دخلت وقفلت الباب وبابا سابني ونزل يجيب عربية،
عمري ما كنت اتخيل إن البيوت بتوحش أصحابها بالشكل ده، والبيت اللي كنت عايزة أروح أولع فيه من شوية أول ما دخلته فضلت أعيط، ياااااه داخلة بيتي زي الأغراب لأول مرة.
وقفت في كل ركن فيه أبكي كل لحظة حلوة عشانها سوا هنا هزرنا سوا وضحنا سوا، وهنا اتخانقنا وزعقنا لبعض، وهنا اتصالحنا وهنا اتجننا على بعض وجرينا ورا بعض، وهنا صالحني وهنا قال لي أنا آسف متزعليش مني،
وهنا اتزحلقنا لما كنا بنضف البيت سوا، وهنا.. قلبي فضل يدق بسرعة.. هنا أوضتنا اللي اتقفل علينا فيها باب واحد وكل واحد فينا شاف التاني على حقيقته جريت على السرير قعدت عليه وأنا منهارة من العياط للصدفة الجاكت بتاعه كان جنبي أخدته في حضني وأنا بعيط،
وحشتني بس خلاص مبقاش ينفع أنا آسف حسيت إن الوقت وقف وقلبي لأول مرة بيدق، مكنتش بحلم، كان هو واقف على باب أوضتنا، خاسس النص وشكله تعبان وضعيف ومكسور.. وحشتيني ..
لأول مرة معرفش المفروض أهرب ولا أفضل واقفة في مكاني، بس افتكرت كلمة بابا لما قال لي إنتوا تستاهلوا فرصة تانية.. رُدي قولي أي حاجة! ..
.
.
أنا عارف إني غلطان وإني جرحتك، بس صدقيني غصب عني، إنتِ متعرفيش هي كانت بتتكلم معايا ازاي وبتحاول بكل قوتها تجذبني ليها، أنا كنت بجيلك أقول لك قربي مني أكتر حبيني أكتر كنت بخاف إنها تكسب،
عمري ما شوفت ست بتتعامل مع راجل زي ما هي كانت بتحاول تعمل، كانت شبه الفخ بتحاول توقعني فيها بأي طريقة وأنا كنت بحاول بكل قوتي استغيث بيكِ بس مكنتش بقدر أقول لك إيه السبب! ..
.
.
افتكرت لما كان بيجي يقعد جنبي ويقول لي احضنيني متسبنيش إيّاكِ تفكري تتخلي عني، حسيت إنه صادق في كلامه بس قلبي كان موجوع .. هي زميلتي في الشغل من حوالي سنة، بقالها أكتر من سبع شهور بتحاول تقرب مني،
.
.
أنا مش بحاول أخليها تبان شيطانة وأنا الملاك البرئ بس هي كانت بتحاول تجذبني ليها بأي طريقة وكانت عارفة إني متجوز عاملتها وحش وأهانتها وطلبت اتنقل من قسمي بس في الاخر مقدرتش حركت جوايا حاجة، بس واللّٰه محصلش بينا حاجة أكتر من الكلام،
.
.
لكن لما فوقت عرفت إني جرحت أكتر إنسانه بحبها في الوجود، أنا عارف إن كلمة آسف مش كفاية، بس كان لازم أكلمك حتى لو لآخر مرة، اتصلت بعمي وعملنا الحكاية دي كلها عشان تدخلي هنا لآخر مرة يمكن لما نتكلم هنا ألاقي حاجة تشفع لي عندك وتسامحيني، هتسامحيني؟
.
.
ولا خلاص مفيش أي فرص تانية؟ مش هقـ مش هقدر أسامحك، على الأقل دلوقت، بس.. بس إيه؟ هااا قولي بس ممكن أدي لك فرصة عشان.. بجد؟ بتتكلمي جد؟
طب احلفي ملحقتش اتكلم لاقيته بيشدني في حضنه لأول مرة أحس إن هو ده مكاني الطبيعي اللي المفروض أكون فيه، حضنه وبس لو سمحت احنا اطلقنا مينفعش اللي إنتِ بتعمله ده! سيبني اسيبك إيه!
أنا رديتك، خلاص رديتك احنا لسه في العِدة، مفاتش منها غير شهرين و ١١ يوم وأنا رديتك وإنتِ موافقة صح؟ بتسألني بعد ما رديتني؟!
هو إنتِ كنت عايزة ترفضي؟ لأ. أنا مش هفضل أقول لك طول الوقت أنا آسف بس ربنا يقدرني وأخليكِ تنسي كل لحظة اتوجعتي فيها بسببي يا حبيبتي إلحق بابا بيتصل !
أكيد عايز يطمن هاتي أرد عليه، أيوه يا عمي، الحمدللّٰه، رجعنا الحمدللّٰه رديتها، ايوه أهي، خدي عايز يكلمك ايوه يا بابا.. اللّٰه يبارك فيك يا حبيبي.. ربنا يخليك ليَّ.. ايوه الحمدللّٰه.. ماشي يا حبيبي مع السلامة.
وحشتيني وحشتك! قولت لي بقى حركت جواك حاجة؟ اصبر عليَّ دا أنا هحرك رأسك من مكانها حبيبتي استهدي باللّٰه طب استني اطلب عمي يطلب لي الإسعاف مش هتلحق يا حبيبي مش هتلحق اتشاهد احسن، قال حركت حاجة جواه!
.
.
.
.