.
.
.
.
منتظر مين هيفتح الباب! كانت هي البنت الصغيرة اللي شوفتها بتبصلي جامد قبل ما تدخل اوضتها، دخلت الاوضة.. مسكت ايدي وطلعت بيا براحة وهي عماله تراقب المكان كويس جدا كإنها خايفة حد يشوفها.. مش فاهم مودياني فين! لقيتها مشيت ورا بيت كبير السحاحير وودتني في مكان كده مليان عضم كتير.. وكان فيه اوضه وحيده ف المكان ده..
دخلتها معاها وجوه لقيت الصدمة! سواطير وسكاكين! لقيت اللي خلاني معرفش اصلب طولي! لقيت جزء من جثة بني آدم! نهار أسود! دول بياكلوا بني ادمين! واللحمة اللي كلتها كانت لحوم بشر! مصدوم ومش مصدق نفسي! لازم اخرج من القرية دي بسرعة!..
بس اطلع إزاي؟ البنت الصغيرة شاورتلي ع طريق.. فعرفت اني امشي من هنا.. بسرعه جريت.. جريت بسرعة عمري ما جريتها قبل كده.. وانا بجري سامع صوت البنت بتصرخ وحد بيقولها “بتحذريه عشان يمشي، يومك اسود النهاردة” وبعدها سمعت جملة (بسرعة روحو الحقوه) فضلت اجري بعزم ما فيا وسامع رجول كتير بتجري ورايا.. بصيت ورايا ملقتش اي معالم
.
للقرية اختفت! كملت جري لحد ما الحمد الله وصلت للطريق.. نفس مكان الجبلين.. بس الغريب ان لقيت الدنيا نهار اول ما وصلت للجبلين! يعني بمجرد ما خرجت من القرية الدنيا بقت نهار!..
فضلت واقف كتير عشان الاقي اي عربية.. والحمد لله في عربية وقفت لي.. كان مجموعة شباب لما شافوني بنهج جامد وشكلي بعرق وخايف بدأوا يسألوني فيا ايه فدخلوني العربية. بعد ما اترجيتهم.. وبدأت احكي لهم على اللي حصل..
.
.
.
قالولي مكانش المفروض تسمع كلامه وتدخل معاه القرية دي.. القرية دي ملعونة بتظهر كل فتره والتانية ونفس الشاب اللي شوفته بيستدرج الضحايا. هناك.. والحكايات اللي بتتحكي بتقول ان القرية دي قرية سحاحير يعني سحرة! ومن آكلي لحوم البشر.. الحمد لله، ربنا بيحبك انك عرفت تخرج منها، محدش بيروح هناك ويرجع سليم.. لولا البنت الصغيرة اللي حذرتك مكنتش فهمت حاجة وكنت اتدبحت واتاكلت زي اللي قبلك
….قالولي كمان القرية دي مبتظهرش غير بليل…
لو روحت بقى في مرة على العين السخنة ومريت من الطريق دا فمتوقفش لحد واوعى تقرب من القرية الملعونة اللي اتمنى انك متنساش اسمها وتدخلها بالغلط “قرية السحاحير