حارم حس بكده فقالي:
– دول اتباع كبير السحاحير ودي طقوسهم صلاة خاصة، عشان من معتقدات قريتنا ان ف ارواح شريرة بتظهر بليل بالقرية وبتاكل الأطفال… فهما بيصلوا عشان يمنعوا الارواح دي انها تظهر!
حرفيا بدأت اخاف وقلت ل حارم ده اني عايز ارجع النهاردة مش هستنى لبكرة!
قالي ماينفعش، انت خلاص دخلت قريتنا وطالما دخلت يبقى لازم تاخد واجبك الأول.
خوفت من طريقة كلامه اللي كانت صارمة وفيها تهديد! عشان كده سكتت ودخلت معاه لبيت كبير السحاحير!
.
كان عجوز قاعد جنب نار وحواليه أطفال كتير وكان بيعمل حاجات غريبة! زي انه كان ماسك كتاب بيقرا منه كلام غريب جدا ع طفل من الأطفال وحاطت ايده ع راس الطفل.. لما كان بينطق كلامه الغريب الطفل عينه كانت بتسود ويبدأ يخرج أصوات كتير! حرفيا دي طقوس سحر أسود!
قالي حارم: دول أطفال ممسوسين من الملاعين.. وكبيرنا بيخرج من أجسامهم الشر!
فضلنا واقفين لحد ما العجوز ده خلص طقوسه الغريبة ع الأطفال دي ومشيوا.. لاحظت ان في طفلة كانت بتبصلي اوي؟ حسيت انها عايزة تقولي حاجة! البنت دي مخرجتش مع الأطفال.. هي دخلت اوضة وقفلت ع نفسها.. فهنا عرفت ان هي من أهل البيت… بس معرفش ليه هي كانت بتبصلي بالطريقة دي؟! المهم العجوز أو كبير السحاحير لقيته بيقولي بصوت هادئ جدا وف نفس الوقت كان فيه رهبة حسيت بيها:
– أهلًا بيك يا خالد في قريتنا.. هتنبسط جدا معانا، اليوم اللي هتقضيه في بيت كبير السحاحير.. محدش اخد قبلك الشرف ده بس انت عشان ضيف وضيف مميز كمان ف هتقضي يومك هنا والصبح هبعت معاك ابني حارم يوصلك لمكان ما انت رايح!
.
استغربت لما عرفت إن العجوز ده ابو حارم! وكمان عرف اسمي منين، لسه حارم معرفوش عليا ولا انا قلت له ع اسمي! كمان حارم ليه قاعد في البيت الصغير اللي هو قاعد فيه ده؟ هنا لقيت العجوز زي ما يكون قرأ أفكاري فقالي:
– مش قلت لك المكان ده مش اي حد بيدخله غير المميزين بس؟ حارم ابني بس مش مسموح ليه يفضل هنا كتير..
بص لحارم ووجه له الكلام:
– امشي انت يا حارم.. وسيب لي خالد هياخد واجبه والصبح تبقى تجيلي
.
.
مشي حارم وبقيت لوحدي انا والعجوز اللي حرفيا كنت ميت من الخوف وانا معاه! لقيته واخدني ودخلني اوضة.. وبعدها مشي.. بس قبل ما يقفل الباب قالي:
– ارتاح لك شوية عشان لسه الليل قدامنا طويل اوي.. هعرفك ع القرية بنفسي
.
قفل الباب وراه وانا بقيت لوحدي.. بصيت ع الساعه لقيتها واقفه! حتى التليفون بتاعي مقفول ومش بيفتح خالص.. طلعت الشاحن وملقتش ولا فيشه احط الموبايل يشحن مع ان اصلا الموبايل مكنش فاصل شحن قبل ما ادخل القرية العجيبة دي! قعدت ع الارض لان مكنش ف سرير.. هي خيش محطوط ع الارض وبس!..
ف اللحظة دي بدأت اسمع صوت طبل كتير بره وصوت زمر غريب جدا!
وصوت كإن ناس بتصرخ جامد! ايه اللي بيحصل ده؟……… يتبع
قرية السحاحير. الجزء الثالث الأخير
.
.
.
.