اسمي خالد، شغال في فندق مشهور في القاهرة، واتبلغت من مديري امبارح اني اتنقلت لنفس الفندق اللي في العين السخنة.. حضرت نفسي للسفر وبلغت أهلي، وعلى بعد العصر ركبت عربيتى واخدت طريق السخنة، مشيت ووانا في الطريق الشمس غابت والليل ليل.
.
كان فاضلي ساعة تقريبا واوصل، ولو متعرفش طريق العين السخنة ففي قبلها طريق ما بين جبلين، لازم اعدي منه علشان اكمل على العين السخنة، وهناك بالظبط لقيت حد واقف عند الجبل وكان ماسك فانوس ف ايده، هديت سرعة العربية وكنت مستغرب لما شفته؛ لإن مش طبيعي ان واحد يقف في المكان ده لإن مفيش بيوت ولا إنارة، قلت يمكن يكون محتاج حاجة أو اخده في طريقي وانا ماشي.. وقفت بالعربية ونزلت له.. كان شاب لابس جلابية لونها أسود، سألته لو كان محتاج حاجة؟ فقالي إن عربيته عطلت ومافيش اي مكان هنا يشوف العطل.
قلت له ييجي معايا واوصله.. فقالي انه هينزل قريب.. ركب معايا العربية وطول الطريق مكنش بيفتح بقه بحرف.. فضلنا ماشيين لحد ما قالي ادخل في طريق جانبي، سألته ليه ادخل في الطريق دا، فرد وقالي ان بيته هناك..
دخلت في الطريق ده والغريب ان مكنش فيه ولا بيت.. صحرا قدامنا ومافيش اي إضاءة فضلنا ماشيين يجي نص ساعه وهنا بدأت تظهر لي معالم قرية.. بيوت كتير جنب بعض وقريت يافطه مكتوب عليها ( قرية السحاحير)، الاسم كان غريب جدا عليا، عمري ما سمعت باسم القرية دي..
.
دخلت القرية وكانت البيوت جنب بعض وكلها بيوت بسيطة جدا.. بيوت من الطين وحجمها صغير.. زي العشش بس مبنية بالطين.. سألته لما استغربت من شكل البيوت واسم القرية الغريب:
– انا اول مره اسمع اسم القرية دي؟
=رد وقالي: ماتقلقش يا استاذ، قريتنا أهلها غلابة والنهاردة هتبات معايا لحد الصبح وتبقى تكمل طريقك ف النور احسن..
-قولتله: معلش مش هقدر انا هوصلك البيت وهرجع لطريقي.. انا خلاص قربت أوصل للعين السخنة.. وكمان لازم أوصل بدري لإن الصبح ورايا شغل ومش هينفع اتأخر
أصر اني ابات معاه لحد الصبح ومقدرتش افلت منه، لإني كمان بقلق من السواقة بالليل، وافقت بإني هقعد للصبح وبكرة ابقى اخد طريقي.. دخلنا بيت من البيوت.. كل البيوت كانت شبه بعض.. من الطين.. وبيبنها من الخشب القديم.. كل البيبان مقفوله ومفيش حد ف الشارع.. قلت اكيد الناس نايمه.. هو لاحظ اني عمال اتلفت حواليا كتير.. ف لقيته حط ايده ع كتفي.. وهنا حسيت بسخونة! لسعة سخونة حسيت بيها وخلت جسمي كله يقشعر! بصراحة خفت جدا وحسيت ان ف حاجة مش طبيعية!
– مالك خايف من ايه، متقلقش احنا ناس غلابة وهتتبسط معانا.. شوية هتلاقي القرية دي بتعج بالناس.. تعالى ارتاح لك شوية وناكل لقمة مع بعض وهعرفك ع القرية بتاعتنا…
دخلت معاه.. كان البيت غريب جدا من جوه؟ البيت من بره تحسه صغير بس لما دخلته لقيت ساحة كبيرة وكذا اوضة جنب بعض! دخلنا لاوضة من الاوض.. وبعدها الشاب اللي معايا واللي لسه معرفتش اسمه لحد دلوقتي قالي اني ارتاح شوية ع ما يحضر لي الاكل.. خرج وانا فضلت واقف خايف وقلقان.. مش مطمن خالص للوضع وحاسس ان فيه حاجة غلط ايه هي معرفش؟ شوية لقيته جاي معاه صينية عليها أكل.. حطها ع الارض وقالي اقعد آكل.. قعدت.. الصينية كان فيها لحمة بس… بس استغربت من حجم العضمة كانت كبيرة! وحتت اللحمة نفسها كبيرة.. مركزتش كتير وقعدت اكل.. الاكل كان طعمه مميز جدا وطعم اللحمة في بوقي كان حلو جدا.. حلوة بطريقة خلتني اكل خمس حتت! هو كان بيبص عليا ومبتسم.. اكلت لحد ما شبعت ولما خلصت سالني لو الاكل عجبني؟ قلتله طبعا عجبني جدا وقلتله ان طعم اللحمة حلو جدا…
هنا بدأ يعرفني ع نفسه وعرفت ان اسمه ” حارم” الإسم كان غريب جدا اسم مسمعتوش قبل كده؟! مركزتش قلت عادي ياما أسماء غريبة بنسمعها كل يوم… وبدأ يحكي لي ان اهل قريته طيبين جدا وبيحبوا جدا الضيوف واي ضيف ييجي لازم يكرموه جدا…
وحكالي ان ف كبير للقرية وبيسموه كبير السحاحير! قالي انه هيعرفني عليه دلوقتي… خرجت معاه بره للقرية.. المرة دي لقيت ناس كتير ف الشارع.. اطفال وستات وعواجيز.. العواجيز بذات كانوا ملمومين حوالين نار وعمالين يلفوا حواليها وينطقو كلام غريب جدا! كلام مش فاهم منه حرف! وكان في عضم كتير جدا.. حجم العضم كبير بشكل غريب…
.
.
كان في مجموعة تانية من العواجيز هما اللي حوالين العضم ده عمالين يدقو فيه وبعدها العضم ده يتحول لبودرة، هنا وقفني “حارم” وقال لازم تشرب المشروب الرسمي لقريتنا، قرية “السحاحير” وقفت شوية جنب عجوز كان بيحطلي شوية بودرة ف كوباية خشب محفور فيها كلمات مش فاهمها..
حط البودرة دي ف الكوباية وبعدها حط فيها حاجة لونها احمر، ومد ايده عشان اخدها! انا قلقت بس “حارم” قالي لازم تشرب عشان لو رفضت هيعتبرها إهانة كبيرة ليه! اخدت الكوباية وشربت.. الطعم في بوقي كان طعم مختلف مش قادر اوصفه بس كان حلو…
بعد ما شربته مشينا لحد ما وقف عند بيت مميز جدا.. كان أكبر بيت في القرية هو اه من الطين بس هو البيت الوحيد اللي مساحته من بره كبير
كان واقف حواليه عواجيز برضه حوالين نار كانو بيسجدولها! استغربت من المشهد……… يتبع قرية السحاحير. الجزء الثاني
.
.
.
.