” اليتيمه ”
بقلم : Amera khaled ✨?
أسر و هو ينظر لها بصدمه و بدأ الغضب في الظهور علي وجهه : سلمي انتي دخلتي اوضه المكتب ؟
سلمي و قد ارتعدت من منظره و لكنها حاولت التماسك : أسر متغيرش الموضوع لو سمحت و رد عليا، عقد الجواز اللي كان في درج المكتب ده بتاع مين
سلمي و قد بدأ صوته يعلي : أسر رد عليا انت متجوز
نظر لها أسر نظرة جعلتها ترتعب و بصوت هامس و هو ينظر إلي المأذون : اقعدي يا سلمي و حيات امي يا سلمي لاوريكي، علشان تعصي الكلام اللي بقوله تاني
جلست سلمي في مكانها و بدأت دموعها في النزول : أسر فهمني
أسر و هو ينظر لها بغضب بمعني اصمتي ..
أسر بغضب خفي للمأذون : خلص يا شيخنا في إجراءات الجوازة دي هي خلاص عرفت اجابه السؤال
المأذون و بدأ في ترتيل تلك الكلمات التي تقال مع كل عقد قران لزوجين لحياة ابديه سويا سوا ان كانت ستكتمل بفرحه ام بحزن و لكن في تلك الحالة بدأت بتساؤل و كذبه و أسرار مخفيه وراء ذلك الباب
.
.
انتهى المأذون بالكلمه المعتادة
” بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير “.
المأذون : مبارك عليكم الزواج و أن شاء الله تتهنوا مع بعض
أسر : ان شاء الله، متشكرين يا شيخنا
خرج المأذون و سلمي في مكانها تبكي فمن المفترض أن يكون اليوم هو أقصي سعادتها و لكنها تشعر بوجود شىء خفي خلف وجه أسر البرئ، ورقة الزواج التي وجدتها في مكتبه صدمتها، و أبكتها و لكن ما الذى يدفعه لعمل ذلك و تخبئه ذلك عليها، لماذا ليسمح لها أن تعيش معه في ذلك المنزل و هو له زوجه …
عاد أسر إليها غاضبا : بقي انتي بتفتحي المكتب بتاعي يا سلمي و تفتشي فيه يا سلمي انتي عارفه عقوبه اللي بيدخل المكتب ده و يحرك اي حاجه فيه ايه هي يا سلمي ؟
.
.
سلمي ببكاء و هي تنظر له : أسر ارجوك افهمني ده عمر والله
أسر و هو يمسك شعرها : عمر، عمر ايه اللي هيجيبوا في اوضه المكتب يا سلمي
.
.
سلمي : افهمني يا أسر بس ارجوك و بلاش عصبيه
أسر : و انتي لسه شوفتي عصبيه يا سلمي
.
.
و مرة واحده نزل علي وجهها كفاً، أسر : بقي بتدخلي المكتب يا سلمي و تحركي الحاجه بتاعتي و تفتحي ادراجي و تشوفي الورق بتاعي، يا بجحتك يا شيخه
سلمي بصوت عالي نسبيا : أسر اسمعني ارجوك انا لازم افهمك و لازم افهم يا أسر مش لازم تمد ايدك و لا تضربني انا اتجوزتك يا أسر، يعني انا دلوقتي مرأتك و انا بحبك يا أسر و ارجوك متحاولش تشوه صورتك في وشي و لا تخليني اكرهك …
.
.
أسر و مازال غاضبا : لا يا سلمي أنا أسف اللي انتي عملتيه النهاردة انا مقدرش اسامح عليه و لا اغفر عليه ..
أمسك أسر سلمي من شعرها و سار بها الي غرفه داخليه و لكنها مهجورة قليلا في جزء بعيد عن المنزل و أدخلها فيها و اغلق الباب …
سلمي بصراخ : أسسسسسر، افتح يا أسسسسر افتح
سمعت سلمي صراخ ابنها الصغير
لتصرخ مناديه : عمممممر، عمممممر ابني يا أسسسسر ابني يا اسر ارجوك
تركها أسر في ذلك اليوم في مكانها و صعد الي غرفته غاضبا و في نفس الوقت حزين فتلك الذكرى تشعل في قلبه آلاف الذكريات هرب منها لسنوات …!
جلست سلمي في مكانها و ضمت قدمها الي حضنها في هدوء باكي …
في منتصف الليل كان أسر اوشك علي الدخول للنوم و ذلك بعد أن أنام عمر الصغير و حاول تهدئته و نام بجانبه و لكن ذلك بعد أن وصى فوزيه أن تفتح الباب علي سلمي و إخراجها و اعطائها الطعام
فتحت فوزيه الباب علي سلمي و التي كانت منكمشه علي نفسها في جانب من الغرفه
فوزيه : قومي يا بنتي، قومي أسر بيه وصاني اخرجك، قومي يا حبيبتي
نهضت سلمي من مكانها و أعطتها فوزيه شال لتغطي بها كتفها، لم يكن الجو حرا و لكن الجلوس في غرفه بذلك الخلو مباشرة مع نسمات هواء الليل و بذلك الفستان التي لم يسمح لها أسر حتي أن تغيره ..
