رواية ولكنها أمي بقلم مريم محمد
= قولتلك سيبينى ، أنا بكرهك بكرهك أبعدى عنى أنتِ مش بتفهمي
التمعت الدموع فى عين الواقفة أمام المتحدث و نزلت على ركبتيها حتى تكون فى مستواه و قالت : ليه يا مراد ليه ياحبيبى أنا بحبك أوى
ثم وضعت يدها على إحدى وجنتيه فنفض ذلك الصغير البالغ من العمر ست سنوات يدها و قال بغضب لا يتماشى مع طفل فى مثل عمره : أنتِ بتضحكِ عليا إذا كانت مامتى الحقيقية سابتني عايزة تقنعيني أنك بتحبينى المفروض اترمى فى حضنك دلوقتى صح !!
ثم أكمل و هو يأبى نزول دموعه : ملكيش دعوة بيا تانى و إلا ساعتها أنا هخلى بابا يمشيكِ من هنا .
تركها و رحل نظرت تلك الفتاة التى تدعى ” ياقوت ” و هى فتاة فى الخامسة و العشرين من عمرها إلى طيف ذلك الطفل الذى يُدعى ” مراد ” أبن زوجها ” ماجد ” ذلك الطفل التى اعتبرته من الوهلة الأولى أنه ابن لها و قد عزمت على أن تعامله أطيب معاملة و أحسنها و لكنها تفاجأت ببغضه الشديد لها إلى الآن لا تعلم السبب و لكن من يدرى ربما يُكشف كل شئ .
____________________________
بعدما رحل ” مراد ” من أمام ياقوت أخرج هاتف يدسه أسفل سريره و أتصل على أحدهم و قال بإبتسامة و هو يظن أنه فعل الصواب : أيوة يا تيتا أنا عملت زى ما حضرتك قولتيلى و قولتلها أنها لو قربت منى تانى هخلى بابا يمشيها
أجابه الطرف الآخر ببسمة مماثلة و لكنها ليست نقية أبدًا : برافو عليك يا مراد أنا هعملك كل اللى أنتَ عايزه
أجابها مراد بسرعة : هتخلينى أكلم ماما ؟
هزت جدته رأسها بعدم اهتمام و قالت : ماشى ماشى
ثم صمتت لبعض الوقت و قالت : دلوقتى هقولك تعمل أيه تانى علشان تمشى
هز مراد رأسه بحماس وهو يظن أن ما يفعله صحيح او لنقل أنه يُستغل من قبل جدته لتحصل على ما تريد قصت عليه ما يفعل و أستمع مراد بإنصات و بمجرد من إن أنتهت حتى قالت : سمعتني يا مراد و فهمت هتعمل أيه
قال مراد بخفوت : أيوة
ثم استرسل حديثه قائلاً : هو اللى احنا بنعمله ده مش غلط يا تيتا
قالت جدته بسرعة : لا طبعًا ياحبييى
ثم قالت بخبث : و لا أنتَ عايزها تخلى بابا يطردك من البيت
بعد مرور ثلاث ساعات : عاد ماجد من عمله بالشركة الخاصة بالبرمجة التى يعمل بها كرئيس لأحد الأقسام بسبب نبوغه فى ذلك المجال وجد ياقوت تُقبل باسمة نحوه و هى تقول : حمداً لله على سلامتك غير هدومك بسرعة علشان نتغدى
أبتسم لها ماجد بإمتنان وقال : حاضر
توجه إلى غرفته و لكنه ما لبث إلا أن سمع صوت طرقات خفيفة على الباب فأذن للطارق بالدخول و الذى لم يكن سوى مراد فقال بإبتسامة : تعالى يا حبيبى
قال مراد و هو يتصنع الخوف : أنا كنت عايز اقول لحضرتك على حاجة
أستغرب ” أمجد ” و قال : قول يا حبيبى فيه أي؟
= طنط ياقوت ضربتني و قالتلى أنها هتخليك تمشينى من هنا و تودينى الشارع
تصنم ” ماجد ” محله لا يصدق أذنيه هل ياقوت ؟ و لكن كيف ؟
أخرجه من دوامته صوت مراد قائلاً بخوف مصطنع : متقولهاش حاجة علشان متضربنيش
خرج ماجد من الغرفة متوجهًا نحو المطبخ بينما نظر مراد لأثره بإبتسامة و ذهب ليرى ما سيحدث نادى ماجد بغضب شديد على ياقوت فأستغربت بينما جذبها ماجد من ذراعها مما أدى إلى سقوط ذلك الطبق الممتلئ بالحساء الساخن على يدها و لكنه لم يهتم وقال : أنتِ ازاى تمدى أيدك على مراد و عاملة نفسك قدامى ملاك
استغربت ياقوت من وسط دموعها التى تساقطت بسبب ذلك الحرق و قالت بتلعثم : والله أنا معملتش حاجة حتى اسأله والله ما قربت منه
.
