لا عز كعِز الأب ولا دلال بعد دلاله
لاحظ الأب تغير مزاجية ابنته بالكامل بعد خطبتها ، ساعة يراها سعيدة وساعة تكون حزينة حد ، ساعة تجلس وحيدة دون اختلاط بهم أو الحديث إليهم كالمعتاد وساعة تجلس بينهم شريدة البال لا تُشاركهم بأي تفاعل ، عينها انطفأت ، إشراقتها بَهُتت ، حالها استكان تمامًا ، حتى دخل ذات ليلة عليها وهي تشهق من فلما سألها قالت :
-كلما حلّ الخلاف بيننا قال لي أنتِ سيئة ولا تصلحين لي كزوجة ثم في اليوم التالي يُني وكأن شيئًا لم يكن ! … يُ لطوال الوقت بتركي وها هو زواجنا بعد عدة أشهر قريبة .
قال الأب :
ولمّ ن ؟
.
تعجبت وقالت :
-أخاف أن يتركني بالفعل ولم يتبقى سوى القليل على زواجنا !
تنهد قائلًا :
-إذًا هذا مايجعله يُهددك طوال الوقت ، أنكِ تشعرينه أن حياتك ستتوقف بدونه .
.
تماسكت وهي تقول :
-بالطبع لا يا أبي أنا لا أبث له بحقيقة هذه المشاعر لكن خوفي من الفراق وقد اعتدت عليه وبنيت حياتي بالكامل معه هو مايجعلني أبكي .
راحت تُكمل بكاءها فيما ضمّها الأب إلى صدره وتركها لأمها التي بدأت بالربت على كتفها وهي تُخبرها أن والدها سيتولى الأمر ، ثم أرسل له برسالة أن يحضر في الغد للعشاء معهم ليتحدث معه خاصةً أنه يعلم كم تحبه ابنته .
.
حضر الخطيب في اليوم الثاني مساءً فلما دخل لم يُعرها أي أهمية بسبب مابينهم من خلاف ، فتبدلت معالم وجهها وأحزنها تصرفه القاسي أمام والدها ، طلب والدها أن تُحضر العصير وتأتي للجلوس ، ثم قال بكل رصانة وهدوء ناظرًا بكل تركيز إلى الخطيب :
-في السادسة من عمر ابنتي عادت من المدرسة باكية لأن زميلة لها دفعتها أرضًا وضحك على شكلها الجميع