كان صوتها بس متغير، كان حاد جدا وأغلظ!!..
ريم، انتي واقفة كده ليه؟! ريم ردي عليا..
– آدم انا خايفة اووي..
– ده كان صوت ريم، وكان جاي من دولابها!!! فبصيت على الدولاب فكان بيتهز لثانية وبعدها الاهتزاز راح ولما بصيت ناحية البنت اللي كانت واقفه وتشبه ريم لقيتها اختفت
آدم، انا خايفة بجد، انت مش هتشوفني لأن انا عنده، آدم حاول تلاقيني،هو مش شايفنا دلوقتي لكن هيجي تاني، اااااااااااااااااااه، ده كان صوت صرختها، وفجأة سكتت، زي المجنون فتحت الدولاب ورميت كل الهدوم منه، لكن ملقتش أي حاجة نهائي!!!!..
امال مين اللي مع امي في المستشفى؟!! ولا انا اتجنتت؟؟؟!!..
.
جريت بسرعة لبست غيرت هدومي ولبست وكلمت عمرو قالي انه هيلبس وينزل..
قفلت معاه وقولت هنزل استناه تحت بيته او اطلعله، وقربت على باب الشقة سمعت ريم بتغني!!!..
بصيت على الأوضة اللي كانت مفتوحة، ولقيت كل الهدوم اللي انا رميتها بأيدي على الأرض مش موجوده واخر حاجة فيهم بنت قاعدة على الأرض بطبق تي شيرت، وبترجعه تاني الدولاب وقالت من غير ما تبصلي: آدم، انا مش ريم، ودخلت جوه الدولاب!!..
.
قفلت الباب وجريت على بيت عمرو، ندهت عليه ونزل بعد حوالي ١٠ دقايق ومشينا وحكيت له كل الحكاية كلها، بس منطقش بأي كلام خالص، كنا ساعتها وصلنا لأن المسافة مش بعيدة، كانت اجراءات خروج ريم بتخلص والدكتور بيكلم امي واخويا .
.
وانا مش مركز في اي حاجة غير ملامح ريم اللي اول ما شافتني بدأ يبان على ملامحها أثر خوف والارتباك، انا وريم قريبن جدا من بعض بحكم فرق السن اني اكبر منها ب٣ سنين، وان عمرو كبير اوي عننا ومتجوز من بدري، فأنا سرها وحافظها، لكن في الفترة الأخيرة مكنتش بفهما وكنت بسيبها براحتها عشان متحسش اني برخم عليها بس ياريتني كنت رخمت
كل حاجة كانت تمام ومشينا رجعنا البيت ، اخدت ريم وسبقنا عمرو وماما لأن انا اللي كان معايا المفتاح، على ما يطلعوا، اكون انا فتحت الشقة، وكده كده احنا في الدور التاني يعني واحاول اسأل ريم مالها قبل ما يطلعوا، فلما سبقنا ريم مسكت ايدي بقوة وهي بتترعش وقالتلي: انا خايفة، بلاش ندخل، وديني اي حتة تانية
.
.
بس ملحقتش ارد عليها لأن كان عمرو وماما في ضهرنا، ودخلنا الشقة وريم اتشقلب حالها، مسكت راسها وفضلت تصرخ وتلف حوالين نفسها وتخبط وتنط على الأرض كأنها دايسه على نار ومش قادرة تلمس الأرض، جرينا عليها انا وعمرو عشان نحاول نهديها لكننا مكناش قادرين، لك ان تتخيل اتنين رجالة مش قادرين يحجموا بنت في حجم العصفورة، ريم حجمها صغير جدا، جابت القوة دي منين؟!!!!!..
زقتنا وبعدتنا عنها كذا مرة وكانت بتترنح زي السكرانين وضربت بايدها على المراية، وكسرتها كلها، بكل قوتنا احتويناها وقدرنا نوقعها بعد عناء وسيطرنا عليها، كانت في اللحظة دي هديت او القوة اللي ممتلكاها راحت وفي اللحظة دي ماما قالت وهي عماله تعيط: كده لازم الشيخ، البنت صابها ايه بس؟!..
كلمه واحدة تعرفها وبعد كلام ما بينهم قفلت وقالت لعمرو:
ام سيد جارتنا كانت بنتها بتشوف حاجات وبتعاني من مشاكل كده زي اختك، وهما يعرفوا شيخ قرأ عليها وبقت كويسة، روحلها دلوقتي وهتبعت معاك حد من عيالها للشيخ ولازم تجيبه وتيجي، لازم النهارده وحالا ياعمرو…
عمرو حاول يقنعها انه بلاش ودي مجىد صدمة وهنفهم منها لما تبقى بخير لكن ماما اصرت واجبرته ينزل، ونزل…
امي قعدت جمبها ولمست جبينها بايدها وبدأت تقرالها قرآن، وبدأت ريم تتنفض وترتعش فماما خافت وسكتت، وكل ما ماما تقرأ ريم تتشنج اكتر من ٣ مرات وساعتها أمي قررت تسكت خالص وتستنى عمرو والشيخ..
خرجت انا اشرب سيجارة بره واول ما خرجت من الأوضة لقيته واقف عند المطبخ!!!!! واقف وكان نظره موجه ليا وبثبات تام، وماسك في ايده ريم!!!!!!!..
فهد حسن
رجعت بنظري وبصيت علي ريم لقيتها نايمة، ولما رجعت بصيت له لقيته بدأ يمشي بخطوات قد تكون ابطئ من كلمة بطيئة، وساحب ريم معاه في ايده، كانت حركتها متعرجة، مش ماشين زيننا ابدا، كأنهم زي البلالين او ان اجسامهم هلامية مطاطية!!!.
لك ان تتخيل ان الشئ اللي بوصفه ده بيقرب عليك!!!
.
فضلت مكاني مبتحركش ومش عارف اعمل ايه؟! فرجعت ودخلت الاوضه وقفلت الباب وقعدت على الكنبة، وامي بتسألني في ايه؟ ملحقتش ارد عشان هو دخل ومعاه نسخة ريم في ايده وكان برضه با صص لي ولما وصل للدولاب اخدها ودخلوا جواه، ولقيت امي عماله تزعق لي وانا مكنتش سامعها نهائي!! وكانت بتقولي: انطق يا ابني قفلت الباب ليه؟!.
– مفيش، مفيش انا هقوم وراجع تاني..
قومت دخلت البلكونة ولعت السيجارة وفضلت اشرب واخد نفس ورا التاني ورا بعض وانا بترعش، ولمحت عمرو جاي ومعاه واحد ودخلوا باب البيت فرميت السيجارة ودخلت بسرعة..
.
فتحت الباب، عمرو دخل وقال: اتفضل يا مولانا، ظهر شخص عادي جدا، لابس قميص وبنطلون، مش زي ما توقعت بلحية كبيرة وجلابية وما شابه، وشيخ كبير في السن، بالعكس كان في اواخر العشرينات او اول التلاتينات وشخص عادي جدا، واول ما رجله لمست عتبة التشقة ابتسم وهو بيقول: “نحن نقرئك السلام، وليس منا شئ غير السلام، ولا ننوي علي شئ سوى السلام، فإن كنت منا أبلغنا السلام، وإن كنت غيرنا اتركنا وارحل في سلام، فلا نحن بآذوك، ولا أنت تأذينا”..
_” سنرى من منا سيرحل”.
تمت
.
.
.
.
.
.