اعتدل جياد فى جلسته و صمت و ما زالت دموعه تغرق خديه فمسح والده دموعه بحنان
و قال : هى بتعاملك وحش من أمتى ؟
قال جياد بصوت متحشرج أثر الدموع : من يوم ما أتجوزتها
أغمض والده والذى يدعى مصطفى عينيه و قال : مقولتليش ليه أنها بتكرهك
= علشان مش هتصدقنى
أبتسم والده و قال : أيه رأيك نروح الملاهي بكرة و ناخد مراد معانا
= بجد
هز والده رأسه و أخذه بين أحضانه ليدفن جياد نفسه بداخل أحضان والده بينما هو مصطفى تذكر زوجته
والتى أصرت أن يتزوج بعدها حتى تعتنى بجياد أخبرته أنها ستغضب إن لم يتزوج بعدها و تزوج دينا ابنة خالته
و لكن يبدو أنه أخطأ و هذا الخطأ كاد أن يكلفه صغيره .”
____________________________= ماجد ؟؟
كان ماجد منشغلاً بهاتفه و هو ينتظر جياد و والده نظر ماجد حيث مصدر الصوت فوجده شاب فى مثل عمره و بيده جياد هذا الوجه ليس غريبًا عليه ردد ماجد بصدمة : مصطفى ؟؟
و سرعان ما أحتضن كل منهما الآخر بينما مراد و جياد يحدقان بهما بغرابة
قال مصطفى بعتاب : بقى كل ده معرفش عنك حاجة
أبتسم ماجد و ربت على كتفه و قال : تعالى ناخد الولاد الملاهي الأول و بعدين أحكيلك
بعد مرور حوالى ساعتين :
قال ماجد و قد أنتهى من قص ما حدث معه طوال المدة التى لم يكن مصطفى موجودًا بجانبه فيها
قال ماجد بإبتسامة : على كده أنتَ معزوم عندى أنتَ و آيات و جياد
عبس وجه مصطفى و قال بحزن : آيات اتوفت
صُدم ماجد و قال : أمتى ده
= و هى بتولد جياد
و أكمل قائلاً : ماهو جياد جه عندكم ازاى متعرفش
هز ماجد كتفيه و قال : ياقوت قالتلى انه صاحب مراد بس
و بعد مدة من اللهو مع الأطفال و الحديث عن حياتهم رجع كل منهم إلى منزله
قص ماجد على ياقوت ما حدث هناك و قال = والد جياد طلع صاحبى من زمان شوفتى ؟
أبتسمت ياقوت بحب و قالت : طب دِ حاجة كويسة أوى على كده بقى هنشوف جياد كتير
هز ماجد رأسه بإبتسامة و لكنه أكمل بحزن : آيات مراته اتوفت أنتِ متعرفيش عمل ايه علشان يتجوزها
حزنت ياقوت و قالت : ربنا يرحمها و يغفرلها
قال ماجد بحب : زى مأنا عملت كتير علشان اتجوزك كده____________________________
بعد مرور سبعة أشهرٍ
صوت صراخ ياقوت كان يدوى دويًا فى المستشفى و مراد تتساقط دموعه خوفًا عليها
أمسك يد والده و قال بخوف : بابا هو ليه ماما بتصرخ كده هى هتبقى كويسة
نظر نحوه ماجد بقلق و قال : أدعيلها يا حبيبى
بعد ثلاث ساعات : كانت ياقوت تتسطح السرير على المستشفى بتعب و بجانبها مراد الذى يمسك بيدها و هى تبتسم له بإرهاق دخلت الممرضة و هى تحمل على يديها طفلة صغيرة و قالت بإبتسامة : البنوتة قمر اللهم بارك
أبتسمت ياقوت و أخذتها فى أحضانها و هى تشتم عبيرها بحب
نظرت إلى مراد و ماجد و قالت : ها هنسميها ايه
بدى على وجه ماجد الحيرة بينما قال مراد بإبتسامة : روديسيا هنسميها روديسيا
=…………………..
