فردت دراعاتي في الهوا وغمضت عيني وأنا بسمع تحذيرات جين المتكررة اني إرجع بضهري بعيد عن الباب وأقفل الباب ومفتحهوش تاني أبداً ، الرعب اللي جوايا كان هيخليني أعمل كدا لكني تعبت من إني أكون دمية الشيطان ، واللي في بطني كان تاعبني ف كنت عاوزة أخلص منه ومن نفسي
ف ميلت بجسمي لقدام ووقعت من فوق الجبل وأنا بسمع صوت إبليس الحقيقي ورايا …
أنا كنت زيكم فاكرة إن الموضوع خلص لحد هنا ، لكن الحقيقة إن إشارة ربنا ليا في المنام هي اللي أنقذتني من وسطهم ، أول ما فتحت عيني لقيت نفسي على الأرض جمب محلات وناس ، أنا فتحت عيني لقيت عيال صغيرة بتجري تلعب وصوت أذان
أذان جامع ! الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ♡
كنت بسمع الصوت وبيدخل قلبي ويخلي عيني تدمع ، قومت وقفت والهوا بيحرك خصلات شعري الناشف من كتر غسيلة بالمياه بس ، والفستان اللي عليا متبهدل وجسمي مليان ندوب حمرا وزرقا
الناس كانت بتمر من حواليا عشان تروح تصلي وهما بيغضوا بصرهم عني عشان مينقضوش وضوءهم .. مر من جمبي شيخ ف جريت عليه وأنا بعيط وبحاول أبوس إيده
سحب إيده بتعفف وقال : أستغفر الله يابنتي ، إستري نفسك هدومك شكلها مقطعة
أنا بدموع : أنا هنا فين ؟
هو بإبتسامة جميلة : في أرض الله ، إنتي هنا في مصر
أنا بعياط : هو ربنا هيسامحني ؟
.
.
الشيخ : الله وحده أعلم ولكنه غفور رحيم وباب التوبة مفتوح دايماً بس تكون توبة نصوحة
كنت لسه هتكلم ف شاور بإيدة بأدب وقال : خشي يابنتي مصلى السيدات وإلبسي حاجة وغسلي نفسك
أنا بحزن : أنا نجسة مستحقش أخش هنا
الشيخ : لا إله إلا الله ، طب روحي بيتك يابنتي
بصيت حواليا ورجعت بصيت للشيخ بعياط ، خرج من جيبه خمسين جنيه وقالي : إنتي زي بنتي وهعتبرها لوجه الله ، روحي ولو عاوزة تحكي حكايتك تعالي هبقى موجود
وسابني ومشي راح يصلي
كنت ماشية جمب الناس ببصلهم بحنين وحب محصلش ، هما كانوا ماشيين صحاب بنات جمب بعض خارجين من دروس ثانوي وشباب ماشيين يهزروا ويضحكوا وواحد ومراته ماشيين مع ولادهم ومكشرين
.
.
هما كانوا تعبانين ومش طايقين بعض ، بس أنا كنت حاسة بدفا وأنا وسطهم رغم إني معرفهمش ، وكنت ببصلهم بطريقة بتخليهم يضحكوا عليا وعلى منظري ويستغربوه بس هما كانوا واحشني فعلاً ، صداعهم وصوتهم في الشوارع دا نعمة أنا اتحرمت منها بقالي فترة وسط كائنات لا تطاق .. لا تطاق حرفياً
وقفت تاكسي وكان متردد يقف ليا الصراحة بسبب شكلي ولكنه وقف مضطر ، قولتله على عنوان بيتي ووصلني وإديته الفلوس ونزلت
.
.
صاحبة العمارة أول ما شافتني رمت حاجتي عليا قبل ما أدخل حتى وهي بتقول : يلا بقى برا من هنا بالسلامة ، كفاية عطلة ووقف حال لحد كدا طالما مش قادرة تدفعي طرقينا
مسكت هدومي وحاجتي وأنا ببصلها بضعف وبقول بتوهان : طب أروح فين ؟
هي بغضب من غير ما تتعاطف معايا : إنتي شكلك كان معمول عليكي حفلة أغتصاب وباين أوي ف أنا مش عاوزة عمارتي تبقى شبهه دا غير إنك مبتدفعيش الإيجار ، الله يسهلك بعيد عني
.
.
أنا بعياط وقهر وبصوت عالي : الله لا يسهلك إنتي ، بحق الأذان دا حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي
هي بغضب وهي بتقفل بوابة العمارة في وشي : يلا غوري في داهية ..
وقفلته في وشي
فضلت ألملم حاجتي وأنا بدور وسط الشنط على حاجة ألبسها ، طلعت بنطلون جينز وتيشيرت نص كم ولبسهم ورا الشجرة وأنا ببص بحذر لأحسن حد يكون شايفني
.
