.
.
.
.
الشرع احل اربعه قالها ثم تزوج الجزء الخامس
= انتي طالق!
– إيه!
= منى.. لا.. أنا آسف والله العظيم.. مكنش قصدي.. الكلمة طلعت مني غصب عني.. استني بس!
اسرعت إلى غرفتي، اغلقت الباب ثم جلست خلفه أبكي.. ماذا جرى، اهكذا يا عمر.. طلاق؟ بكل تلك السهولة؟.. لم يتحمل كوني عصبية هذه الأيام؟ أحرام على المقتول أن يترنح لشدة ما به من آلآم؟ حرام على المطعون أن يصرخ؟.. وكأن اليوم هو أول عهدي بك يا عمر، أخذت ثيابي ورتبت نفسي وجمدت ملامحي فلم يبدو علي ذلك القهر وتلك الحرب التي بالداخل، حاول أن يمنعني من الخروج وتشبث بي لكي لا اخرج ولكن لا. لا يا عمر.. لأكونن من اليوم إمراة كما لم تعرف النساء من قبل!
عدت إلى منزل أبي، استقبلتني أمي وقد قصصت عليها باختصار ما حدث.. عمر تزوج من أخرى وطلقني!
انهارت امي في البكاء ولم استطع أن اوقف دموعها المنهمرة فبكيت انا أيضا.. لا استطيع ان اتظاهر بالقوة أمام أمي.. انها أكثر مخلوق رأى ضعفي واليوم ها هي ترى انهزامي.. نعم.. انهزمت امام الحياة وامام نفسي.. ولكن تلك ليست نهاية المعركة.. أرادت أمي ان تتحدث لعمر لكني أقسمت لها بالله لو فعلت ذلك فلن ارجع بيتي ولو بعد مائة وسأترك حتى بيت أبي ولن يعلم أحد لي طريق.. كنت حادة معها.. ولكنها الأم.. دائما تسامح!
رن هاتفي فوق الثلاثين مرة، كان عمر، وبالطبع لم أجيب، اتصل بي الأولاد فأخبرتهم أن والدهم طلقني، كنت أعرف أن ذلك حتما سيؤذي نفسيتهم، ولكنهم كبروا ويجب أن يفهموا كل شيء، أولادي بالترتيب هم: علي وعمره سبع عشر عاما، طالب في الثانوية العامة، محمد وعمره خمس عشر عاما وهو في الصف الثالث الإعدادي ثم روان وهي لازالت في الحادية عشر من العمر في المرحلة الابتدائية، جميعهم متفوقون في المدرسة، فقد كنت متفرغة لهم ولوالدهم تماما.. والحق أنهم دائما ينجحون ويعرفون رأسي.. أم هو فقد رسب وأذاقني الخذلان أطنان أطنان… بكت روان لدى علمها بالخبر وصممت أن تأتي إلى فطلبت من أخيها علي أن يوصلها فأوصلها لتبقي معي وعاد هو إلى المنزل بناءا على رغبتي.
في المساء دق جرس الباب وأقسم أنني كنت أعلم الطارق.. لازلت أشعر به بقوة.. دخل عمر وتحدث إلى أمي وكنت أقسمت عليها بالله ألا تعاتبه على شيء وألا تبدي انكسار أمامه وأن تحفظ ما بقي من كرامتي.. طلب أن يتحدث إلي، فوافقت
– منى، انتي عارفة انتي إيه عندي.. وأنا مش عارف والله عملت كده إزاي.. أنا آسف.
= أنا إيه عندك.. لا مش عارفة والله أنا ايه عندك
– انتي ام ولادي، وعشرة عمري
= جميل.. والمطلوب؟
– ترجع لبيتك ولاولادك… دول ميعرفوش يعملوا اي حاجه من غيرك!
= اها.. كويس.. لكن طبعا أنا لي شروطي
– شروط ايه!!.. اتفضلي
= تمام.. شوف يا عمر انا سالتك انا ايه ف انت قلت اني ام اولادك.. ف هي دي الصفة اللي هرجع بيها بيتك
= مش فاهم
– هصدق انك مش فاهم وهفهمك.. انا ام أولادك.. مراتك اه بس ده على الورق.. انت دلوقتي متجوز سارة.. سارة بس… ليا عندك مصروف البيت ومصروفي الشخصي ومصروف دروس الاولاد.. وليك عندي اهتم بالاولاد واربيهم واخد بالي منهم واحاول اوفر لهم جو صحي في ظل وجود مرات الاب!.. الاسبوع كله خليه لها ومبروك عليها.. الاكل والعشا والكلام ده انت عارف انه مش بيتعبني طبعا فعادي.. لو حبيت حد يجهزلك اكل او يحضرلك الحمام ف انا مش همانع طبعا.. هحضر معاك المناسبات لو حبيت.. وهستقبل اهلك وكل الامور هتكون في ظاهرها طبيعي.. لكن اللي جوا ده هيكون بينا احنا.. لا اهلي ولا اهلك ولا حتى الولاد هيعرفوا!
= ليه كل ده؟؟ ليه يا منى..
– ده اللي عندي
= تمام.. مصروف البيت معروف ايه بقا حكاية مصروفك ومصروف دروس الاولاد؟؟
– مصروف البيت ده لطلبات البيت من اكل ولبس ومستلزمات.. مصروفي الشخصي عشان لو حبيت اشتري حاجة.. وعموما خلاص انسى موضوع مصروفي الشخصي ده.. مش عايزة منك حاجة.. مصروف دروس الاولاد ده بديهيا كده للدروس.. عشان انا للاسف مش هذاكر تاني للأولاد مش هكون متفرغة!
= متنسيش انهم لسه ولادك.
– وولادك انت كمان… وطبعا الراجل هو اللي بيقوم على شؤون بيته.. ولا انت مش عارف الموضوع ده؟
= كأني بكلم واحدة تاني.. إنسانة عمري ما عرفتها
– أنا هما الاتنين.. وكلنا كده ع فكره.. كل ست كده.. انا هي منى اللي انت اتجوزتها من سنين… وانا هي منى اللي انت عملتها من كام يوم.. كلها ردود افعال.
= ماشي يا منى.. زي ما تحبي.. موافق!
.
.
رتبت أموري واقنعت والدتي أنه قد تم الصلح ولم أخبرها عن الاتفاق.. عدت إلى المنزل وكانت سارة زوجته قد عادت أيضا، جلست في غرفتي وبدأت ارتب للقادم، طرق الباب ثم دخل ليخبرني أنه عائد إلى العمل، رددت بابتسامة باردة ليس لها معنى وعدت لاقرأ في الكتاب الذي بين يدي.. قرأت جملة وقفت عندها ل ثوان ” أحبيه كما لم تحب إمرأة.. وانسيه كما ينسى الرجال”.. صدقتي يا أحلام.. انهم حيوانات تأكل وتنسى فقط!
سمعت صوت أشياء تتحطم في غرفة سارة.. خرجت من الغرفة فزعة، هرولت إلى غرفتها فسمعت صوتها وكأنها تتحدث إلى شخص ما، حاولت أن استمع إلى ما يدور في الغرفة ولكني لم أستطع، فتحت الباب فجأة فوجدتها وقد انتكش شعرها الأسود الطويل واحمرت عيناها بشكل مرعب بينما يتساقط الدم على وجهها… ثم بدأت في الصراخ!!!.. يتبع