.
.
.
.
البكاء لا يتوقف على الدكتور ولاء زايد، الشهير بـ«صيدلاني حلوان»، هنا أسرته أمام مشرحة زينهم بالقاهرة في انتظار تسلم جثمانه بعد 4 أيام من سقوطه من شرفة شقته بالطابق الـ5، وهناك أهالي بلدته في منوف بالمنوفية يتسلمون الجثمان ليوارى الثرى، بينما كانت زوجته الأولى ووالدها وشقيقاها و3 من أصدقائهم بـ«الكلابشات» يُعرضون على قاضي المعارضات والذي أمر بمد فترة الحبس الاحتياطي لهم
15 يومًا على ذمة الاتهامات التي تجريها النيابة العامة بشأن اتهامهم بـ«استعراض القوة والتلويح بالعنف، والتهديد بهما، واستخدامهما ضد الصيدلي المجني عليه بقصد ترويعه وتخويفه بإلحاق الأذى به والتأثير في إرادته؛ لفرض السطوة عليه وإرغامه على القيام بعمل، وكان من شأن ذلك الفعل والتهديد إلقاء الرعب في نفس المجني عليه وتكدير سكينته
وطمأنينته وتعريض حياته وسلامته للخطر، فضلًا عن حجزهم المجني عليه دون وجه حق وتعذيبه بدنيًا؛ على إثر خلافات بينهم وبين المجني عليه تطورت إلى ارتكابهم تلك الجرائم في حقه، وانتهت بسقوطه من شرفة مسكنه ووفاته»، وفق
«تسلموا الجثمان من مشرحة زينهم».. تلقى «باسم»، شقيق «صيدلي حلوان»، بفرح ممزوج بحزنِ بالغ، «إحنا بقى لنا أيام بالشارع مش عارفين ندفن»، رفع هاتفه واتصل على والدته التي أكلها القلق ولم تذق عيناها النوم: «خلاص اطمئني يا حاجة مجرد وقت وهنجيب جثمان أخويا وهنيجي البلد».
عائلة «ولاء»، ما إن وصلوا إلى المشرحة حتى وجدوا عددا من أصدقاء المجني عليه، ممن كانوا يعملون معه في السعودية في انتظارهم، أحضروا له خصيصًا «ماء زمزم» يُغسّل به بعد الانتهاء من إجراءات التشريح.
وصلت طبيبة من مصلحة الطب الشرعي، ما إن رأها ابن شقيقة «ولاء» حتى انهار في البكاء، وكان يسأل: «ينفع خالي يتدفن من غير ما يتشرح؟»، تهدئه الطبيبة الشابة وتقول لها: «علشان حقه ييجي، لازم نعرف مات إزاي؟»، يداري عيناه ويجهش بصوتِ عالِ: «يا قلبي يا خالي».
اللحظة القاسية على أسرة «ولاء» حانت، وصلت سيارة الإسعاف التي تحمل الجثمان، يحاول الجميع سؤال الطبيبة: «إيه أسباب الوفاة؟».. لا تجب عليهم لكنها تؤكد: «التقرير النيابة تتسلمه وبيظهر بعد فترة»، تمضى السيارة بالجثمان، ووالدة المجني عليه تتصل على أبنائها، تصرخ فيهم: «جايين بأخوكم ولا لأ؟!»، يقولون: «خلاص العربية تحركت»، كأنها تعاتب ابنها الضحية: «قلت لك تعاللي يوم وفاتك ياريتك جيت قلت لي: ميعاد الطائرة خلاص قرب.. وداعك حزين يا ابني وسافرت بعيد عنى».
سيارة أمن مركزى ومأمورية من ضباط المباحث وأمناء الشرطة كانت تسير خلف «الإسعاف» لحين وصولها إلى مقابر عائلة الدكتور «ولاء».
كان سمير على، ونشأت عبدالعليم، محاميا أسرة المجنى عليه، يقفان أمام عدسات ممثلي وسائل الإعلام، يؤكد «ولاء مرماش نفسه من البلكونة»، ويشرحان «بيان النيابة العامة أكد سقوطه- وهذا ليس معناه انتحاره، والمتهمون وُجه لهم ارتكاب جرائم البلطجة بكل أنواعها من تعذيب وترويع وإكراه».
