.
.
.
.
زوجي دخل عليا الشقة لقاني قاعدة بعيط بطريقة غريبة وصوت عياطي تقريبًا كان سامعه من على السلم.
قعد يقولي مالك؟ طيب مين زعلك؟ أمي قالتلك حاجة!
مكنتش عارفة أتكلم من العياط، قعد يطبطب عليا لحد ما هديت واستكنت ونمت على كتفه معرفش إزاي، وبعد ساعة صحيت لاقيت جنبي كوباية عصير وخبط في المطبخ، قومت أشوفه بيعمل إيه، لاقيته بيبتسم وبيطبخ رغم إنه كان لسه بلبس الشغل، والغسيل اللي كنت سايبة نصه لاقيته منشور وكل الشقة مترتبة، فوقفت هادية رغم الوجع اللي جوايا من حنيته، وأول ما شافني مسك إيدي وقالي مالك؟
في الحقيقة مكنتش عارفة أجيبهاله إزاي إني .. يتبع
في الحقيقة مكنتش عارفة أجيبهاله إزاي إني عندي سرطان ده غير إنه كان ملاحظ إني بنزف دم من فترة وطلع عندي قولون تقرحي، كان بيسمع كلامي وهو مهزوز ومصدوم مش عارفة عليا ولا على اللي هيشوفه معايا الفترة دي!
كُنت باخد الكيماوي، ومن ناحية تانية باخد علاج القولون عشان النزيف يقف، كان عندنا ست كبيرة في السن عندها ٧ بنات بتجوزهم بلقمة حلال وبتبيع خضار فكنت كل ما أمشي من قدامها تضحك لجوزي وتقوله:
” ربنا يناولك مرادك يابني ”
كنت ببقى شاكة، معقولة هيتجوز؟ لكن مكنتش مركزة، حتى لو سابني مش هتفرق، وهيبقى حقه الشرعي ومش هقدر أعارضه بمرضي ده، بس كنت بقوله لنفسي على الأقل كان يعمل حساب الحب والعشرة اللي بينا، بعد كام شهر بالظبط السرطان أختفى تمامًا لكن الكارثة إن لما روحنا كشفنا على تأخر الخلفة الدكتور قاله:
المدام مش هتخلف والرحم بتاعها اسمه ” رحم ذو القرنين ”
ودي حالة نادرة بتصيب النساء، قعدت أزعقله وأقوله طلقني وسيبني أكمل حياتي لوحدي، لكنه كان بيحاول ينقنعني إن ده بلاء وإن ربنا بيرفع درجتي في الجنة.
وعلمني حاجة كان بيخليني أعملها كل يوم.
وهي إني كنت برقي نفسي دايمًا وبصلي على النبي بنية شفائي ولزمت الحوقلة والإستغفار ومكنوش بيفارقوا لساني لدرجة إن بقى عندي يقين إني حتى لو مخلفتش وفضلت مريضة كفاية إن كل الإبتلاءات دي قربتني من الرحيم اللي عمري ما لجأت ليه في فرحتي، أكيد بلاني بالمرض عشان اروحله في فرحتي قبل حزني، وإن مكنش دعائنا لله في الرخاء لكانت صرختنا في الشدة.
.
.
.
فضلت على الحال ده سبع سنين لحد ما في يوم جالي يتبع ..