البارت ال19..
..لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين..
نطقت بها بصعوبه من بين شهقاتها..
جالسه ارضا تبكى بنحيب..
حولها الكثير والكثير من الصور لها مع زوجها..
صور خطوبتهم..
زفافهم..
وصور اخرى برفقه صغيرهم..
تنظر لصورته بعشق..
تقبلها تارا..
تحتضنها تارا..
وتلكمها تارا اخرى..
لم يحدثها منذ شهور..
اغمضت عيونها بعنف وحدثت نفسها بقهر وعدم فهم..
مريم:ايه اللى حصل..
ياربى نفسى اعرف ايه اللى غيره تانى وبعده عنى اكتر من الاول..
تأوت بحرقه واكملت..
ياربى دا انا ما صدقت اننا قربنا من بعض تانى..
نظرت لصورته تتحسسها بأصابعها بشتياق ودموعها تهبط على وجهه بغزاره وهمست بغصه مريره..
فيك ايه يا قلب مريم..
بتهرب منى ليه..
بكت بنحيب اكثر..
هونت عليك متسألش عنى كل الوقت دا..
وضعت يدها على بطنها المنتفخ واكملت ببكاء اشبه للصراخ..
طيب لو انا هونت عليك ولادك ميهنوش..
قولى ايه اللى حصل يخليك متسألش عننا بالشهور..
القت الصور من يدها بعنف وهبت واقفه تبحث عن هاتفها بجنون حتى وجدته وطلبت رقمه وانتظرت الرد..
ولكن كعادته لا يرد عليها..
مهما عادت الاتصال..
يكتفى برساله بها كلمه واحده فقط..
مشغول?..
كمن فقدت عقلها..تعيد الاتصال مرات ومرات..
لكن ايضا دون رد..
ترسل الكثير والكثير من الرسائل..
ترسل له صور لطفلها..
لنفسها..وحتى جنينها لعله يرد عليها..
لكنه يرى الرسائل ولا يرد بحرف واحد يطمئن قلبها به..
تبكى بنهيار..
تراه يفتح نت ويشير الكثير من البوستات على صفحته ويرد على جميع التعليقات..
الا تعليقهاتها هى..
يكلم جميع افراد اسرتها الا هى..
تود فقد ان تعلم ماذا فعلت..
يوما بعد يوم تسوء حالتها النفسيه..
يوما بعد يوم تكتسب صفات جديده تماما على شخصيتها بسبب جفائه معها..
ارتمت على سريرها بوهن وهمست بضعف..
اه يا ادهم على حبى ليك اللى بتنزعه من قلبى بأيدك..
ظلت فتره تبكى بصمت..
منفصله عن العالم وغارقه ببحر من دموعها..
حتى شعرت انها اكتفت اخيرا من البكاء..
شهورا طويله تبكى دون توقف..
ضعف جسدها وحتى جنينها بسبب حزنها الدائم..
اكتفت..من كل شئ..
وحسمت امرها ستعتاد على بعده..
فكان العالم يروه زوجها..اما هى فكانت تراه العالم..
ولكنه قتلها بأهماله وجرح قلبها ولم يكتفى..
بل ضغط بكل قوته على جرح قلبها النازف وتناسها وتركها خلفه على قائمه الانتظار..
انتظار كلمه منه..
انتظار مكالمه او رنه من هاتفه..
رساله يخبرها سبب تجاهله واهماله..
وهى كانت ستختلق له الف عذر..
لكن الان..لن تنتظر منه اى شئ بعد الان..
اكتفت..
ببطئ..اعتدلت جالسه تنظر لهيئتها بالمراه امامها..
وجهها الذى يبدو عليه الحزن والالم والكسره ايضا..
شعرها؟؟!!انتبهت لشعرها والتمعت عيونها بقوه غريبه ووجهت نظرها لاحدى الادراج وهبت واقفه فتحته واخرجت منه مقص..
مسحت دموعها بعنف واخذت نفس عميق ووقفت امام المرأه وبكل ما تحمل من قهر وألم بدأت تقص خصلات شعرها الطويله خصله وراء الاخرى..
نظرت لشعرها الذى جمعته باحدى الاكياس وابتسمت بنتصار وقوه غريبه تشعر بها لاول مره بحياتها..
مشطت شعرها بعنايه وقد اكتسبت طاله ولا اروع بهيئتها الجديده وحدثت نفسها بثقه..
هتعدى..كله هيعدى واللى جاى احلى يا مريم..
بأذن الله اللى جاى احلى..
وضعت الكيس المملوء بخصلات شعرها بالدرج الخاص لزوجها واغلاقته تاركه به شخصيتها الضعيفه الباكيه..
وتغلفت بشخصيه اخرى اكثر قوه ولكن بداخل ضلوع صدرها..