.
خلصت ولميت حاجتي وفضلت قاعدة جمبهم مش عارفة أروح فين ، الأبواب كلها إتقفلت في وشي
لقيت ست عجوزة ماشية على عكاز قربت مني وهي بتبصلي بصدمة وبتقول : إيه يا بنتي اللي عمل فيكي كدا ؟
أنا بعياط : صاحبة العمارة طردتني ومش عارفة أروح فين
الست بتعاطف : إزاي طردتك في الشارع كدا كل دا عشان الفلوس ؟
مدت إيديها ليا وقالت : ساعديني يابنتي أطلع السلم عشان أتكلم معاها مينفعش اللي حصل دا هي معندهاش بنات ولا إيه
ساعدتها تطلع السلم ف خبطت على الباب ، طلعت صاحبة العمارة وقالت بخنقة : برضو البت دي ! عاوزة إيه
الست الكبيرة : أنا اللي بكلمك هنا عيب ، ركزي معايا ، إزاي تطردي بنت مسكينة في الجو البرد دا وترميلها حاجتها في الشارع ؟
صاحبة العمارة : مبتدفعش إيجار وكمان منظرها كإن في حد إغتصبها
الست الكبيرة : هدفعلك أنا الإيجار ومنظرها مفيهوش حاجة المفروض تحميها بدل ما ترميها برا
حسيت أنا بالإحراج وبالإستغراب برضو ! أصل الإيجار كتير مين دي عشان تدفعهولي ، كنت لسه هتكلم لقيتها شاورت بإيديها إني أسكت ودفعتلي الفلوس
وقالتلي بحنية : هاتي يابنتي شنطك وإطلعي على شقتك
أنا بإحراج : أنا متشكرة أوي مش عارفة أقولك إيه
الست بعطف : إنتي زي بنتي !
طلتت شقتي بعد ما طلعت كل حاجتي تاني ، عزمت الست دي على حاجة تشربها ف قعدت وبتتفرج على الشقة
التي شيرت بتاعي كان مبلول عشان كان في رذاذ مطر خفيف ف كنت بحركه عن جسمي عشان مبردني
الست : ما تغيري يا حبيبتي هدومك دي عشان متاخديش برد
أنا بتعب : هغيرها حاضر أنا فعلاً محتاجة أغير هدومي وأنام أستريح
خدت هدوم من شنطتي ولسه بتحرك عشان أغير في الأوضة لقيتها بتقول : ما تغيري هنا قدامي دا إحنا ستات زي بعض
أنا بصيتلها بصدمة وقولت : إزاي يعني ؟
قامت قربتلي ولقيتها بتحاول تشيل عني التيشيرت وبتقول : عادي خايفة ليه ؟
بعدت عنها لورا وأنا ببصلها بصدمة محصلتش ، لقيت شكلها كله إتحول لجين
بيبصلي برغبة .. الرغبة دي مبتنتهيش ، وبغضب في نفس الوقت عشان عصيت كلامه
هو بضحكة مستفزة : إنتي فاكرة عشان رجعتي الأرض تاني هسيبك ؟ أنا قولتلك إني راجل وحش وزعلي وحش ، وقولتلك مبسيبش حاجة ملكي تروح مني ، وأنتي داخلة دماغي مهما تكوني بين إيدي بحس إني عاوزك أكتر وأكتر .. وعنادك معايا بيشدني أكتر يا ريما ، وإبني اللي في بطنك هاخده
أنا بقرف : خده وغور من حياتي ، أنا بكرهك إنت وعشيرتك وهتفضلوا اعدائنا ليوم الدين
هو الغضب زاد عليه : إخرسي !!
