كانت المرة الثانية التي افقد فيها وعيي….الذي سرعان ما عاد اليّ ولكني لم اجد ما رأيته…… تفاجأت بأحمد يفتح باب الشقة ، وما ان رأيته حتي تملكني الفزع والخوف فصرخت فيه بصوت عالي….
_انت كنت فين ؟!
_انا نزلت اشوف ماما وبسمة ، انت كويسة ؟!مالك حاسة باية ؟!….انت تعبتي تاني…
_ااااانا…..اااااانا…..انااا..مش….مشش…مش عارفة…انا…شف…ششششفت….شفت (لم استطع الكلام والافصاح عما رأيته ، وذهول احمد وخوفه عليّّّ زاد الامور تعقيدا )
_خلاص ارتاحي..
ساعدني علي النهوض ، وجلست علي سريري كنت خائفة..انظر هنا وهناك ، اقترب مني حينها وقال :
_متخافيش…لية الخوف ده كله انا جمبك اهو ومش هسيبك….هجبلك مية تشربي.
_لاا..لا ي احمد متسبنيش لوحدي….انا خايفة انا شفتك…..شفتك….كنت………..وبعدين فتحت باب الشقة….اانا…………
احتضنني حينها وعيناه مليئة بالاسي والخوف عليّ وقال ….ّ خلاص اهدي…
.
.
نظرة عيناه المليئة بالاسي والخوف عليّ…جعلتني اشعر اني كنت في حلم…لا بل كابوس….وبعد فترة ليست بالوجيزة هدأت وشعرت بالامان ، وذهب احمد ليحضر أمه واخته ليعتنوا بي الي حين عودته…..جاءت حماتي بصحبة ابنتها بسمة وشوقية…..
_حماتي :الف سلامة عليكي ي بنتي….دي عين والله ، عين وصابتك ، عروسة حلوة وذي القمر ذيك لازم تتحسد
_بسمة :اسم الله عليكي ي مرات اخويا….
_شوقية : الف سلامة ان شاء الله عدوينك….
_بسمة: احمد بيقول انك تعبتي فجأة……
.
.
_شوقية: لا اا بس انت احسن من المرة اللي فاتت….كنت تعبانة قوي ، كنتي تتحركي ومش حاسة بنفسك ، وانا فضلت مسكاكي عشان الدكتورة تعرف تشوفك……..وسعي يلا انا هجي امسكك واقعد جمبك ، عشان تخفي بسرعة.
.
جلست شوقية بجواري ، ممسكة اياي ، وظلت ترتب علي كتفي ، بينما في نفس الوقت دخلت بسمة ومعها حماتي لاعداد طعام لي
.
.
..وبعد وقت قصير عاد احمد حاملا معه حبوب مهدأة ، لقد سرد حالتي للطبيب الصيدلي ، اخذت الدواء ، واستيقظت عصرا ، كنت بوضع جيد وكأن شئ لم يكن……احضر لي احمد كوب عصير وما ان انهيته ، سألته مستفسرة عما حدث…
_انا: احمد انت ازاي كنت هنا وتحت ؟!
.
.
_احمد :الحمد لله اهو قدرتي تتكلمي..انا كدة اطمنت عليكي…….ثم عقب مستكملا…..شوفي ي ستي انا كنت في الاوضة باخد منها الموبايل وانتي اول م شوفتيني فضلتي تصرخي ، ووقعتي علي الارض لما جريت عليكي
_انا (مقاطعة احمد ) : بس انا اول ما فوقت ملقتش حد…، وبعدين لقيتك داخل من بره.
.
.
_احمد :ي حبيبتي اول م وقعتي حاولت افوقك بس انت كنت تعبانة قوي…خوفت عليكي…نزلت اشوف ماما وبسمة استنجد بيهم……..بس مقدرتش اسيبك نايت عليهم من ع السلم…وجريت اشوفك لقيتك فوقتي….وصرختي لما شوفتيني
_انا :انا اتخضيت منك…..بس انا كويسة دلوقتي
انا مع نفسي (آن الاوان اني اعرف موضوع شوقية…وازاي تكشف في شقتي …وموضوع بسمة….ازاي يجيبها اوضتي ): صحيح ي احمد……..
وما ان بدأت في عرض الحديث علي احمد اذ بهاتفي الجوال يدق انها امي…….
_ماما :ازيك ي بنتي عاملة.
_انا الحمد لله كويسة ي ماما
_ماما : انا رنيت عليكي بعد الضهر…كن….
انا :(قطعت حديثها ):رنيتي كتير…معلش ي ماما انا كنت تعبانة
_ماما :تعبانة مالك؟!..في اية ؟!
_انا : اغمي عليّ النهاردة….