«عبدالعليم»، يقول: «هناك فيديو يوثق عملية التعذيب والإكراه، اكُتشف أنه بحوزة أحد المتهمين، والنيابة شغالة عليه»، ليشير إلى صحة رواية الطفل «يونس»- 5 سنوات- ابن الضحية، وقوله: «بابا اتضرب واترمى من فوق»، وأن الجيران «خبطوا لما ولاء كتب على جروب الواتساب الخاص بالسكان إن فيه بلطجية يعتدون عليه، وحما المتهم قال لهم: (دي خلافات عائلية) وطرد إياهم».
جدل كبير أُثير حول سقوط «ولاء» من الشرفة بملابس «كاجوال» وبحوزته مبلغ مالي نحو ألف دولار، فيما قالت أسرته إن المتهمين دخلوا عليه الشقة أثناء نومه وقالت زوجته المتهمة: «جبت أهلي علشان هو سرق مني 25 ألف جنيه»، يشرح محاميا الضحية: «وارد إنهم قالوا له: البس هدوم وهنخرج تحت الإكراه، لأنهم اتصلوا على مراته التانية التي تزوجها قبل أسبوع، وأجبروه يطلقها ويطلق مراته المتهمة في مشهد عبثي، ودليل سقوطه بأموال يثبت كذب رواية سرقته مبالغ مالية من المتهمة».
.
.
المحاميان أشارا إلى أن «ولاء» يوم الواقعة كان مسافرًا لعمله بالسعودية واستدرجته زوجته الأولى لمسكنهما في حلوان، إذ كان في منزل عائلته بالمنوفية بعد زواجه من إحدى السيدات قبل أيام، وقالت له: «تعالى عاوزين نتفاهم وندفع فلوس المدرسة لابننا»، استجاب وكان المتهمون قد أعدوا مخططهم الشيطاني، ويلفتان إلى أن «الصيدلي كان طلق مراته الأولى مرتين، لأنها رافضة تعيش معاه بالسعودية، وحياتهما غير مستقرة، وعلى طول بينهما خلافات».
اعترافات زوجة «صيدلي حلوان» وأسرتها
مجمع محاكم ونيابات حلوان الجزئية شهد إجراءات أمنية مشدّدة، وصلت زوجة «ولاء» ووالدها- طبيب عيون- وشقيقاها- طالبان بكلية طب- وأصدقاؤهما الـ3، كان الأهالي يشيرون إليهم: «دول قتلة الصيدلي»، بعضهم كان يسبّ الزوجة المتهمة ويصفها بأنها «لا تستحق النعم اللي فيها»، وآخرون يندهشون من دوافع الجريمة ومرتكبيها: «إزاي ناس دكاترة يعملوا الكلام دا، ولو تزوج عليها كانت اتطلقت».
[sc name=”extra-ad1″ ][/sc]
أمام قاضي المعارضات- اعترف المتهمون بـ «فوجئنا بسماع ارتطام المتوفى بعد سقوطه من شرفة المسكن عقب مشاجرتنا معه»، وقالوا: «إحنا طلبنا من ولاء يطلق مراته الثانية واستجاب لنا».
[sc name=”extra-ad2″ ][/sc]
محاميا «ولاء»، يشيران إلى كذب الرواية، ويقولان: «لو رمى نفسه كانوا نزلوا يطمئنوا عليه، دول نزلوا حسب كاميرات المراقبة بعد ساعة وثلث، أو كانوا على الأقل يمنعونه من السقوط».
القاضي يصدر قراره بمد فترة الحبس الاحتياطي 15 يومًا، ليعود المتهمون إلى مقر حبسهم.
الطفل «يونس» قررت النيابة العامة تسليمه لجدته لأبيه
.
.
وسط حالة من البكاء والحزن، شيع الآلاف من الأهالي بقرية منشأة سلطان التابعة لمركز منوف، جنازة ولاء زايد، واتشحت قريته بالسواد، وردد الأهالي: «لا إله إلا الله»، مطالبين بالقصاص القانوني العاجل.
[
قبل وصول الجثمان، قالت «سارة»، شقيقة الضحية التي استغاث بها قبل مصرعه، وقال لها عبر رسالة على «الواتساب»: «عندي بلطجية عاوزيني أطلقها»، «غدروا بيك يا حتة من قلبي ويا نور عيني، غدروا بيك وحرقوا قلبنا عليك يا حبيبي»، في إشارة منها لأفعال زوجة صيدلي حلوان وأسرتها، مرددةً: «في الجنة ونعيمها يا روح قلبي».