روايه : اليتيمة
Amera khaled ✨?
كانت سلمي تنظر لها بصدمه غير مستوعبه : يعني ايه حامل، طب ازاى انا كنت عامله حسابي كويس اوي.
الممرضه : هو انتي مش متجوزة يا مدام
سلمي : هاااا، اه، اه بس اصلي كنت عامله حسابي اني مخلفش الفترة دي يعني و كده
الممرضه : يا مدام دي الارزاق بتاعت ربنا، امال هو فين ؟
سلمي : هو مين ؟
الممرضه : جوزك يا مدام مجاش ليه يشوفك
سلمى : سافر …. سافر امبارح شغل بقا و كده
الممرضه : ربنا معاه، طيب انتي دلوقتي تقدرى تمشي و تروحي تدفعي المصاريف عند الاستقبال تحت
.
.
سلمي بخضه : مصاريف ايه ؟
الممرضه : مصاريف علاجك يا مدام انتي قضيتي هنا تقريبا تسع ساعات بعد ما جيتي انتي و الاستاذ اللي عمل حادثه
سلمي : حادثة، حادثه ايه ؟!
الممرضه : الحادثه اللي حصلت امبارح لما عربيه اتقلبت علشان يتفاداكي بعد ما وقعتي اغمي عليك في الشارع في طريق العربيات
سلمي بخضه : ايه يتفاداني و انا وقعت في الشارع، هو الاستاذ اللي عمل حادثه ده كان بسببي انا بسبب اني وقعت في الشارع في الطريق
.
.
الممرضه : ايوة يا مدام هو تفاداكي و بعد عن مسارك و راحت العربيه بتاعته اتقلبت في الطريق و هو ياعيني دلوقتي في العنايه المركزه ادعيله يقوم بالسلامة
سلمي : طب هو مفيش اي حد جاء إليه أو حتي ليا
.
.
الممرضه : و لا انتي و لا هو، كأن محدش ليكم يسأل عليكم
سلمي بحزن : عندك حق هو فعلا محدش ليا يسأل عليا، طب انا عايزة اشوفه ممكن ؟
.
.
الممرضه : تشوفيه ازاى يا مدام بقولك في العناية المركزة دلوقتى
سلمي : طب يعني هو هيكون كويس و لا ايه اللي هيحصله
.
.
الممرضه : الله اعلم، ان شاء الله يقوم بخير أن شاء الله
خرجت الممرضه من غرفه سلمي، فأستغلت سلمي فرصه ذهابها و خلعت جميع الأجهزة الطبيه المتصلة بها و المحاليل حتي أن يديها قد تأذت من بعد أن خلعت حقنه المحلول من يديها، ذهبت سلمي من الغرفه ببطء حتي لا يلاحظها أحد، و ما أن وصلت علي باب الغرفه حتي ركضت مسرعه، سمعت سلمي صوت الممرضه تنادى عليها و لكنها لم تلتفت لها و ركضت بسرعه خارج المستشفي .
في احشائها طفل تعلم جيدا من هو ابوه و لكن للاسف تعلم أيضا أن أبوه أن يرضي ابدا أن يعترف به، كانت تفكر في إجهاضه و تنزيله و لكنها فكرت قليلا ثم استعاذت بالله من الشيطان الرجيم كيف لها أن تقتل روح، و تلك الروح هى ابنها، ابنها الذى وعدها ابوها بالزواج منها آلاف المرات في كل مرة يقترب منها، متذكره كلامه و وعوده
اسلام : ما خلاص بقا يا سمسم ما قولتلك هتجوزك
سلمي : ابعد عني يا اسلام انت مش هتقرب مني غير لما نتجوز
اسلام : خلاص بقا يا سمسم، ما قولنا هتجوزك بس بس اقولك خدي اشربي العصير ده يلا.
سلمي : اكيد لا طبعا و هيكون فيه مخدر و اكيد مش هشربه
اسلام و هو يبتلع قليل من العصير : اهو يا ستي اديني شربت اهو و مفيش حاجه حصلت
سلمي : بجد يا اسلام
اسلام : يجد جدا يا روح اسلام
سلمي : مش مرتحالك
اسلام : و هو في واحده محترمه تقول لجوزها المستقبلي مش مرتحالك
سلمي : اه طبعا لما يكون قليل الادب
كانت سلمي تشرب في العصير لتثبت لاسلام أنها تثق فيه و بالفعل كان في العصير مخدر جعلها شبه واعية، و كان اسلام في كل مرة يتبع معها تلك الطريقه حتي يقترب منها، كانت سلمى تتذكر كل ذلك و هى تذرف من الدمع ما قد ظنت أن عيونها قد فاضت و ماءها قد جف
توجهت سلمي الي مكتب اسلام لتخبره بتلك المصيبه التي حلت عليها، فبالرغم من ذلك هو ابوه و عليه أن يجد لها حل مع ذلك الطفل
سلمي : انا عايزة ادخل لاسلام
السكرتيرة و هى تتذكر شكلها بنفس ملابسها البيتية كما رأتها صباحاً : مش هينفع يا فندم، مستر اسلام مش فاضي .
تركتها سلمى و اقتحمت مكتب اسلام و كانت السكرتيرة تحاول إيقافها و لكنها لم تستطع
سلمي بوجه جامد : محتاجه اتكلم معاك في موضوع ضرورى.
