احساس شبه اللي كان مستني يسمع حكم براءته وبدل منها سمع حكم إعدامه، مقدرتش انطق بكلمة حسيت روحي بتنسحب مني، طلقني ومشي من غير ما يبص حتى وراه، أو حتى يدافع عن نفسه بالكذب، الدنيا اسودت في عنيا، فوقت بعدها كنت في سريري، وبابا وماما وأخواتي واقفين جنبي، لاقيت بابا عيونه فيها دموع، وماما واقفة كأنها مبسوطة وعايزة تضحك وقربت مني تطبطب على كتفي وتكلمني بصوت واطي
أخيرًا خلصتي منه الحمدللّٰه ربنا خلصك منه على خير كنت معمية يا حبة عيني بسم الحمدللّٰه ربنا بينهولك على حقيقته بكرا يرزقك بالأحسن منه ألف مرة إنتِ حلوة وزي القمر ومشلتيش منه وألف مين يتمناكِ
لاقيت بابا اتعصب وزعق جامد في ماما وخرجهم كلهم برا الأوضة وقعد جنبي على السرير وقال لي كلمة واحدة بس، ارتاحتي؟
لاقيت نفسي اترميت في حضنه وفضلت أبكي وأنا مش عارفة بعيط عشان طلع خاين ولا بعيط عشان طلقني ومش هشوفه تاني!
يوم ورا يوم بدأت ارجع لحياتي الطبيعية أو مش حياتي بس أهي كانت حياة وخلاص شبه اللي كل يوم بيستئصلوا من جسمه جزء لحد ما هيجي يوم ويموت لوحده من الألم.
فتحت التليفون لاقيتني بجيب صوره وبتفرج عليها كلها وأنا ببكي ملامحه وحشتني وريحته ونبرة صوته، فجأة لاقيت التليفون بيرن هو اللي كان بيتصل، فضل يتصل وأنا عمالة اتفرج على اسمه وهو مكتوب على الشاشة عايزة أرد بس اسمع صوته وأقفل تاني، مقدرتش، بعت لي رسالة، ممكن نتقابل لازم نتكلم، فتحت الرسالة شوفتها وقفلت تليفوني خالص، دخلت أنام، حاولت مقدرتش، فضلت اتقلب في السرير، وأبص للناحية التانية الفاضية مكنش جنبي زي كل يوم، فضلت باصة لمكانه الفاضي وأنا بعيط لحد ما نمت.
صحيت تاني يوم والدنيا هادية مفيش دوشة زي الدوشة اللي كنت بصحى عليها وأنا معاه الفطار بسرعة الهدوم بسرعة ويجري عشان يلحق الشغل وبعدها يرجع تاني عشان ياخد حاجته اللي نسيها وأفضل ألف طول النهار في البيت أجمع حاجته اللي في كل حته في منتهى السعادة
وبعدها ادخل المطبخ احضر له الغدا ويتصل هو بيَّ يرخم عليَّ ويقول لي بحبك ويقفل، يومي مكنش بيكمل من غيره، حاولت أشوف شغل عشان أحاول اشغل نفسي مكنش بيخرج من بالي أبدًا.
كنت ببقى واقفة في المطبخ ألاقيه دخل بدون صوت لحد ما يوقف جنبي ويخُضني وبعدها يحضُني وهو بيضحك كانت أحلى ضحكة بسمعها منه هو، ليه؟ ليه عمل كده؟ ازاي سمح لنفسه يعمل كده؟ أنا مكنتش استاهل منه كده أبدًا، ولا هو كان المفروض يعمل كده في نفسه.
