فاتلفتت للسقف ودارت بوشها فيه وكأنها بتشوف وقالت_ماعرفش يابنتي،، يمكن لما يتجسد مره تانيه نصرفه بلا رجعه،، لكن هو المره دي ناوي يختار هيتجسد في مين وفي الأغلب هيكون حد قريب قوي منك ومنتظر كمان إنك تساعديه……
وقتها كنت عايزه أصرخ فيهم هم الاتنين وأقولهم أنتوا السبب انا كان مالي ومال عمايلكم دي منكم لله لكن خوفت ومانطقتش وخرجت مع جدة أحمد وركبنا توكتوك رجعنا عند بيتها ومن هناك أخدت تاكسي لبيتنا
وأول ما بابا رجع من الشغل بلغته اني خلاص موافقة على فسخ الخطوبة كنت عايزه أقفل الصفحة وأنكر كلام سليمه دي وانساه واقفل الصفحة دي نهائي وارجع أعيش حياة طبيعية وفعلا خلال أيام كان بابا خلص كل حاجه مع أهل أحمد وقلعت دبلتي وبعدها رجعت أشتغل في مكتب المحاسبة اللي كنت بشتغل فيه وبدأت أتناسى وأقول مع الوقت أكيد هنسى خالص لكن للاسف كنت دايما حاسه إن في حد مراقبني …
فلما كنت امشي في شارع ضلمه وهادي كنت بحس كإن في صوت خطوات ورايا،، لما أعدي من جنب بناية مهجوره وعيني تترفع عليها صدفة كنت اتخيل ان في حد بيبص عليا من ورا شبابيكها حتى في حياتي العاديه في البيت او الشغل او الشارع كنت دايما حاسه إن في حد معايا واحيانا كنت أحس بهوا دافي بيلمس خدودي ورقبتي وشعري،،وكل دا كان كوم والنوم في أوضتي كان كوم تاني على الرغم من إني بدلت أوضتي مع أوضة ياسر ،،لكن كل ما كنت أحاول أنام كنت احس بنفس الهوا الدافي جنبي على السرير،، كنت بخاف وانا بغير هدومي واحاول اخلص بسرعه جدا ،،،
حتى الشاور كنت بترعب وانا بخده خاصة لما احس بالهوا الدافي دا وكإنه حاضني….
حياتي اتحولت لجحيم وروحت لاكتر من دكتور نفسي وكان دايما التشخيص مابين حالة باريدوليا واضطرابات وهامية نتيجة صدمة اختفاء خطيبي ووفاته المبهمه اللي كان لسه أهله ما أعلنوهاش وعايشين على أمل رجوعه
وعدى ست شهور تقريبا وانا على نفس حالتي لغاية ما جالي تاكيد وفاة احمد
وعرفت من خالته اللي اتصلت بيا تبلغني بالعزا
إن جماعة من البدو لقيوا جثة في الصحرا عبارة عن هيكل عظمي في أجوار ١٥ مايو المكان اللي فيه المصنع اللي كان بيشتغل فيه أحمد فبلغوا الحكومة
وبعد اختبار ال (دي ان اي) اتعرف ان الجثه بتاعت احمد واكتشفوا إنه مقتول بالضرب بآلة حادة على راسه من ورا…
والتحريات قالت إنه غالبا مقتول بنفس الطريقة اللي اتقتل بيها اكتر من حالة في نفس المنطقة بغرض سرقة عربيته وبيعها كقطع غيار،، خاصة إن عربيته كانت مختفيه من وقت اختفائه،،
وبعدها أهله إستلموا جثته وصلّوا عليه ودفنوه وأخدوا عزاه اللي حضرته وانا جوايا إحساس إن ممكن بعد ما إكتشفوا جثته ودفنوها إن روحه تهدى في قبره،، ورجعت البيت من بعدها على الرغم من حزني على أحمد إلا إني كنت راجعه بأمل جديد وبقول يمكن كدا أبدأ أرتاح
