لا عز كعِز الأب ولا دلال بعد دلاله
دون أن يساعدها أحد ، مسحت وعها وذهبت في اليوم الثاني وطلبت استدعاء ولي أمر تلك الزميلة التي دفعتها ، فلما حضر أخبرته بما فعلته ابنته وسببت به من حزن وحرج لابنتي فأجبرها والدها على الاعتذار لابنتي على مرأى جميع من في المدرسة وقُمت بنقلها من تلك المدرسة كيلا تشعر بالحرج أو الضعف من جديد خاصةً أنه لم يُقدر ضعفها أحد ويأخذ بيدها بل ضحك الجميع حين وقعت أرضًا ، و كان سبب استدعائي لولي أمر الفتاة قبل نقل ابنتي هو رد اعتبارها أولًا أمام الجميع .
.
ثم سكت لحظات ونظر للخطيب الذي لم يفهم مغزى القصة بعد وعاد يُكمل قائلًا :
-حين دخولها الجامعة كنت أُنهي عملي وأذهب لانتظارها ريثما تنتهي لنعود سويةً ولا تتعرض لمكروه أو يتعرض لها أحد فأنا أخاف عليها كل الخوف وأُدللها كل الدلال ، أخشى أن تمر بها نسمة هواء باردة فتصاب بزكام ، وكل ما أخشاه عليها أن يُصاب قلبها بأذى .
.
فقاطعه الخطيب وقد فهم مقصده ، فأردف والدها قائلًا ولم يُعطه فرصة الحديث قبل الانتهاء من كلامه :
-لم أُعزز ابنتي طوال عُمرها ليأتي في النهاية رجل يُؤذي قلبها ويُذرف عينها بالع كل ليلة ، وي خاطرها ويُحرجها ويقسو عليها أمامي ، هذا ونحن بالخطبة فماذا بعد الزواج ؟ .
ابتلع خطيبها ريقه بصعوبة ولم تُسعفه الكل للرد أبدًا .
.
ثم نظر لابنته التي توقعت مايقصده قائلًا :
-اي الدبلة فورًا .
رأى في عينيها نظرة استعطاف ألا يفعل ذلك فقال بكل حزم :
-أعلم أنها المرة الأولى التي أُرغمك فيها على شيء لكن من لا يعرف قيمتك ويهددك بالرحيل لا يستحقك أبدًا . #ريم_السيد
أنهى كل شيء في هذه الجلسة وهو يعي تمامًا أن ابنته ستحزن لب الوقت لكن لب الوقت خيرًا من أن تحزن عمرًا كاملًا مع رجل لا يُقدرها بل وربما يتركها وقتما يحلو له ! .
“لا عز كعِز الأب ولا دلال بعد دلاله ”
بقلم / ريم السيد