6=رواية عروسي الصغيرة للكاتبة سارة علي الفصل السادس
تصنم في مكانه بسبب فعلتها…
لم يعرف كيف يتصرف وماذا يجب ان يقول…؟!
الصدمة كانت شديدة عليه…
صدمة من تصرفها الجريء والغير متوقع…
وضعت شمس يدها على وجنتها تستنكر ما فعلته…
تشعر بانها تجاوزت حدودها وتهورت بشكل كبير…
وبالرغم من تشوقها لخوض التجربة الا انها ندمت عليها كثيرا…
ولا تعرف ما سبب ندمها…
هل لكون رائد لم يتجاوب معها… ؟!
ام لسبب اخر…؟!
انا اسفة…
قالتها بنبرة مرتجفةةوقد ادركت بكونها تعدت كل الخطوط الحمراء مع رائد الذي يقف امامها يرمقها بنظراته الجليدية…
علام تعتذرين…؟!
سألها بجمود لتجيبه بخجل وارتباك:
على ما فعلته قبل لحظات…
شد خصلات شعره بانامله قبل ان يقول بصوت متحفز:
شمس..
رفعت وجهها نحوه تتأمل خشونة ملامحه المميزة ليردف بجدية ونبرة قوية:
انت بحاجة لاعادة تربية من اول وجديد…
مطت شفتيها بحزن:
هل انا عديمة تربية…؟!
زفر انفاسه بيأس وقال:
ما فعلته قبل قليل لا يصدر الا من فتاة عديمة الخجل و…
ولكنني زوجتك..
قاطعته ببراءة مطلقة واكملت:
ويحق لي ان اقبلك كما علمت…
قبض على ذراعها بكف يده وقال بصوت هادئ لكن قوي:
شمس اسمعيني جيدا… للمرة الالف اقولها… انت ما زلت صغيرة و غير واعية لاي تصرف يصدر منك… صدقيني يجب ان تنتبهي اكثر على تصرفاتك لانك حينما تكبرين ستندمين عليها اشد ندم…
.
.
هكذا… اكتفي بما قاله وخرج… تركها لوحدها تبكي بصمت وهي تسأل نفسها عن الخطأ الذي ارتكبته…
ظلت تبكي طويلا حتى وجدته يعود من جديد…يسرق النظر اليها قبل ان يقول بصوت حنون وقد ضعفت قوته امام دموعها:
انهضي وغيري ملابسك… تأخر الوقت كثيرا وانت لم تنامي بعد…
نهضت من مكانها وهي تمسح دموعها بكف يدها قبل ان تسأله بقلق:
هل سامحتني…؟!
اومأ برأسه وقال:
سامتحك ولكن على وعد ألا تتكري هذه الافعال الرعناء مرة اخرى…
هزت رأسها عدة مرات قبل ان تقترب منه وترفع وجهها نحو وجنته وتقبلها بعمق فيشعر بدموعها تلامس وجنته…
اسفة واعدك بأنني لن اكررها مطلقا…
قالتها وهربت تاركه اياه يشعر بالارتباك… الارتباك من شيء جديد يظهر داخل قلبه ولاول مرة…
في صباح اليوم التالي…
استيقظت شمس من نومها لتجد رائد ما زال نائما على غير العادة…
نهضت من فراشها ببطء وقررت ان تأخذ حمام سريع وتغير ملابسها…
وبالفعل خرجت بعد لحظات وهي ترتدي بيجامة مكونة من شورت قصير وتيشرت بحمالات رفيعة يبرز نصف بطنها السفلي…
وقفت امام المرأة تسرح شعرها القصير حينما وجدت رائد يستيقظ من نومه…
اخذ يتأملها بنظرات ناعسة قبل ان تتسع نظراته لا اراديا فيسألها وهو يقفز من مكانه:
ما هذا الذي ترتدينه..؟!
.
.
اجابته بعدم فهم:
بيجامة…
وهل ستخرين من الغرفة وانت ترتدينها…؟
سألته بغباء:
وهل توجد مشكلة في هذا..
اطلاقا لا توجد اي مشكلة عزيزتي…
قالها بسخرية لم تنتبه لها لتبتسم براحة اختفت حينما صرخ بها هادرا:
غيري هذه البيجامة اللعينة…
.
.
ما بها…؟! انها cute للغاية…
سألته ببلاهة ليرد بنرفزة:
سوف احرق جميع بيجاماتك واستبدلها بعبائات طويلة عقابا لك…
عباءات..
صرخت مستنكره لما سمعته ليؤكد ما قاله:
نعم… افضل من بيجاماتك هذه…
وما بها بيجاماتي…؟
رد بتهكم:
لا يوجد بها شيء… فقط تشبه المايوه…
.
.
زمت شفتيها بضيق ليقول رائد بنبرة أمر و:
غيريها فورا وارتدي بيجامة مستورة لا تبرز جسدك…
اخذت تدمدم من بين انفاسها المضطربة:
اوامر اوامر… لا يوجد سوى الاوامر…
ماذا تقولين…؟!
