ايه الحيرة دي بس؟
بابا مش هيسيب محامي في البلد إلا أما يسأله عن طريقة ياخد بيها فلوس كتير من عادل كتعويض..
أنا مستحيل أخلي بابا يعمل في عادل كده، مراته هتدمره لو عرفت بموضوع كتب الكتاب ده..
أووووووف، لازم أتصرف بسرعة، لازم أعمل أي حاجة أنقذ بيها الموقف..
أعمل ايه؟
أعمل ايه؟
التوتر مش مخليني أعرف أركز..
بس .. مفيش غير طريقة واحدة ولازم أنفذها حالا ويارب تنجح وتجيب نتيجة مع بابا..
فتحت اللاب توب بتاعي بسرعة، وعملت إيميل جديد باسم عادل،
وبنفس الايميل عملت حساب باسم adel saif eldeen
فضلت أنشر منه صور لعادل قديمة، وبوستات، وصور فنادق، وصور مطاعم، وصور شوارع في شرم الشيخ، وصور كان باعتهالي زمان من جوة شغله..
وعملت بحث عن شوارع وأماكن مشهورة في ميونيخ، ونشرتها، لحد ما الحساب بقى مليان منشورات..
وفتحت مسنجر، وبعتت منه رسالة لنفسي بقول فيها:
_ فرح، أنا آسف إني سافرت فجأة، وأوعدك إني مش هتأخر، وهبعت لك كل أول شهر مبلغ ٥٠٠٠ جنيه مصاريف شخصية ليكي، بس ياريت مفيش حد يعرف عنها حاجة غير أهلك، علشان أهلي لو عرفوا ممكن يقسموا فيها معاكم، وأول ٥٠٠٠ جنيه هتنزلي تستلميها الصبح بنفسك
«الرسالة طويلة شوية، وهبلة كمان شويتين، بس اهم حاجة بابا يرتاح شوية، وكمان يحفظ السر، وما يقول حاجة لبابا عادل عنها»
اتصلت بيه أسأله انت فين يابابا، وتعالى ضروري قبل ما تكلم أي محامي، عندي ليك مفاجأة حلوة..
رجع بابا البيت بسرعة، فتحت له رسالة المسنجر وقراها، وبعد كده فتح الحساب يقلب فيه شوية..
وبص عليا يقول لي:
_ أهو ده تعويض مناسب، لا يمكن هنوصل له بالمحكمة، خصوصا أن السنة كده بستين ألف جنيه.
_ طبعا يا بابا .. علشان كده كلمتك تيجي يا حبيبي
_ بس تخليه يبعت الفلوس على اسمي واستلمهم أنا
_ ما اهو حط الاسم ع السيستم وهتتبعت الفلوس تلقائي كل أول شهر باسمي
_ سيستم ايه؟ هو انتي هتقبضي من الشؤون الاجتماعية؟
.
.
_ مش عارفة يا بابا، بس أوعدك كل أول شهر استلم الفلوس واجيبهالك، تاخد منها اللي عايزه وتسيب لي الباقي
_ كنت انتي بنتي وتربيتي بصحيح..
وفي الصبح من بدري طلعت ع الشقة، فتحت الخزنة، وأخدت منها ٣٠٠ يورو، وروحت حولتهم بالمصري، ورجعت ع البيت على طول سلمت لبابا ال ٥٠٠٠ جنيه..
في الليل كده، جات أخت عادل تقول لى عن خبر حلو وكانت فرحانة بيه أوي..
مرات عادل الألمانية صحتها اتدهورت خالص، ودخلت الإنعاش بسبب جرعة م.. خد…. وخم كبيرة في سهرة عائلية، وبتصا. ارع الموت، وعادل هينتهز فرصة مرضها وينزل مصر يتمم إجراءات الزفاف..
سألتها، هو عادل كلمكم على ايه؟
قالت: ع الفون عادي
سألتها:
هو الفون مش متراقب؟
قالت:
معرفش، بس هو دايما يكلمنا فون، ومراته بتكون جنبه.
.
.
ايه اللغز المحير ده؟ هو ازاي متراقب، وازاي قدر يتصل بأهله يقول لهم ان مراته في الانعاش وهو هينزل مصر يتجوز؟
طلبت منها رقمه الدولي، لكنها رفضت، وقالت عادل هو اللي طلب منها تعمل كده..
_ يعني عادل قال لك بلاش فرح تعرف رقمي؟
_ اه .. حاجة زي كده
« أخته مشيت وسابتني في حيرتي»
ومفيش نص ساعة وسمعت صوت بابا عادل جاي عند بابا يخلصوا شوية اتفاقات..