رواية ولكنها أمي الحلقة العاشرة
عقدت ياقوت حاجبيها و قالت : روديسيا عرفت الإسم ده منين
هز مراد كتفيه و قال : مش عارف بس شوفته فى فيديو فاكرة لما قولتلك عايز اشوف فيديو عن أسماء بنات وقتها شوفت الاسم ده و عجبنى
أبتسمت ياقوت بإرهاق و قالت ببسمة : روديسيا ماجد
قال مراد برجاء شديد : ماما ينفع أشيلها علشان خاطرى
.
.
رد ماجد بلطف : مينفعش تشيلها دلوقتى يا حبيبى هى لسه صغيرة خالص
قال مراد بعند : لا أنا عايز اشيلها
تنهد ماجد و حمل الصغيرة بين يديه و وضعها بين أحضان مراد و مازال هو الآخر مُمسك بها .
_تلّمس مراد وجه روديسيا بإبتسامة و قال بإنبهار : الله دِ حلوة أوى
قبّلها مراد بحب قبلة طويلة و ماجد ينظر إلى ياقوت بنظرة ذات مغزى
قالت ياقوت : لا ده شكل روديسيا هانم هتخليك تحبها أكتر منى
تركَ مراد الصغيرة لأبيه و أحتضن ياقوت و قال بنفى : لأ أنا بحبك أنتِ أكتر حد فى الدنياأبتسمت ياقوت بحب لذلك الصغير الذى دومًا ما يجعل هناك شعور لطيف يداعب قلبها و خاصةً بعد أن أحبها
أما ماجد فهتف بغضب مصطنع : أبعد عن مراتى يا مراد
أخرج مراد لسانه و قال بغيظ : دِ مامتى أنا و حبيبتى كمان
ضحكت ياقوت و قالت بتعب : أنا بحبكم أنتوا الاتنين زى بعض ارتاحوا بقى
رد ماجد و مراد فى صوت واحد : لا
** بعد مرور يومان
هتف جياد بلهفة : مراد مراد
أنتبه له مراد الذى كان يبحث عنه و قال بإبتسامة : كنت بدور عليك
= مجيتش ليه امبارح و أول أمبارح كنت قاعد وحدى
رد مراد بحماس طفولى مع إبتسامة : ماما ولدت البيبي أول امبارح
صرخ جياد بحماس و قال : سميتوها ايه ؟
أبتسم مراد و قال : روديسيا عارف أنا اللى اختارت الأسم
ردد جياد بخفوت : روديسيا
ثم أكمل : أنا عايز أشوفها
قال مراد بسرعة : قول لعمو علشان يجيبك تشوفها
هز جياد رأسه موافقًا و قال : فيه مسابقة المدرسة هتعملها
هتف مراد بعدم إهتمام : مسابقة ايه دِ
= مسابقة سباحة و النهاردة آخر يوم علشان اللى هيشارك يسجل أسمه
أمسك مراد يده بسرعة و قال : تعالى معايا
و ركض به فى ممر المدرسة بينما جياد يجهل ما يفعله مراد فأمسك بيد مراد و قال : ثوانى أنتَ بتجرى كده ليه ؟
= علشان هسجل أسمى أنا بحب السباحة أوى
.
.