نظر اسلام لها شزرا و قام بأخراج كل من معه في الغرفه، اسلام : انا مش قولتلك متجيش هنا تاني يا بنت الك**
سلمي بنفس الوجه الجامد : انا حامل .
صمت اسلام مرة واحده ناظرا لها بصدمه
اسلام : أيه طب ازاى
سلمي : هو ايه ده اللي ازاى انت نسيت أنت كنت بتعمل فيا ايه ؟
اسلام : لا منستش بس انا كنت بحطلك حبوب منع الحمل مع العصير
سلمي : و اهو منفعش
اسلام : الطفل ده لازم ينزل
سلمي بصراخ : اكيد لأ، ده ابني يعني مش هقتله
اسلام : يبقي هتأخديه لوحدك يا سلمى و ربى في لوحدك في الشوارع
سلمي بحقد : انت ايه يا اخي، انت مش بني ادم يعني ابنك و مش عايز حتي تعترف بيه و لا انت خايف من ماما، يا حبيب ماما
نهض اسلام بغضب ضارباً إياها كفاً علي وجهها : اخرسي
سلمي و هي تضع يدها علي وجهها و دموع تلمع في عينيها : شوفلي حل تاني يا اسلام انا مش هينفع انزل و اموت ابني، يا اخى خليك بني ادم و لو لمرة واحده
اسلام بتفكر : موافق
سلمي بفرحه : موافق بجد هتتجوزني
اسلام برد قاطع : لأ
سلمي : ارجوك يا اسلام و انا مستعده اعيش خدامه تحت رجلك انت و امك و ابننا أن شاء الله
ضحك اسلام بخبث : مفيش جواز بس هجيبلك بيت تعيشي فيه انتي و ابني، انا بردو ماقدرش ارمي ابني في الشارع
سلمي : لا بني ادم اوى انت، طب و انا هعيش فين ؟
اسلام : هلاقيلك بيت كده تعيشي فيه لحد ما اشوف هعمل ايه معاكى
سلمى : ايوة اللي هو هتعمل ايه ؟
اسلام بصوت عالي جعل سلمي تنتفض مكانها : خلاص يا سلمي هلاقيلك شقه تقعدي فيها، يلا اقعدي استنيني برا لحد ما اخلص شغل و اشوف هتصرفلك في مكان تنامي فيه
سلمي : طب ما تخليني عايشه هنا في المكتب معاك علي جنب هنا
اسلام : قولت اطلعي برا بقا
سلمي نهضت من مكانها بحزن : حاضر
جلست سلمي خارجاً و انتظرته كثيرا حتي غفت
اسلام : سلمي يلا نمشي
استيقظت سلمي و نهضت معه و ركبوا السيارة واصلا بها الي شقه في اخر دور بدون اسانسير
كانت سلمي تتنفس بصعوبه من ذلك السلم الطويل
سلمي و هي تتنفس بصعوبه من السلم : اي…يه ده يا اس…لام ايه ده كله
اسلام : يلا خلاص قربنا
دخلوا الي الشقه لترتمي سلمي علي اول كرسي وجدته أمامها، نظر لها اسلام بشهوة
اسلام : منورة يا ام ابني .
سلمي و قد فهمت نظراته لم تجد أمامها سوى أن ابتعدت عنه لتجد بجانبها غرفه دخلتها و أغلقت الباب خلفها .
اسلام : هتروحي مني فين يا سلمي مسيرك تشربي عصيرى تاني
خرج اسلام من المنزل و سلمي في الغرفه و بدأت تبكي تذرف دمعا علي نفسها و ما وصلت إليه، طفل قادم لحياتها و هي لا تعرف ما الذى ستفعله مع والده، قررت سلمي أن تفكر في أن تحنن قلب اسلام عليها، يُمكن أن يقع في حبها كما يحدث في الروايات
خرجت سلمي من الغرفه و بدأت في تأمل هذا المنزل الذى ستجلس فيه بعد أن كانت تجلس في فيلا و تحت امرها سائق و خدم و حياة لم تحلم يوماً أن ينتهي كل هذا فى مجرد يوم، بكت سلمى و ذرفت من الدمع ما غسلها و غسل روحها، ذهبت إلى ربها، لجئت له فهو خير وكيل، اشتكته ظلم حياتها و ظلم ما تمر به، اشتكته ضعفها، بكت ضعفها، بكت انكسارها
نامت سلمى في ذلك اليوم من دون أن تأكل اى شىء، لتستيقظ شاعرة بجوع يقرص معدتها، ذهبت لتبحث عن الطعام في ثلاجتها فلم تجد اي شىء لتأكله
بعد نصف ساعه وجدت سلمي أحد يفتح عليها الباب توجهت سلمي علي الباب لتتفحص اسلام و هو يفتح الباب، لتجده شخص آخر غير اسلام
سلمي : ايه ده انت مين ؟
الشخص : انتي اللي مين و بتعملي ايه في بيتي هنا
سلمي : نعم، بيتك ازاى يعني ده بيت اسلام جوزى
الشخص : جوزك !!
و ماله !
نظرت سلمي له بخضه لتجده يقترب منها، حاولت سلمي ايجاد اي مكان لها لتهرب فيه، لم تجد أمامها سوى الحمام لتختبئ به
الشخص : تعالي يا موزة بس ده انا هشربك عصير حلو اوي …..
قصة اليتيمة. الجزء الثالث
.
.
.
.