انت حامل بس الجنين مش مستقر ومؤكد انه مش هيكون من نصيبك ” …هذا ما اكده الطبيب لي ، وفي طريق العودة رأيت_ ولاول مرة _ كل شئ يكسوه السواد والحزن ، وكيف اري غير ذلك ودموع عيني تنهال علي وجهي كما المطر ؟!!!
لقد اظلمت الدنيا بعيني بعدما كان نورها قويا ……انتقلت من بيت زوحي لبيت ابي طلبا للراحة وهنا حثتي ابي الا احزن ، وان اولي امري لربي…وسرعان ما فعلت ذلك “اياربي كن رحيما بي ، كن معي ولا تكن عليّ، لقد تقبلت هديتك التي اسكنتني الجنة وانا لازال في الدنيا ، هل ستستردها مني قبلما تفرح بها عيني؟!! هل تريد ان ييأس قلبي من رحمتك ؟؟!… …..اعلم مدي كرمك ، وها انا اتقبل هديتك ،اتركها لي وبارك لي فيها ”
مرت الايام ، امتنعت عن الذهاب للعمل ، لاافعل شئ سوي الاستلقاء علي ظهري …انهيت الشهر الاول بسلام ، شكرت ربي لانه ولمدة شهركامل تركني اتمتع بهديته ، يكفي ان وجودها ببطني يشعرني بالسعادة رغم الآلام والمتاعب التي واجهتها ، كرم ربي هذا جعلني اطمع في مزيد من كرمه ، ودائما ما كنت اناجيه ان يتم عليّ فرحتي ،
لقد مر الشهر الاول بسلام ، ولكن في الشهر الثاني شعرت بتعب شديد ، وقد حدث ماحدث ، نعم لقد استرد الله هديته قبلما تسعد بها عيني ….
سيطر الحزن عليّ لمدة ليس بالقليلة ، وطيلة هذه المدة لم تكف حماتي بوصفي بالارض البور ، مؤكدة ان ما قد حدث لي سيحدث في المرات القادمة اذا ماحدث الحمل …
وساني زوجي شاكرا ربه اني لازلت معه قائلا “المهم انت ، انت عندي بالدنيا كلها ” بينما اكدت امي ان ربي سرعان ما سيرزقني فلاصبر ولانتظر …
كان عليّ ان اصطنع الفرحة ، وخاصة ف مثل هذا اليوم لقد تمت خطبه بسمة علي طبيب بشري ثري ، مما جعل الجميع سعيدااا جدااا ، فكيف لي ان ابدي الحزن ولو كان قليلا؟’!!
.
مرت الايام وجاء زوجي من سفره ، كان يوما غير عاديا ، فعلي غير عادته جلب معه الكثير من الهدايا لي وللجميع ، وبعد السلام بدأ زوجي بتوزيع الهدايا ، فرحت حماتي وبسمة بهداياهم ، واخيرا جاء دوري لقد اهداني زوجي عباية جميلة ، وحينما رأتها حماتي بيدي انتفضت مسرعة من مكانها وجذبتها من بين يدي موجهة حديثها لبسمة قائلة :
_”الله ايه العباية الحلوة دي …شوفي كدة ي بسمة دي تبقي تلبسيها وانت حامل.
_ “…ردت بسمة “الله دي حلوة قوي انا هخدها ، بس دي واسعة عليا قوي ي ماما …”
_ماانتي هتلبسيها في الشهر السابع .
_طيب ، اهي كويسة
.
.
نظر احمد اليهم موجها حديثه لبسمة قائلا :
_ هاتي ي بسمة العباية دي انا جايبة لمراتي
_لا …خلاص دي عجبتني ، ابقي هاتلها واحدة تانية
تمالكت نفسي ، وحبست دموعي ، نعم لقد فهمت ما رميت الية حماتي انها بفعلتها هذه تريد ان تؤكد لي ان ربي لن يرزقني بمولود ابدا …وجهت حديثي لبسمة قائلة : “خديها ي بسمة ، خليها في شنطتك ” …..لم يكن الامر سهلا بابنسبة لي ، فكيف لي ان اقبل بشئ ما لطالما تمنته حماتي لابنتها ؟!!…كان عليّ فقط ان اسامح .
صعدت مع زوجي ،واعددت له الطعام ، وفي اليوم التالي وبعدما عدت من عملي فاجأني بهدية عبارة عن عبائة جميلة وسلسة فضية ، اراد ان يعوضني بهم عن افعال والدته واخته ….
