دهن البنات جسد والدتهن بليمون كثير لكن صحتها لم تتحسن وعزين ذلك لعدم صلاحية الليمون وفسادة ، الليمون شرير مثل والدنا قالت البنت الصغرى بصوت خافت ، بل مثل جدتنا الحمقاء قالت الفتاة الكبرى ، الموت لا يأتى فجأة ، تسبقة مقدمات ، سقوط ورقة شجر ، نعيق غراب ، نباح كلب ، فنجان يكسر .
الموت بحيط بنا فى كل وقت لكن مقدرتنا محدودة ،
وجهك يا والدتى مثل البرتقالة الحامضة تبسمت الوالدة لابنتها الشقية الصغرى ، عندما تموتى سندفنك بجوار اختنا الصغرى وسأتى لزيارتك كل يوم ، لن اتركك بمفردك مثل والدنا اردفت الصغرى.
اشتد المرض بالوالدة لم يكن من الغريب ان تصرخ من شدة الآلم اثناء الليل ، نحف جسدها اكثر وظهرت عظام وجهها ،
تلون شعرها بالابيض ثم بداء يتساقط مثل اوراق الاشجار بفصل الخريف ، كانت الفتاة الصغرى تجمع الشعر المتساقط وتزين به عروستها التى صنعتها من الطين .
طالت رقدتها وظهرت القرح بجسدها لم تكن قادرة على التحرك ، قرح قاتمة مملؤة بالصديد ، الذباب يطن من حولها ويلتصق بها بمحبة كأنها فرد من العائلة ، لم تقوى على القيام لقضاء حاجتها
وكانت ابنتها الكبرى تساعدها والتى كانت تقوم ايضا باعمال المنزل نيابة عن والدتها.
بأحد زيارات اخ زوجة والدها الجديدة رأها ، اعجب بها وطلب من والدها الزواج بها ، تعلل الاب بصغرها فلم تكن قد بلغت الخامسة عشر بعد ، بعد ان رحل وبختة زوجتة الجديدة وتمنعت علية ، والدتة ايضا وبختة، لديك ستة افواة مفتوحة تحتاج لطعام وملابس ، لم يجد حل الا الموافقة على الزواج،
استدعى الوالد ابنتة الكبرى اخبرها بأن هناك شخص تقدم للزواج بها وانه قد منحة الموافقة ، لكنها لم تكن تعلم ماذا تعنى كلمة زواج ، لم تسمع بها قبل ذلك ، مع هذا كانت تكرة الرجال مثلما تكرة والدها ، لكنها لم تكن تمتلك حق الرفض ولا العصيان ، سيهشمها والدها بعصى الخيرزان اليابسة التى يضرب بها المواشى ،
.
اخبرت والدتها بقرار والدها فزاد مرضها ضعفين ، لازلت صغيرة يا ابنتى ، الزواج منهك ومتعب ، انت لا تمتلكين القدرة بعد لتحمل مزاجية رجل ونزواتة الحيوانية ، انهم لا يرحمون ، كانت تعلم بأنها غير قادرة على المعارضة لكن بداخلها اشتعلت حرائق كبيرة ، غيظ مكتوم خانق يدمرها ويفسخها من الداخل ، تلك الليلة ماتت ام البنات ، لم يقتلها المرض بل الغيظ والظلم وعدم القدرة عن الدفع عن النفس ، ماتت ام البنات تاركة خلفها ستة فتيات صغيرات لا يعلمون من امر الحياة شيء ، كل املهم يتمثل بوجبة عشاء كاملة غير الفتات الذى يمنحهم اياة والدهم القاسى ،
.
امى اريد ان اتبول قالت البنت الصغرى بعد ان امسكت بذراع والدتها وجذبتة ، لكن الام لم ترد وكيف ترد وقد تركت الارض ، الحياة ، العالم ، البشرية القذرة ، امى ، امى ، لم ترد الام ، حسنا ساتبول هنا وعليك ان لا تعنفينى فى الصباح ، تبولت واكملت نومتها، اشرقت الشمس وتخللت نافذة القبو بعض ضؤها بصعوبة ،
.
استيقظن الفتيات بداء بعضهن باللعب بينما همت الكبرى بايقاظ والدتها لتدهن جسدها بمزيد من الليمون الحامض الفاسد ، كان جسد والدتها بارد عندما مررت يدها علية ، جذبتها ، هزتها ، لكن الوالدة لم تستيقظ ، تجمعن الفتيات من حولها كل واحدة منهن امسكت بجزء من جسدها تهزة وتجذبة، جهشت البنت الصغرى بالبكاء كانت تصرخ اريد طعام يا والدتى ، تسحبت البنت الكبرى نحو المنزل احضرت رغيف خبز قسمنة بينهم والتهمنة فى جوع ، تركن جزء من الرغيف لوالدتهم كانوا يظنون انها بأغفأة وستفيق بعد لحظات ،
.
لكن الام لم تفيق ، اذن المؤذن للظهر كانت البنت الكبرى قد انهت اعمالها ونزلت للقبو ،
افيقى يا والدتى اصبحنا الظهر ، يبدو بأنك متعبة، تحتاجى لمزيد من الراحة ، التزمن الصمت ليوفرن لها سبل النوم ،
اكل الليل النهار ،ظهرت النجمات ، تعالا القمر بالسماء ،
نامت الفتيات بجوار والدتهن ، قبل منتصف الليل لكزت البنت الصغرى اختها الكبرى لكزة قوية ، سألتها الكبرى ماذا هناك ؟
لقد تعفنت والدتنا ، كانت رائحة جسد الوالدة قد بدأت بالظهور تعفن جسدها واكل بعضة الدود ،
الامر غريب كيف للدود ان يعرف الجسد الميت ؟
هل يعيش بداخلنا ينتظر تلك الللحظة، ام انه يعيش معنا ولا نراة ؟
صرخت البنت الصغرى بصوت مرعب ، صعدت الدرجات مجهشة بالبكاء نحو والدها تصرخ لقد تعفنت والدتنا
…يتبع
رواية ام البنات الجزء السابع
.
.
.
.
.
.