خالى : دلوقتى انا عايزكم تسكتوا بقى و تسمعوا منى المفيد
ردوا كلهم فى نفس واحد : وايه هو بقى المفيد
خالى : المفيد هو اننا نتصرف وبسرعه قبل ابوكم مايتهبل ويكتب للبت دى حاجه باسمها ولا يتجنن اكتر ويجبلنا عيل يشاركنا فى الورث
امى : ماتجيب من الاخر وقول انت عايز ايه
خالى بكل بجاحه : هانرفع قضيه ونحجر عليه لجل مانلحق نحافظ على الباقى لاولادنا
امى بصوت عالى : قول كده بقى عمال تخوض فى شرف البنيه وتحكى وتتحاكى عشان تكوش على مال ابوك على حياة عينه
خالى : الله يسامحك . انا مش هارد عليكى عشان عارفك لكن انتوا يابنات هاتستنوا لما تلاقوا عيل غريب يقاسمكم فى الورث قولوا ان كان يرضيكم
خالتى وفاء : لا طبعاً انا معاك يا اخويا
خالى : وانتى يانعمت انتى وصفا معايا انتو كمان ولا عاجبكم كلام اختكم الطيبه
خلاتى الاتنين كانوا ساكتين ومناطقين كلمه
امى : بلاش تصدقوا كلامه وتمشوا وراه الدنيا مش مضمونه وابوكم كبير ومش حمل حاجه زى دى
خالى : اديكى قولتى بنفسك كبير ومايستحملش يبقى ازاى بقى يقدر على خلفه ولا عيال
امى : حرام عليك يااخى وانتو ليه ساكتين ماتتكلموا
للاسف خالى قدر يقنع الاتنين هما كمان بكلامه المزوق والمسموم وخرجت امى من عندهم بعد مايأسنا منهم وانقطعت مابينا وبينهم الاخبار بعد ما بقينا اعداء
لكن بعدها باسبوعين جدى بعت لامى وروحت انا معاها كالعاده
فتحت لنا مراته ووصلتنا لحد عنده فى الاؤضه . لقيناه قاعد على كنبته ماسك سبحته بيسبح وكأنه فى ملكوت لوحده لكن شكله ميطمنش ابدا
دخلت امى سلمت عليه وانا كمان وبعدها اتكلم هو
– عاجبك اللى بيعملوه خواتك . مالهم هما ان كانت البت حامل ولا لأ
امى : معلش يابا ربنا يهدى
جدى : يهديهم وهما بيخوضوا فى عرضى .
امى : ….
جدى : سكتى ليه انتى فاكرانى مش واصلنى اللى بيقولوه عليه
امى : يابا ماانت مش مريح حد وقايل ان كانت حامل ولا لأ
جدى بعند اكبر : ومش هاقول وهاسيبهم كده فى غلطهم لحد اما الزمن يعلمهم غصب
امى : يابا طب ريحنا انا وقولى اللى فى دماغك
جدى : قومى يابنتى خودى بنتك وشوفى عيالك ومنتسيش تبلغيهم بشكرى على الورقه اللى وصلتنى بخصوص قضية الحجر
امى : يابا متزع
جدى : ماتكمليش يابنتى انا عارفك انتى حاولتى معاهم وربنا يرضى عنك . امشى دلوقتى وروحى
بس لو كان صبر القاتل على المقتول
.. يتبع
مشيت انا وامى من عند جدى واحنا مش فاهمين يقصد ايه بجملته الاخيره لكن المره دى ماعداش كتير عشان نفهم . ودا لأن جدى زى ما توقعت امى . قلبه مااستحملش القهره واتوفى بعدها بيومين . وكأنه كان حاسس بقرب الاجل وعارف باللى هايحصل
خالتى نعمت وخالتى صفا اول ناس ظهر عليهم الندم فى عياطهم بحرقه فى عزا جدى ودا لانهم خسروا رضاه على اخر لحظه . اما خالى فكان ساكت و بس مافيش تعبير على وشه يظهر اللى جواه عكس خالتى ” وفاء ” اللى كان باين قوى انها قاعده على احر من الجمر مستنيه العزا يخلص
العروسه الجديده كان رد فعلها طبيعى مافيهوش افوره ولا نقصان وامى كانت كل ماتفتكر الكلام الاخير لجدى تعيط زياده اما الستات اللى كانت تيجى تعزى فكان العزا ليهم مصنع للكلام والاسئله . دا انا كنت بسمع منهم حكايات ورويات
اللى اتقدملها جدى اسمع انها ندمانه لانها لو كانت وافقت بجوزاة جدى كان زمانها دلوقتى وارثه الراجل اللى مكملش اكتر من شهرين على جوازوه ومات
واللى بتحقد على البت اللى كلت عقل الراجل ودلوقتى هاتورث عالجاهز واللى بتقول دى صفقه . وكله كوم والسؤال عن حملها دا كوم تانى . الكل هايموت ويعرف حمل البت دا حقيقى ولا كدب وسيرة امها كانت لبانه فى اللسنتهم
امها بقى دى حكايه لوحدها . الست دى كانت قاعده بكل جراه مبينه شعرها والزواق اللى على وشها ولا اكنها جايه فى عزا . حقيقى فعلا ست غريبه
خلاتى كانوا مصبرين نفسهم عليها بالعافيه بس شهادة حق بنتها مارضيتش تخليها تبيت وتحرق دمنا اكتر من كدا
عدوا يومين العزا والدنيا هديت وجات المواجهه لما خالتى ” وفاء” بصت للبنت من فوق لتحت وهى حاطه ايدها فى وسطها
خالتى وفاء : انت يا حلوه المولد فض ودلوقتى حالا لازم توقليلنا انت حامل ولا لأ وابنك ابن حلال ولا..