قلب يحترق ألما حارق?..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بقلب يعتصر..
ينظر لهاتفه..
اشتاقها حد الموت..
بدموع منهمره يقرأ رسائلها..
ينظر لكافه الصور التى ترسلها له بشوقا جارف..
رفع هاتفه يقبل صورتها بعشق وتحدث بندم..
ادهم:انا اسف..والله اسف يا مريم..
خفض رأسه بخزى واكمل..مش قادر ارد عليكى..
مش قادر ارفع عينى فيكى..
محتاج وقت علشان اقدر افوق من صدمتى فى امى..
صرخ بتاوه حاد واكمل..
امى كسرتنى قدم اهلك وقدامك يا مريم..
اغمض عينه بعنف متذكر تلك الليله التى هاتفته والدته وقطعت حديثه..لا عفوا قطعت نعيمه مع زوجته كعادتها حتى تخبره ان والد زوجته كسر يدها..
فلاش باااااااااااك..
بنهيار..
بصراخ وعويل تتحدث بصعوبه من بين كم شهقاتها..
شاديه:ااااااااه الحقنى يا ادهم..
على اللى جرالى يا ادهم..
ادهم:بفزع..فى ايه يا ماما..ايه اللى حصل..
شاديه:بنحيب..حماك..اااه حماك بهدلنى وضربنى وكسر ايدى وطردنى من بيتهم..
ادهم:بعدم تصديق..حمايا؟!!..لا مستحيل عمى عبد الخالق يعمل كده..
شاديه:بنهيار..بتكدبنى يا ابن بطنى..بكت اكثر..ايدى مكسوره كسر مضاعف وهدخل عمليات بكره يا اااااادهم..
ادهم:بزهول..بتقولى ايه يا امى..طيب اهدى وفهمينى اللى حصل من غير عياط..
شاديه:بألم..مش طايقه الوجع..هموت من الوجع يا ادهم ااااااه ايد امك اتكسرت وهتحتاج لشرايح ومسامير..
ادهم:بغصه..طيب بالله عليكى كفايه عياط وفهمينى..
شاديه:بصعوبه من بين شهقاتها..افهمك..افهمك ايه..انا مفيش نفس اتكلم..انا فى المستشفى هبات للصبح علشان ادخل عمليات لما الورم اللى فى ايدى يهدى شويه..صمتت قليلا تلتقط انفاسها واكملت..تبعتلى اختك انا لوحدى ومش عارفه حتى ادخل الحمام..
اغمض عينه بعنف لتسيل دموعه على وجنتيه بغزاره..
مهما فعلت..ومهما ستفعل لكنها بالأخير..
والدته?..
اخذ نفس عميق وهمس بصعوبه محاولا التحكم بنبره صوته وجعلها طبيعيه..
ادهم:عملتى ايه علشان توصلى الراجل اللى عمره ما طلع منه العيبه انه يمد ايده عليكى وفى بيته..
شاديه:ببكاء حاد..وبندم لاول مره بحياتها همست..غلطت..
بكت اكثر وعادت كلمتها بندم اشد..غلطت يا ادهم..
ادهم:بزهول مقارب للجنون..غلطى!!؟؟..انتى بتقولى على نفسك انك غلطى.. انا مش مصدق يا ماما..
شاديه:ااااااه يا ابنى غلطت..وادينى بدفع تمن غلطى..
ادهم:برجاء..قوليلى يا امى ايه اللى حصل..وفعلا حمايا بهدلك زى ما بتقولى..
شاديه:ببكاء حاد..انا اللى بهدلت وهنت نفسى..فقدت السيطره على نفسها وتحدثت دون عقل من شده ألم يدها..
انا اللى فكرت اتجوز حماك واقهر مراتك وامها..
انا اللى روحت لحماك بيته فى وجود مراته وقولتله يتجوزنى واتريقت على مرض مراته..صرخت بعويل..ادينى اهو هعمل عمليه فى ايدى والدكتور قالى هنحتاج عضم من الحوض علشان عضم ايدى مكسور جامد اوى ومش هيلحم بسهوله..
ااااااه يعنى هعمل عمليتين فى وقت واحد..بكت بنحيب واكملت برجاء..ابعتلى اختك يا ادهم..مين هيدخلنى الحمام وياكلنى يا ادهم وانتو سيبنى لوحدى..
ادهم:ببكاء وغصه مريره..مش هينفع..مافيش حد مننا انا واخواتى يقدر ينزل قبل سنه على الاقل..
شاديه:بصدمه..يعنى ايه..هفضل لوحدى بحالتى دى..
ادهم:هبعتلك فلوس زياده وشوفى واحده تخدمك او ممرضه تفضل معاكى..
شاديه:بنكسار..وجمود مصتنع..شكرا..كتر خيرك..
