباب لكني لم اجد احد ، ووجدت أمامي سرير قديم يملئه التراب ، وكانت الغرفة معتمة ، والجدران متهالكة ، لكن رغم جو الغرفة الموحش استلقيت على السرير لأاني كنت احس بتعب شديد وسرعان ما غفوت فرأيت كابوس كالآتي ..
رأيت سيدة ترتدي فستان اسود وشكلها مخيف للغاية وكانت تركض خلفي وتصرخ .. فأستيقظت مفزوعة من النوم وانا اتنفس بصعوبة ، وكان باب الغرفة الذي تركته مفتوح اغلق علي من الخارج ، وبعد محاولات انفتح من تلفاء نفسه ، ووجدت خلفه نفس السيدة التي ظهرت في منامي ونفس الفستان الأسود ونفس الشكل البشع .. فاغمضت عيني لكي اتأكد أن ذلك وهم ، وبالفعل عندما فتحت عيني لم أجدها ، فخرجت من الغرفة وانا ارمق بنظري يمينا ويسارا، فوجدت طفل صغير يخرج من احدى الغرف وكان يركض نحوي ، لكنه توقف فجأة وصعد إلى الدور الثالث ، فدفعني الفضول إلى أن اصعد وراءه ..
الدور الثالث
كان مختلفا ، الحوائط ذات لون غامق للغاية والارضيات محطمة وكأن اصحاب المنزل يقنطون في الدور الأول فقط ولا يصعدون أبدا إلى الادوار العليا ، وبينما انا أبحث عن ذلك الطفل سمعت صوت يهمس بجانب آذني وكأن أحدهم يناديني، فنظرت خلفي لكن لم أرى احد ، وسمعت صوت ضحكات طفل فذهبت نحو مصدر الصوت فرأيت نفس الطفل واقف أمام أحدا الغرف وعندما اقتربت منه دخل الغرفة وانا اقتربت اكثر فاكثر الي ان وجدت نفسي امام الغرفة ثم أمسكت مقبض الباب ولكنه كان مقفول باحكام قرعت الباب مرات ومرات ولكن لا حياة لمن تنادي. وعندما استدرت لانزل الى الطابق السفلي احسست أحدا يمسك قدمي فسقطت علي الارض وكان هناك من يسحبني إلى داخل الغرفة بقوة كبيرة وانا احاول الفرار ولكن لا استطيع وكان هناك صوت يقول : غني غني انا احب صوتك وعزفك غني ..
كان الصوت مخيف للغاية فقلت وانا مرعوبة : من انت ؟ ..
هو يقول : غني غني ..
نوره : أنا خائفة
الصوت: لا تخافي .. لا أحد يا نوره يموت ناقص عمر
.
.
نوره: من تكون ؟
الصوت : انا صديق صديق وفي ومخلص
العودة إلى الدور الأول
تقول نوره : تمالكت نفسي وركض نحو الدور الأول وتوجهت تحديدا نحو غرفة تغير الملابس فوجدت أعضاء فرقتي متجمعين حول شمس التي كانت تبكي فسألتها : ماذا حدث..
