وعندما حضر احمد اسرع اليّ بلهفة شديدة….”مالك فية اية ؟!!…..بتبكي لية ؟!”
_اية اللي حصل الاسبوع اللي فات ي احمد….انا كنت غريبة مش كدة ؟!!
_احمد:ولا اي حاجة شوية خضة.واهم راحوا لحالهم ..وده عادي انك لسة جديدة وكده….بس خلاص انت بقيتي كويسة…
_بس انا مضايقة من تصرفات امك معاية….بحسها خايفة مني كأني عفريت…..
_خلاص انت بقيتي كويسة….اية رأيك ننزل نقعد معاها شوية…اهو تغيري جو….
_انا (بتردد وخوف…اخشي ان اكون جننت )طي ….طييب……هو…هو…هو انا اغمي عليا يوم الصباحية….ها..
_ايوة ي ستي…وبقيتي كويسة علي طول..
_انا(وقد قل خوفي شيئا ما ) : طيب شوقية اختك كانت هنا..صح ، والدكتورة كشفت عليها ، كانت شاكة انها حامل… صح ، وبسمة…بسمة اختك جاتلي تاني يوم…و……
_احمد (قاطعني..بابتسامة علي وجهه): ايوة ي ستي كل ده حصل….انت كويسة..متخافيش……وبعدين انا حاسس ان اللي حصلك ده كله من ورايه انا ، لما عزمتهم ….بس ……و……بس انا مقدرتش اشوفك تعبانة..و…و….ومش هسمح بحاجة ذي دي تحصل تاني…..
_انا(والسعادة تملأني…ليس فقط من رد فعل احمد ولكن ايضا لان ه كشف لي الحقيقة التي ظننتها خيال : طيب ي احمد….ثانية اجهز واجي معاك.
ذهبت مع احمد وقضينا وقت لطيفا في الهواء الطلق ، تحدثت الي حماتي وبسمة وكانت الامور جيدة….مرت الايام سريعا لقد اتممت شهرا في بيت زوجي ، لم اجد من حماتي او ابنائها ما يزعحني ….ودعت زوجي بدموعي المتساقطة ، لقد تركني وذهب الي عمله بالخارج ، ومن يومها وقد قررت ان اقضي معظم وقتي مع حماتي وبسمة ، كنت اذهب اليهم بعد تناول الفطور ، نجلس ونتحدث ، الي ان نجهز للغداء ، ومن ثم اصعد الي شقتي ارتبها ، وافعل اللازم ، وسرعان ما اذهب اليهم لاتولي امر العشاء…………
.
.
مرت الايام ، وما كنت اشكو من شيء الا شيء واحد..واحد فقط…وهو وضع الكثير من التوابل الحارة في الطعام ، علي الرغم اني استبعدها اثناء طهوي ، ولكن حماتي وبسمة يضعناها في الطعام حالما ادير ظهري ، واتفاجأ بذلك اثناء وضع الطعام
……..لم تعد معدتي تحتمل هذه التوابل الحارة ، وكنت اناشد بسمة بعدم اكثار الفلفل والشطة في الطعام ، ولكن بدون جدوي…..لا بأس سأطهو في شقتي ما يحلو لي…….
في احدي الايام واثناء تنظيفي للمنزل….وبعدما انتهيت من ترتيب الشقة باكملها ، وضعت الملابس في الغسالة (كنت استخدم غسالة نص اوتوماتيك) ، ذهبت لنشر ما قد اصبح نظيفا من الملابس ، وبعدما انتهيت وبينما اخرح من الباكونة تجاة الصالة ، وجدت شيئا غريبا ، شئ جعلني لا اقوي علي الحركة او الكلام…..لا اظن ما اراه حقيقيا….صمت بعض الوقت بلا حراك ، ولكن الصوت احضرني من خيالي….هذا حقيقي…ما يحدث الان حقيقيا……انه…
انها بسمة ، وقد اخرجت ملابسي من الغسالة ، وامامها جبل من الملابس ، انها ملابس منزلهم باكمله…..قالت وهي تنظر لي بقوة…..
_بسمة :في اية ؟!!…..هغسل هدوم امي وابوية الاول ، وبعدين لبسك في الاخر
.
.
لم استطع فعل شئ ، وما كان مني الا ان اتركها تكمل ما قد بدأته ، ظلت علي حالها هذا الي اذان المغرب…..بينما افكر انا في امرها ، كيف تجرؤ وتفتح باب شقتي بدون استئذان ؟’!!…نعم كنت اضع المفتاح من الخارج….ولكن كيف تفعل ذلك ؟؟!!..ثم لماذا لم تخبرني انها جاءت!!،..لماذا لم تخبرني انها تريد ان تغسل بغسالتي؟!……لم اكن سارفض ذلك ، ولكن لما اخرجت ملابسي قبل اتمام غسلهم…….اوه….ماذا يحدث!!
.
ذهبنا انا وبسمة سويا لاعداد العشاء…..وبعدما انتهيت ، حدثت احمد علي الهاتف…
.
.
انا:اريك ي احمد..عامل اية
_انا الحمد لله كويس ، والشغل كويس ، وكل حاجة تمام….مالك حاسك غريبة..فية حاجة مضيقاكي ؟!
.
.
_ايوة ي احمد…تعرف اختك بسمة عملت اية النهاردة….فتحت باب الشقة ودخلت من غير م تستأذت..و…
_(قاطعني احمد قائلا ):. ما يمكن فضلت ترن وتخبط وانتي اللي مسمعتيش…
.
