فرح نعمان بصديقته فقد كانت تحبه كثيرا وكانا يسهران كل يوم ويحكى لها أخبار الإنس وقص عليها حكايته مع أبيه
فتألمت لذلك وفي الصباح جاء الولد لأمه وقال لها : ما قام به السلطان في حق إخوتي هو ظلم وعليه أن يسامحك ويفتخر بي أمام الناس
لكن الأم قطبت جبينها وقالت : يبدو أنك لم تستوعب الدرس المرة الأولى فأبوك همه الوحيد هو العرش ولو علم أننا هنا سيبعث ورائنا جيشه وحينئذ ستخسر هذه الحياة الرائعة وصديقتك الجنية فكر جيد
لكن نعمان أصر على رأيه وقال :لا خير في ولد لا يعترف به أبوه وسيفعل ذلك رغم أنفه وأنا أعرف كيف أنزع تلك الوساوس التي زرعها العرافون في عقله
يتبع….. ….. كتب نعمان رسالة إلى أبيه السلطنة وغافل أمه وأرسها مع قافلة كانت تمر قريبا من القصر وجاء فيها :قتلت إخوتي دون حق وقاتل النفس لو علمت آثم وطردت أمي ليلة مطر منهم ولم تخف في الله لومة لائم فتب إلى خالقك وسبّحه
كيفما كنت راكعا أو قائم
أعطانا الله من خيره قصرا وخير الرّزاق دائم أنا إبنك ودمك وأنت أبي وما ينفعك العرش وحفنة من دراهم