«شكرًا فرصة سعيدة».. عبارة بسيطة قالتها الفتاة العشرينية «آية» ردًا على عرض للزواج من خلال مكالمة هاتفية لم تتعدَ الدقيقتين، لتفتح النار عليها صباح اليوم عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، بعد أن نشر حسابًا باسم شخص يدعى محمد أحمد عبدالعزيز عبر صفحته الشخصية كلمات لاذعة طالت الفتاة وأسرتها وسريعًا ما حذفها.
.
.
.
.
«كنت هتقدم لواحدة اسمها آية من أسيوط حاصلة على كلية علوم فقالت لأختي فرصة سعيدة، فرصة سعيدة لكِ ولأمك ولأبيكِ في نار جهنم إن شاء الله، وهذا هو دعائي
عليكم لأنهم لم يحسنوا تربيتك لأنكم جميعًا في نار جهنم».. انتشرت هذه الكلمات كالنار في الهشيم خلال الساعات الماضية، وتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع وحصدت آلاف التعليقات والمشاركات.
«آية» تعمل مندوبة بإحدى شركات الأدوية
وتقول «آية.أ»، الحاصلة على بكالوريوس علوم من جامعة أسيوط، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إنّها لا تعرف صاحب المنشور الذي قام بالتشهير بها عبر فيس بوك ولم يسبق أن التقت به من قبل: «الشخص ده أنا معرفوش أصلا ولا عمري شوفته ولا أعرف هو مين».
وتحكي صاحبة الـ24 عامًا أنّها تعمل مندوبة بإحدى شركات الأدوية وكانت زيارتها الأولى منذ قرابة الأسبوع لمنطقة تدعى «دِلجا» التابعة لمركز دير مواس في المنيا، استغرقت حوالي 60 دقيقة فقط بحثًا عن الأطباء، والذين فوجئت بوصولهم القرية في وقت متأخر فقررت الانصراف سريعًا: «كانت أول مرة في حياتي أروح المكان ده بدور على الدكاترة وعرفت إنهم هيوصولوا المغرب وطبعًا مكنتش هقعد كل ده فـ مشيت على طول ومسيبتش رقمي لحد».
اتصال هاتفي استقبلته ابنة محافظة أسيوط صباح أمس، من إحدى العاملات بصيدلية في قرية دلجا أثار الخوف في نفسها بعد أن أخبرتها أنّ هناك أحد الأشخاص يبحث عنها في جميع الصيدليات: «لقيت واحدة بتكلمني بتقولي أنا وصلت لرقمك من واحدة أعرفها، وفيه واحد بيلف عليكي الصيدليات وبيدور عليكي، وشكله حد محترم وعايز يتقدملك، فقولتلها الموضوع صعب بالنسبالي أنا من أسيوط ومش هاخد حد من بلد بعيد عني، واعتذرلتها ومقولتش حاجة وحشة في حقه وقفلت معاها».
بعد ساعات قليلة، استقبلت الفتاة العشرينية اتصالًا آخر من شقيقة «محمد»، لتعرض عليها الزواج من شقيقها مرة أخرى بعد أن حصلت على رقم هاتفها من الطبيبة الصيدلانية التي هاتفها سابقًا: «لقيت أخته كلمتني نفس اليوم بليل بتقولي أخويا شافك وعايز يتقدملك، قلتلها معلش والله أنا آسفة مش هينفع، قالتلي طب اديني حد من أهلك، قلتلها مش هينفع، سألتني طب أنتي مرتبطة قلتلها اعتبريها أي حاجة بس أنا مش موافقة وفرصة سعيدة وإن شاء الله تلاقيله حد أحسن» بحسب آية.
.
.
اتصالات هاتفية ورسائل على تطبيق واتساب انهالت على «آية» صباح اليوم بعد تداول هذا المنشور الذي كان يحمل رقم هاتفها المحمول بين سطوره: «أنا مكنتش أعرف اسمه ولا شوفت صورته حتى، وصحيت على أرقام غريبة بعتالي البوست وبتقولي خدي بالك من نفسك والحقي واتصرفي وناس قالتلي بلغي القسم واتخضيت طبعًا من الكلام اللي كان كاتبه»، بحسب الفتاة العشرينية التي أكدت أنّها بالفعل تواصلت مع إحدى محاميات حقوق المرأة لتتخذ إجراءً قانونيًا تجاه هذا الشخص: «المحامية لسة هتشوف الدنيا فيها إيه وبكرة احتمال نروح النيابة».
وتقول آية إنّ زيارتها لقرية دلجا كانت الزيارة الأولى والأخيرة، مؤكدةً أنّها لن تفكر بالزواج فيها أو حتى الذهاب إليها بدافع العمل مرة أخرى: «أنا مستحيل أعيش هناك بعد ما روحت وشوفت منظر البلد وإن المواصلات بتاعتها عربية نص نقل وبلغت الشركة إني مستحيل أنزلها تاني حتى لو هترفد».
وبحسب البطاقة الشخصية التي حصلت عليها «الوطن» فإنّ الشخص صاحب المنشور المتداول يدعى محمد أحمد فؤاد عبدالعزيز، يبلغ من العمر 34 عامًا، ويقطن بمركز دير مواس بمحافظة المنيا، وحاصل على ماجيستير في الفقه الإسلامي والقانون العام.
.
.