التأمل في أركان العبادات والبحث عنالحكمة التي تكمن ورائها هو من دواعي أداء العبادات بخشوع وحضور عظيم للقلب والروح.
.
.
.
.
والصلاة هي من أهم العبادات فهيالصلة بين العبد وربه، ولعل كثيرون يتساءلون لماذا أمرنا الله أن نركع مرة واحدةونسجد مرتين فيها؟.
السجود وحكمة الخلق والبعث
سأل رجل سيدنا علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): لماذا نسجد مرتين، ولماذا لا نسجد مرة واحدة كما نركع مرة واحدة، قالرضي الله عنه: من الواضح أن السجود فيه خضوع وخشوع أكثر من الركوع، ففي السجود يضعالإنسان أعز أعضائه وأكرمها (أفضل أعضاء الإنسان
.
رأسه لأن فيه عقله، وأفضل ما فيالرأس الجبهة) على أحقر شيء وهو التراب كرمز للعبودية لله، وتواضعاَ وخضوعاً لهتعالى، سأل: لماذا نسجد مرتين مع كل ركعة، وما هي الصفة التي في التراب؟ فقرأ أميرالمؤمنين رضي الله عنه الآية الكريمة بسم الله الرحمن الرحيم (منها خلقناكم
.
وفيهانعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى) صدق الله العظيم، أول ما تسجد وترفع رأسك يعني(منها خلقناكم) وجسدنا كله أصله من التراب وكل وجودنا من التراب، وعندما تسجدثانية تتذكر أنك ستموت وتعود إلى التراب وترفع رأسك فتتذكر انك ستبعث من الترابمرة أخرى.قال البهوتي في كشاف القناع: وإنما شرع تكرار السجود في كل ركعة دون
.
.
.
غيره لأن السجود أبلغ ما يكون في التواضع لأن المصلي لما ترقى في الخدمة بأن قام ثم ركعثم سجد فقد أتى بغاية الخدمة، ثم أذن له في الجلوس في خدمة المعبود فسجد ثانياًشكراً على اختصاصه إياه بالخدمة وعلى استخلاصه من غواية الشيطان إلى عبادة الرحمن.لأن السجود غاية التواضع والعبودية لله تعالى،وفيه تمكين أعز أعضاء الإنسان وأعلاها وهو وجهه من التراب الذي يداس ويمتهن.