وعندما أتى ابي في الصباح
جرحني جداً عندما تلقى خبر وفاة أمي ..
لم يكن حزينا او يبكي إنما كأنه كان فرحا لقضاء الله وقدره ..
احتضنني وقال لي لا تقلقي يا حبيبتي مريم أنا موجود ..
صرخت عليه وقلت أين كنت موجود عندما
اتصلت بكَ وامي تلفظ انفاسها الاخيرة..
لم يرد علي وبقي قليلاً في المشفى
ثم خرج كي ينهي أوراق المشفى والدفن..
وبعد أن ذهبنا بها الى المقبرة
ودعت حبيبتي وغاليتي أمي ..
وعندما عدنا الى المنزل كانت الفوضى مازالت موجودة فقمت انظف الزجاج وأحاول ان اشغل
نفسي بأي شيئ كي لا اشعر بالوحدة..
انهكت طاقتي في العمل..
وبعد سبعة ساعات متواصلة
انتهى المنزل وعاد مرتباً وانيقاً..
أتى ابي الى المنزل وكان كل شيء مرتبا وجميلاً.. ربما لم يشعر بغياب أمي حتى..
فقال لي أنا جائع .. لم يقل من رتب المنزل
او يشكرني فقلت له لحظة وسوف اصنع لك البيض..
فقال لا اريد بيضآ اريد ان آكل طبخاً..
فبكيت وقلت له لا أعلم أن اطبخ يا أبي..
فقال لي لا تبكي يا صغيرتي سوف نأكل البيض..
وبعد الطعام
حدث ما كنت اخشى منه..
.
قال لي : مريم والدتك رحمها الله كانت تعلم انني متزوج وأنت أيضا وانا رجل لا أستطيع ان أربي طفلة لوحدي وأكمل بصوت حازم غدآ سوف تحزمين ملابسك وتذهبين معي الى منزلي الثاني.. فزوجتي واولادي سوف يحبونك كثيراً ولن تشعري بالوحدة..
لم استطع ان أجيبه بشيئ فقد كنت خائفة ان اخسره أيضاً..
دخلت الى غرفتي أودعها وأودع جدرانها والعابي.. كنت خائفة كثيرآ ولَم أتمنى ان يأتي الصباح
.
ولكن مرت الساعة بسرعة وحل الصباح..
فقال لي مريم أين حقيبتك هل إنتي جاهزة..
دمعت عيناي وقلت له جاهزة..
حمل حقيبتي ابي ونزلنا الى السيارة..
وبعد ان وصلنا الى المنزل
فتح بالمفتاح فرحبت بي زوجته نهلة وقبلتني وقالت لي اهلًا بك بيننا.. وأسرعت نهلة نحو ابي أخذت الحقيبة من يده وقبلتها ونزلت الى حذائه اخلعته إياه ودخلنا الى الداخل..
(قلت في نفسي انها حقاً تحبه وأخلاقها رائعة يبدو انها ليست سيئة كما أتوقع )
فوجدت اطفاله اخوتي محمد واحمد ومحمود
كأنو صغاراً فرحبوا بي وقالوا هل أنت أختنا الجديدة ؟
لا اعلم.. ابتسمت وقلت لهم : اجل أنا اختكم الكبيرة وسوف نكون أصدقاء..
وذهبت نهلة الى المطبخ ولَم تعد إلا بعد ثلاث ساعات وهي تقول الاكل جاهز تفضلوا
.
وكان الطعام ورق عنب ومحشي الكوسا وكبة مشوية ..
يبدو انها كانت تحتفل بوجودي..
شعرت انني حقاً مع عائلة تحبني..
كان أبي سعيداً جدا وكان وفاة والدتي لم تؤثر به..
وبعد الطعام نادى علي ابي وقال لي هذه غرفتك وكانت كبيرة وجميلة.. فرحت بها كثيراً..
اغلقت الباب وذهبت الى النوم لأنني مرهقة..
ونمت نوما عميقاً.. استيقظت على صوت نهلة في الحادية عشراً ظهرا
.
.
وهي غاضبة.. نهضت من سريري وقلت لها يا إلهي لم اشعر بالوقت ماذا تحتاجين مساعدة يا نهلة ؟
وبصيغة الامر قالت لي :مريم اغسلي وجهك وتعالي نشرب قهوه ونحكي..
ذهبت غسلت وجهي
فقالت لي وهي تشرب القهوة : أنا يا مريم أحب أباك كثيراً ورضيت ان أتزوجه بالسر لأنني احبه.. ولدي ثلاثة أطفال وأكره الأولاد .. ولَم أعارض أباك في مجيئك الى هنا لانه قال لي انكِ سوف تسمعين كلامي وتطيعين أوامري..
كي اجعل منكِ سيدة منزل تجيد الاهتمام بواجباتها .. وإذا لم تسمعي كلامي سأطلب من أباك ان يرسلك الى دار الأيتام
( كنت خائفة جداً لم أكن أتوقع ان صباحي سوف يكون بهذا الشكل .. كيف سأدرس لفحصي ولماذا ابي يفعل بي ذلك )
قلت لها : نهلة أنا حقا سعيدة بكوني بهذا المنزل معكم ومع الأطفال وإنني سوف..
صفعتني بكف لن أنساه وقالت أمك الكلبة ما علمتك الأدب أنا سوف اربيكي..
اسمي مدام نهلة وقالت الآن اذهبي الى المطبخ وأجلي الصحون وبعدها رتبي غرف المنزل..
نهضت الى المطبخ وانا ابكي وأقول أمي أين إنتي .. تركتني برفقة ساقطة تنعتك بالكلبه
وبدأت اجلي وأقول أمي لقد كنتي تحضرين الخادمة يوميا الى منزلنا كي تقوم بعمل المنزل.. كي لا التهي عن دراستي
وكانت دموعي لا تهدأ
وبعد ان انتهيت من المطبخ ذهبت اليها
وقلت لها :مدام نهلة المطبخ انتهى..
ضحكت وقالت شطورة..
الآن نظفي غرف الأطفال..
فقلت لها حاضر وكانت طوال الوقت تتكلم بالهمس على الجوال.. لم اكترث لذلك..
اكلمت عملي وانا مكسورة..
واتى والدي في المساء.. يبدو انه كان متفقا مع نهلة .. ومرت الأيام وأصبحت الخادمة في المنزل.. كنت أقوم بكل مستلزمات العمل
فتعلمت الطبخ والغسل والكوي وشراء المستلزمات..
وفِي يوم الخميس الساعة الخامسة مساءً..
عدت الى المنزل بعد أن اشتريت المستلزمات من السوبر ماركت
وجدت سيارة اسعاف وشرطة أمام مدخل العمارة فأردت الدخول الى العمارة..
فأوقفني شرطي وسألني الى أين أنت ذاهبة..
فقلت له الى المنزل. وأشرت له على منزلنا..
فقال لي ماذا يقربك صاحب المنزل ؟هل أنت الخادمة؟ دمعت عيناي وقلت له لست الخادمة .. انه أبي..
فألقى القبض علي وأخذني الى المخفر..
وهنا كانت المحور النهائي الذي غير مجرى حياتي……يتبع
رواية تزوجت أبي الجزء الرابع
.
.
.
.
.
.