فات شهرين مكنش بيمل كل يوم على الأقل كان بيتصل ويبعت رسالة عايز أشوفك لازم نتكلم، وأنا مكنتش بعمل حاجة غير إني بشوف الرسايل وأقفل تليفوني وأنام أو كنت بمثل إني بنام، لحد ما لاقيته باعت لي رسالة بليل متأخر بيقول لي وحشتيني هو أنا موحشتكيش؟
اتخنقت وفضلت أعيط لاقيت بابا فتح الباب ودخل ينور الأوضة وقعد جنبي يحضني ويهدي فيَّ ويطبطب عليَّ
حبيبتي أهدي مالك بس؟
جوزي وحشني يا بابا، هو أنا كنت استاهل يتعمل فيَّ كده للدرجة دي مليش قيمة عنده؟
لا حبيبتي متستاهليش واللّٰه أهدي
مين دي اللي كان بيكلمها ويقول لها الكلام ده وخرج معاها مين دي اللي يخوني عشانها؟ دبحني يا بابا دبحني
بعد الشر عنك يا حبيبتي متعيطيش عشان خاطري كل حاجة هتبقى كويسة واللّٰه إن شاء اللّٰه
مش قادرة اسامحه يا بابا، مش قادرة ادي له فرصة تانية
بس إنتِ تستاهلي فرصة تانية يا حبيبتي حياتكم سوا تستاهل فرصة تانية، بيتكم يستاهل فرصة تانية
هو محافظش ليه على كل ده؟ ازاي قدر يعمل كده في نفسه وفيَّ؟
غلط يا بنتي زي ما كلنا بنغلط
مكنش هيبقى نفس الكلام لو كنت أنا اللي عملت كده يا بابا
لا يا بنتي واللّٰه إنتِ عارفاني كويس، كلنا بشر وبنغلط والغلط مفيهوش راجل وست، ربنا هيحاسبنا كلنا نفس الحساب مش هيفرق بين راجل وست، وجوزك غلط بس إنتِ كمان غلطتي وفضحتيه كان المفروض تستُريه وتحاولي تدي له فرصة تانية، إحسانك معاه كان ممكن يغيره في لحظة لكن إنتِ اتصرفتي بتسرع من غير حتى متسمعيه
معقول يا بابا حضرتك اللي بتقول كده؟ دا أنا بنتك!
.
.
وأنا بشر يا بنتي إنسان وميرضنيش اتنين بيحبوا بعض يتفرق ما بينهم بالشكل ده عايزاني أفرح زي أمك وأبارك لك عشان اطلقتي من الإنسان اللي بتحبيه؟
الطلاق مش أبغض الحلال عند اللّٰه زي ما كل الناس بتقول وهما مش فاهمين حاجة ربنا مش بيحلل حاجة وهو بيبغضها طالما حللها تبقى حلال، لكن عارفة أنا لو شايف إنك مبسوطة واللّٰه مكنتش اتكلمت، بس أنا شايفك بتتعذبي وجوزك كمان ربنا عالم بحاله كل يوم والتاني يكلمني وندمان وتاب وحتى مش عارف يوريني وشه،
نفسه اتكسرت واتفضح قدامنا وفي وسطنا إنتِ مفكرة دي حاجة ساهلة على الراجل مننا إنه يتفضح بالشكل ده وفين وسط أهل مراته؟ أنا واللّٰه مش بدافع عنه بس بحاول أعمل اللي عليَّ لآخر لحظة عشان لما ربنا يسألني عنك اقول له يارب أنا حاولت بس هما اللي سابوا شياطين الإنس والجن يدخلوا بينهم، يا بنتي ادي له فرصة هو يستاهل برضو لو كنت شايف إنك مش في باله ومش باقي عليكِ مكنتش هقول كده بس أدي له فرصة هو لسه بيحبك وباقي عليكِ وعايزك، لو كلمني تاني هقول له أنا موافق تتقابلوا ماشي؟
يا بنتي رُدي؟
سيبني افكر يومين يا بابا
كتير يومين هتسنى منك رد بكرا
فضلت صاحية لحد تاني يوم الصبح مقدرتش أنام من التفكير وكنت خايفة وبرضو معرفتش أوصل لقرار ولا عرفت هقول إيه لبابا
بعد العصر لاقيت بابا داخل أوضتي بيقول لي إلبسي عشان هنخرج سوا نتغدا برا، فرحت جدًا قولت اهو تغيير جو، نزلنا سوا وإتغدينا وبعدها شربنا الشاي ومشينا سوا عشان نتكلم
ها فكرتي؟
لأ يا بابا مش عايزة ارجع له
دا اخر كلام؟
لسه كنت هَرد على بابا لاقيت……….
.
.
.
.