نهت حديثها واغلقت بوجهه وانهارت ببكاء شديد..
فبرغم من المسكنات التى اخذتها الا ان ألم كسر عظامها غير محتمل..
ولاول مره تشعر بألم اكبر بقلبها..
اما ابنها امسك هاتفه وطلب رقم والد زوجته وانتظر الرد حتى اخيرا استمع لصوته الصارم..
عبد الخالق:السلام عليكم..ازيك يا ادهم..
ادهم:وعليكم السلام يا عمى..صمت قليلا واكمل بأحراج..
امى حكتلى يا عمى..
عبد الخالق:بهدوء..كنت متوقع..بس على الله تكون عقلت شويه وفاقت لنفسها و قالتلك الحقيقه..
ادهم:بغصه..قالت..قالت يا عمى الحقيقه..بكى بنحيب واكمل..وفاقت وندمت كمان..ومحجوزه فى المستشفى وهتدخل عمليات اصبح..
عبد الخالق:بتعقل..اكيد انت عذرنى يا ادهم..
ادهم:بتفهم:عذرك يا عمى..بس انا بكلمك علشان اترجاك متجبش سيره لمريم..
عبد الخالق:بتاكيد..انا فعلا مرضتش اقولها..
ادهم:بثقه..عارف..لو كانت مريم عارفه كانت حكتلى..
صمت قليلا واكمل بنكسار..مش عايز انزل فى نظرها انا وامى اكتر من كده ارجوك يا عمى..
عبد الخالق:من غير رجاء يا ابنى..حاضر..اطمن..صمت قليلا واكمل..وبكره بأمر الله هبعت ام مريم ومريم يطمنو عليها..
ادهم:ببكاء..مش عارف اقولك ايه يا عمى انا بعتذرلك وبعتذر لماما جيهان على الكلام اللى امى قالته فى حقها..
صمت قليلا واكمل..بعد اذنك يا عمى هقفل علشان ارد على مريم..
عبد الخالق:خلى بالك من نفسك يا ادهم يا ابنى..واطمن على والدتك احنا هنبقى معاها..
ادهم:متشكر اوى يا عمى..
نهى حديثه ورد على زوجته..
.
.
مريم:بلهفه..ادهم ايه كل التاخير دا..انت كويس..
استمعت لصوت شهقاته فاكملت ببكاء لبكائه..
مالك يا حبيبى..فيك ايه..ايه اللى حصل..
ادهم:بصعوبه من بين شهقاته..امى..امى ايدها اتكسرت ومحجوزه فى المستشفى هتعمل عمليه بكره يا مريم..
مريم:بصدمه..ينهار ابيض..سلامتها الف سلامه يا حبيبى..
طيب خلاص اهدى واطمن وانا هلبس واروحلها المستشفى حالا..واطمن يا ادهم انا مش هسبها..
كانت هذه اخر جمله سمعها منها..
واخر مكالمه بينهم..
فقد اغرقته بكرم اخلاقها واصولها حتى اصبح لا يقدر على مواجهتها..
وهى..
لم تترك والدته حتى تماثلت الشفاء تماما..
نهايه الفلاش باااااااااك..
فاق من شروده وانتفض حين مر اكثر من نصف ساعه ولم تتصل زوجته كعادتها..
تنهد بألم حارق وهمس بأصرار..
ادهم:هستحمل..وانتى لازم تستحملى يا مريم لحد ما ارجع لحضنك تانى..الكلام فى التليفون مش هينفع..انا عايز اترمى تحت رجلك واستسمحك وعارف انك هتخدينى فى حضنك زى ما ديما بتعملى..
غافل عن ان المرأه كالورده تدبل وتموت بقله الاهتمام..
البارت ال20..
..فرحه..
من بين كم ألمها..
فاليوم..ستلتقى بطفلها..
برغم انكسار قلبها..
لكن تظهر ابتسامه اكثر من رائعه تزين وجهها الحزين..
جهزت حقيبتها بها كافه شئ ستحتاج اليه..
وارتدت ثيابها ووقف تنظر لهيئتها بالمرأه وتحدث نفسها بأمل ويقين بالله..
مريم:بأذن الله هتقومى بسلامه انتى وابنك يا مريم..
تحسست بطنها بحنان بالغ واكملت..
حبيبى ان شاء الله هشوفك انهارده واخدك فى حضنى..
اخذت نفس عميق وحملت حقيبتها واتجهت للخارج..
لا تفكر بشئ سوى أطفالها وعائلتها..
همت بنزول الدرج..فقابلها شقيقها وحمل عنها الحقيبه سريعا وتحدث بفرحه عارمه..
محمد:احلى مريومه اللى هتخلينى خال لتانى مره..
قبل جبهتها واكمل..ربنا يقومك بألف سلامه يا حبيبتى..