قلبي وقف ساعتها وبقيت في نص هدومي، واتخضيت وحسيت برعشة شديدة.
روحت عند أوضة الضيوف، واتصنت عليهم، رغم إن ماما زعقت لي مرتين تلاتة علشان عيب كده، وسمعت الحوار اللي بينهم..
.
.
_ طيارة عادل ابني هتكون في مطار القاهرة عشرة الصبح بكرة، عايز يعمل فرح كبير من داخل الأسبوع ده
_ غريبة أنه مقالش لفرح بنتي إنه جاي
_ علشان مفيش أي وسيلة تواصل بينه وبينها غيرنا
_ ما هو بعت لها ع المسنجر يقول لها هتأخر، وبعت لها كمان خمستلاف جنيه مصاريف
_ خمستلاف جنيه؟ بتوع ايه؟ أنا ابني مقاليش حاجة زي كده، ثم إنه صفحته ع الفيسبوك مقفولة من أول ما سافر ألمانيا
_ متعطلة ايه؟ إذا كنت أنا شايفها بنفسي مع فرح، وقال لها بكرة الصبح الفلوس هتكون عندك، وفعلا نزلت البنت جابت الفلوس..
.
.
_ والفلوس دي بعتها على ايه؟ بنك، ولا شركة، ولا مع حد جاي..
«في اللحظة دي حسيت برعشة شديدة، والدنيا بتلف بيا، ووقعت من طولي، فقدت الوعي»
ومع اني مغمى عليا الا أني سامعة بابا جوة بيقول لأونكل بابا عادل «استنى أنادي لك فرح نسألها»
خرج بابا م الأوضة لاقاني مغمى عليا، صرخ كده، وجري غ الفون بتاعه وطلب الإسعاف، وطلعوا بيا ع المستشفى..
.
.
كان نفسي في اللحظة دي يكون عندي حاجة تستاهل عملية، أو حجز في العناية المركزة، المهم حاجة تخليني أسبوع بعيد عن تحقيقاتهم وأسئلتهم، لحد ما يوصل عادل ويستقر واحتمي بيها..
لكن للأسف، أنا بدأت أفوق في الاسعاف وانا في الطريق، و دي في حد ذاتها مصيبة سو دة، كارثة، ورطة..
ماما وبابا في الإسعاف، واونكل وطنط أهل عادل ورانا بتاكسي..
لو قمت وبابا عرف أني كويسة، مش بعيد ينزلني م الإسعاف في الطريق علشان يشبع فضوله ويعرف انا جبت الفلوس دي ازاي ومنين، وانا مستحيل اكشف سر عادل.
روحت عاملة نفسي ميتة خالص، واندمجت في الدور، وغبت عن الوعي تماما..
الدكاترة في الطوارئ عملوا كل حاجة علشان افوق، وانا عايشة في نفس الدور..
وبصراحة كانوا صعبانين عليا أوي، لأنهم متأكدين اني كويسة ومفيش أي حاجة، وعملوا رسم قلب ورسم مخ، وأشعة وتحاليل دم، وسخروا كل إمكانيات المستشفى، وفي الآخر دكتور منهم قال خلوها تاخد لها يومين في العناية المركزة، يمكن عايزة تهرب من أهلها شوية..
دكتور تاني قال:
حرام عليك ياخي دي بنت، وأي شك يمس سمعتها
رد عليه الدكتور الأول:
شك ايه أنت كمان، هو انا قلت عنها حامل، ولا شايفني ماسك ميكروفون ونازل افضحها في الشوارع؟
وهنا الدكتور قال طلعوها العناية المركزة يا جماعة، وبلغوا أهلها أنها كويسة بس هتقعد معانا في العناية المركزة شوية..
طلعت العناية فوق، وسمعت بابا عادل بيقول لمراته:
والله البنت دي وش فقر، وانا مستحيل أخلي عادل ابني يرتبط بيها
مامت عادل قالت له:
_ متقولش كده، ده ابنك بيموت فيها
بابا عادل قال لها:
_ يارب تمو، زي ما ما. تت مراته الألمانية، خلينا نخلص منها هي كمان
«في اللحظة دي كنت هقوم من مكاني، لولا إن الأسانسير كان وصل، والممرضين دخلوني الاسانسير وطلعنا»
بس مرات عادل ماتت امتى وازاي؟ وأخته ليه ما قالتليش أنها ماتت؟ والراجل ده ناوي يعمل ايه مع عادل علشان يعطل جوازتنا؟
أووووووف .. يا ترى انت مخبي لي ايه يا بكرة بس
رواية صد. مة فرح. الجزء الخامس
.
.
.
.