كان نومها عميق تتخلة بعض التأوهات، لو نظر شخص نحوها لتملكة التعجب كيف لميت ان يتألم ؟
لكننا ميتون بمنازلنا ، بمقاهينا ، بازقتنا ، بحوارينا ، بجامعاتنا ، بمدارسنا ، بأعمالنا ، مع ذلك نتألم ، لقد خلقنا ويحمل كل منا صك الآلم على عنقة.
السرطان ينهش الجسد ، يمزقة مثل خرقة بالية ، قبل الفجر اختنقت ، ضيق تنفس وسعال مدمى ، كانت تستجدى الهواء لكن غرفتها بقبو ونافذتها ضيقة ، اخذتها حشرجة الموت ورعشتة بين ظلمة ليل وقبو.
الابنة الصغرى استيقظت مرعوبة ،احتضنت والدتها بعنف ، صرخت وصرخت ، استيقظن الاخريات ، يفركن اعينهن غير مدركات لما يحدث ، ضوء لمبة الجاز يرتعش بضعف لم يسعفهم برؤية والدتهم التى تلمظ لعاب ابيض يشبة المخاط .
لكن الدائرة لا تتسع للفقراء بل تضيق وتضيق حتى تقتلهم محصورين بركن ضيق ومظلم .
امى ، والدتى ، اماة ، كلها مسميات لشخص يحتضر ،
اخذت الام تشهق مثل دجاجة قطع عنقها ، عيونها بارزة حمراء برحت مرابطها ، كل شيء وارد عند الموت ، لاننا لا نعلم كيفيتة ولا نختار الطريقة التى يقضى بها علينا .
استطاعت التنفس اخيرا كانت نوبة قاسية لا اكثر ، تجربة لكيف ستزهق ارواحنا .
لكنها كانت منهكة جدا والدماء تغطى فمها ووجهها ،
هرع الاب مسرعا مفزوع لصوت الصراخ الذى سمعة ،
وجد زوجتة مسجية تسعل دماء ، لكنها تتنفس وذلك المهم ،
فى الصباح سنحضر لك حكيم الصحة ، الام المطيعة شكرتة .
اتى الصباح ولم يذهب الزوج لاحضار حكيم الصحة ، وظلت الام راقدة على حصيرتها تنتطر الفرج ، اذن الظهر لم يصلى الاب بل سار متثاقلا تجاة الوحدة الصحية القديمة ،
.
الوحدة الصحية ذات الجدران القديمة المتعفنة مثل المجتمع تحيط بها البرك ، دلف الزوج لحكيم الصحة والذى لم يكن طبيب كما درجت العادة بل ممرض (تمرجى)
كان التمرجى جالس على مقعدة عندما توسلة الرجل للكشف على زوجتة ، بعد ان فتل شاربة ونال بعض المدح والثناء صحب الرجل تجاة منزلة ، كان الزوج يحمل المخلة الجلدية ويسير خلف التمرجى الذى ينال تحية الرجال الجالسين امام منازلهم بأحترام مخبر آمن دوله.
.
نزل القبو وعاين الجسد مثلما تعلم ، نزلة برد شديدة لقد قتلت الرطوبة تلك المرأة يجب نقلها لاعلا ، وصف لها بعض الدواء
مع ضرورة ان يدهن جسدها بليمونة وملح ،
بعد ان رحل التمرجى قطعت البنت الكبرى ليمونة ودهنت بها جسد والدتها ووعدها الاب بأن ينقلها لاعلا صباح اليوم
…يتبع
رواية ام البنات الجزء السادس
.
.
.
.