مريم:ببتسامه..يارب يا محمد ادعيلى..
صمتت قليلا واكملت بعتاب..مش قولتلك متسبش شغلك..
محمد:فداكى..احنا عندنا كام مريم..امسك يدها وهبط بها الدرج اوكمل بستعجال..
يله علشان عايز اشوف الانتاج الجديد هيطلع شكل مين المرادى..
مريم:بتسائل..هو محمود اخوك جاى معانا؟!..
محمد:لا للاسف فى شغل كتير فى الهايبر تحت مينفعش نسيبه كلنا..
مريم:ربنا يقويه يارب..
انتبهت على صوت والدها..
عبد الخالق:بفرحه..يله يا بت يا ام تيام..احنا جاهزين..
مريم:انا نازله اهو يا بابا..
جيهان:بقلق واستغراب ايضا..مالك يا عبد الخالق..نظرت له بتمعن..لا صحيح مالك..
عبد الخالق:بفرحه فشل فى اخفائها..مالى يا ام مريم..فرحان الله مش هبقى جد..نظر لمريم واكمل برجاء..مريومه انتى متاكده انك حامل فى واحد بس..ربط على كتفها بحنان واكمل بتأكيد..خلى الدكتور يكشف كويس ليكون اتنين تلاته وهو مش شايف..
محمد:بمزاح..اتنين تلاته ايه يا حاج..هو ملبس..سحب شقيقته وسار بها من امامه واكمل..عدينا يا بابا الله لايسيئك علشان نلحق نقف فى طابور الحوامل ومريم تولد فى الاول..
مريم:ههههههههه..طابور..نظرت لوالدها..واتنين تلاته يا عبدو..
حملت حقيبتها واكملت بجديه مصتنعه..
طيب انا بقول كفايه عليكو كده وزى ما انتو خليكو هنا وانا هولد واجيب الانتاج واجيلكم..
جيهلن:بلهفه..لا ونبى يا مريم مش هيجلى قلب اسيبك يا ضنايا..
حملت حفيدها واعطته لزوجها واكملت بأمر..يله يا عبدو..
عبد الخالق:بفرحه طفوله..يله يا واد يا تيمو نروح نجيب اخوك..قبل وجنتيه واكمل..الله هيبقى عندى حفيد كمان مسكر زى الواد تيام قلب جدو..
اقتربت مريم من شقيقها وهمست..
مريم:عايزه اروح لمامت ادهم قبل ما اروح المستشفى..
محمد:بستغراب..ليه يا مريم..
مريم:هطمن عليها يا محمد..
مريم:علشان امى..نظرت لطفلها..وعلشان ابنى يا محمد..
ربطت على يده واكملت..ربنا يرزقك انت واخوك ببنات اصول يعاملو امنا زى ما انا بعامل حماتى..
تنهدت ببتسامه حالمه ونظرها مسلط على طفلها..
وعلشان مرات تيمو تسأل عنى..صمتت قليلا واكملت..النفوس بتتغير يا محمد واحنا منعرفش لما نبقى فى سنها هنتصرف ازاى..نظرت لشقيقها واكملت بتاكيد..لازم التمس ليها عذر..
اغمضت عيونها بعنف واكملت بأسف..خصوصا بعد اللى حصل لأيديها..
محمد:هى لسه مبتحركهاش..
مريم:بتحركها بس طبعا مش زى الاول..
وديما بتحس بوجع مهما خدت مسكنات..
محمد:ربنا يعينها على حالها..
مريم:طيب ابقى اركن وانا هنزل ابص عليها وارجعلكم..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بعيون تفيض دمعا..
ينظر لشاشه هاتفه بتمعن ويتحدث بلهفه..
ادهم:محمود ورينى كل شبر فى الاوضه..
محمود:انت بتشك فى قدراتى يا ابو تيام..مكنش العشا ولا الغدا اللى بنا..وجه الهاتف حوله بالغرفه..
الغرفه التى ستلد بها زوجته..
مزينه على اعلى مستوى..احلى واجمل الورود..
بلالين من الهليوم بأشكال مختلفه..
ادهم:جبت الهديه لمريم ولفتها زى ما قولتلك..
محمود:والله يا ادهم عملت كل اللى قولت عليه..انا خت اجازه مخصوص علشان الحق اعمل كل اللى طلبته..
ادهم:تسلم يا محمود..تتردلك فى فرحك بعون الله..
صمت قليلا واكمل..عايزك تفتح الكاميرا وابقى معاك طول الوقت من غير ما مريم تعرف..
محمود:عونيا يا ابو الادهيم..بس مش ناوى تقولى يا صاحبى مالك انت ومريم..ايه سبب الخلاف بينكم..
ادهم:بعدين يا محمود..بس اوعى تخلى مريم تحس انى معاك على التليفون..