شمس : لقد تأخرتي كثيرا ، وبدء بعض المعازيم في السؤال عنك ، فصعدت الى الدور الثاني لكي اطمئن عليك ، ولما صعدت كان كل شيء مرعب وانا اتجول أبحث عنك رأيت علي الحائط وجوه بشرية ولكن كانت مخيفه للغاية وبعد ذلك سمعت صوت يأتي من غرفة ظننت ذلك الصوت صوتك وعندما فتحت باب الغرفة وجدتها فارغة وعندما اغلقت الباب وجدت شيء ارعبني ، رأيت شخص يظهر من العدم في أحد أركان الممر وكان ثابت مثل الصنم وبدأت اتحرك نحو ذلك الشخص المرعب وانا مسلوبة الأرادة وعندما وقفت أمامه بدأ جسدي بالقشعريره والارتعاش بشكل غريب لأن عينه كانت تلمع مثل عيون القطط وانا واقفه أمامه لاحول لي ولا قوة لا استطيع التحدث ولا الحراك، وعندما اغمضت عيني لثانية وجدت وجهه قريب للغاية من وجهي لا يفصلنا الا قليل وانفاسه الكريهه الساخنه كانت تلطم وجهي ، وبرغم تلك المسافة القريبة الا ان ملامح وجهه لم تكن واضحه كما لوكانت مطموسه ثم بعد ذلك حدثي وقال اريد ان اسمع صوتك وانا بدأت بالبكاء بهستيريا فصفعني علي وجهي بعدها استطعت فك وثائقي وبدأت بالركض وعندما وصلت عند الدرج رأيت شخص ضخم الجثة يحدثني ويقول ماذا حدث ولماذا صعدت الى هنا؟ قولت وانا ابكي لقد كنت ابحث عن نوره فقال بنبرة حادة لا تصعدي الى هنا مرة آخرى ، وصرخ في وجهي وأمرني بالنزول الي الاسفل .. يا نوره يوجد شيء غريب في هذا المنزل .. ارجوك هيا بنا نذهب من هنا.
.
.
.
.
نوره: اهدئي.
شمس: كيف لي أن اهدأ ، لا أحد رأى مثل ما رأيت.
نوره: لقد رأيت ما هو اكثر من ذلك بشاعه ارجوكي اهدئي.
شمس: لن يتركونا نخرج من هنا
نوره: من هم يا شمس؟
شمس: لا أعرف هذا المكان معلون لا استطيع الصمود اكثر من ذلك.
نوره: هذا يكفي هيا جميعا غيروا ملابسكم لكي نقدم الفقرة الثانية لكي نخرج من هنا ، وبدأت الفقرة وبدأنا نغني اغنية من التراث ، وعندما دقت الساعه مشيرة إلى الثانية عشر منتصف الليل ازداد الهرج والاحتفال وحتى الناس ازدادوا بشكل مبالغ فيه وبدأ المعازيم في الغناء معنا حتي غطى صوتهم على صوتنا نحن كفرقة ، ولما كنا نصمت لدقائق كانوا يبدأون بالتصفيق العالي لكي نستكمل ، وكانوا منسجمين معنا للغاية ، ولكن ذلك الاندماج كان مخيف بالنسبة لنا ، صوتهم العالي كان منفر ، والسيدات منهم كن يرقصن بهسترية مخيفه ، والمرعب أكثر أنهم لما كانوا يرقصون كانت فساتينهم ترتفع الي الاعلى فتكشف عن ارجلهم التي تشبه ارجل الماعز ويكسوها الشعر وبها حوافر ..
.
.
وبدأت تدور بيني وبين الفرقة نظرات رعب، وبدأت أصوات الفرقة تنخفض من الرعب وتتلعثم، لكني طلبت منهم أن يستمروا بالغناء ولا يتوقفوا ، وكنا طول تلك الفقرة ندق على الطبول فقط ولا يصدر منا اي صوت ، وشمس سقطت مغشي عليها وسط تلك الحشود ، فأخذنها الي الغرفة وبدأت تهدأتها وافاقت وهي في حالة هستيريا وقالت : هيا نخرج هيا نخرج ارجوكم سوف يقضون علينا جميعا نحن موجودون وسط حشود من الجن.
نوره: انا كنت أعلم اننا وسط حشود من الجن لكن كان علينا الصمود، وقلت لها : شمس ارجوك انصتي ، لن نستطيع الفرار من المنزل ولم يبقى كثير على آذان الفجر فإن كنت تريدين الخروج سالمة من هذا المنزل الملعون فعلينا ان نستمر حتى موعد الآذان.
.
.
شمس: لن استطيع .. لن استطيع ..
نوره : لا ترقصي ولا تغني فقط اجلسي بجواري وواجهي الموقف وانظري الي الارض ولا تنظرئ إليهم..
الجزاء الاخير هنا