الولادة القيصرية هي نوع من أنواع الولادة غير الطبيعية، وفيها يقوم جراح التوليد بشق البطن والرحم لاستخراج الجنين عند تعذر الولادة الطبيعية، ويتم تنفيذ هذه العملية عندما تُعرِّض الولادة المهبلية حياة الطفل أو الأم للخطر، إلا أن زيادة نسبة تلك الجراحة في مصر، دق ناقوس الخطر للانتباه إلى جريمة كبرى تمارس في حق الأمهات.
.
.
.
.
دواعي إجراء ولادة قيصرية
تنصح منظمة الصحة العالمية، بأن تُجرى هذه العملية بناء على حاجيات طبية فقط، وكذلك قد يتم إجراؤها عند الطلب بدون سبب طبي.
وتتسبب الجراحة القيصرية في زيادة نسبة الخطر، وهو ما دعا المنظمة العالمية إلى وضع قواعد تنص بألا يتم إجراء هذه العملية قبل 39 أسبوعًا من الحمل، بدون دواعي طبية.
مصر الأولى عالميًا
قال وزير الصحة، خالد عبد الغفار، إن مصر أصبحت الأولى عالميًا في حالات الولادة القيصرية بنسبة 80%، مشيرًا إلى أن هذا الأمر غير مقبول.
وأضاف عبدالغفار، في تصريحات تليفزيونية، أن الوزارة تعمل على حل تلك الأزمة، وتقدم حوافز مالية للمرأة في الولادة الطبيعية، مشيرًا إلى أن بعض الأطباء والأسر يفضلون إجراء المرأة عملية قيصرية، لأن الطبيعية تستغرق وقتًا أطول، وأصبحت عُرفًا في المجتمع المصري.
تؤثر على نمو الجنين
أكد الوزير، أن الدولة تعمل على توعية المواطنين بخطورة عمليات الولادة القيصرية، لحماية صحة المرأة وصحة أبنائها، موضحًا أن العملية القيصرية تؤثر على نمو الجنين.
وأشار وزير الصحة، إلى أن القطاع الخاص يتحكم في 60% من الولادات في مصر، التي يقدر عددها بـ 2.2 مليون طفل سنويا، مضيفًا أن الدولة تقدم حوافز لتعديل النسب في المستشفيات، وتوفر أدوات خاصة بالكشف والاطمئنان على الجنين للولادة الطبيعية، حتى يكون لدى الأطباء التدريب الكافي للاطمئنان على سير الولادة الطبيعية
بيزنس الولادة القيصرية في مصر
قال الدكتور عمرو عبدالفتاح، استشاري أمراض النساء والتوليد، إن السبب الأساسي في انتشار الولادة القيصرية هو المريض وليس الطبيب، مشيرًا إلى أن الولادة القيصرية في مصر جزء كبير منها بيزنس للأطباء ولا يوجد أي نكران في ذلك، لكن الجزء الأكبر من الولادة القيصرية يأتي بسبب الأم، التي تُقرر بشكل قاطع نوع الولادة، إلا في حالات طبية معينة تحتاج رأي الطبيب والعلم؛ خاصة أن الأم ترفض تحمل أي آلم عند الولادة.
.
.
وأضاف «عبدالفتاح»، خلال لقاء تليفزيوني، أن هناك نوعًا من النساء تأتي إلى الطبيب وترفض أي نوع من العمليات للولادة غير القيصرية، بحجة أنها ليس لديها الوقت أو أنها مرتبطة بسفر للعمل، ولا بد أن تلد في الوقت الحالي، أو أنها تريد أن تلد مولودها في عيد ميلاد معين وفي يوم محدد، وهو ما يحدث في مستشفيات الفايف ستار.
وأشار إلى أن هناك أطباء لا يسمعون إلى المرضى أو ينفذون كل ما يطلبونه؛ حيث يكون القرار الطبي هو الفاصل لنوع العملية وسلامة وصحة الطفل والأم، موضحًا أن الولادة الطبيعية هي الأفضل بلا شك للطفل والأم في نفس الوقت؛ حيث لا يتدخل فيها أحد وتتم في الوقت المحدد لها لولادة الطفل والمرحلة التي تناسبها سواء ولادة بكرية أو متكررة.
الصحة»: بعض الأطباء يعتقدون أن القيصرية آمنة
قالت الدكتورة الدكتورة آمال عبدالحي، مدير الإدارة العامة للأمومة والطفولة بوزارة الصحة، إن الوزارة اتخذت عدة إجراءات لمجابهة هذه الأزمة، خاصة أن مصر تزيد 2.2 مليون سنويًا، وهو أمر يحتاج إلى منظومة متابعة بشكل جيد، مشيرة إلى وجود نقص في أطباء التخدير بالمستشفيات الجامعية.
.
.
وأضافت آمال عبدالحي، خلال لقائها مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير» المذاع عبر قناة «صدى البلد»، أن الولادة الطبيعية والقيصرية بهما مسائلة قانونية للطبيب، لذلك بعض الأطباء يتخيلون أن الولادة القيصرية آمنة بالنسبة له، والطبيب يخشى المسائلة القانونية عند الولادة الطبيعية؛ وبالتالي فإن القانون يحميه – إلى حد ما – في الولادة القيصرية، نظرًا لعمله في مكان مُرخص، والصلاحيات التي يملكها في هذا الصدد.
.
.
وأضافت آمال عبدالحي: «لو هانتعامل بقانون المساءلة الطبية الذي يُدّرس حاليًا في البرلمان؛ نتمنى جميعا كأطباء إنه يخرج للنور لأنه هايحمينا؛ والطبيب المخطئ يُحاسب»
حملات التوعية وآلية عملها
أطلقت الدكتور عبلة الألفي، عضو اللجنة الصحية
بمجلس النواب، مبادرة العودة للولادة الطبيعية، التي تستهدف تقليل ارتفاع نسبة الولادات القيصرية في مصر خلال الفترة الماضية، حيث من المقرر أن يكون هناك تدريب لمدة ليست بالقصيرة للأطباء على كيفية الولادة الطبيعية، وكذلك العمل مع التمريض وتدريبهم ليكونوا قادرين على التوليد طبيعيا بشهادة من وزارة الصحة
.
.
كما يوجد جانب توعوي مهم، حيث تعمل المبادرة على تخريج كادر تحت اسم «مقدم المشورة الأسرية» عبارة عن خريجين جامعة، يتم تدريبهم لإجراء مناقشات هدفها تغيير وعي النساء لمفهوم الولادة القيصرية، فضلا عن شرح وافي لمميزات الولادة الطبيعية ومدى تأثيرها الإيجابي على الطفل، شريطة أن تتواجد تلك الكوادر في المستشفيات وفي المراكز الصحية، من أجل استقبال الأمهات وشرح مخاطر الولادة القيصرية.
.
.
وطالبت الألفي، بضرورة رفع معدل كفاءة المستشفيات بتوفير كافة الأدوات، ووضع بروتوكولات العلاج وأجهزة قياس نبض الجنين اثناء الولادة، فضلًا عن نشر ثقافة أهمية الرياضة وتمارين محددة تسهل عملية الولادة الطبيعية دون آلم كبير.
وأكدت عضو مجلس النواب، أن هناك نظامًا كاملاً يتم تأسيسه من أجل خفض معدلات الولادات القيصرية، وبالفعل تم التنسيق مع وزارة الصحة وتم عمل أول نموذج تجريبي في محافظة الإسكندرية، ومن ثم يتم تقييم التجربة، لبدء تعميمها على باقي المحافظات