أتسعت عينا جياد و ظلا يركضان فى الممر معًا
= مس سندس ينفع أسجل فى مسابقة السباحة
أبتسمت المعملة بلطف بالغ و قالت بحنو : طبعًا
قولى أسمك أيه
قال مراد : مراد ماجد السيد
أبتسمت المعلمة و قالت : كده أسمك أتسجل يا كتكوت المسابقة بإذن الله يوم السبت بالتوفيق
هز مراد رأسه و خرج بصحبة جياد من الغرفة : مسجلتش ليه يا جياد ؟
= مش بعرف أعوم اصلا
ضحك مراد و قال : أبقى فكرنى أعلمك
____________________________طرق جياد باب غرفة والده و قال= بابا … بابا
هتف مصطفى من الداخل و هو يضع اللابتوب على قدميه قائلاً : أدخل يا جياد
دخل جياد إلى الداخل و قال : ممكن نروح عند عمو ماجد بكرة
أستغرب مصطفى و قال : ليه ؟
_ ماما ياقوت جابت بيبى و أنا عايز أشوفها
أبتسم مصطفى و قال : حاضر هتصل بيه و نروح
قفز جياد عدة قفزات متتالية و أحتضن والده قائلاً : شكرًا يا بابا أنا بحبك أوى
.
.
أحتضنه مصطفى و هو يتذكر آيات و كيف لو كان جياد سيقول ماما لها و عند هذه النقطة أتسعت أبتسامته
قال جياد بإستغراب : بابا هو حضرتك بتضحك ليه ؟
أفاق مصطفى من شروده و قال : مفيش حاجة يا حبيبى أنا بس كنت بفكر فى حاجة
جلس جياد على قدمي والده و قد ازاح اللابتوب قائلاً بعبوس : هى ماما لو كانت عايشة كانت هتحبنى
أغمض مصطفى عينيه بقوة و قال : أكيد ياحبيبى أدعيلها ربنا يرحمها
ثم أستأذن من صغيره بلطف أن يذهب لغرفته و أراح رأسه الى الخلف فإذا ب دينا تدخل إلى الغرفة كالعاصفة فتح عينيه بإستغراب و قال : فيه حاجة حصلت
قالت دينا بغضب و صوتٍ عالٍ و لم تعى ما تقوله : هو أنتَ اليومين دول مدلع جياد زيادة عن اللزوم ليه ؟
أجاب مصطفى ببرود : ده أبنى
هتفت دينا بصراخ قائلة : وهو كان فين أبنك ده من أربع سنين
وقف مصطفى قائلاً بغضب : دينا أحترمى نفسك و هحذرك لآخر مرة
.
.
و خرج من الغرفة صافعًا الباب خلفه
بينما وقفت دينا فى منتصف الغرفة قائلة : ماشى يا مصطفى باشا
= جياد ألبس هنروح لعمو ماجد
صفق جياد بحماس و أرتدى ملابسه سريعًا
نزل مصطفى و جياد من السيارة و هاتف ماجد و أخبره بأن يأخذ جياد
= ما تطلع يا مصطفى رايح فين
أعتذر مصطفى بلطف مع بعض العتاب الصغير من ماجد
= جياد حبيب ماما
أحتضنها جياد و قال : حضرتك كويسة ؟
هزت ياقوت رأسها بإبتسامة بينما هتف جياد بحماس قائلاً : فين النونو عايز أشوفها
أمسكتها ياقوت ووضعتها على ذراعيه و هى متمسكة بها لمس جياد خديه فتحركت روديسيا فهتف بفرحة : الله هى حست بيا
هزت ياقوت رأسها بإبتسامة جميلة و قالت : أعملك أكل ياحبيبى
نفى جياد برأسه رغم شعوره بالجوع و لكنّ ياقوت أحست به من حركاته
.
.
بعد مرور ساعة :
= حضرتك تعرف الأستاذ مصطفى هادى
أجاب ماجد للمتصل المجهول : ايوة
= الأستاذ مصطفى فيه عربية خبطته وهو دلوقتى فى المستشفى
دخل ماجد غرفته و أرتدى ملابسه على عجلة من أمره و ذهب إلى ياقوت ليخبرها ببعض الكلمات المختصرة و لكنه أستمع لصوت جياد خلفه يقول : بابا
=……………….. يتبع..
رواية ولكنها أمي. الجزء الثامن
.
.
.
.