ريما بصراخ : لا مش هخرس ، ومش هخليك ولا هسمحلك تلمسني تاني ولا هسمح لأي حد من عشيرتك يستغل جهلنا بأمور ديننا ويأذينا
جين الغضب زاد عليه دفعها بكل قوته لحد ما إتخطبت في الحيطة جامد راحت الرؤية إتشوشت في عينيها
بيقرب ناحيتها ببطيء ، عاوز يرجعها لجحيمه تاني
بتفتح هي عينيها وبتقفلها من وجع راسها وظهرها وبطنها
إفتكرت وهي صغيرة لما كانت واقفة عريانة قدام المرايا بعد ما خدت شاور وبترقص والدتها نبهتها وحذرتها ” غلط يا ريما ، إوعي يا ماما توقفي قدام المرايا بالمنظر دا تاني ، دي عورتك لازم تستريها عشان إحنا مش لوحدنا في حجات ممكن تأذيكي
ريما بطفولة : تأذيني ؟ إزاي يا ماما
والدتها : يعني حجات مش زينا ، بصي خلي دايماً ربنا في قلبك وإستعيذي بيه من الشيطان الرجيم دايماً ولما تيجي تلبسي إلبسي في حتة متدارية لا حد يشوفك ولا إنتي تشوفي نفسك ودايماً رددي اللهم إسترني فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك ”
كان جين قربلها اوي ، راحت فتحت عينيها وبمنتهى الحقد اللي في الدنيا والكرهه ناحيته قالت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
كإن الأرض تحته إتحركت ورجعته خطوات لورا بعيد عنها ، وشه أحمر وعيونه سودا وبيبصلها بوجع وكرههه نظره وحشة وهي بتردد عشان يبعد عنها : أعوووذ بالله من الشيطاااان الرجيم
تخيلت إن في نار بتقيد حواليه وهو بيختفي في الهوا ، لحد ما بقى سراب
نامت هي على الأرض بوجع وهي بتعيط جامد وبتترعش ، وبتشهق ، جسمها حرفياً بيوجعها
سمعت صوت خبط على الباب مكانتش قادرة تقوم تفتح بس عياط ودم من بوقها عشان سنتها أتكسرت من الوقعة على الأرض ، الجيران كسروا الباب ولقوها مرمية بالمنظر دا على الأرض
شالوها وودوها المستشفى
* في المستشفى
الدكتور حاطط الجهاز على بطنها وبيبص على الشاشة عشان يشوف الجنين
ريما باصة للسقف بوش بارد ، مبتتكلمش ولا مركزة في الشاشة أصلاً
الدكتور باستفسار : هو فين والد البتاع دا .. اقصد الجنين
ريما بقرف : في قعر الجحيم ، في جهنم الحمرا .. أنا حرقته بنفسي
الدكتور بصدمة : قتلتيه !
ريما بكرهه : هو إبن الصرمة دا بيموت ! دا هيفضل ورانا ورانا لحد ما يودينا معاه .. لو حد ضعيف زيي ومش مستعين بربنا في كل خطواته هيروح معاه * مخها خف *
الدكتور باستغراب : يا مدام الطفل دا .. البتاع دا شكله غريب ! إزاي اصلاً بالمنظر دا جوا بطنك وعاملك خطوط سودا في بطنك دا لازم تنزليه
ريما إتعدلت بالعافية وباست إيد الدكتور ف سحب إيده وقالت : أبوس إيدك خلصني منه ، خلصني منه مش عوزاه
الدكتور بهزة راس : ماشي بس فين والده ؟
فقدت ريما أعصابها وقالت بتبريقة رعبت الدكتور : ما قولتلك في جهنم ، قولتلك غار في داهية ، طول ما في حاجة ربطاني بعالمهم مش هيسيبوني ، نزله على مسؤوليتي انا
الدكتور بيبص للشاشه برعب وهو شايف اللي جوا بطنها ف قال : اسف يا مدام لازم موافقة جوز حضرتك
سندت راسها على الشيزلونج وعيطت بحُرقة ، فجأة الشيزلونج إتهز جاااامد .. والنور بيتطفي ويتفتح كذا مرة
الدكتور قام وقف ، وجسمه طول
أتحول تماماً ، بس مش ل جين .. لدهار
بصتله ريما بفزع بعدين حست إنها متكتفة في السرير مش قادرة تقوم ، عاوزة تستعيذ ب ربنا مش عارفة لسانها مربوط
لما نطقت قالت لدهار بتنهيد : امال فين اللي انا حرقته بنفسي
دهار بصوته الشيطاني : بيحاول يتعافى ، أنا جايبلك مفاجأة هتعجبك ..
الشيزلونج كان علية صوابع بتمسك فيه ، صوابع طويلة لونها اسود والضوافر لونها اصفر باهت
بعدين ظهر شعر إسود حاوط الشيزلونج بتاع ريما ، وظهرت راس آنجلي ” الشيطان المتلبس ”
ريما بصويت : لاااا لاااااا
دهار قال : اللي كان حايشنا عنك هو جين ، دلوقتي أنتي متلزميناش ، وشك هيفضل قدام عيونه دايماً .. آنجلي هتتلبسك وهتاخد وشك
آنجلي بفحيح : كان عاجبني من أول يوم
ريما بتحاول تبعد عن الشيزلونج ، ظهر كذا واحد مع دهار منهم مازار ” الشيطان الخفي ”
وعمالين يقولوا بصوت عالي كإنهم بيغنوا : يا إبليييس .. يا إبليييس يا ابليييس
وآنجلي بتقرب ناحية ريما بشعرها الأسود الطويل ، وريحة الشياط بتزيد لحد ما قربت تخنق ريما .. وفجأة !
رواية الوقت المتبقي لي. الجزء التاسع
.
.
.
.