اليوم سأحكي لكم عن قصة طفل بريء يدعى ” عبدالله” سوري الجنسية يعيش مع امه وابيه في السعودية, لم يعرف من الحياة سوى امه وابوه ولم يعلم ان مستقبله القريب الذي ينتظره اسود وان نهايته ستكون بين يدي من يشعر بالامان بحضنه .
.
.
.
.
مرت السنوات الاولى من الزواج على الزوجين من دون مشاكل ولكن شاء الله أن لا يستمرا مع بعضهما وانفصلا لأسباب لم تذكر .
وكالعادة بعد كل انفصال يحدث بين الزوجين خلاف من يحصل على حضانة الاطفال ويبدأ طريق المحاكم الطويل , كسبت الام الحضانة و عاش عبدالله مع امه وأخواله
اما والده تزوج من امرأة اخرى وعاشوا في الرياض وبعد فترة جاء الاب لمنزل ام عبدالله وأخذ عبدالله ليعيش معه ومع زوجته الجديدة , وبالرغم من ان الحضانة للام عاش عبدالله مع والده ولا اعلم هل اخذه رغما عن الام ام ان الام هي من تخلت عنه وطلبت من والده ان يأخذه.
فوالده يقول ان امه هي من تخلت عنه لانها لا تريد تربيته وأمه تنكر ذلك وتقول بل اخذه منها منذ سبعة شهور قبل حدوث الفاجعة ولم تراه الا مرتين، وعندما سُئِلت لماذا لم تطالب به وتبلغ الشرطة
فالقانون معها لانها تملك صك الحضانة , قالت ذهبت للشرطة ولم يهتموا لأمري ولم اقوم بالمطالبة به وقالت بأن كل ذلك يرجع الى جهلها وخوفها على ابنها وإخوانها كان سبب سكوتها عن شكوى الجهات المعنية على العاملين في قسم الشرطة أو على طليقها، وبذلك استسلمت الام للأمر.
في هذه الفترة لم تستطع ام عبدالله الوصول لطفلها ولا حتى رؤيته لمدة سبعة أشهر استسلمت للامر , عاش الطفل عبدالله مع والده وزوجته إلى ان جاء اليوم المشؤوم ، إليكم تفاصيل الحـ ـادثة كما كتب في صحيفة الرياض
ان طوال فترة السبعة أشهر كان عبدالله يتلقى شتى انواع التعـ ـذيب من والده وزوجته وأصبح جسد ووجه مبقع بالكدمات والرضوض.
وفي يوم كان يعنّف فيه سقط عبدالله على الارض ولفظ انفاسه الأخيرة, وتم نقله لأقرب مستشفى وأخبروا الاب بأن الطفل قد مـ ـات هنا الطبيب الذي فحص عبدالله ابلغ الشـ ـرطة بما حدث و تم رفع تقرير بحالة الطفل المعـ ـنف للجهات المسؤولة.
.
.
وتم طلب فحص جـ ـثة الطفل في الطب الشرعي وبالفعل تبين من خلال الفحص ان الطفل عبدالله قد تعرض لعنـ ـف شديد وكدمات متعددة بالرقبة والوجه وأعلى الصدر والكتف الأيسر وكدمات بالأبط الأيسر وسحجات بأعلى الفخذين وكدمات بالركبتين والقدمين و قال الطبيب الشرعي بأن
الإصاـ ـبات بجسد عبدالله حيوية، البعض منها سبق وقت الوفـ ـاة بيومين، وأن السبب الفعلي للوفـ ـاة يرجع إلى إصـ ـاباته برضوض بالغة بالرأس، واعتبر تفاوت أزمنة الإصابات، تشير إلى تعرض الطفل عبدالله للضـ ـرب العنيف وسوء المعاملة باستمرار وليس فقط اليوم الذي مـ ـات فيه.
وبذلك تم القبـ ـض على الاب وزوجته ونقلهما الى التحقيق وأثناء التحقيقات أنكر الاب وزوجته أنهما قد تعاملا مع عبدالله بالسوء وقال الاب ان ابنه كان كثير السقوط ودائما كان يدخل عليه في غرفته ويجده يحاول ان يشـ ـنق نفسه بقطعة قماش وتصرفاته هذه ترجع لتأثره بأفلام الكرتون فهو دائما يقلدهم خاصة بالحركات العنـ ـيفة.
اما زوجته فقالت ان ابن زوجها كان يعـ ـاني ضعفاً في عينه اليمنى لذلك كان كثير السقوط مما سبب له الكدمات المتفرقة بجسده ولكن اقوال الجيران كانت مختلفة قالوا انهم كانوا يسمعون صوت صـ ـراخ وبكاء الطفل كل يوم بعد العاشرة مساء.
.
.
.
تابعت الشرطة التحقيقات مع كل من كان قريب للطفل وتوجهت للمدرسة التي كان يدرس بها كان عبدالله، وعندما سألت الشرطة احد معلميه قال : لاحظتُ تغيراً كبيراً في مستواه خاصة بين الفصلين الاول والثاني
وعندما سألت علمت ان عبدالله كان يمر بظروف بسبب انفصال والديه وحرمان والده من أن يرى امه, وهذا أمر طبيعي في حاله، نافياً أن عبدالله كان مريضا لقد كان طفل ذكي وأن الشقاوة التي يمر بها كانت طبيعية نتيجة التفكك الأسري، ونحن لا نتدخل في
.
.
المشكلات الأسرية، ولكننا على تواصل مع الآباء والأمهات، وعندما سألت الاب عن تدهـ ـور حالة عبدالله قال انه متأثر من فراق امه التي لا تريد رؤيته .
و تم استدعاء والدة عبدالله قالت : ان طليقها وزوجته
كانا يربطان ابني بلاصق لساعات وعندما قال لي عبدالله بذلك لم يكن بيدي فعل شيء لقد كنت جاهلة وضعيفة خفت ان اتصرف ! و تم مواجهة الاب وزوجته باتهام الام وزعموا أن تقييده كل ليلة بـلاصق كان توصية من شيخ وراقي للرقية الشرعية، وذلك لأنه يفتح باب المنزل للغرباء, استمرت التحقيقات وجلسات
.
.
المحاكمة للأب وزوجته واستمرا بالنـ ـفي والإنكار.
على رغم أن تقرير الطب الشرعي أكد أن الوفـ ـاة نتيجة تعرض الطفل
للعـ ـنف في أماكن متفرقة من الجسم ، ام الحكم على المتـ ـهمين
بالسـ ـجن لمدة 15 عاماً و1500 جلدة.