_ماما : ي حببتي الف سلامة عليكي…انا هجي اشوفك بعد المغرب
_انا :متقلقيش ي ماما…دانا اتخضيت من احمد ، وبقيت كويسة دلوقتي
_ماما: سلامتك ي بنتي هجي اشوفك…سلام
وبعدما اغلقت الهاتف مع امي طلب احمد ان نذهب عند والدته ، لاغير جو وتتحسن صحتي ، ذهبت معه وكانت الامور جيدة ، استقبلنا الجميع بفرحة وقدمت لنا بسمة التفاح والعصير…….
وهنا امسك احمد بتفاحة وبادلني اياها بعدما اخذ منها قطعة…فما كان مني الا ان ادير التفاحة وتكون قطمتي من الجهة الاخر…….لم ييأس احمد كرر ذلك عدة مرات ، ولكن لم يختلف رد فعلي في ايا منها ، كنت ادير التفاحة وااكل من القطعة السليمة…..لاني أؤمن بانتقال الامراض…….كنت ابتسم في كل مرة بينما غضب احمد في اخر مرة ، ويبدو انه يئس من اتمام هذه اللحظة ، مما جعله يتوقف عن فعلته وياكل التفاحة بدون مبادلتها لي ….لقد فعلت كل ما استطيع تقديمه….
وبعد هذا الموقف الرومانسي العظيم ، الذي تبادلنا فيه النظرات ، والتفاح…تغيرت نفسيتي فعلا ، جلسنا نتحدث ونضحك الي آذان المغرب
، وهنا ههمت الي شقتي لاأخذ دش واستعد لزيارة امي لي وعدني احمد انه سيلحقني بدقائق …..دخلت الحمام وبينما يسيل الماء علي جسدي ، انتابني الفرع والخوف….من هذاالشعور الذي راودني ….وبينما انظر للخلف صرخت بصوت عالي مما رأيت…ولم اشعر بشيء بعدها…..وكانت المرة الثالثة التي افقد فيها وعييّ……
مر اسبوع وانا بحالة غريبة….اسبوع بأكملة اتنقل فيه بين حالات الوعي واللاوعي ؛ اتصرف معهم ، تارة ادرك وتارة يذكرورنني…ولكني لا اتذكر…..اسبوع باكمله اعاني مزيج من الهلوسة والهذيان……نعم ، لم تكن المرة الثالثة التي افقد فيها وعييّ كالمرتين الاخرتين ، بل كانت مرة ، قاسية …….
.
وبعد مرور اسبوع عادت اليّ الحياة ، نعم..انا الان اشعر بكل تصرفاتي ، ولكن توقفت ذاكرتي عند تلك اللحظة التي كنت استعد فيها لزيارة والدتي…سرد لي الجميع ما مررت به في هذا الاسبوع………اليكم ما قد حدث بدون وعيّ مني :
اتذكر ذلك اليوم جيدا ، اتذكر تلك اللحظة التي رأيت فيها ذاك الشئ،…..لقد رأيت يد شخص ما تقترب…تقترب وما ان اقتربت مني حتي امسكت بكتفي….لم اشعر بشيء بعدها ، ولم اعرف ماذا حدث……….لقد تعالي صوت صراخي ، مما جعل احمد يسرع اليّ ، وجدت نفسي بحجرتي ، كنت بحالة اا يرثي لها…كنت اتمتم بكلمات غريبة…”ابعدوه عني….انه هناك…يحاول الاقتراب “…وغيرها كثيرا من الكلمات التي لم يفهمها الجميع….. تم احضار شيخ بلدتنا ليقرأ عليّ القران الكريم ، لقد جاء وشخص حالتي بالخوف الشديد…ومما قاله الشيخ عني “حاجة خوفتها قوي…واللي عمل فيها كدة انها صرخت في الحمام “………هكذا كل ما نقله لي احمد زوجي
.
مرت الايام ولم اجد من حماتي او اي من ابنائها ما يزعجني….اشعر بشيء غريب ، حماتي لم تعد تحدثني كما السابق…اشعر بانها تتجنبني….وبسمة ايضا ، لم تعد تزورنا كما اعتادت…..مر ثلاث اسابيع علي هذه الحالة…مما جعلني ألجأ لامي…نعم لقد خشيت ان يدبروا لي شئ بدون علمي، وسرت لها كل ما في جعبتي …….
_انا :الو ايوة ي ماما انا حاسة ان حماتي غريبة…مش ذي الاول
_ماما :ازاي…. يعني بتحاول تضايقك ؟!
_لا ي ماما دي بقت كويسة ، ومبتحبش تزعلني…يعني لما نتكلم واقول حاجة مش عجباها بتسكت وبتبصلي باستغراب……بحسها خايفة مني
_ماما :ههههههههههه ، وتخاف منك ليه…هي بس تلاقيها مش عايزة تزعلك
انا:لا ي ماما انا حماتي مفترية مبتخفش ، دي اول م عزمتها اول يوم كانت ناقصه تطردني من بيتي ، والا بنتها بسمة…….دي كانت تدخل وتطلع ذي م تكون شقتها……….