محمود:بعدم فهم..انا مش فاهم فى ايه بالظبط..مريم بتقول انها بتكلمك كل يوم وكل شويه وانت بتقول ان بقالك اكتر من 8شهور مكلمتهاش يبقى دا اسمه ايه بقى..
.
.
اغمض عينه بعنف..ورفع يده التى تحمل صورتها وضعها على شفاتيه يقبلها بعمق وعشق شديد وتحدث بفخر..
ادهم:اختك مبتطلعش سر بنا بره..صمت قليلا واكمل بأحراج..كانت بتكلمنى فعلا بس انا مكنتش برد عليها..
محمود:بصدمه..انت عايز تفهمنى ان مريم بتفضل بالساعات تكلم نفسها..صمت قليلا واكمل بغضب..دى بتفضل تهزر وتضحك وتدلع فيك وكل دا وانت مبتردش عليها..انت صنفك ايه يا جدع انت..
ادهم:بغصه مريره..عارف يا محمود انى مستهلش مريم من غير ما تقول..
نفخ محمود بضيق واتحدث بتعقل..
محمود:مش وقت كلامك دا..خلينا دلوقتى فى فرحتنا بالمولود الجديد.
.
ادهم:بلهفه ورجاء..بحلفك بالله اول ما مريم تخرج من اوضه العمليات تصورهالى وتصورلى الواد كمان..
محمود:اكيد بأمر الله..ربنا يطمنا عليها ويقومها بالف سلامه..
.
.
..هى..
منكسره رغم جمود ملامح وجهها..
تجلس وحيده..لا انيس ولا جليس..
دموعها تحجرت بعيونها..
تنتظرها..
بين لحظه واخرى تتنقل بعينها بين باب الشقه وساعه الحائط..
الوحيده التى تسال عنها تأخرت عن معادها اليوم..
تأتى لها يوميا بأشهى الطعام والفاكهه وكل ما تحتاج اليه وتجلس معها قليلا دون نطق حرف واحد ومن ثم تقبل راسها وتنصرف..
ورغم استقبالها المريع ومعاملتها القاسيه لها الا انها لا تكف عن مجيئها..
دمعه حارقه هبطت على وجناتيها حين ايقنت انها لن تاتى اليوم..
تنهدت بقهر وهمست من بين شهقاتها..
شاديه:اااه على وحدتى اللى بتموتنى بالبطئ..
استندت برأسها على الاريكه خلفها وتاوهت بالم حاد واكملت..
ااااه على ولادك اللى مبيسألوش عنك يا شاديه..
ذات حده بكائها ولكنها توقفت سريعا ومسحت دموعها ورسمت الجمود على وجهها حين استمعت لجرس باب شقتها يعلن عن وصول الاصيله زوجه ابنها..
شبه ابتسامه ظهرت على وجهها اخفاتها سريعا وتحركت بفرحه تمكنت من اخفائها جيدا وفتحت لها الباب وعادت مره اخرى للداخل حتى لا تكتشف مريم امر بكائها..
خطت مريم للداخل بستعجال..
وضعت ما تحمله لها بالمطبخ وجهزتهم سريعا وخرجت حامله بيدها طبق مملوء بالطعام وبالايد الاخرى كوب عصير واقتربت منها وتحدثت بهدوء..
مريم:بعد اذنك لازم تاكلى علشان فاضل على علاجك ربع ساعه..نهت حديثها وعادت مره اخرى للمطبخ وخرجت حامله طبق من الفاكهه وكوب من المياه وضعتهم ايضا امامها واكملت..انا لازم امشى دلوقتى لو عايزه اى حاجه فى اى وقت كلمينى..نهت جملتها واتجهت للخارج وقبل ان تصل لباب الشقه وقفت واستدارت لها وتحدثت ببتسامه..
انا رايحه اولد..دعواتك..
اخذت شاديه نفس عميق وردت عليها دون النظر لها..
شاديه:هدعيلك..نظرت لها..هدعيلك يا مريم علشان خاطر احفادى مش علشان خاطرك..انا مش عارفه احبك ولا كل اللى بتعمليه معايا دا هيخلينى احبك..
مريم:ببتسامتها الرائعه..وانا مش بعمل كده علشان تحبينى..صمتت قليلا واكملت..بعمل كده علشان تدعيلى ومتدعيش عليا.. لانى سمعت ان دعوه الحما فى السما..
ومتنسيش لو احتاجتى اى حاجه رنى عليا هبعتلك حد من اخواتى على ما اقدر اخرج واجيلك انا والولاد..
نهت جملتها وخرجت من الشقه تاركه امرأه تحترق من الندم والوحده القاتله..وبكل ما تحمل من ألم وقهر همست بدموع سالت على وجناتيها بغزاره..