خرجت سلمي و هى تتدثر جيدا بذلك الشال و كأنه الحامي لها ….!
دخلت سلمي الي غرفتها لتجد أسر ينام علي ذلك السرير و في حضنه عمر الصغير نائم ..
جلست سلمي علي الكرسي بجانبهم و هي تنظر لهم بضحكه علي وجهها و دموع تنزل من عينيها، ما التصرف الأنسب بالنسبه لها الان فهي الان زوجته و لا يمكنها أن تتركه و لكنها لا تفهم غموضه و ما سبب ذلك التغير المفاجئ
نامت سلمي علي الكرسي و في الصباح استيقظ أسر و رأها كذلك، تحسس أسر موضع الجبين المتورم قليلا من يده أمس، غطاها أسر ببطانية و خرج من الغرفه و هو حزين علي حالتها …
استيقظت سلمي و رأت البطانيه علي ذراعها و ابنها عمر مستيقظ، قامت سلمي عليه و حضنته بشدة و بافتقاد حتي و أن كانت بضع ساعات فقلب الأم لا يمكنه أن يتحمل فكرة عدم رؤيته لابنه مجددا حتي و لو لثواني !…
خرجت سلمي لأسر و هي تحمل علي ذراعها ابنها : محتاجه اتكلم معاك
أسر متجاهلها و لا يرد عليها
سلمي : أسر رد عليا
أسر رد عليا لو سمحت
أسر انا عايزة اتطلق
نظر لها أسر نظرة قويه و ضحك علي كلامها : عايزة تطلقي من تاني يوم جواز يا سلمي، ده احنا حتي لسه ملحقناش …..
سلمي : أسر انا محتاجه اتكلم معاك و محتاجه انك تسمعني و اسمعك
أسر : انا مستعد اتكلم معاكي و افهم منك كل اللي انتي عايزاه بس الموضوع اللي انتي هتسألي فيه يتقفل من قبل ما تفتحيه اصلا، و بنبرة تهديد : ماااشي
نظرت له سلمي بفقدان أمل : ماشي يا أسر، أنت حر
مر اليوم عليهم و سلمي و أسر لا يتحدثان مع بعضهم مطلقا و الايام تمر عليهم وعلاقتهم مشتته و الحديث بينهم يكاد يكون منعدم
لتفاجئ سلمي في ذات يوم في المساء بعد إنهاء عمله بدخول أسر عليها و في يده فتاة ترتدي من الملابس ما يعتبر الفاضح و تضحك ضحكات خليعه ينفر منها المستمعين ….
أسر بسكر : يلا يا موزة ادخلي برجلك اليمين و لا بلاش اليمين ما انتي اصلا شمال
ضحكت الفتاة ضحكه خليعه أخرى لتقف سلمي و تنظر له بصدمه
سلمي : مين دي يا أسر، انت بتخوني
أسر بضحكه ساكرة : اخونك مين يا ماما انتي صدقتي انك مرأتي و لا ايه ده انا حتي مقربتش منك ….
سلمي ببكاء : ليه يا أسر ليه ؟؟
أسر و هو يمشي بالفتاة صاعدا بها الي اعلي : العب باليه
و الفتاة مستمرة في ضحكاتها المستفزة بالنسبه لسلمي
دخلت سلمي الي غرفتها و هي تجلس بتوتر علي السرير و تنظر إلي ابنها و هو يلعب و تتذكر و كأنها تفاجات ذلك الفني ليس ابن أسر مهما كان يظن أنه يحبه و يخاف عليه لكنه سيأتي عليه يوما و سيتغير و قد يتغير ايضا علي ابنها و ينفر منه و يكرهه أو ينقلب عليه …
لم تعجب سلمي تصرفات أسر و التي بدأت تظهر في اللحظه الأخيرة و التي ما أن صمتت علي الفتاة الأولى التي جاء بها الي المنزل ليعود في اليوم التالي و هو معه الفتاة الثانيه ….
لم تجد سلمي لذلك سوى حل واحد و هو الأنسب إلي ابنها و ليس لها هي فقط فعندما يكون في رقبتك روح لا تفكر ابدا بنفسك نفسك تكون في المرتبه الثانيه تماما، و الحل الامثل لما يحدث هو أن يربي الطفل مع أبوه و الذى يخبرها أنه تغير و علي استعداد ان يربي ابنه …..
اسلام : مييين ؟
اسلام بصدمه : سلمي !!
سلمي : ابنك يا اسلام هتسميه بأسمك
اسلام و هو ينظر لها بسعادة : اه طبعا، اتفضلي يا سلمي ادخلي
دخلت سلمي و هي تحمل علي يدها ابنها و علي الجانب الآخر شنطتها و خيبتها كما تطلق علي نفسها ….!