سألها بنبرة محذرة لترد بابتسامة صفراء:
لا شيء… اشكر الله لانه منحني زوج متفاني ورائع مثلك…
ثم تحركت من امامه بعدما ضربت الارض بقدميها ليبتسم رائد لا اراديا فتلك الصغيرة باتت تثير به مشاعر متناقضة للغاية… تارة تغضبه وتارة ترسم الابتسامة على ثغره…
.
.
مرت الايام سريعا وعلاقة شمس وراىد تتطور لا اراديا..
باتت تحرك به مشاعر غريبة كالحماية… احيانا يشعر بانها طفلته التي يجب ان ينتبه عليها في كل شيء يخصها…
اما شمس فتزداد تعلقا بها اكثر وكأنها بات تعويضا لها عن ابيها…
حالة والد شمس بدأت تتراجع بالرغم من تحسنها مسبقا… وبدأ جسده يرفض العلاج… مما ادى لانتشار المرض اكثر في جسده…
تقدمت شمس من نهى التي تجلس في صالة الجلوس تتابع احد الافلام التلفزيونية…
جلست في الكنبة المقابلة لها واخذ تتابع الفيلم معها حينما تحدثت نهى قائلة بحنو مصطنع:
شمس حبيبتي… كيف حال والدك.؟ لقد سمعت بأن وضعه تدهور قليلا…
ذهلت شمس مما سمعته وقالت بعدم تصديق:
ماذا تقولين انت…؟! لقد اخبرني رائد انه بخير…
رسمت نهى الصدمة على وجهها وقالت باسف مفتعل:
اسفة يبدو انني اخطأت فيما قلته…
نهضت شمس من مكانها بسرعة وركضت نحو غرفة مكتب رائد بينما لحقت نهى بها وهي تبتسم بخبث فهاهي قد عكرت مزاج تلك الصغيرة…
كانت شمس تركض نحو المكتب والدموع تهطل من وجنتيها بغزارة…
دلفت الى الداخل دون استئذان واتجهت الى رائد تسأله بنبرة باكية:
اخبرني حالا… ماذا حدث لابي…؟!
تطلع رائد بعدم فهم الى نهى الواقفة خلفها والتي قالت بنبرة معتذرة:
اسفة يا رائد… لم اكن اعلم انها لا تعلم بما حدث…
زفر رائد انفاسه بغيظ من نهى وما فعلته ثم امرها بحزم:
عودي الى غرفتك…
مطت نهى شفتيها بضيق وخرجت بينما اقترب رائد من شمس واحتضنها قائلا بمواساة:
اهدئي يا شمس ودعينا نتحدث بهدوء…
لا تكذب علي…اخبرني بكل شيء…
شعر رائد بالشفقة من اجلها وهو يرى دموعها تغطي وجنتيها ليقول بجدية:
وضعه سيء قليلا…
شهقت بصدمة:
ماذا حدث بالضبط…؟!
اخذ نفسا عميقا واجابها:
جسده فشل في تقبل لعلاج…
يا الهي…
كادت ان تتحدث حينما سمع رائد صوت صراخ والدته ينادي باسم زوجته الاولى…
تحرك راكضا الى الخارج ليجدها ممدده على ارضية الغرفة فاقدة للوعي…
حملها بلهفة وهو يصرخ في اخته ان تطلب الطبيب…
وبالغعل جاء الطبيب وبدأ في فحصها…
خرج الطبيي بعد لحظات وهو يبتسم ويقوب مهنئا رائد:
مبارك لك يا رائد…المدام حامل…
تشدق فم رائد بابتسامة غير مصدقة ليهتف بالطبيب:
حقا…؟! نهى حامل…؟!
اوما الطبيب برأسه ليدلف رائد الى الداخل بسرعة مقتربا من نهى محتضنا اياها بلهفة…
بينما علت الصدمة وجه شمس التي اخذت تتابع الموقف بعدم تصديق…
بعد مرور اسبوعين…
كانت شمس تجلس في غرفتها وهي تشعر بالضيق الشديد…فرائد لم يأتي اليها كالعادة منذ حمل زوجته…
فنهى تتدلل عليه طوال الوقت وترفض ان يتركها وهو يبقى بجانبها خائفا عليها خاصة حينما اخبره الطبيب بان وضع الجنين حرج قليلا وزوجته تحتاج الى الراحة النفسية و الجسدية…
كانت تفكر في وضعها الحالي وما وصلت اليه حينما دلف رائد مسرعا اليها واغلق الباب خلفه بالمفتاح…
نهضت شمس من مكانها وسالته بقلق:
ماذا حدث يا رائد..؟! هل ابي بخير…
سوف نتمم زواجنا الليلة…
قالها هكذا بكل بساطة لتشهق بقوة:
نتمم زواجنا الليلة…!!
ثم اردفت بعدم فهم:
ولكن كيف…؟!
هكذا…
قالها وهو يلتهم شفتيها بشفتيه…
رواية عروسي الصغيرة. الجزء السابع
.
.
.
.