انا فضلت مستنى رئيس المباحث يقولى على المفاجآت الكتير ، واول مانطق فعلا كانت صدمة بالنسبالى ، بصلى بجدية وبدأ يحكي وقال:
= احنا عملنا تتبع للتليفون اللى جالك منه مكالمة اول مرة ، وسبحان الله يااخى بعد ماكنا فقدنا الامل
ان نعرف التليفون ده فين ، بالصدفة امبارح التليفون اتفتح ، لا وايه كمان ولقينا حد بيرد علينا ، الواحد يااخى ربنا بيوقعه فى حاجات جميلة
.. مين اللى رد على التليفون يافندم؟!
= رئيس العصابة الفظيعة ، زياد بيه
.. ابنى ؟! ياباشا متهزرش ، ده انا يادوب بجمع كلام زياد بالعافية
سكت شوية وبصلى باستنكار وقالى:
= مااحنا لما روحنا لقينا زياد ياحسين ، تخيل الواد كان بقاله يوم ماكلش !! بس احنا مسبنهوش متخافش عملنا الواجب واكلناه
.. انت قصدك ياباشا ؟!
= اتقل على رزقك ، لسه مخلصتش كلامى ، اللى انت متعرفوش ان مراتك ماتت مخنوقة بالغاز ، حد ابن حلال حطلها منوم ، وقفل الشبابيك بايده ، وسرب خرطوم الغاز جوه الاوضة لحد ماماتت ولما رجع البيت فجأة شال انبوبة الغاز مكانها وعمل الشويتين بتوعه علشان محدش يشك فيه ، وطبعًا قبليها حط زياد
فى الاوضة اللى كان مأجرها فوق السطوح علشان الواد صعبان عليه ومش عايز يحصله حاجة ، لا ومش بس كده ، اللى مضايقنى بقى ان ازاى يجيلك قلب اختك شريفة تخلي حد يغتصبها وتقولهم ان دى واحدة شمال وانهم يتعاملوا معاها عادى ، لا والاوسخ بقى لما تقولهم انها هتعترف عليهم وانهم لازم ييجوا يخلصوا منها قبل ماتلحق تبلغ عنهم وكل ده يبقى قصاد البواب ، اللى شايف واحد منهار قدامه ، اخته مغتصبة واتقت،،،،لت قصاد عينه
.
.
ياراجل ده انا كنت هعيط عليك وانت بتصفى فى العيلة واحد ورا التانى ، وسبحان الله تروح تبات عند خالك والشبابيك كلها بفعل فاعل تتقفل ماعدا شباك امك واللى قالت فى اقوالها انك جبتلهم كفته يومها بالليل وكل اللى حست بيه انها كلت الكفتة ومحستش بنفسها تانى
طبعًا عندك فضول تسأل انا ازاى جمعت كل ده ؟! ، لان فى شغلتنا لازم اشك فى كل الناس ، شكيت فيك فى الاول ، لكن مع مرور الوقت بدأت اتعاطف معاك واخرجك من دايرة الشك ، لكن خالك اول مارجع وعرفت اللى فيها حطيتك اول واحد فى الدايرة او تقريبًا الوحيد ، وطبعًا حادثة خالك بالعربية مع والدتك ، كانت هي مربط الفرس ، لان كاميرات المستشفى جابتك وانت سايق العربية قبل ماخالك يركبها وانت رايح تجيب الكفن لخالك وعياله ، ولما كشفنا على العربية لقينا فعلا الفرامل مفكوكة بفعل فاعل .
..انت بتظلمنى ياباشا وبتتهمنى بحاجة انا معملتهاش وفلوس الدنيا كلها متساويش حد من اهلى ، اه صحيح الفقر واكلنا لكن احنا ناس شريفة واللى عايز يعمل الجرايم دى كلها كان عملها من بدرى مش دلوقتى ، وبعدين ايه دليلك على ان كل ده انا عملته؟!!!
= ايووووة نيجي للدليل ، هو ده الكلام المهم ، بصمات رجل سيادتك مطابقة لبصمات الرجل فى كل الجرايم يااستاذ حسين ، يعنى دلوقتى هتلاقى واحد داخل علينا بعد ماارن الجرس كده
رئيس المباحث رن الجرس وقال للعسكي دخل المعمل الجنائى ياابنى ، ورفع فعلا بصمات رجلى وبص للظابط وقاله
.. تقريبًا هتطلع مطابقة يا افندم لكن هنستنى التقرير النهائى
قطعت كلام رئيس المباحث مع المعمل الجنائي وقولتله بغضب:
= متتعبش نفسك ياباشا ، ايوة انا اللى عملت كده ، لكن لو بنتكلم فى الصح واللى المفروض يحصل انك تحاسب البلد ، تحاسب البلد على اللى خلتنا فقرا لدرجة ان يجي يوم نضحى باعز مالينا فى الدنيا ، حاسب الزمن اللى خلى خالى اللى الفلوس مترمية تحت رجله قلبه حجر ومحنش علينا غير بعد فوات الاوان
.
.
.. قتلته ليه وانت عارف انه راجع وهيعوضك عن كل اللى فات؟!!!
= لو فاكر انى عملت كل ده علشان الفلوس تبقى غلطان ، انا عملت كل ده علشان اخلص عيلتى من فقرهم وبالنسبة لخالى فكان لازم يتعاقب مني على كل دقيقة معملش حسابنا فيها ، كنت من شوية بتقولى ابنك بقاله يوم ماكلش وكنت مستغرب ان قلبي قاسي اسيبه يوم كامل من غير اكل ، لكن لو عرفت سيادتك ان ده العادى وان اساسا مكناش بناكل باليومين من قلة الفلوس مكنتش استغربت ، ياباشا احنا مطحونين ، لو عايز تلوم على حد لوم على الزمن لوم على
.
.
اللى اتغير وعلى اللى كبش الفلوس كلها وسابنا فى فقرنا ، انا نفسي يوم القيامة اشوف كل اللى معاه فلوس وكنزها وموزعش على الفقير وعيني فى عينه واساله واقوله فلوسك النهاردة نفعتك انت واهلك بايه ؟! يارب بس الاقى اجابة ، انا مستعد ياباشا للموت ، انا نفسي بس ربنا يسامحنى ويحطنى مع الناس اللى بحبها ، اتمنى ربنا ميبعدنيش عنهم فى الاخرة ياباشا
.. كل اللى قولته مايبررش اللى عملته فى اهلك ياحسين ، انت لو قاتل مأجور مكنتش عملت فى اهلك كده ويتمت ابنك بدرى بحجة الفقر ، ربنا مقالش نقتل علشان نحارب الفقر ، ربنا قال نحاول نشتغل نسعى ، ولو ربنا كاتبلك حاجة هتشوفها ، وبعدين زى ماانت شايف كده ، هي دى النهاية ، عشت فقير وهتموت مذلول ، مفيش حد هيكون معاك غير حبل الاعد ام …….تمت
اقرأ أيضا…. رواية الوقت المتبقي لي. الجزء الأول
.
.
.
.
.
.