دائما ما كنت احدث ربي وادعوه ولا امل مناجاته
.
.
، وها لقد تقبل ربي دعائي ، لقد ذهبت للطبيب الذي اكد حملي ، ولكن في المقابل ودعت أبي الذي فارقني _تذكرته حينما حثني ان اتجه لربي ولا امل دعائه _…. …
مرت الايام ..الشهور وأنجبت تؤام ذكور اسميتهم الحسن والحسين ، تغني قلبي بحبهم فرحا ، كما زارت السعادة قلب ابيهم ، ولكنها حماتي لا تكف عن وصفي بالمزعجة ، ووصف ابنائي بالبشعاء …….
مكثت ببيت والدي الي ان اتم ابنائي الشهرين ، وكان عليّ ان اذهب لحضور زفاف بسمة ، تزوجت بسمة من زميلها الذي تخرج من كلية الطب ، اما هي فقد تخرجت من كلية الحقوق ، وهذا جعل حماتي سعيدة جدااا ، ورغّم كونها سعيدة الا انها حينما رأتني احمل توأمي لم تكف عن آذيتي بكلامها السئ وقالت ليّ “انا مش عارفة ربنا يكرم واحدة زيك بولاد ليه ، انت مفروض ربنا كان كرمك ببنتين تلاتة ….انا ولادك دول عمري ما هحبهم ،
انا قريب جدا هشيل ولاد بسمة حببتي ، وكمان شوقية ربنا يكرمها ” ، لقد اعتدت علي سماع مثل هذا الكلام منها … لذلك لم ابالي لها اما عن اولادي فيكفيهم حبي لهم …..
.
.
مرت الشهور ، والسنوات وعانت بسمة مما عانيت منه ، استئت كثيرا لحالتها ، طمئنتها بالا تحزني ولا تخافي حتما سيرزقك الله مثلي ، انت لم تكمل الثلاث سنوات بعد ، فها انا وبعد ست سنوات رزقني الله بتوأم ……لمست في عينيها تقديم اعتذارات عما قدمته لي من افعال وكلمات ، تقربت مني وضممتها اليّ ، وتقربت من اولادي …تجلب لهم الالعاب والملابس ، والكثير من الهدايا …اصبحت لطيفة ، محببة اليّ اطفالي …
اما عن حماتي فقد زادت كراهيتها لي ، وجعلتها علنا لا سرا ، فدائما ما تزمني امام زوجي ، وها هي قد اشهرت بحربها ، فكلما رأت زوجي صرخت فيه قائلة :”انا لا احبك ، لا ادري لماذا هذا دون عن اخوتك ،ولا احب اولادك ايضا ، اتعلم كم تمنيت ان يكون ابنائك حق لاحدي بناتي ..اي منهم ، اما عنك كم تمنيت ان تعيش وحيدا “…
لم يعد يتأثر احمد لسماع مثل هذه الكلمات وغيرها ..لقد اعتاد الوضع ..اعتاد مثلي تماما ، وفي ليلة من الليالي باح لي …..”
.
.
“ظننت امي تكرهك وهذا شئ ربما يكون عاديا ، ولكنها في الحقيقة تكرهني انا ، فلو كانت تحبني لاحبتك ، وهذا ما لا اطيقه “…خففت عنه قائلة “لن اتركك ابدا وساظل بحانبك ، وها هم اولادك سيكبرون ويكونوا سندا قويا لك ، فلتطمئن ، ولا تحزن ”
مرت الايام ، ورزقني الله بانثي كالقمر ،ولحسن الحظ رزقت سلفتي بأنثي في نفس اليوم ،ولكنها كانت اقل جمالا من ابنتي… لم تطل المدة التي قضيتها في بيت ابي هذه المرة وعدت بسرعة لبيتي ، وحينما استقبلتني حماتي ونظرت لابنتي قالت لي “كيف لك ان تنجبي ابنة بهذا الجمال ، كان من العدل ان تحظي بالاخري ،
وتحظي امرأة ابني وابني بهذه ” نظرت لي نظرة غريبة قائلة “هات ، انا هوديلهم البنت دي وهجبلك التانية…اهي شبهك ” ليس هذا فحسب بل ومدت يدها لتاخذها مني ، مما جعلني افر هاربة الي حيثما كنت …لقد ذهبت لبيت ابي ، الي ان عاد زوجي من سفره ، والي ان كبرت ابنتي لم اكن ادعها تذهب مع ابيها لجدتها ، فكم خشيت ان تفعل ما فكرت فيه !!