.
.
البنت اتكلمت بقوه : اولا انا اسمى “ليلى” يعنى لما تتكلمى تندهيلى باسمى وثانيا تنقى كلامك كويس معايا
خالتى وفاء : ياماشاء الله انتى كمان طلعلك حس يابت …
ليلى : لمى نفسك احسنلك
وفاء بزعيق : بقى انا اللم نفسى يا..
كانت هاتقوم عاركه مابينهم لولا امى وخلاتى اللى اتدخلوا وفضوها بس البنت طلبت ان خالى يكون موجود قبل ماتتكلم معاهم فى اى حاجه
بعد ماوصل خالى عندنا وقعد ليلى اتكلمت وهى بتبص لخالى بقوه
ليلى : رفعت قضيه على ابوك وقومت الدنيا وطعنت فى شرفى من غير بينه انت اتأكدت انى حامل ولا اتأكدت انى خاطيه عشان تاخدها حجه وترفع قضيه وتقهر ابوك ويموت فيها
خالتى “وفاء ” كانت هاتشتم وتزعق كعادتها بس خالى امرها تسكت وليلى تكمل
ليلى : طلعتنى طماعه وخاطيه عشان بنت ” سنيه” لانى وافقت بابوك العجوز المهكع طب اسمع بقى
انا فعلا وافقت بابوبكم عشان الفلوس بس عشان ارتاح من الهم والغلب اللى انا كنت فيه لكن انتو بقى عملتوا ايه ؟ موتوا ابوكم … على الاقل انا واحده ظروفها صعبه وماصدقت تلاقى بيت من اربع حيطان يدارونى ويستورونى .
انا لو خاطيه مكنتش قبلت بابوك الراجل الكبير بالعكس انا كنت هاعيش مرتاحه من غير تعب دا انا امى كرهتنى فى العيشه كلها . ومع ذلك معملتش معاها ربع اللى عملتوه انتوا مع ابوكم . عشان اشاعه طلعت وانتو بعمايلكم كبرتوها وانتوا اكتر ناس عارفين ابوكم حقانى ومابيظلمش .
طب افرض كنت حامل حقيقى دلوقتى بعيل يورث معاكم كنتوا هاتعملوا ايه معايا كنتوا هاتموتونى ولا تموتوا العيل . فى ايه هو انا خدت رزقكم .
– يعنى انتى دلوقتى مش حامل
الكلمه طلعت من كذا بوق مره واحده والرد كان منها
– لا
وانا حاولت كتير مع ابوكم عشان اتكلم واقول الحقيقه ونخلص بس ابوكم وانتوا عارفينه مايجيش بالعند
لأنه كان لأخر لحظه قبل مايشوف اعلان القضيه عنده امل انكم تفوقوا لنفسكم وترجعوا لابوكم من غير مايرضى طمعكم
ساعتها بس شوفت دمعة الندم فى عيون خالى بعد ماكنت محتاره فى رد فعله طول الايام اللى فاتت لكن خالتى وفاء فضلت معمية القلب على حالها اما صفا ونعمت ازدادوا ندم اكتر وامى زعلت على حال الكل
.
.
بعدها خالى قرر ان يدى ” ليلى” حقها كامل فى الورث وميظلمهاش وهى نفسها قررت تبعد عن امها والبلد كلها وتعيش حياتها واحنا كل واحد مشى فى طريقه بس فضل بيت جدى المزوق والمتجدد ذكرى كل مانعدى عليه نفتكر “عروسة جدى “اللى جات اختبار لنا وبينت الحلو والوحش اللى فينا
. تمت
.
.
.
.