رواية ونس كاملة بقلم فاطمة حسن
في غرفة العمليات….
طول عمري عندي فوبيا من غرفة العمليات لأنها المكان اللي دخله والدي و مخرجش منه عايش، المكان اللي اتاخد مني فيه سندي و ضهري و اغلى ما ليا…
– الحمدلله اننا لحقناها كان في التهاب شديد في المرارة و اضطرنا اننا نشيلها
الكلمة دي كانت بمثابة ثلج نزل على قلب ماما برد النار اللي في قلبها،و خوفها من انها تفقدني…
خرجوني و نقلوني غرفه عاديه و في الوقت دا كانت جات خالتي و رقيه و اللي كانوا بيطمنوا ماما
فات ساعات و قدرت افوق و فتحت عيني لقيت ماما ماسكه في ايدي و بتعيط فقربت ايدي و مسحت دموعها
– الف سلامه عليكي يا عيون امك
= الله يسلمك يا ماما
.
.
خالتي قربت مني و باست على راسي و هي بتقول
– الف سلامه عليكي يا حبيبتي
= الله يسلمك يا خالتو
كنت بحاول اتعدل في قعدتي لكني مقدرتش نهائيا و الجرح نزف فلقيت يونس جري على الدكتور جابه و جه
– حمدالله على السلامه يا ايام اولا و ثانيا مينفعش تحاولي تقعدي او تشدي في نفسك علشان الجرح و الحمدلله بسيطه
.
.
قال كدا و خرج و ماما و خالتو روحوا بناء على طلب من يونس اما يونس فضل موجود … و للحقيقه مكنتش قادرة استحمل اكتر فنمت من كتر التعب …
.
صحيت لقيت يونس نايم على الكرسي و حاطط راسه على السرير…
.
.
استغربت لطافته و هو نايم و شعره نازل على وجهه و ما بين عصبينه لما حد يعمل شيء يدايقه.. فات وقت و لقيته فتح عيونه
– صحيتي امتى
.
.
= لسه من شويه
– كنت عايزه اقولك حاجه
.
.
جاوب بهدوء
= اي هي
– أنا اسفه حقيقي ان اذيت مشاعرك و لو بدون قصد
= لا يا ايام أنتِ فاهمه حاجه غلط ،أنا اه كنت بحب واحده من فترة بس هي حاليا اتجوزت، هي كانت بتكتبلي المحاضرات و بتحللي الشيتات و كنت هتقدملها بس هي اتجوزت..
حسيت بنبرة حزن في صوته فعرفت قد اي هو كان نفسه تكون من نصيبه
.
– اهم حاجه انك كويسه دلوقتي
= متشلش هم
حاولت اتعدل شويه علشان ضهري واجعني من كتر ما نمت عليه فلقيته جه عليا و مسك ايدي و سندني و حط مخدة ورا ضهري فارتحت شوية عن ما كنت نايمه
– محاضراتك هجبهالك لحد عندك و لو عايزه حاجه انا موجود
يونس شخص لطيف و هو يتحب فعلا طيب و حنين و بيعرف ازاي يتصرف في المواقف الصعبه،و راجل بمعنى الكلمة
كنت خرجت من المستشفى و رجعت البيت و يونس مكنش بيسيبني اغلب الوقت بيجمعلي المحاضرات و قاعد يذاكرلي و بيهتم بصحتي…
و انا اتعودت على وجوده جدا بقيت احس انه مينفعش اليوم يعدي من غير ما يكون فيه ،مينفعش يعدي من غير ضحكته المبهجه و صوته اللطيف و عيونه العسلي اللي بتلمع مع الشمس و شعره البني و غمزاته اللي قادرة توقع اي حد ….
بعد شهر من العمليه كنت تحسنت شوية مع ذلك يونس مكنش بيرضى يخليني اروح لوحدي الكليه و كان بيوصلني بالعربيه و يدخلني المدرج بتاعي و يرجع تاني يتطمن عليا و يمشي و يرجع يوصلني البيت…
السؤال اللي كان شاغل بالي يا ترى هو بيحبني بجد و لا بيعمل كدا علشان احنا ولاد خالات و بس؟!
خلصت محاضرات و كلمته يجي يوصلني البيت فجاب العربيه و جه ،ركبنا احنا الاتنين و مشي
و فجأه شغل اغنية للهضبه
و انت معايا ميشغلنيش الناس
فرق الاحساس اجمل بكتير
.
باين حبيت ايوه أنا حبيت
طول الطريق دماغي بتسألني يا ترى بيجبك أنتِ و لا بيحب مين دا قلبه قلب رومانه؟!!!
.
.
.
.