وعيشت بعدها حوالي تلات شهور بحاول كل يوم أقنع نفسي إن كل حاجة رجعت طبيعية خاصة إن المباحث في الوقت دا قدروا يقبضوا على التشكيل بتاع ١٥ مايو ولقوا معاهم متعلقات شخصية لأكتر من شخص مفقود وكان من بينها متعلقات خاصة بأحمد،،
وعرفوا الطريقة اللي كانوا بيوقعوا بيها اصحاب العربيات في شباكهم واماكن دفن الجثث وتقطيع العربيات
وعلى الرغم من كل دا الا إني كان جوايا هاجس مخليني أرفض كل اللي بيتقدمولي لغاية ما عدى حوالي سنة على اختفاء أحمد، وفي الوقت دا اتقدملي سيد،،
كان شاب كويس وشغال في وظيفة محترمة وحالته المادية مرتاحة وكان اول واحد ارتاحله،،
وفي نفس الوقت كان بابا وياسر بيضغطوا عليا جامد وشايفين إن الارتباط هو اللي هيعالجني وهو اللي هينسيني اللي حصل وفعلا وافقت على الخطوبه وكان جاهز وخلال فترة قصيرة كنا متجوزين وسافرنا بعد الفرح على طول على شرم عشان نقضي الهاني مون هناك وكنت مبسوطة وحاسه إن البعد دا ممكن يريحني من هواجسي اللي كانت لسه مافارقتنيش،، ولما وصلنا الفندق اللي كان فايف استارز ودخلنا أوضتنا..
كان المفروض أكون زي أي بنت في اللحظة دي متوترة ومرتبكة بسبب الموقف نفسه لكن الحقيقة اللي كان موترني أكتر وقتها إني بدأت أحس بوجود أحمد أكتر من أي وقت قبل كدة
ويمكن توتري وقلقي دا هو اللي خلاني مانفعلش لما لقيت سيد داخل عليا بازازة شمبانيا تقريبا وبيفتحها وبيصب كاسين وهو بيقول_على فكرة انا مابشربش لكن دي ليلة العمر زي ما بيقولوا…
.
.
فكنت بتلفت حواليا ومش مركزه مع كلام سيد وحاسة إن في حاجه مش مطمناني
فقلت لسيد_انا مش هشرب وياريت أنت كمان ماتشربش
فابتسم وقالي=براحتك لكن انا هشرب
وفعلا شرب كاس واحد وبعدها حط الازازه على ترابيزه صغيرة وجالي عند طرف السرير اللي قاعده عليه ووقفني وبص في عينيا وقالي_بحبك…
وبعدها أخدني في حضنه،، لكن بعد ثواني حسيت إن جسمه بدأ يتنفض وبدأ يصرخ كأن في نار جواه وهو لسه حاضني ومكلبش في جسمي أوي كأنه بيعصرني،،
وقت ما لمحت صور العشر أقزام عالحيطة وفي وسطهم صورة الشيطان وبدأت لمبة الغرفة نورها يرعش لما لمحت خيال ضخم بيتحرك من وسط الاقزام في الوقت اللي فيه صورة الشيطان اختفت من وسطهم وفضل الخيال يقرب لغاية ما سيد رفع راسه لفوق،، كنت حاسه إنها بتتسحب لفوق غصب عنه وبوقو بيتفتح وكأنه بيتغرغر وفجأة الخيال دا بدأ يدخل جوه بوقو لغاية ما اختفى جواه وبعدها كل حاجه سكنت ..
النور رجع،، الاقزام اختفوا،، سيد رجع بوشه ناحيتي وابتسم ومد أيده حسس على خدي وقال بنفس الصوت اللي قريب أوي من صوت أحمد_اخيرا هلمسك كجسد مش كطيف…
فبعدته عني ورجعت لطرف الأوضة وانا جسمي بيرتعش من الخوف وبقول
=انت مين؟؟
قصة اختفاء خطيب. الجزء السابع
.
.
.
.