شاديه:يطعمك ما يحرمك ويقومك بالسلامه ويباركلك فى ولادك يا مريم يا بنت جيهان..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^
.
.
..مفاجأه..
بمستشفى خاصه على مستوى عالى..
اخيرا وصلت للغرفه التى ستلد بها..
همت بالدخول لكنها شهقت بصدمه وفرحه عارمه حين وقعت عيونها على الغرفه الاكثر من رائعه..
اقترب شقيقها محمود واحتضانها بحنان وتحدث بحب..
محمود:ام تيمو..ربنا يقومك بألف سلامه يا قلب اخوكى..
مريم:بدموع..واد يا حوده سبت الهايبر لمين يا واد..صمتت قليلا واكملت ببكاء مصتنع..مشروعناااااااا..
محمود:هههههه متخفيش يا حبيبتى انا جبت درفو..
مريم:بغيظ..امممم فال الله ولا فالك يا واد..اكملت بأمر..يله يا حبيبى من هنا متشكره اوى على فرح العمده اللى عملتهولى فى الاوضه دا وامشى انجر على اكل عشنا..
محمود:اخس عليكى..بقى دا فرح العمد..طيب انا هفرقع بلالين الهيلوم اللى انتى بتحبيهم ها بس..
مريم:لا خلاص..سبهم..تسلم ايدك يا حبيبى..بس بجد روح انت وخلى بالك من الشغل..
محمود:اطمن بس عليكى وعلى حبيب خالو وهروح باذن الله..
جيهان:بقلق..ربنا يجعلك ساعه سهله وتقومى بالف سلامه يابنتى..
نظرت هى حولها ببتسامه والم ايضا..
وشاردت قليلا بولدتها الاولى..
وانتبهت علي صوت الدكتور
جاهزه يا مدام مريم..
لا تعلم كيف ومتى تجهزت والان واقفه على باب غرفه العمليات..
نظرت حولها بتوهان..
وجدت شقيقها يوجهه هاتفه لها فاتح الكاميرا وزوجها ينظر لها بفزع وهلع ورعب وهمس بصعوبه من شده قلقه…
ادهم:ربنا يقومك بالسلامه يا مريم..
نظرت له طويلا..
نظره جامده..خاليه من اى مشاعر وتحدثت بامر موجهه حديثها لشقيقها..
مريم:لما ابنى يخرج ابقى حط التليفون على ودنه وخلى ابوه يأذن فى ودنه..
جملتها هذه جعلت جميع الحضور تلتمع عيونهم بالدمع..
نهت جملتها وهمت بالدخول لغرفه العمليات لكن اوقفها ادهم سريعا وتحدث بلهفه..
ادهم:هتسميه ايه يا مريم..
دون ان تلتف له همست..
مريم:بصوت مبحوح تحاول التحكم بدموعها…يامن..
اقترب منها والدها ومسح دموعها بحنان بالغ وقبل جبهتها وهمس باذنها بتأثر واضح..
عبد الخالق:اجمدى..احنا كلنا معاكى يا بنت ابوكى.
.صمت قليلا واكمل بتفهم..عارف انك محتجاله هو اكتر واحد دلوقتى..
ربط على يدها برفق واكمل..
صدقينى يا بنتى هو محتاجك اكتر ما انتى محتجاه..
نظرت له بعدم تصديق اكمل هو بتأكيد..
متعرفيش كم الألم اللى هو فيه دلوقتى علشان مش قادر ياخد ضناه فى حضنه ويشم ريحته اول ما يتولد..
ذادت حده بكائها اكثر وهمست بصعوبه من بين شهقاتها..
مريم:هتلى ابنى يا بابا..هاته اخده فى حضنى..
عبد الخالق:بمزاح..اخواتك وابنك بيلعبو بيه..
رفعت راسها سريعا تنظر نحوهم وتحدثت بخوف..
مريم:براحه عليه..محدش يشيله لتمزقوه..
.
.
اقتربت والدتها منها وقبلت جبهتها وعدلت وضعها وتحدثت بفرحه عارمه..
جيهان:حمد لله على سلامتك يا ضنايا..
مريم:بضعف..الله يسلمك يا ماما..اشارت على طفلها واكملت بلهفه..هاتيه يا ماما..
جيهان:عنيا يا حبيبتى..دثرتها جيدا بالغطاء واقتربت من الصغير حملته بحرس وبصعوبه ايضا لتمسك شقيقه به وعادت لمريم الملتهفه وتحدثت بدموع..
بسم الله ماشاء الله نسخه منك وانتى صغيره يا مريم..
كتمت انفاسها..واغمضت عيونها ومدت يدها لتحمله..
وضعته والدتها داخل حضنها واسندته معها..
اخذت نفس عميق.. وببطئ فتحت عيونها تنظر له بحب وفرحه شديده..
تتأمل كل انش به..
