رزع الباب وراه وفضل يزعق وهو برة،
حسيت إني مخنوقة من كل كلامه وتصرفاته، ده حتى ماسابليش فرصة نتناقش!
ماكانش عندي حل تاني غير إني أجهز وأفكر بعدين هعمل إيه، قمت من مكاني بضعف وجوة عقلي تخبطات كتير، اتحركت تجاه الدولاب ولبست أي لبس عادي. دخل الأوضة تاني بعد ما خرج بأقل من عشرين دقيقة واتأكد إني لبست، شدني من إيدي لبرة ورماني على الكرسي اللي جنب أحمد، بصله بنظرة مافهمتهاش وبعدها سابنا لوحدنا. ماكنتش مستوعبة أي حاجة بتحصل، ليه بابا بيتصرف كده؟ عمره ما أجبرني على جواز أو أي حاجة قبل كده، فليه أحمد بالذات، واللي هو عارف إنه أخويا أصلًا!
-ازيك يا مرام، عاملة إيه؟
انتشلني سؤاله من دوامة أفكاري المزعجة واللي تدعوني حتمًا إني أقوم أرتكب جريمة في حقهم أو حق نفسي. بصيتله بعصبية من الموقف وماردتش، فلاحظ إن عيوني لونها أحمر من أثر العياط، عقد حواجبه وسأل:
-مالك! حد زعلك ولا إيه؟
اتنهدت بغُلب ومسحت على وشي عشان أعرف أتكلم، أخدت نفس أكتر من مرة ورديت:
-أحمد إنت عارف احنا إيه بالنسبة لبعض؟
ابتسم ورد:
-ولاد عم، وأنا بحبك.
-بس ماينفعش، ماينفعش تحبني، أنا أختك في الرضاعة يا أحمد، يعني الجوازة دي حرام شرعًا.
عدّل من قعدته ورد:
-ومين قال كده؟ إنتِ مش أختي ولا حاجة يا مرام.
غرزت ضوافري في إيدي في محاولة إني أتمالك أعصابي، ابتسمت بتصنع عشان أعرف أفهّمه، اتكلمت ببطء وأنا بقف عند كل حرف وقلت:
-بقولك احنا إخوات في الرضاعة..
كملت بطريقة كلامي الطبيعية:
-ولو محتاج ننزل لأي شيخ دلوقتي أو حتى نسأل شيخ في الأزهر أنا موافقة و..
قاطعني بخبث:
-بقولك إيه يا مرام، أنا هتجوزك، وأبوكي موافق ولو عليكي فهتوافقي غصب عنك.
-إنت حيوان يا أحمد.
قلتها وقمت من مكاني بمنتهى العصبية، جري ورايا ومسك إيدي بقسوة وأنا على باب الأوضة واتكلم:
-بقولك إيه، الكلام اللي قلتيه ده ملوش أى أساس، ومفيش حد مقتنع بيه، حتى لو جبتي كل الناس تشهد هيقولوا إن احنا مش إخوات لا في الرضاعة ولا غيره..
خبط على وشي بخفة ضايقتني وكمل:
-ولو على الموت يا حبيبتي ماتخافيش، هتموتي أكيد بس مش دلوقتي، خلينا بس نتجوز الأول ونبقى نشوف الموضوع ده بعيدين.
ماحستش بنفسي غير وأنا بضربه بالقلم من فرط عصبيتي، بصتله باحتقار وسبته ودخلت أوضتي، قفلت الباب بخوف وقعدت أعيط من اللي بيحصل، قعدت أفكر في كل كلمة اتقالت وكل نظرة منهم، طب بابا هيعمل حاجة زي كده ليه! إيه اللي هيخليه يجوزني لأخويا؟ وماما! ماما لو كانت عايشة ماكانتش هتسيبهم يعملوا كده.
-مرام افتحي الباب.
فتحت الباب وقعدت على السرير من غير ما أبصله، قعد جنبي وسأل بنبرة هادية:
-ليه مش عايزة تتجوزيه يا حبيبتي؟
انفعلت واتحركت حركة بسيطة جنبه:
-أتجوزه ازاي يا بابا فهمني؟ لو قالولك هنجوزك أختك هتوافق؟
زفر بعصبية وقرب مني أكتر، غمض عينيه ببطء وابتسم:
-مين قال إنه أخوكي؟ يا حبيبتي مفيش حاجـ..
قاطعته قبل ما يكمل:
-إنتو عارفين الموضوع ده، مش كل شوية هتكلم فيه حرام عليكو ده شرع ربنا بلاش تعملوا كده، أنا مليش ذنب في ده كله!
وقف مكانه وبصلي بحدة، اتحرك من قصادي وصولًا للباب وقبل ما يخرج بصلي:
-هتتجوزيه ده كلامي وهيتنفذ، واعملي حسابك الخطوبة بعد تلات أيام.
خلص كلامه وخرج وقفل الباب بالمفتاح، فضلت باصة للباب وفي دماغي علامات استفهام كتير، كل حاجة بتمشي بالعكس، محدش عاوز يقتنع ولا حد عاوز يسمعني أصلًا! فضلت أفكر في مخرج لاللي أنا فيه لكن مالقتش حل.
كان بيعاملني كإني سجين، بيدخلي الأكل ويقفل الباب بدون ما يكلمني، ومن كتر ضعفي بسبب الموقف اللي أنا فيه ماكنتش بعرف أبدي أي ردة فعل أو أتكلم حتى، ولحد ما جه معاد الخطوبة ماكنتش أعرف أي حاجة عن أي حد وأولهم نفسي!
-يلا اجهزي، ابن عمك برة والضيوف على وصول.
ماتحركتش من مكاني وكإنه ماقالش حاجة، رجع اتكلم تاني وهو بيبصلي بزهق:
-بقولك قومي اخلصي، مابتسمعيش؟
-بلاش يا بابا، اللي بتعملوه ده حرام.
تلاشى كلامي وكإني ماتكلمتش، شاور على الفستان اللي حطهولي على السرير وقال:
-يلا بقول، قومي والبسي هدومك عندك على السرير.
خرج وقفل الباب بالمفتاح كعادته، وفضلت أنا قاعدة بعيط بدون ما أوصل لحل، رددت مع نفسي بصوت مسموع:
-هعمل إيه يا رب! هعمل إيه ساعدني، أنا عايزة الموضوع ينتهي، يا رب فوّقني من الكابوس المزعج ده أرجوك.
فضلت أتكلم وأنا بعيط، ألم روحي طاغي على كل شيء حواليا، كنت سامعة أصواتهم برة بيتكلموا ومحدش حاسس بيا، أكيد في سبب عشان يعملوا كده، طب إيه اللي يخليهم يعملوا حاجة حرام وماترضيش ربنا!
قمت جهزت لإن ماعنديش أى خيار تاني، وفي دماغي كنت مخططة إني همشي معاهم في القرار ده لحد ما أوصل لحل أو مخرج. تمت الخطوبة في وجود المعازيم واللي محدش منهم كان مهتم بشكلي التعبان أو حتى اختفاء ابتسامتي طول اليوم، ورغم إني كنت مخططة إني ألاقي حل في فترة الخطوبة، لكن ماقدرتش أنقذ نفسي لإنهم كانوا مخططين لكل حاجة كويس..
.
.
.
.