دخلت سلمي إلى ذلك المنزل مجددا، و لكن تلك المرة و علي كتفها ابنها …
دخلت أمه : مين يا موكوس يابن الموكوس علي الباب
اسلام : ماما سلمي
ام اسلام : قطعه و قطعت سيرتها بنت الشوارع دي
اسلام : احم …. ماما سلمي هنا
ام اسلام و هي تنظر لاسلام بصدمه : اااا…هي هنا
أومأ اسلام لها برأسه
دخلت ام اسلام عندهم و اخذت سلمي في حضنها : سلمي حبيبتي ازيك ا بنتي عامله ايه وحشاني اوي
كانت سلمي تقف و لا تبادلها الحضن
اخرجتها ام اسلام من حضنها و نزلت الي مستوي عمر الصغير، اقتربت سلمي منه و أخذته بالقرب منها
ام اسلام : متخافيش يا بنتي ده حفيدي بردو، هو اسمه ايه ؟
سلمي بتوتر : ع…عمر
مرت ام اسلام إليه بحنان : يا ما شاء الله
سلمي و هي تتلفت في أنحاء المنزل باحثه عن أحد ما لم تنساه و لا تريد أن تنساه : هو … هو بابا فين، قصدي فين والدك
اسلام و هو يمثل الحزن : الله يرحمه
جلست سلمي علي الكرسي من الحزن : لا اله الا الله، الله يرحمه
اسلام : يارب ربنا يرحمه، طيب يا سلمي تعالي بقا اوريكي اوضتك
امسكت سلمي ابنها و انكمشت عليه و كأنها تخاف غيابه : ماشي
طلعت سلمي خلف اسلام، و دخلت الي غرفتها لتنام
سلمي : اسلام ابنك يا اسلام انا عايزاه يتسمي علي اسمك
اسلام بضحكه: اكيد يا سلمي أن شاء الله و كمان هيكون كتب كتابنا
خرج اسلام من الغرفه لتنظر سلمي بصدمه لطيفه، هل ما تفعله صحيح و هل هروبها من منزل زوجها صحيح، و لكنه تحول، تحولت معاملته معها منذ أن تزوجها و حبسها في غرفه بعيد عن ابنها
في الصباح استيقظت سلمي مبكرا و ظلت تلعب بجانب ابنها الي ان جاءت ام اسلام إليها و هي تحمل علي يدها صنيه بالطعام و كوب حليب لعمر
نظرت سلمي لها باستغراب علي تصرفاتها التي لم تراها منها منذ أن كانت امها، وضعت أم اسلام الصينيه أمامهم و نظرت إلي عمر الصغير بحب و خرجت من الغرفه و سلمي في وسط كل ذلك تنظر لها بتعجب ….
خرجت سلمي من الغرفه لتجد اسلام في وجهها : ها جاهزة ؟
سلمي : هنروح نسمي الولد
اسلام بتوتر : لا مش دلوقتي، هنروح نتجوز الاول بعدين نشوف موضوع الولد ده
سلمي بتوتر : لا ماهو مش هينفع
اسلام : و ليه بقا أن شاء الله
سلمي : اصل انا متجوزة
امسكها اسلام من شعرها في حركه فجائيه : نعم يا روح امك متجوزة ازاى يعني مش فاهم
سلمي : سيب شعرى يا اسلام، سيب
جاءت ام اسلام : ايه، ايه يا اسلام فيه ايه يا ابني
اسلام : الهانم طلعت متجوزة
ام اسلام : و اكيد هي عاوزة تطلق يا اسلام يا حبيبي
سلمي : اه اه سيب شعرى بقا، ايوة انا عايزة اتطلق
همست ام اسلام في أذنه بعض الكلمات جعلته يترك شعرها و ذهب من أمامها و أمه ذهبت خلفه
دخلت سلمي الي غرفتها تبكي و لكن علي الجانب الآخر في غرفه اسلام
اسلام : بنت الكلاب طلعت متجوزة دلوقتي هنجيب الفلوس منها ازاى
ام اسلام : يا حمار هي بتقولك أنها عايزة تطلق يبقي نرفعلها قضيه طلاق كده و كده
ضحك اسلام بشيطانيه : فهمتك يا ماما و فهمت دماغك السمْ
ظلت سلمي في ذلك اليوم في غرفتها و لم تخرج منه و لم يبالي بذلك و لا اسلام و لا أمه …
في اليوم التالي خبط اسلام علي غرفه سلمي
اسلام : انا …اسف
سلمي : عايز ايه يا اسلام
اسلام : جاي اقولك أن انا موافق اني ارفعلك قضيه الطلاق و نتجوز احنا …..
قصة اليتيمة. الجزء الحادي عشر
.
.
.
.