_ماما(قاطعتني قائلة ): بس مش دلوقتي بقيوا كويسين…خلاص……..بس انك جديدة وعلي الاول تلاقيكي مش عارفاهم كويس
_انا (بغيظ شديد من عدم تصديق امي لي ): طب علي فكرة دول كانوا وحشين معايا يوم الصباحية ، ومن عمايلهم اغمي عليّ ، ……………………
.
كانت امي متعاطفة معي ، وعلي وشك ان تصدق ما اقوله الي ان ذكرت ما حدث شوقية…………..
_انا :وتعرفي جابوا الدكتورة تشوف شوقية ،…وقالوا انها عروسة ملهاش شهرين….و..
_ماما (قاطعتني امي )…..”طب ي بنتي ، م ممكن يكون حلم ، او تخيلات انت مش كنت تعبانة ومغمي عليكي……….طب انت فاكرة عملتي اية لما جيت اشوفك ؟!”………
_انا (باستغراب،):عملت اية ؟!
_ماما:انا جيت اشوفك ، لقيتك علي سريرك وكلهم حواليكي…حماتك…وبناتها .واحمد و اخواته…..كنت نايمة علي السرير ، واول م فتحتي عيونك ، سألناكي عاملة اية ، قولتي انا كويسة..
وبعدين كنت تقولي كلام غريب……”هيجننوني…..لااا انا هاخد حقي بنفسي…..بس عايزة سلاح…..هات.هاات السكينة دي “…..قولنا لازم نجيب شيخ يشوفك……وقبل م يجي الشيخ قمتي وحكيتي معانا ،ودخلتي المطبخ جبتلنا عصير…وبعدين نمت علي السرير…واتكلمتي كلام غريب…..وبعدين قمت من مكانك ، عيونك كان شكلها غررريب ، مفتوحة قوي وثابتة ، فضلتي تتمشي ذي الانسان الآلي….وفجاءة مسكتي حماتك وقولتي كلام غريب
_انا (بحزن شديد علي نفسي..لاني لا استطيع ان اتذكر اي شئ من هذا ):قولتها اية ي ماما ؟!
_ماما: انتوا ي عيلة معفنة ، متربتش ، انتوا….كلهم…كلهم…مش كويسين….بكرهم كلهم ، وشاورتي عليهم واحد واحد…ولسة ماسكة في حماتك….وقولتليها…انا هقتلك. هموتك ، ومحدش هيعرف…..بكرهم كلهم…..وهوريهم….لا لااا
وما ان سمعت حماتي هذه الكلمات ، خرجت مهرولة…تتفوة قائلة………
“ده عفريت…..العفريت هيموتني….بعدوه عني….هاتوا الشيخ بسرعة….قبل ما العفريت يأذيني ”
ومنذ تلك اللحظة تخشي حماتي ان انتقم منها وتخافني…….وتمنع ابنائها من التردد كثيرا الي شقتي ، وحتي بسمة………..
…..وما ان اغلقت الهاتف مع امي ، بدأت اتخيل ما حدث في اول يومين….هل ما حدث حقيقيا ، ام ان ما حسبته حقيقة ، كان خيالا….وماذا عن امر شوقية ، وبسمة……هل جاءت بسمة الي هنا في يوم صبحيتي صباحا باكرا…..انا اتذكر ذلك جيدا…..، نعم…وفي هذا اليوم عزمتهم علي الغداء …..هل سقطت مغشية علي الارض بعدها…..ثم ماذا…ماذا عن امر شوقية..هل هي كانت هنا تكشف؟!..ام ان عقلي اخترع حوارا مع نفسه…، ام ان كل ذلك تهيؤات ، وخيالات….لا انكر ان امي لم تصفني بالمجنونة ، واخبرتني انه شيء عادي دائما ما يحدث للعروس الجديد…….ولكن انا اتذكر تلك اليد التي اقتربت مني…………لم استطع التحمل يكفي هذا…..سافهم كل شئ حينما يعود احمد…لقد تركني لكي اتحدث بحريتي مع والدتي…ولكني احتاجه الان………
امسكت بهاتفي لاطلبه ، ويأتي اليّ سريعا…
_انا:الو ي احمد انت فين..
_احمد :مالك في اية ؟!..انتي بتبكي ؟!
_انا:تعالي بسرعة ي احمد
_احمد (بخوف شديد )حاضر..حاضر
وعندما حضر احمد فهمت كل شيء……………
قصة بيت زوجي. الجزء الرابع
.
.
.
.