.
ابتسم ماجد ببرود و قال : إذا كان هو اللى اشتكى أنك ضربتيه و قولتيله إنى هطرده
أنتفضت ياقوت و قالت : والله العظيم ما قولت حاجة ثم أقتربت من مراد الواقف بعيد عنهم بعض الشئ و قالت ببكاء : مراد أنا ضربتك أو قولتلك أن بابا هيمشيك ؟
نظر إليها مراد ثم قال بخوف : أيوة يا طنط
هزت ياقوت رأسها بالنفى عدة مرات و قالت : لا لا متكدبش يا مراد قول إنى معملتش حاجة
قال ماجد بغضب : مراد تعالى هوديك عند تيتا ثم نظر إلى ياقوت بغضب بينما ظلت تهز رأسها عدة مرات بالنفى لا تدرى أتسقط دموعها بسبب ذلك الحرق أم بسبب ما حدث ؟!
أوصل ماجد طفله إلى والدته و ذهب بينما قال مراد بلهفة : يلا يا تيتا اتصلى بماما مش أنتِ قولتِ أنها عايزة تكلمني؟
توترت جدته و قالت بتلعثم : اه اه هبقى اخليك تكلمها
نظر إليها مراد بعند و قال : لا هكلمها دلوقتى
رضخت جدته لطلبه و أتصلت على أمه و بمجرد ما إن فُتح الخط حتى جذب مراد من جدته الهاتف و قال بلهفة و دموع : الو أيوة يا ماما وحشتينى أوى كنت عارف أنك بتحبينى و نفسك تكلميني أنا كمان نفسى أكلمك أوى يا ماما
أجابت أمه قائلة : عامل اى يا مراد ؟
اجابها مراد بلهفة : انا كويس أنتِ كويسة مش هتيجى علشان أشوفك
قالت والدته بلامبالاة : مش فاضية يا مراد و بعدين أنا شوفت صورتك
أجاب مراد بحزن : يعنى أنتِ مش عايزة تشوفينى
أجابته والدته قائلة : مراد أنا عندى شغل هقفل دلوقتى
و أغلقت الهاتف بينما تكونت الدموع فى مقلتى مراد و نظر إلى جدته و قال : مش أنتِ قولتيلى أنها عايزة تكلمني
أجابته جدته بلامبالاة : أمك مش بتحبك اعملها ايه
نظر إليها مراد بصدمة طفل و عقله لا يستوعب تلك الكلمات فمازال صغيرًا جدًا بعد
جلس محله بهدوء حتى جاء والده ليأخذه استقل السيارة بجانب والده و صمت بعض الوقت
ثم قال فجأة : بابا طنط ياقوت مضربتنيش و تيتا قالتلى إنى أقولك كده علشان تمشى طنط ياقوت
=…………………… يتبع
رواية الحلقة الثانية
ألتفت ماجد ببطئ لصغيره و هو يستمع إلى كلماته .
أبتلع ريقه حتى لا يتهور و يخيف صغيره أما ” مراد ” فكان يجاهد كى لا تسقط دموعه
تحدث ماجد و هو يضغط على يده قائلاً : ليه عملت كده ليه يا مراد ؟
.
.
أجاب مراد و دموعه تتساقط : تيتا قالتلى أنى لو عملت كده هتخلينى أكلم ماما و أن ماما عايزة تكلمني بس وجود طنط ياقوت هو اللى مانعها و أن كده أنتَ مش هتطردنى برا البيت
قال ماجد بصوت عالٍ : و أنتَ تصدق أنى هتخلى عنك
أنتفض الصغير أثر صراخه بينما صب ماجد كل تركيزه على القيادة وهو يفكر فى رد فعل ياقوت لقد ظلمها و لكنه كان ضحية أيضًا كيف له أن يصدق هذا ؟
وصل ماجد و مراد المنزل بعد عشرة دقائق و صفع ماجد الباب خلفه وقفت ياقوت بخوف من مكانها الذى لم تفارقه بينما نظر ماجد إلى ياقوت و هى تهز رأسها بعنف و نفى فى آنٍ واحد .
.
.