.
.
كبر ابنائي ، و طلبت من زوجي ان اعود لعملي ، واستلزم الامر دفع نقودا كثيرة ، رحب زوجي بالفكرة في حين لم تكف حماتي عن كلامها السئ كانت تردد دائما كلما رأتني عائدة من عملي بصحبة اطفالي المقيدون في تلك الحضانة القريبة من عملي “انا مش عارفة ازاي واحدة زيك تشتغل ،ازاااي خريحة الآداب تشتغل وبنتي حببتي خريحة الحقوق متشتغلش……لا مينفعش الكلام ده انتي لازم تسيبي الشغل ده انت كبرتي “……
حاولت حماتي ان تؤثر عليّ نفسيا ، ولكنها لم تنجح ، لقد اصبحت اقوي من ذي قبل ، تعلمت القوة من افعالها ، ولم اعد اتركها تؤذيني ، ولكنها حاولت ، واستمرت بالمحاولة الي ان اهتدت لطريق حظت منه ببعض مما أرادت..
لقد اثرت علي ابنها احمد ، اسمعته من الكلمات مالا يقوي عليه احد ، دائما وعندما تراه تردد “انا عمري ما هسامحك …قلبي وربي غضبانين عليك ليوم الدين ….ده ربنا بيقول الجنة تحت اقدام الامهات ، وانت عمرك ما حاولت تراضيني ولا بتجيبلي طلبات البيت ولا حاجة….دانتوا بتقبضوا مرتبين ”
فهم احمد ما قد رميت اليه والدته ، ….انها تريد جزء اكبر من مرتبه …اوهو توقف عن منحها ذلك الجزء منذ ان قررت زوجته الاختلاط معها ؟!!! ……….ولو فهم حقيقة الامر لتعجب لذكائها ….انها خططت لاستلام الراتب باكمله ، ومن ثم تقع المسؤلية علي زوجته التي سرعان ما ستشتكي وتترك العمل ….
استسلم احمد لرغبات والدته ، التي فاجأته شيئا فشيئا بخطتها التي لم يدركها منذ البداية ، وبسبب تلك الخطة اهمل احمد شئون منزله وأولاده ، وعندما استاءت زوجته رد قائلا :”انا عارف ي ستي عمايل امي الوحشة ، وهي وحشة ، بس دي امي …اامي ، يعني من غيرها مش هدخل الجنة ، اعمل اية ”
هل اتحمل مرة ثانية ؟!! ، هل اترك ابنائي بدون حمايةمستقبلهم ؟!!..ان راتبي لا يكفي الطعام ..تكاليف الحضانة ، ومصاريف الاطفال …ساحاول معه ، وافهمه ، فعليه ان يعطيها جزء وانا جزء …..هذا عدل ..ولكن ما فعله احمد لم يكن عدلا ولا يرضي الله ، كان يقدم لي شهرا وشهرا لا ..وهذا ما جعلني اقسو عليه قائله “هي امك وانا مراتك ، ودول..دول عيااالك “…كان يحاول الالتزام ولكنها كانت قاسية شريرة …..
ودعنا بسمة بالدعاء ،لقد قرر زوجها اصطحابها الي اشهر مراكز الحقن المجهري بعدما فشلت ادوية الاطباء ، كان الجميع يدعو لبسمة الا حماتي كانت تردد “انا بنتي هتجيب اربع ولاد مرة واحدة ، اهو الحقن المجهري كويس مش هتتعب من كتر الحمل ، هي هتجبهم مرة واحدة “…..جاءت بسمة لبيت ابيها طلبا للراحة ، ولكن لم يشاء الله ان يرزقها بابناء ، …عاودت اجرء العملية ولكن بدون فائدة….
…..كم اشفق عليك ي بسمة واتمني ان يرزقك الله قريبا ، اتمني ان يعوضها الله قريبا علي صبرها هذا ….فأنا احبها ولا ارضي لها ذلك ……كم اتمني ان تحتضن اولادها وتجلب لهم الالعاب والهدايا كما تفعل مع ابنائي ….اما عن حماتي فلتدعوا لها الله بالهداية
اما عني فانا اصبحت اجيد التعامل مع حماتي ، التي لم تعد تتجرأ عليّ ، ولكني اعاني من شئ آخر …..سلفتي الجديدة تتوعدني ودائما ما تحاول اغضابي …..انها ببساطة تغااار مني .
تمت
تابعوا…. حكايتي غريبه شويه بس واقعية الجزء الأول
.
.
.
.