.
_استني بس…دي كمان طلعت هدومي من الغسابة ، من غير ما تقولي ، وقالتلي…هغسل هدوم امي وابوية الاول ، وهدومك في الاخر خالص
_ي ستي م تلقاهم اتغسلوا….وهي حاولت تساعدك وطلعتهم….و……و……….
_بس ي احمد دي كانت تكلمني وحش
_مش عارف اقولك اية الصراحة انا اللي عندي قولته…ربنا يكون في عونك……..المهم انتي كويسة ؟’
_انا كويسة ي احمد…
وبعدما اغلقت الهاتف مع احمد….ايقنت انه قد قدم لي ما في استطاعته ، وهذا كل ما يستطيع تقديمه لي……….اعذرك حبيبي….اعذرك جدا ، فكيف لرجل ان يفهم افعال النساء ، يبدو انها حرب ، وليست كأي حرب انها حرب نسائية……..
.
ما هذا الذي افكر فيه ؟! من اين لي بهذا الشر!! وكيف استطعت التفكير في مثل هذه الكلمة!!
كيف لي ان اكون بطلة حرب مع هؤلاء!!…لم يكن ما فعلته بسمة بالموقف الخطير الذي يستدعي هذا التفكير !!……ربما حاولت الطرق ولكني لم اسمعها! ، ولكن ماذا عن اسلوبها معي ؟!…….لا يهمني ذلك الاهم ان احمد يعزني ويقدرني…….
يااااااه ، لقد نسيت لقد اخبرني احمد انه قادم بعد غد ، الحمد لله ستكون الامور علي ما يرام ، لان احمد سيكون معي……..اوووه…….كم اشتقت اليه.
.
مر اليومان سريعا ، وجاء احمد ، استقبلناه جميعا ، لقد احضر الكثير من الفواكه…..موز…تفاح…..جوافة..وبينما انشغلنا انا واحمد بالتحدث الي بعضنا بعض…..كنت اسأله كيف هي صحته؟!…..وكان يسألني كيف هي احوالي؟!….
..كانت بسمة تحمل اكياس الفاكهه للداخل ، لم تبقي اي شئ لنا ، وهنا تدخلت حماتي موبخة ايها علي فعلتها هذه…..
_ازاي ي بسمة تنسي اخوك ومراته ، مجبتلهمش نصيبهم ليه ؟
_مليش دعوة ي ماما….اهو كل حاجة جوة اللي عايز يروح ياخد لوحده….
.
_عيب عليك…دا مهما كان دا اخوكي ومراته ، وسعي كده ، وسعي
دخلت حماتي حيث وضعت بسمة اكياس الفاكهة ، وخرجت وهي تحمل نصيبنا منها لناخذه معنا قبل صعودنا…..لم استطع وحدي حمل ما قدمته لي حماتي ، فتشاركنا انا واحمد لفعل ذلك……لقد امسكت انا التفاح، والموز….بينما امسك احمد الجوافة ….اوه كم تبدو حماتي كريمة!!!
لقد اعطتنا نصيبنا من الفاكةه قائلة “اهو عشان لسة عرسان جداد ”
اخذنا نصيبنا وصعدنا الي شقتنا ، وما ان ذهب احمد ليغسل وجهه ، انتظرته وانا اككل موز…كم كان جميلا
لقد تأخر بعض الشئ…ها لقد انتهي احمد…..وما ان دخل الغرفة توجه اليّ بغضب شديد قائلا
_حرام عليكي..ليه عملتي كدة ؟!
_اعملك اية يعني!!….خلاص متزعلش…والله مكنتش اقصد….
_اوعي كدة ي شيخة
ظللت انا واحمد نتشاجر قرابة الساعة ، واخيرااا وجدت الحل الذي يرضيه…..
_معلش ي احمد الموز كان طعمه حلو قوي…معلش ي حبيبي….خد تفاح ، انا هسبلك التفاح كله ..
_حرام عليكي…دانا كنت هموت علي الموز….كده…كده تخلصيه كله
_معلش…والله غصب عني…..بقولك اية م تروح تجيب من عند امك….م انت جايب كتير قوي
_ياااه ……وفاكرة دي حاجة سهلة…اوي كدة ي طفسة…انت ازاااي تخلصي الموز كله…ازززااااي
_معلش ي حبيبي…انا بحب الموز قووووي…..خلاص متزعلش…….
.
حاولت تهدئة احمد ولكن بدون فائدة ،….ولكن اظن ان المخطئ في الموضوع هي حماتي ولست انا……..ساسرد لكم ولتحكموا بالعدل….وبعدما وبخت حماتي بسمة علي فعلتها ،واعطتنا من كل الانواع ، ولكني اعشق الموز ، لذلك لم ااكل سوا واضطررت الي ان ااكل نصيب احمد بدون شفقة ولا رحمة ….
ولكني اريد المزيد ، واحمد لا يريد الذهاب لوالدته ويطلب منها ، وها هو لم يتوقف عن توبيخي…..لقد فعلت حماتي ما في وسعها واعطتنا زوج من كل نوع ؛ موزتين ، جوافتين ، وتفاحتين………لم اكن اريد ان نتشاجر لاي سبب ولكن من السبب الحقيقي وراء هذا الشجار… ……هل يستحق ما فعلته كل ذلك ؟! ام ان احمد يريد الشجار ؟!………
قصة بيت زوجي. الجزء الخامس
.
.
.
.