صاح ماجد بعنف و حدة : الأستاذ طلع بيكذب كل ده ليه ؟ علشان يكلم مامته اللى مسألتش عنه أصلاً
شهقت ياقوت أثر بكاءها و أحتضنت مراد و الآخر يبكى نظر إليها ماجد بإستغراب فلو كانت أخرى مكانها لما التفتت إليه مجددًا
_أبتعد مراد عن ياقوت و صاح بغضب طفولى و بكاء : أنتوا بتكرهونى ليه أنا معملتش حاجة ليه ماما بتكرهنى و سابتني ليه يا بابا بتزعقلى أنتَ قولتلى أنك بتحبنى أنا بكرهكم و بكره نفسى
نظرت ياقوت بعتاب إلى ماجد أما ماجد زفر بعنف و ذهب وراء صغيره
دخل ماجد لغرفة مراد رآه يضم صدره إلى ركبتيه جلس بجانبه و مسد على شعره بحنان فرفع مراد رأسه إليه بعيون حمراء أثر بكائه
.
.
تنهد ماجد و قال : ينفع اللى عملته ده يا مراد يعنى طنط ياقوت من يوم ما جات هنا و هى بتهتم بيك و واخدة بالها منك و من الحاجات اللى بتحبها و أنتَ تكذب عليها و تخلينى اتعصب بالشكل ده؟؟
أخفض مراد رأسه و لم يرد فقال ماجد بعتاب : طب أنتَ شوفت أيدها اتحرقت ازاى
رفع مراد نظره إليه بسرعة و قال بخفوت : أنا خوفت أتعلق بيها و تسيبنى و تمشى زى ماما
ثم استرسل قائلاً : هو أنا وحش يا بابا
= ليه بتقول كده يا حبيبى أنتَ مش وحش ولا حاجة
= أمال محدش بيحبنى ليه ؟؟
= كلنا بنحبك يا مراد أنا و طنط ياقوت
= ممكن تبقوا معايا على طول
ابتسم ماجد وقال : وعد أننا هنبقى معاك على طول
.
.
فى صباح اليوم التالى :
= طب مش ناوية تردِ عليا ؟
و لكنه لا يتلقى رد سوى الصمت تنهد ماجد و وقف أمامها و قال : طب أنا آسف للمرة المليون
نظرت إليه ياقوت بجمود و قالت : و أنا مش قابلة أسفك و لو سمحت متعطلنيش
= خلاص بقى يعنى أنا كنت عارف !!
قال ياقوت بحنق : والله أنتَ ازاى اصلا تصدق إنى اعمل كده
رد ماجد بأسف : أنا آسف أنتِ عارفة أنا بحب مراد ازاى خلاص بقى
نظرت إليه ياقوت و قالت : الفطار جهز يلا علشان متتأخرش على الشغل
تنهد ماجد بيأس و ذهب وراءها حيث الطاولة بضع دقائق أخرى و خرج مراد من غرفته سار نحوهم بإبتسامة و قال بهدوء و توتر : صباح الخير
أبتسم ماجد و قال : صباح النور أقعد افطر يا حبيبى
جلس مراد على الكرسى و نظر نحو ياقوت فوجدها تضع الباقى من الطعام على الطاولة و لم ترد عليه عبس وجهه و لكنه تناول إفطاره بهدوء و بعد مدة قام ماجد من موضعه
و قال : أنا رايح الشغل لو عايزين حاجة ابقى رني عليا يا ياقوت
هزت ياقوت رأسها بهدوء و لم ترد بينما أبتسم ماجد إلى مراد
قالت ياقوت بخفوت بعد أن خرج ماجد : أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه
نظر إليها مراد و قال بإستغراب : بتقولِ حاجة يا طنط
أجابته ياقوت بهدوء و لم تنظر إليه : لا
ثم أكملت : خلص فطارك علشان تقوم تعمل الواجب بتاعك
كانت ياقوت تجلس و هى تتصفح الهاتف فوجدت مراد يجلس بجانبها و لم يتحدث أدعت عدم انشغالها به فوجدته يقول بتوتر : أنا آسف
نظرت إليه ياقوت و لم ترد بينما أمسك مراد ذراعها و قال : هى بتوجعك
كادت ياقوت أن ترد و لكنها وجدت ماجد يتصل أمسكت الهاتف و لم تلبث إلا أن سمعت صوتًا غريبًا يقول : حضرتك زوجة الأستاذ ماجد محمود
قالت ياقوت بخوف : ايوة أنا
اجابها الطرف الآخر = الأستاذ ماجد عمل حادثة و هو دلوقتى فى المستشفى
=…………………….. يتبع..
رواية ولكنها أمي. الجزء الثاني
.
.
.
.