مخلوق صغير برئ جعلها تبتسم بفرحه من بين كم دموعها وألمها..
رفعته قليلا تستنشق رائحته وتقبل شعره الحريرى بواهله..
نظرت لوالدتها وهمست ببكاء وضحك ايضا..
مريم:بضعف..عنده شعر..
جيهان:بدموع تلتمع بعيونها…هههههه زى امه تمام..نظرت لعبد الخالق الذى ينظر لهم بحب وفرحه شديده واكملت بتسائل..
كله مين الواد دا يا عبد الخالق..
عبد الخالق:بدموع..مريم..كله مريم وهى صغيره..
وبصوت هامس بدأت تأذن بأذنه ودموعها تنهمر بغزاره..
اقترب والدها ربط على راسها وتحدث بهدوء رغم ألم قلبه لرؤيته دموع وحيدته..
عبد الخالق:انا وابوه اذنالو يا مريم..
اقترب شقيقها وبيده الهاتف وتحدث بحنان..
محمود:يا حبيبتى بطلى عياط..وخدى جوزك هيتجنن و يسمع صوتك..
مسحت دموعها سريعا ورفعت نظرها تنظر للهاتف نظره جامده..متألمه..بها الكثير من خيبه الأمل..اغمض ادهم عينه بعنف وأحراج شديد وتحدث بصوتا مهزوز مبحوح
ادهم:بعشق..حمد لله على سلامتك يا مريم يا عيون وقلب ادهم..
مريم:بالامبالاه..شكرا..الله يسلمك..
نظرت لوالدتها..ماما ساعدينى ادخل الحمام..
ادهم:بلهفه..محمود..
محمود:حالا..اخرج علبه قطيفه واعطاها لشقيقته وتحدث ادهم بتمنى..
ادهم:يارب تعجبك يا حبيبتى..دى هديه يامن يا ام يامن..
شبه ابتسامه ساخره ظهرت على وجهها وهمست بسرها بستعجاب..
مريم:حبيبتك!!؟؟..
اخذت جيهان الرضيع منها واعطته لجده..وساعدتها لفتح العلبه..اتسعت عيونها بتفاجئ وزهول قليلا حين وقعت عيونها على طقم كامل من الذهب مكون من سلسه واسوره وخاتم وحلق..بغايه الرقه والجمال..
ادهم:بلهفه وعيون تفيض عشقا..عجبك يا مريم..
نظرت له نظره بارده وهمست بضعف..
مريم:حلو..كتر خيرك..
تنهد هو بألم..فهى لم ترضى عنه بسهوله..على يقين هو بذلك..ولها كل الحق..
اغلقت العلبه وحدثت والدتها بزهق قليلا..
مريم:ودينى الحمام يا ماما من فضلك..
جيهان:عيونى يا ضنايا..نظرت للهاتف واكملت..لما تخرج هتكلمك يا ادهم..
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
..بجنون..
كمن فقدت عقلها..
تدور بشقتها..
ستقتلها الوحده..
بيدها هاتفها تهاتف ابنائها مرارا وتكرارا لكن دون رد..
تنظر حولها بضياع لما فعلته بنفسها..
هنا بنفس الشقه منذ فتره قليله كانت تمتلك عائله وزوج خلوق واولاد بارين بها..
وبافعالها..تغرب ابنها الكبير بزوجته هروبا منها..
تسببت بطلاق ابنتها..
وبموت زوجها قهرا..
وكادت ان تخرب بيت ابناها الصغير وتسببت ايضا بغربته..
والأن تصرخ ألما وتبكى دما من الوحده..
سارت ذهابا وايابا بالشقه تتذكر بعض افعالها التى تخجل منها حين ذكرها..
اغمضت عينها بعنف لتهبط دموعها بغزاره وهمست من بين شهقاتها..
شاديه:اه يا هند. سامحينى يا بنتى..خبطت بيدها السليمه على صدرها واكملت..انا اللى دمرت حياتك بايدى..
تأوهت بألم حارق..
ااااااه يا حرقه قلبى من وحدتى وسط عزوتى..بأيدك يا شاديه طفشتى عزوتك..بكت بنحيب اكثر..ادينى بدفع التمن وعايشه بطولى..لوحدى..زى المقطوعه من شجره..
جلست على الارض واستندت بظهرها على الحائط ونظرت ليدها المصابه التى تحركها بصعوبه بالغه..وشردت بأبنتها الوحيده وما فعلته معها..
فلاش باااااااك..
هند:برجاء..يا ماما وطى صوتك ونبى ليسمعك..وبعدين دا جوزى ولازم اشيله فى مرضه..
شاديه:بستهزاء..تشيلى ايه يا اختى..بلا وكسه انتى قادره تشيلى نفسك..اقتربت منها واكملت يا بت دا مش هيقدر يلمسك الا لما يخف ودى فيها سنه ويمكن اكتر..ايه يصبرك على الغلب دا..
