ذهب التاجر إلى الأعمي وأعطاه شيكا مفتوحا وقال له أجعل أبنتك تكتب الرقم الذي تراه مناسبا لكي يكون مهرها ….
فقال الأعمي : ألم أقل لك إن أبنتي ليست للزواج …
فقال فقال التاجر : أعطيك قصرا وخدما يقومون برعايتك وأعطيك ما تشاء …
فقال الأعمي : أنا لم أعرض أبنتي للبيع كي تدفع لي ، ثم كرر الأعمي وقال : إن مهر أبنتي غالي ولن تستطيع أن تدفعه ؟؟؟
فقال التاجر : قل ما هو ؟؟؟
والله لو طلبت نصف ثروتي لأعطيتك …
فكرر عليه : أنا لم أعرض أبنتي للبيع وإن مهر أبنتي هو : أن تنزل معي إلى الشارع للتسول لمدة ثلاثة شهور …
فأستغرب التاجر من هذا المهر وقال : إن مركزي في المجتمع لا يسمح لي خصوصا وأن الخير كثير …
فقال الأعمي : فكر في المهر الذي طلبته منك إذا كنت فعلا راغبا بالزواج من أبنتي ….
فذهب التاجر وكان يفكر في هذا المهر وكيف سيدفعه وإن لم يدفعه من هذه الفتاة الجميلة …
وبعد تفكير طويل أتخذ قراره وقال : سأدفع المهر الذي طلبته مني ولن أجعل أحدا يعرفني ….
ثم ذهب إلى بيت الرجل الأعمي كي يخبره بأنه سيدفع المهر المطلوب …
فقال الأعمي : علي بركة الله ….
نزل التاجر مع الرجل الأعمي وأبنته إلى الشارع كي يتسولوا معا وكان التاجر يرتدي ملابس قديمة وممزقة …
ومرت الأيام وهم علي هذه الحالة حتى أنتهت الثلاثة أشهر المطلوبة وفي نهاية اليوم الأخير من المدة …
قال التاجر للوالد : هيا لكي تعقد لي علي أبنتك ….
فقال الأعمي : ألا تريد أن تعرف لماذا طلبت منك هذا المهر ؟؟؟
كي لا تقول لأبنتي في يوم من الأيام : أتيت بك من الشارع ….
فإن قلتها سوف تجد أبنتي الجواب ، حينها ستقول لك …
ماذا دفعت مهري أيها التاجر ؟؟ هل دفعت لي ذهب ومجوهرات ؟؟؟ طبعا لا.
إنما كان مهرى هو نزولك إلى بيئتي الفقيرة كي تحظى بي فأنا أغلي من ذهبك ومالك …
? العبرة :
#الكرامة : ليست أمتلاك المفاخر بل أستحقاقها …
الكرامة : هي الملاذ الأخير لمن جار عليه الزمن
.
.
.
.