.
.
.
.
مكثتُ في المشفى لشهور أجريتُ العديد من العمليات الجراحية لقدمي فقد تأذيتُ كثيراً أنفقت كل ما لدي وعدتُ المنزل خالي الوفاض زوجتي هي من تعيلني وتتكفل بعلاجي،
ولم تكن تفعل ذلك بصمت بل كانت تعبر عنه بأقوالها وأفعالها تلومني لخسارة جنينها وتلومني على عجزي وتعايرني بعلتي. وبعد انتهاء مرحلة العلاج الطبيعي لم يحدث أي فارق ولم استّطع السير أيضاً، نصحني الطبيب بأجراء عملية جراحية خارج البلاد لتعود قدمي مرة أخري لحالتها الطبيعية. لم يكن يعلم أنني لم أعد أمتلك أي شيء، أضحت حالتي النفسيه سيئه للغاية ولم أجد أي دعم أو
مساندة من زوجتي بل كانّت دائمة الغضب والصراخ لم تخلو أيامنا من المشاحنات والمشاجرات وقذف بعضنا بالاتهامات،
صارت حياتنا جحيم حتّى رحلت عنيّ ذات يوم. تركتني وراء ظهرها ولم تنظر للخلف، أصبحتُ وحيداً عاجزاً دون عمل أو مال،
ساعدني بعض الأصدقاء للعودة للوطن. عدتُ لشقتنا الصغيرة عدتُ مكسوراً ذليلاً، عندما تأتيك المصائب تباعاً يحدث أنّ تجلس مع نفسك وتتذكر ذنوبك التي اقترفتها وكنت تعتقدها حقا مشروعاً، أخطائك التي اوصلتك لما أنت فيه الآن من بؤس وكنت تعتقد بغباء أنّ تتداركها الايام. أتت أمي للمكوث معيّ، أمي التي لم تتركها طليقتي مثلما فعل
.
.
إبنها راعتها واهتمت بها عندما كنت أنا لا أسأل عنها ولا أهتمُ لأخبارها وكأن ما حدث لي هو خطاب شديد اللهجة من الله على تقصيري في حق امي وأبنائي وما فعلته مع سعدتُ كثيراً لما وصلت إليه وكأن الله رفعها وخسف الأرض بي، واستحقُ بجدارة ما حدث فأنا لم احافظ على النعم التي أعطاها الله لي. لم يفاجئني أبداً نجاحها فهي امرأة قوية تستّطيع فعلُ أي شيء تريده لكن ما فاجأني هو ما حدث بعد ذلك
هو ——— أستيقظتُ من نومي لأجد زوجتي السابقة تمدُ ليّ يدها تساعدني على النهوض فكرتُ انّني احلمُ أو ربما أهذي مددتُ يدي اتلمس كفها ليؤكد ليّ انهّا حقاً تتجسد أمامي نظرتْ في عمق عيني بكبرياء وقالت ” بحثتُ من فترة عن طبيباً ليجري لك الجراحة وعلمت اليوم أنّ هناك طبيب اجنبي سيحضر قريبا لإجراء جراحات مشابهة لحالتك وقدّ حجزتُ لك في المشفى وتكفلتُ بكافة المصاريف ” تجمدت الدموع في عيناي هل حقاً ستفعل ذلك من أجلي؟
ولما بعد كل ما فعلتُ معها !!! سألتها بأنكسار لمّ تفعلي ذلك معيّ؟قالت ” أنتَ والد أبنائي وستظل دائماً وسوف اساعدك دوماً طالما استّطيع ” أجريتُ الجراحة ولمّ تفارقني وابنائي يوماً حتى تماثلت الشفاء تماماً. تساءلت دوماً …………. وهل أنا خائن ؟؟؟
.
.
نعم يا سادة أنا خائن وبكل جدارة، خنتُ زوجتي التي أحبتني وأختارت أنّ تُكمل حياتها معيّ وتركت العالم من أجلي،
.
.
أحبتني بكل عيوبي، تحملتني بكل سوءاتي، لم أفعل شيء من أجلها يوماً وهي فعلت من أجلي كل شيء، لم أقُمّ بأي عمل لأحافظ عليها وهي فعلتّ المستحيل لتحافظ على حبنّا وبيتنّا،
.
.
لم تتذمر يوماً أو تعاتبني على إهمالي بل أهدتني أجمل طفلين في الوجود، ساعدتني بكل قوتها واصرارها حتى وقفتُ على قدماي ونجحت وأول شيء فعلته هو التمرد عليها و على حبها تحت مسمي* الشرع حلل* والحقيقة هي أنني لا أفقه من الشرع إلا تلك الجملة استخدمتها لأشرع بهّا خيانتي وأُرضي نفسيتي المريضة وشعوري بالنقص،
شعوري انهّا هي الأفضل هي الأقوى
.
.
،ولمّ أنظر لما هو أعمق من ذلك، كمّ حبها وعشقها ليّ لأُثبت لنفسي قبل الجميع كمّ أنا ضعيف وسيء ولا استحق كل ما فعلت من أجلي،
وبرغم كل ما فعلته معها هي من وقفت بجانبي و أعادتني للحياة مرة أخرى. آآه لو استّطيع أنّ اخرّ تحت قدميها مطالباً منهّا السماح ، ولكنّ هيهات فهل يمكن أنّ تغفر لي يوماً………………….النهاية ?