=لا أعلم أمي … مارأيك أنتي ؟
قاطعتني بحدة :
-لا هذه حياتك وأنتِ صاحبة القرار …اسمعي سنقوم بتحديد ميعاد للجلوس معه وتحكمين بنفسك عليه حتى وان تطلب الأمر جلسة واثنتين وثلاث المهم أن تقتنعي حد الموافقة او حتى الرفض .
بالفعل جلست معه وكان حديثه لبقا هيئته نظيفة وكان هذا ما أفتقده في زوجي السابق فلم يكن يهتم كثيرا لمظهره او حتى نظافته ، المهم أني وافقت على هذا الرجل لأبدأ حياة جديدة تماما رجل يشاركني في كل شيء يأخذ رأيي في كل أمور حياتنا حتى البسيط جدا يصر كل الإصرار أن اختار لنفسي ولو شيء بسيط يأتي لي به ،
.
أيقنت ان بداخلي شخصية أخرى لدي رأي وكيان وشعور بالذات حتى لاحظت أني بدأت اتغير أهتم أكثر لمظهري ازداد اشراقة يوما عن يوم باهتمامه ، قضاؤه معي أغلب الوقت جعلني أتفنن في كل شيء الترتيب والطبخ أشعرني بأنوثتي حقا واهتم لاحتياجاتي قبل احتياجاته ، فكنت له خليطا بين الأنثى المطيعة العاقلة التي لا تحمله الكثير وبين الأنثى ذات الرأي الرصين المتأدبة في الحديث التي تود دائما إسعاده لما قدمه لها من حياة ، ذات يوم سألني :
-لم أسألك من قبل بشأن طلاقك فهل سمحت لي بذلك ؟
.
أخبرته أني كنت ضحية وسردت له الأمر كله ، لكن رده كان غريبا فقد قال بأني لست ضحية أنا من تسببت بذلك وهو لم يكلف نفسه تغييري للأفضل فلم يجد مني اهتمام بكونه يغيب خارج المنزل او حتى يبيت خارجه لا أسأله عن حياته ولا عن شيء أصلا كان الصمت والبعد قائما دائما وفكرة أنه عاش معي لفترة فمعناه أنه صبر وقدم لي فرصة أن يرى مني مايبقيه لكن لم أفعل أنا كنت دائما اتقمص دور الضحية ،
.
.
اخبرني أيضا أن التأثير السلبي الذي تسببت أمي به تعيش به الكثيرات لكن ماان يتزوجن يرتدين شخصيتهم الداخلية التي ارغموا على إخفائها لطوال عمرهم لكني استسهلت ولم أكلف نفسي البحث حتى في داخلي .
.
.
.
حين فكرت في الأمر وجدته محقا جدا ، الاهتمام يجب أن يكون متبادل الرأي يكون مشترك الاحتياجات أيضا يجب أن نقدمها لبعضنا تجديد العلاقة باستمرار ، فلا التفاني في الانصياع وتقديم كل شيء دون مقابل نافع ولا التمرد وطلب الكثير نافع ،
.
كانت دائما خير الأمور أوسطها . الآن فقط أعيش سعادة لم أعشها من قبل وخاصة أن الله رزقني بشخص يعوضني عما أريده فقد أخرج من مكنوني شخص ضائع لم أكن لأجده ، فالرجل أيضا غير معصوم من الخطأ له دور في اخراج أفضل مايمكن من أنثاه بالاهتمام والحب والكلم الطيب. تمت
.
.
.
.