هند:انا راضيه..وزى ما كنت معاه فى الحلوه..مش هتخلى عنه فى الوحشه..
شاديه:انتى يا بت بتفكرى ازاى..دا واحد عامل حدثه ومتكسر عايز اللى يدخله الحمام وياكله على ما يقدر يحرك ايده ويعرف يأكل نفسه حتى..
هند:بأصرار..يا ماما انا راضيه وبحبه وهستحمل اى حاجه معاه..
شاديه:بنفاذ صبر..لا انتى مش هتجبيها لبر..نهت جملتها وهبت واقفه متجهه للخارج..ركضت خلفها هند وتحدثت بتوسل..
هند:انتى هتعملى ايه..قبلت يدها..ابوس ايدك يا ماما بلاش تخربى عليا..
شاديه:بغضب..اوعى من قدامى يابت..انا مش هسيبك تدفنى شبابك وتشتغلى خدامه وممرضه..سارت بخطوات شبه راكضه واتجهت نحو زوجها الجالس بصاله المنزل بجواره والدته وتحدثت بعلو صوتها..
اسمع يا جدع انت..انا بنتى مش هتقدر على خدمتك..شوفلك ممرضه ولا خدامه..وبعدين انا عايزه اشوف لبنتى احفاد وانتو بقالكم اكتر من سنتين متجوزين ومخلفتوش..نظرت له نظره شامله واكملت بستهزاء..وبعد ما اتكسرت كده يا عالم هتقوملك قومه تانى ولا هتبرك جنبها وتميل بخت البت..
صمتت قليلا واكملت بأمر..كلمه واحده ملهاش تانى..تطلق البت بالمعروف بدل ما نرفع عليك قضيه..
لهنا وهبت والدته واقفه وتحدثت بكل غضب وألم ايضا..
ناهد:انتى ست قليله الأصل..وبنتك تغور من وشك..خديها فى ايدك وانتى ماشيه..
همس هو بوهن وتعب..
سيد:يا ماما هند ملهاش ذنب..
ناهد:أشارت على شاديه..ذنبها ان دى امها..نظرت لها نظره حارقه واكملت..اكتر من سنتين مسوده عيشه ابنى بكلامك وتلقيحك السم عن موضوع الخلفه لحد ما عمل حدثه بعد ما خرج من عندكم دمه محروق وجايه دلوقتى عايزه ترفعى عليه قضيه فى عز تعبه..
نظرت لابنها واكملت بأمر..ارمى عليها اليمين يا سيد..دى لو فضلت على زمتك هتجيب اجلك هى وامها..
شاديه:بعلو صوتها وبكل ما تحمل من وقاحه..ياختى طظ فيكى وفى ابنك..كانت جوازه الشوم..نظرت لزوج ابنتها..لو راجل وعندك نخوه طلق البت..
تنظر له زوجته بدموع تنهمر من عيونها..ملتزمه الصمت..
اغمض عينه هو بعنف..حقا هو تحمل الكثير حتى كاد ان يفقد حياته..وعلى يقين انها سوف تنفذ تهديدها وترفع عليه عده قواضى وليس قضيه واحده..
كفى..استكفى منها..وحتى من ابنتها..سينزع قلبه بيده وبكل ما يحمل من ألم وقهر..
سيد:امشى مع امك يا هند..انتى طالق..
اطلقت شاديه سيل من الزغاريط وصفقت بيدها بفرحه عارمه وتحدثت بستفزاز وشماته..
شاديه:باركه والف بركه..نظرت لابنتها واكملت..بتعيطى على ايه يا بت من حلاوته ولا فلوسه دا فقير ومنحوس بكره اجوزك سيد سيده..
ناهد:بهدوء..محدش هيرضى بيها..
شاديه:بستهزاء..ليه عوره ولا عامشه ولا مكسره زى المحروس ابنك..
نظرت ناهد لابنها فهمس لها برجاء..
سيد:بلاش يا امى..
ناهد:مش هقدر مردش على قله ادبها يابنى..نظرت لشاديه..يمكن تتعظ وتحس لما تعرف ان بنتها مبتخلفش وانت اللى مستحملها وكمان مخبى عليها علشان متجرهاش..
نهايه الفلاش بااااااااك..
فقت من شرودها على رنين هاتفها برساله مسجله..
هند:مشغوله يا ماما..لما افضى هكلمك..
هبطت دموعها بغزاره وهمست بغصه مريره..
شاديه:بقالك 7شهور مشغوله عنى يا هند..
صمتت قليلا واكملت بشماته بنفسها..
احصدى زرعتك يا شاديه..
رواية زوجة مغترب. الجزء الخامس عشر الأخير
.
.
.
.